محمد بن سالم البطاشي
بأي لون سنكتب حروف النصر؟ بأي مداد سنكتب حروف النصر؟ هل سنكتبه بماء الذهب أم نرصع حروفه الثلاثة بالألماس؟ وبأي لغة سنكتب حروف النصر؟ فكل لغات العالم تتسابق اليوم ليكون لها شرف كتابة حروفك أيها النصر المبين.
هل سنكتب حروف النصر بدموع الفرح أم بدماء الشهداء الزكية؟ كيف سنعطر أجواء الاحتفال؟ بأي عطر سنرش الأرض احتفالا بالنصر العظيم؟ يا ترى هل سيكفي لبان محافظة ظفار الأبية لنحرقه في احتفالات هذا النصر؟ كيف ومتى وأين سننثر رياحين الفرح وورود الاحتفال بالنصر؟ فكل الورود في الجبل الأخضر لن تكفي لهذا الاحتفال الباذخ!
يحق لنا أن نحتفل ونفرح ونشارك الفرحة العالم كله، بعد تلك الوقفات الصادقة، وهذا الثبات والتأييد المنقطع النظير الذي عبَّر عنه دوما أبناء عُمان لغزة العزة وأهلها الكرام الصامدين المرابطين، الذين أثبتوا أنهم أصلب من الجبال الرواسي وواجهوا بيقين ثابت لا يتزعزع أعتى حرب في التاريخ وأشدها وحشية وقسوة وهمجية على الإطلاق.
أتساءل ببراءة الأطفال: هل هذه الدنيا على رحابتها ستتسع لفرحة قلوبنا؟
ما أكرمك ربنا، وما أرحمك مولانا، لك الحمد دائما وأبدا، أخرجت عبادك من كرب الحروب إلى بهجة الانتصار بكل ما يكرسه هذا النصر من نتائج وتداعيات هائلة.
تحية من عُمان الشمم والإباء إلى غزة الصامدة الظافرة المنصورة، تحية إجلال وإكبار إلى حماة الأمة وسورها المنيع ومخزن كبريائها ومنتهى أملها ومبعث عزتها وفخارها، بكم رفعنا الرؤوس وبجهادكم وصبركم وثباتكم وتضحياتكم وفضلكم طاولنا السماء وعانقنا الثريا.
يا أهل غزة الأماجد إنكم أمة لوحدها، وإنكم لم ولن تهزموا بإذن الله، بل ستبقى تضحياتكم وصلابتكم وإيمانكم الراسخ بحقكم وحريتكم وحرصكم على كرامتكم نبراسا لكل طالبي الحق وعشاق الحرية في العالم أجمع، وستبقى هذه الملحمة الفريدة والخالدة منهلا للمتعطشين إلى العدل والمساواة والحرية والعزة والكرامة إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها.
إنني أعلم يا أهل غزة أن الكلم مهما كانت بلاغته وأن القول مهما كانت فصاحته فإنهما يتواضعان أمام عظمة تضحياتكم الجسام وصبركم وبأسكم الذي يهد الجبال هدا، حيث القلم لن يبلغ شأوكم مهما تطاول والكلام ولو امتد فإنه يتقاصر عن بلوغ كعب أقدامكم الطاهرة، فبفضل الله أولًا، ثم بفضل صبركم وجهادكم وتضحياتكم نفختم الروح من جديد في جسد هذه الأمة وبدمائكم الزاكية حررتم عقولها من وهن الخنوع والاستلاب والاستسلام، وأعدتم الأمل والاستبشار إلى نفوسها بغد أفضل وأكثر إشراقا والله غالب على أمره.
أيها الأحباب.. من هنا من مسقط السلام وميدان الكرامة والإباء ومقبرة الغزاة والطامعين وعاصمة النخوة والطهر والوفاء، وقبلة العروبة في الليالي الحالكات، نبعث إلى غزة الصمود والنصر ألف سلام وسلام وألف أمنية وأمنية ونقيم في ساحاتنا ألف عازي وألف هبوت وألف رزحة وألف لال ولال، وألف مخرج، ونلقي ألف نشيد ونشيد وألف قصيدة مطرزة بأجمل الأبيات، ونطلق المدافع فرحا وطربا، ونحمل رايات النصر عالية خفاقة، ونتصدر مواكب المهنئين المتجهين إلى مقامكم العالي في مظاهرة الفتح والرضوان، نملأ الميادين احتفالا وابتهاجا وهذه سيوفنا تلمع تحت أشعة الشمس وتروسنا وارفة ظلالها.
يا غزة الحبيبة إن حناجرنا لتصدح هادرة بأناشيد النصر وتترنم ببطولاتكم التي ليس لها مثيل، ونعيد القسم مرات ومرات بأننا معكم على العهد باقين وعلى طريق الوفاء سائرين وللثغور حارسين، أوفياء لديننا ومبادئنا وأخلاقنا.
"وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلَّا بُشْرَىٰ لَكُمْ وَلِتَطْمَئِنَّ قُلُوبُكُم بِهِ ۗ وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِندِ اللَّهِ الْعَزِيزِ الْحَكِيمِ". صدق الله العظيم.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
240 مسيرة حاشدة في حجة تبارك انتصار إيران وتؤكد الثبات مع غزة
وأكد أبناء المحافظة استمرار الثبات والصمود والانتصار للشعب الفلسطيني المظلوم في غزة والتصدي للعدوان الصهيوني حتى إيقاف العدوان وتحقيق النصر المؤزر.
وباركوا للجمهورية الإسلامية الإيرانية شعبا وقيادة وجيشا الانتصار الكبير الذي حققته على العدو الصهيوني الأمريكي بعد الضربات الساحقة التي دكت أوكار الكيان الغاصب في عمق الأراضي الفلسطينية المحتلة.
وجدد أبناء حجة في المسيرات التي تقدمها المحافظ هلال الصوفي وأمين عام المجلس المحلي بالمحافظة إسماعيل المهيم، ومسئول التعبئة حمود المغربي وقيادات المحافظة التفويض لقائد الثورة السيد عبد الملك بدرالدين الحوثي في اتخاذ الخيارات المناسبة لإسناد المقاومة الباسلة في غزة.
وأكدوا الجهوزية الكاملة لتقديم التضحيات انتصارا للمظلومين والمستضعفين في غزة ودفاعا عن الأرض والعرض والسيادة الوطنية، وخوض المعركة الفاصلة بين الحق والباطل إسنادا للأشقاء في غزة.
وبارك بيان صادر عن المسيرات للأمة العربية والإسلامية حلول العام الهجري الجديد، سائلًا الله تعالى أن يجعله عام جهاد وانتصار وخير للأمة وللمستضعفين في العالم.
وأكد أهمية هذه المناسبة المرتبطة بوجدان الشعب اليمني وتاريخه الإيماني المشرف من أسلافه العظماء أنصار رسول الله صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله وإلى حاضرهم المجيد المنتمي للمسيرة القرآنية والحامل الأول لها.
وجدد العهد والوعد لله تعالى ولرسوله صلوات الله عليه وعلى آله ولقائد المسيرة وحامل راية الجهاد السيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي حفظه الله بالمضي على خط الجهاد والبذل والعطاء والوفاء والولاء دون تردد أو تراجع أو تخاذل، متوكلين على الله ومعتمدين وواثقين به حتى يتحقق النصر المبين والفتح الموعود بإذن الله.
وبارك البيان للأشقاء في جمهورية إيران قيادة وشعباً ولمجاهديها في الجيش والحرس الثوري – انتصارهم العظيم على العدوان الصهيوأمريكي الظالم والذي حدد غايته المجرم السفاح ترامب بضرورة استسلام إيران غير المشروط وبعد تلقيه وشركائه الضربات الساحقة أذعن هو بنفسه ليعلن وقفاً غير مشروط لعدوانهم على إيران بعد أن تكبد كيان العدو ضربات مدمرة لم يعرف لها مثيلاً على مدى تاريخه الملطخ بالدم.
واعتبر الانتصار ثمرة من ثمار التوكل على الله والاعتماد عليه والاستجابة له في الإعداد والاستعداد والبناء القوي للأمة وتبني خيار الجهاد والمقاومة ورفض خيار الاستسلام والخنوع والتطبيع والولاء وهو ما ينبغي أن يكون أملاً ونموذجاً وأسوة لبقية الدول العربية والإسلامية.
كما بارك البيان للأخوة في المقاومة الفلسطينية الباسلة ضرباتهم الموجعة للعدو الصهيوني التي تثلج الصدور، وثباتهم وصبرهم ومواصلتهم للجهاد برغم الصعوبات الهائلة.
وجدد الوعد لهم ولكل الشعب الفلسطيني بمواصلة الدعم والمساندة والوقوف إلى جانبهم والدفاع معهم عن المقدسات حتى يكتب الله لهم ولنا النصر القريب بإذنه تعالى.