تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

شكل المؤتمر الفكري الذي خصصه مهرجان المسرح العربى فى دورته الخامسة عشرة التي أقيمت فى سلطنة عمان فى الفترة من 9 حتى 15 يناير الجارى، منصة حيوية لتبادل الأفكار والتجارب، مما يعكس حرص السلطنة على دعم التطور الفني وتعزيز الحوار الثقافي.

خشبة المسرح  بين صراع السيطرة وثورة الإبداع الإنساني

جاء المؤتمر تحت عنوان «المسرح والذكاء الاصطناعي.

. بين صراع السيطرة وثورة الإبداع الإنساني»، والذى بحث فى دور التكنولوجيا المتقدمة فى تطوير فنون المسرح مع الحفاظ على طابعه الإنساني والإبداعي، والتركيز على التفاعل بين الذكاء الاصطناعى والفن المسرحي، وتسليط الضوء على التجربة الصينية فى استخدام التكنولوجيا لتعزيز الإبداع فى المسرح.

الذكاء الاصطناعي في التصميم المسرحي

وفى ورقة بحثية بعنوان «العلاقة بين التصميم المسرحي والذكاء الاصطناعى» سلط الدكتور خليفة الهاجرى الضوء على قدرة الذكاء الاصطناعى على إحداث نقلة نوعية فى العملية الإبداعية، مستعرضا البحث التطبيقات العملية التى تعزز الإنتاجية وتفتح آفاقا جديدة للابتكار، مع التطرق إلى التحديات التى قد تواجه هذا التوجه، بما في ذلك القضايا الأخلاقية والمخاوف المتعلقة بفقدان الطابع البشري، حيث تم استكشاف نماذج توليدية تعتمد على الذكاء الاصطناعي، مما فتح باب النقاش حول كيفية تسخير التكنولوجيا لدعم الفنانين بدلا من استبدالهم.

الإضاءة حكاية جديدة

فى حين قدم المصمم الصينى «ما لوه» عرضا ملهما لتجاربه فى تصميم الإضاءة المسرحية، التي امتدت لأكثر من عقدين، وكشف خلالها عن تفاصيل مشاريع إبداعية اعتمدت على تكنولوجيا متقدمة، مثل استخدام لوحات ضوئية متحركة على خشبة المسرح، مما أتاح تقديم تجارب بصرية غنية، داعيا المهتمين بفنون المسرح لزيارة مدينة «أندرولى» الصينية، التى تعد مركزا عالميا لتكنولوجيا وفنون الإضاءة، حيث يتم تطوير حلول مبتكرة لرفع مستوى العروض المسرحية، كما شارك أمثلة من مشاهد درامية استخدم فيها الإضاءة بشكل فريد للتعبير عن موضوعات إنسانية عميقة، مثل الموت والسجن، مؤكدا أن التكنولوجيا لا تزال أداة مكملة لخيال الفنان.

مستقبل المسرح 

أكد المصمم «شان جهاى» أن الذكاء الاصطناعى أصبح عنصرا رئيسيا فى تصميم المشاهد المسرحية منذ عام 2022، مستعرضا عددا من المشاريع التى دمجت التكنولوجيا مع الفنون البصرية، بما فى ذلك نماذج مستقبلية قدمها طلابه حول تطور المسرح خلال الـ100 عام المقبلة.

وقد عكست هذه المناقشات اهتماما كبيرا بتأثير الذكاء الاصطناعى على الفنون، حيث أكد المتحدثون أن هذه التقنية ليست بديلا للإبداع البشرى، لكنها وسيلة لفتح مسارات جديدة للفنانين والمبدعين.

 

 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: فنون المسرح سلطنة عمان مهرجان المسرح العربي الذكاء الاصطناعي خشبة المسرح التكنولوجيا الذکاء الاصطناعى الذکاء الاصطناعی

إقرأ أيضاً:

“هيوماين” ومستقبل الذكاء الاصطناعي

يمثل الإعلان عن خطط “هيوماين” السعودية، التابعة لصندوق الاستثمارات العامة، بتدشين صندوق “Humain Ventures” برأس مالٍ جريء يُقدر بـ10 مليارات دولار، إلى جانب سعيها الحثيث لجذب كبار مستثمري التكنولوجيا الأميركيين، نقطة تحولٍ فارقة في مسيرة التحولات المؤسسية والرقمية الهائلة التي تشهدها المملكة العربية السعودية. هذه المبادرة ليست مجرد استثمار مالي ضخم، بل هي تجسيدٌ عميقٌ لرؤية استراتيجية طموحة تهدف إلى وضع المملكة في صدارة المشهد العالمي للذكاء الاصطناعي، وتحقيق مستهدفات رؤية 2030 بأبعادها الاقتصادية والاجتماعية والتقنية.إن جوهر استراتيجية “هيوماين” يكمن في بناء شراكات استراتيجية عميقة ومستدامة مع أبرز اللاعبين في قطاع التكنولوجيا العالمي. المحادثات الجارية مع شركات بحجم “OpenAI”، و”xAI” التابعة لإيلون ماسك، وشركة رأس المال الجريء العملاقة “Andreessen Horowitz”، لا تعكس طموحاً في الاستحواذ على حصص سوقية فحسب،

بل تُشير إلى رغبة المملكة في استقطاب المعرفة، الخبرة، والتقنيات المتقدمة إلى داخل نسيجها الاقتصادي. تُشكل الاتفاقيات الموقعة مع “إنفيديا” لتوريد رقائق GB300 المتطورة، ومع “AMD” لبناء بنية تحتية حاسوبية ضخمة بقدرة 500 ميغاواط، دليلاً واضحاً على الأولوية القصوى التي تُوليها المملكة لتأسيس بنية رقمية متقدمة تُعد حجر الزاوية لاقتصاد المعرفة. هذه الاستثمارات لا تضمن قدرة المملكة على تطوير حلول الذكاء الاصطناعي، بل تُشكل أيضاً مُحفزاً رئيسياً للابتكار في قطاعات متعددة.تتجاوز خطط “هيوماين” البعد التقني البحت لتُلامس جوهر الأهداف الاقتصادية والاجتماعية لرؤية 2030. التوقعات بأن تُثمر هذه الاتفاقيات عن توفير أكثر من 22 ألف وظيفة نوعية في المملكة، ومساهمة مباشرة بـ 24 مليار دولار في الناتج المحلي الإجمالي بحلول 2030، تُبرز الأثر الاقتصادي الهائل لهذه المبادرات. هذا يُعزز من استدامة الاقتصاد الوطني وقدرته على مواجهة التقلبات المستقبلية. من خلال صندوق “Humain Ventures” الذي يستهدف شركات ناشئة عالمياً، تضمن المملكة ليس فقط عوائد مالية، بل أيضاً نقل الخبرات، جذب الكفاءات، وتوسيع شبكة علاقاتها في منظومة الابتكار العالمية. وهذا يُعزز من دورها كلاعب رئيسي في المشهد التقني الدولي.في الختام، ما تقوم به المملكة العربية السعودية، من خلال مبادرات “هيوماين” وشراكاتها واستثماراتها الضخمة في الذكاء الاصطناعي، يُعد مثالاً ساطعاً على كيفية تحويل الرؤى الطموحة إلى واقع ملموس. إنه رهان استراتيجي على المستقبل، يُمهد الطريق لتحقيق أهداف رؤية 2030 التنموية الشاملة.

د. بجاد بن خلف البديري – جريدة المدينة

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • أبرز مبادرات الذكاء الاصطناعي في مخيمات الحجاج بالمشاعر المقدسة
  • مايكروسوفت تستغني عن مئات الموظفين للاستثمار في الذكاء الاصطناعي
  • كيف ينبغي للشركات ــ ولا ينبغي لها ــ توظيف الذكاء الاصطناعي
  • من الإعلام إلى صناديق الاقتراع.. الذكاء الاصطناعي تحت المجهر في ورشة «بصيرة»
  • الذكاء الاصطناعي والروبوتات الطبية في خدمة الحجاج
  • الذكاء الاصطناعي يحسّن علاج سرطان الرئة
  • لا للاعتماد على الذكاء الاصطناعي في الأحكام الشرعية بماليزيا
  • “هيوماين” ومستقبل الذكاء الاصطناعي
  • معلمو عُمان والذكاء الاصطناعي.. قيادة تحويلية نحو المستقبل
  • فيلم «الرمز 8».. الذكاء الاصطناعي يشعل الصراع بين ذوي القدرات الخارقة