عودة الكلاسيكيات.. موضة الستينيات تتصدر مشهد 2025
تاريخ النشر: 17th, January 2025 GMT
في عالم الموضة، ليس هناك ما هو أكثر إثارة من عودة الأنماط القديمة والتاريخية، ففي موسم 2025 عادت موضة الستينيات لتأخذ مكانتها مجددًا على منصات العروض وفي شوارع الأزياء، مُجددة أفكارها وملابسها مع لمسة عصرية.
تأثرت الأزياء الحديثة بشكل ملحوظ بالعناصر التي اشتهرت في هذه الحقبة الزمنية، حيث كانت البساطة، الأناقة، والابتكار هي سماتها الرئيسية.
الفساتين القصيرة ذات القصات البسيطة من أبرز سمات موضة الستينيات التي تعود بقوة هذا العام، وتتميز هذه الفساتين بتصاميم نظيفة، تبرز الأنوثة دون مبالغة، مع الأقمشة الخفيفة مثل القطن والشيفون.
ويتميز هذا النمط بالياقة المستديرة، أو الأكمام القصيرة، أو الخطوط النظيفة التي تضفي مظهرًا عصريًا، ويمكن ارتداء هذه الفساتين في العديد من المناسبات، من العمل إلى السهرات، مما يجعلها خيارًا مثاليًا للمحجبات أيضًا، خاصة عندما يتم تنسيقها مع الحجاب الأنيق.
الأقمشة المزخرفة كانت سمة مميزة لموضة الستينيات، وتستمر في التألق في موسم 2025، ولكن مع لمسة من التحديثات العصرية، وتتمثل هذه التحديثات في استخدام الألوان الزاهية مثل الأحمر، الأزرق، والأصفر، مع نقوش كبيرة وملفتة للنظر، إضافة إلى ذلك تُدمج الطباعة بالأشكال الهندسية والنقوش المبتكرة التي تجمع بين الحداثة والكلاسيكية، مما يعزز جمال القطع ويجعلها أكثر جاذبية للمستهلك العصري.
تعتبر الإكسسوارات جزءًا لا يتجزأ من إطلالة الستينيات، حيث كانت الحقائب الصغيرة والأقراط الدائرية جزءًا مهمًا من إطلالات النساء في تلك الحقبة.
وتستعيد هذه الإكسسوارات مكانتها في عالم الموضة، حيث يحرص المصممون على تقديمها بإصدارات جديدة ومتنوعة.
الحقائب الصغيرة ذات الأحزمة القصيرة والأقراط المستديرة الكبيرة تُعد من أبرز القطع التي تتصدر هذا الموسم، وهي تتناسب تمامًا مع الفساتين القصيرة والتصاميم البسيطة.
التحديثات العصرية لأسلوب الستينيات
على الرغم من أن عناصر موضة الستينيات ظلت محفوظة، إلا أن هناك العديد من التحديثات التي تم إدخالها على القطع الكلاسيكية، استخدام الأقمشة الحديثة مثل الجلد، والموهير، والتول، جعل من هذه الأزياء أكثر تنوعًا وقابلية للتكيف مع أساليب الحياة العصرية.
كما يتم دمج التصاميم الكلاسيكية مع لمسات من الألوان المعدنية أو الأقمشة اللامعة، ما يجعل الإطلالة أكثر حيوية وجاذبية.
موضة الستينيات لم تقتصر على مجرد عودة الأزياء القديمة، بل هي تجسيد لروح العصر الذي يعكس بساطته وأناقة فكرته.
وبفضل التحديثات العصرية التي أُضيفت على هذه القطع الكلاسيكية، أصبحت موضة الستينيات خيارًا مفضلًا للكثيرين.
وتُمثل هذه العودة جسرًا بين الماضي والحاضر، حيث يجد الجيل الحالي في تلك التصاميم إلهامًا مستمرًا لجعل أسلوبهم الشخصي مميزًا وأنيقًا.
المصدر: بوابة الوفد
إقرأ أيضاً:
عودة الهذالين.. صوت النضال الذي أسكتته إسرائيل
أستاذ وناشط حقوقي فلسطيني ولد عام 1994 في محافظة الخليل بالضفة الغربية المحتلة، عُرف بموقفه الثابت في الدفاع عن قريته ومناهضة التوسع الاستيطاني الإسرائيلي في منطقة مسافر يطا. ساهم عام 2019 في إنتاج الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى" الذي حاز جائزة أوسكار لأفضل فيلم وثائقي طويل عام 2025، ووثق معاناة الفلسطينيين تحت الاحتلال. واستشهد في 28 يوليو/تموز 2025 برصاص مستوطن إسرائيلي قرب منزله أثناء تصديه لعملية استيطانية.
المولد والنشأةوُلد عودة محمد خليل الهذالين عام 1994 في قرية أم الخير شرق بلدة يطا بمحافظة الخليل، في قلب الضفة الغربية المحتلة.
وتعود أصوله إلى قبيلة الهذالين، إحدى القبائل البدوية العريقة التي استقرت في المنطقة بعد أن أجبرها الاحتلال الإسرائيلي على النزوح من موطنها الأصلي في بئر السبع عام 1948.
نشأ في كنف أسرة بدوية تعتز بأرضها، وتربى على قيم الصمود والتشبث بالأرض وعدم الاستسلام.
كان محبا للرياضة لا سيما كرة القدم، وشارك في مباريات ودية أقيمت في قريته ضمن فرق محلية مثل نادي مسافر يطا ونادي سوسيا، وآمن بأن الرياضة تعزز الانتماء وتُنمّي روح التحدي.
تلقى عودة تعليمه الأساسي في مدارس مسافر يطا، والتحق بمدرسة أم الخير الابتدائية عام 2000، وواصل دراسته رغم ضعف البنية التحتية وصعوبة الوصول إلى المدارس بسبب مضايقات جيش الاحتلال الإسرائيلي.
أظهر منذ صغره حبه لتعلم اللغات، وأبدى اهتماما خاصا باللغة الإنجليزية، مما دفعه لإكمال تعليمه الإعدادي والثانوي في مدرسة الصرايعة التي تخرج فيها عام 2012. وواصل دراسته الجامعية في جامعة الخليل، وحصل على درجة البكالوريوس في اللغة الإنجليزية عام 2016.
تزوج الهذالين وأنجب ثلاثة أطفال وهم وطن ومحمد وكنان.
المسيرة النضاليةعمل عودة بعد تخرجه مدرسا للغة الإنجليزية في مدرسة الصرايعة الثانوية الواقعة في البادية الفلسطينية، لكنه لم يكتف بالدور التعليمي، بل سرعان ما برز ناشطا في مجال حقوق الإنسان ومقاومة الاستيطان جنوب الضفة الغربية.
وعرفه المحليون والدوليون بأنه صوت قرية "أم الخير" والمدافع الأول عن سكانها، وأصبح المتحدث غير الرسمي باسمها، خاصة في الأوساط الحقوقية والإعلامية.
تولى لفترة طويلة مسؤولية المرافعة الميدانية، واستقبل الوفود الأجنبية من دبلوماسيين وصحفيين ونشطاء حقوقيين، وقادهم في جولات توثيقية داخل المناطق المهددة بالهدم، موضحا واقع البيوت التي أصبحت خياما، والأراضي التي صودرت لصالح التوسع الاستيطاني.
إعلانبالعربية والإنجليزية، قدّم الهذالين شهادات حية ومؤثرة نقلت معاناة قريته إلى العالم، مستخدما لغة بسيطة لكنها قادرة على النفاذ إلى الضمير الإنساني.
شارك الهذالين في إنتاج الفيلم الوثائقي "لا أرض أخرى" الذي صُوّر على مدى أربع سنوات (2019-2023) وانتهى العمل عليه قبل أيام قليلة من اندلاع عملية "طوفان الأقصى" في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
وهو إنتاج مشترك بين فلسطين والنرويج، حصد أصداء واسعة في الأوساط السينمائية والحقوقية، وفاز بجائزتي "أفضل فيلم وثائقي" و"جائزة الجمهور" في مهرجان برلين السينمائي عام 2024، ثم حقق إنجازا تاريخيا بفوزه بجائزة أوسكار لأفضل فيلم وثائقي طويل في الدورة الـ97 للأكاديمية، التي أُقيمت يوم 2 مارس/آذار 2025 على مسرح دولبي في هوليود.
وسلّط الفيلم الضوء على معاناة الفلسطينيين في قرية مسافر يطا جنوب محافظة الخليل، وركز على حياتهم التي يقضونها في المقاومة للبقاء والعيش في أرضهم رغم القمع والاستيطان.
وأثار فوز الفيلم بجائزة أوسكار موجة غضب كبيرة في الأوساط السياسية والإعلامية الإسرائيلية، واعتبرته الحكومة الإسرائيلية "لحظة حزينة للسينما العالمية"، ذلك أنه جسّد حقيقة النكبة التي ترفض روايتها.
الاستشهاداستشهد عودة محمد خليل الهذالين مساء يوم الاثنين 28 يوليو/تموز 2025، وذلك بعدما أطلق مستوطن إسرائيلي النار مباشرة على رأسه أمام منزله في قرية أم الخير.
ووفقا لشهادات الأهالي، جاء الاعتداء في سياق اقتحام قوات الاحتلال الإسرائيلي برفقة جرافة عسكرية أراضي القرية لتوسيع مستوطنة "كرميئيل" المقامة على الأراضي المصادرة.
وكشفت وسائل إعلام إسرائيلية أن المستوطن المسؤول عن إطلاق النار هو ينون ليفي، أحد أبرز المستوطنين المعروفين بتورطهم في اعتداءات ممنهجة ضد الفلسطينيين جنوب الضفة الغربية.
ويُذكر أن ليفي هذا مُدرج منذ عام 2023 في قوائم العقوبات الأميركية والبريطانية والأوروبية والكندية، ضمن حزمة شُرعت لمحاسبة المستوطنين المتورطين في انتهاكات حقوق الإنسان في المنطقة (ج) من الضفة الغربية.
سياسات قمع إسرائيليةوفي 29 يوليو/تموز 2025، اقتحمت قوات الاحتلال الإسرائيلي خيمة عزاء الشهيد عودة الهذالين في قرية أم الخير، واعتدت على عدد من النشطاء والصحفيين الأجانب ثم طردتهم بالقوة، وأعلنت المنطقة "عسكرية مغلقة"، في محاولة واضحة لمنع أي مظاهر للتضامن المحلي والدولي.
وذكرت وكالة الأنباء الفلسطينية (وفا) أن القوات طردت المعزين بالقوة من العزاء واعتقلت ناشطتين أجنبيتين كانتا ضمن المتضامنين.