مسؤولون في الشحن البحري: طريق البحر الأحمر يظل محفوفاً بالمخاطر رغم اتفاق وقف إطلاق النار في غزة
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
رغم اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، يظل طريق البحر الأحمر التجاري مهددًا بهجمات محتملة من الحوثيين في اليمن. وأكد مسؤولون في قطاع الشحن أن الشركات ما زالت متحفظة على استئناف استخدام الطريق، في ظل القلق من استهداف السفن.
من جانبه، أعلن زعيم جماعة أنصار الله "الحوثيين" عبد الملك الحوثي يوم الخميس أن جماعته ستراقب تنفيذ الاتفاق بين إسرائيل وحماس، مشيرًا إلى أنهم سيواصلون استهداف السفن أو إسرائيل في حال خرق الاتفاق.
ومنذ تشرين الثاني/نوفمبر 2023، نفذت جماعة الحوثي أكثر من 100 هجوم على السفن، ما أسفر عن غرق سفينتين، والاستيلاء على أخرى، بالإضافة إلى مقتل أربعة من أفراد الطاقم. وقد تسببت هذه الهجمات في اضطراب كبير في حركة الشحن العالمية، ما أدى إلى تعديل بعض المسارات البحرية.
وفي هذا السياق، قال جي فورمان، الرئيس التنفيذي لشركة "بيسيك فن" الأمريكية، التي تورد الألعاب إلى تجار التجزئة مثل وولمارت وأمازون: "لا أستطيع أن أرسل بضائعي عبر البحر الأحمر في الوقت الراهن، سأصرف المزيد من الأموال وأرسل كل شيء حول طرف أفريقيا لأن المخاطرة ليست مجدية".
من جانبه، أكد مات كاسل، نائب رئيس الشحن العالمي في "سي.إتش. روبنسون" اللوجستية، أن "التحول إلى قناة السويس في المدى القصير غير محتمل" بسبب التحديات المرتبطة بتأمين البضائع في ظل المخاطر المرتفعة والقيود الزمنية التي تواجهها شركات الشحن.
وأوضح كريغ بول، المدير التنفيذي لشركة "كاردينال جلوبال لوجيستكس"، أن شركات التجزئة قد تنتظر حتى الربع الثاني من العام لتعديل مساراتها البحرية، مع ضرورة اختبار المسارات أولاً للتحقق من استمرارية وقف إطلاق النار.
من جانبها، قالت مصادر أمنية بحرية إن الشركات ستتعامل بحذر مع أي تعهدات من الحوثيين بوقف الهجمات، وستفضل إجراء تجارب لتقييم المخاطر قبل العودة إلى المسار البحري بشكل كامل.
وأشاروا إلى أن السفن الكبيرة مثل ناقلات الغاز الطبيعي المسال قد تحتاج إلى وقت أطول للعودة بسبب المخاطر الأكبر التي قد تواجهها.
وفي هذا السياق، أكدت شركة "والينيوس فيلهلمسن" النرويجية، التي تنقل السيارات عبر البحر، أنها لن تستأنف الإبحار عبر البحر الأحمر "حتى يصبح الوضع آمنًا". كما قالت شركة "إتش آند إم" السويدية إنها تتابع الوضع عن كثب.
وفي الوقت ذاته، شددت شركة "تايلويند للشحن" المملوكة لسلسلة السوبرماركت الألمانية "ليدل" على أن أولوية تأمين الطاقم والسفن والبضائع تظل من أولوياتها القصوى.
يُذكر أن الاتحاد الأوروبي أكد أن تقييمه للتهديدات في البحر الأحمر لم يتغير. كما أشار إلى أن زيادة أقساط تأمين المخاطر الحربية في المنطقة، التي تتراوح بين 0.6% و2% من قيمة السفينة في حال كانت مرتبطة بإسرائيل أو الولايات المتحدة، تشكل تحديًا إضافيًا لشركات الشحن.
Go to accessibility shortcutsشارك هذا المقالمحادثة مواضيع إضافية عشرات القتلى بقصف مستمر على قطاع غزة ووزراء في حكومة نتنياهو يهددون بالاستقالة رفضا لوقف النار طوفان غير مسبوق: مسيرة مليونية في اليمن نصرة لغزة وترحيبا بوقف النار وتقول لإسرائيل "وإن عدتم عدنا" شاهد: طوفان بشري تحت المطر في اليمن دعما لغزة وللمسجد للأقصى في الذكرى 55 لإحراقه قطاع غزةصاروخباخرة شحن نفطيةإسرائيلالبحر الأحمرالحوثيونالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل قطاع غزة إطلاق نار احتجاجات دونالد ترامب فلسطين إسرائيل قطاع غزة إطلاق نار احتجاجات دونالد ترامب فلسطين قطاع غزة صاروخ إسرائيل البحر الأحمر الحوثيون إسرائيل قطاع غزة إطلاق نار احتجاجات دونالد ترامب فلسطين حيوانات حركة حماس إسبانيا غزة محكمة روسيا وقف إطلاق النار فی البحر الأحمر فی الیمن
إقرأ أيضاً:
جوّكم خاب وبحركم خاسر.. اليمن ثابت وفلسطين في القلب
في تطور يكشف حجم اليأس والإحباط، أقدم العدو الإسرائيلي على استخدام سلاح البحرية في عدوان مباشر على ميناء الحديدة، بعد أن أثبت سلاح الطيران فشله الذريع في إخضاع اليمن وكسر إرادته.. وهذا التحول ليس تصعيدًا نوعيًا بقدر ما هو اعتراف صريح بالعجز في الجو، ومحاولة أخيرة بائسة للالتفاف على صمود لا يُكسر.. ولكن كما خابت طائراتهم، ستغرق سفنهم في وهم السيطرة، فاليمن اليوم ليس فقط مستعدًا للمواجهة، بل ماضٍ في معركة الوعي والثبات حتى كنس العدوان والانتصار للقضية الفلسطينية التي كانت وستبقى في قلب كل يمني حر.
العدوان الإسرائيلي على ميناء الحديدة ليس إلا فصلًا جديدًا من سلسلة الفشل المتواصل لكيان غاصب لم يعد يملك من القوة إلا ضجيج السلاح، ولا من الهيبة إلا ما تصنعه الشاشات. بعد أن انكسر طيران العدوان على صخرة الصمود اليمني، وبعد أن عجزت غارات الأعداء الصهاينة عن إخضاع الإرادة الحرة، لجأوا إلى البحر، ظنًّا منهم أن الموج أضعف من الجبال، وأن الموانئ أسهل من السماء، لكنهم نسوا أو تجاهلوا أن اليمن لا يُؤخذ من الجو، ولا يُركع من البحر، ولا يُساوم على الأرض ولا على المبدأ.
لقد فشل العدوان الإسرائيلي، وسيفشل في كل مرة يظن فيها أن اليمن ساحة مفتوحة لتجريب أدوات القتل، لا البحر ولا الجو سيمنحه نصرًا، ولا كل حلفائه سيمنحونه شرعية، اليمن اليوم أقوى مما يظن، وأكثر وعيًا مما يتخيل، وأشد تصميمًا على كسر كل عدوان، مهما كانت الجهة التي تقف وراءه، والحديدة التي أراد الأعداء أن يجعلوها بوابة لفرض الحصار، ستكون بوابة لسقوط وهمهم العسكري، ونقطة تحول جديدة في ميزان الردع الإقليمي.
اليمن ليس دولة عابرة، أو شعبًا يمكن عزل بوصلته، هذا الشعب، الذي تحمل الحصار والحرب والمؤامرات، لم يتزحزح يومًا عن موقعه الأصيل في خندق فلسطين. لم تبعده الجراح، ولم تشغله المعارك، ولم تثنه الضغوط، اليمن لا يخذل القدس، ولا يتخلى عن غزة، ولا يصافح قتلة الأطفال في نابلس وجنين، فلسطين ليست مجرد قضية في الوجدان اليمني، بل عهد تاريخي وواجب إيماني وثابت لا يُمَسّ، ولو اجتمع العالم على تغييره.
من يراهن على أن العدوان سيجعل اليمن يراجع مواقفه من القضية الفلسطينية فهو واهم، ومن يعتقد أن القصف سيجبره على الصمت، لا يعرف شيئًا عن شعب لا يعرف الركوع، اليمن لا يباع، ولا يُبتز، ولا يُهدد، وميناء الحديدة سيبقى شامخًا، كما بقيت، صنعاء، وحجة، والجوف، والحديدة، وكل مدن اليمن التي لم تنحنِ لقصف ولا حصار.
العدوان الإسرائيلي فشل وسيفشل، لأن ما يواجهه في اليمن اليوم ليس مجرد مقاومة، بل وعي عربي أصيل بدأ يستعيد أنفاسه من أقصى اليمن حتى أقصى فلسطين، اليمن باقٍ، وفلسطين في قلبه، ومن يعتقد أن القنابل تستطيع تغيير الحقائق، فليقرأ تاريخ الشعوب الحرة، بل ليقرأ تاريخ اليمن.