(105) أعوام على ميلاد "مزمار التلاوة"
تاريخ النشر: 19th, January 2025 GMT
ما بين نعته بـ"الصوت الباكي"، أو "مزمار التلاوة"، تمر في العشرين من يناير الجاري الذكرى الـ(105) لميلاد فضيلة الشيخ محمد صديق المنشاوي، أحد أشهر حراس دولة تلاوة القرآن الكريم مع الجيل العظيم الذي ضم كبار القراء مثل الشيوخ: مصطفى إسماعيل، وعبد الباسط عبد الصمد، ومحمود خليل الحصري، وغيرهم.
وقد خص الله المنشاوي بصوت عذب مملوء بالشجن والسكينة، فكان تأثيره طاغيًا في نفوس "السميعة" عبر إتقانه الشديد لـمقامات القراءة، وانفعاله العميق بالمعاني، والألفاظ القرآنية، فبلغت شهرته الآفاق بمصر، وكافة أنحاء العالم الإسلامي.
في عام 1920م، ولد المنشاوي بقرية المنشاة (محافظة سوهاج) في أسرة كريمة حملت رسالة القرآن حيث كان جده "تايب المنشاوي"، ووالده "صديق"، وأخواه: أحمد، ومحمود، فضلاً عن عمه "أحمد السيد المنشاوي".. جميعهم من مقرئي الذكر الحكيم، وإن كان شيخنا الجليل هو الأبرز من بينهم لمزاياه الكبيرة في حقل التلاوة.
أتم المنشاوي حفظ كتاب الله بكتّاب القرية، وهو في الثامنة من عمره، وبعدها بعدة سنوات انطلق إلى عالم القراءة بعد أن صاحب والده، وعمه في إحدى الحفلات (مأتم) بسوهاج، فاستمع له الناس لأول مرة، وانبهروا به أكثر من انبهارهم بتلاوة والده وعمه، فبدأ صيته في الانتشار، لا سيما مع تلك التلاوة التي تجلى فيها في مولد سيدي أبو الحجاج الأقصري في إحدى ليالي عام 1952م.
أتت الإذاعة المصرية إليه أثناء قراءته في أحد المآتم بمدينة إسنا عام 1953م، حيث تم اعتماده قارئًا بالإذاعة، وتوالت تسجيلاته الإذاعية التي تخطت الـ(1500) تسجيل.
وقد تلى المنشاوي القرآن في المساجد الرئيسية في العالم الإسلامي: المسجد الحرام، والمسجد النبوي، والمسجد الأقصى. كما زار، وقرأ بالعديد من الدول الاسلامية كالعراق، وإندونيسيا، وسوريا، والكويت، وليبيا.
ومن أشهر القصص المروية عن الشيخ أن شهرته قد وصلت- بالصدفة- إلى الزعيم خالد الذكر جمال عبد الناصر، وهي الصدفة التي صنعت نقلة في حياة المنشاوي، حيث دُعي الشيخ للمشاركة في السرادق المقام لإحياء مأتم والد عبد الناصر بالإسكندرية. وبعد انتهاء الليلة، طُلب منه أن يبيت بالحجرة المجاورة له، وفي الصباح طلب منه عبد الناصر سماع فن الترتيل.. وبعد عشر دقائق، بكى عبد الناصر متأثرًا من عذوبة التلاوة، وأصدر قرارًا للشيخ بتسجيل المصحف المرتل للإذاعة.
ويكاد يجمع كبار القُراء، وشيوخ معلمي القراءات أن "المصحف المرتل" للشيخ محمد صديق المنشاوي يعد أعظم مصحف في تاريخ دولة التلاوة على الإطلاق، كما أشادوا أيضًا بمصحفه المُجوَّد، وقراءته في مدينة القدس، التي اعتبروها في تاريخ المنشاوي"درة التلاوة".
ومن ناحية أخرى، حصل المنشاوي على وسام الاستحقاق من سوريا في منتصف الستينيات، وكرمته مصر بـ "وسام الاستحقاق من الطبقة الأولى" أثناء الاحتفال بليلة القدر عام 1992م، كما أطلق اسمه على أحد شوارع محافظة الجيزة.
وقد اشتهر الشيخ المنشاوي بالتواضع الشديد، ولين الجانب، وشدة العطف على الفقراء والمساكين، وحب الخير، حيث تركت مواقفه في بلدته "المنشاة" أثرًا لدى أسرته الصغيرة والكبيرة، فيقال:" إن مواليد القرية كانت تسجل لدى المنشاوي قبل أن تسجل في سجل الحكومة". يُذكر أن المنشاوي قد انتقل إلى الرفيق الأعلى عام 1969م، ولم يكن عمره قد تجاوز التاسعة والأربعي
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: عبد الناصر
إقرأ أيضاً:
بورسعيد.. استمرار أعمال تطوير حديقة «جمال عبد الناصر» بمنطقتي السلام الجديد والتصنيع
تواصل الأجهزة التنفيذية بحي الضواحي فى محافظة بورسعيد أعمال التطوير الجارية بحديقة جمال عبد الناصر، وذلك بمتابعة شيماء العزبي، القائم بأعمال رئيس حي الضواحي، وتحت إشراف جهاز تعمير سيناء – منطقة تعمير بورسعيد.
جاء ذلك بناءً على توجيهات اللواء أركان حرب محب حبشي، محافظ بورسعيد، لزيادة المسطحات الخضراء بأحياء المحافظة.
وتشمل أعمال التطوير تنفيذ أعمال الزراعة والتجميل ضمن خطة تطوير منطقتي السلام الجديد والتصنيع، لزيادة المسطحات الخضراء، وتجهيز مناطق الري داخل الحديقة، فضلًا عن تنفيذ بردورات جديدة وممرات للمشاة ومناطق خضراء بما يسهم في إضفاء مظهر حضاري متكامل.
زيادة المسطحات الخضراء وخلق متنفس حضاري لأهالي السلام الجديد والتصنيعكما تتواصل أعمال صب بردورات الرصيف الخارجية للحديقة وتنفيذ الممرات الداخلية، إلى جانب تركيب مأخذ مياه جديد لدعم شبكة الري داخل الحديقة بما يضمن استدامة أعمال الصيانة ورفع كفاءة المرافق الحيوية استعدادًا لاستكمال مراحل التطوير.
وتتم الأعمال في إطار الالتزام بالجدول الزمني المحدد لخطة لضمان إنجاز الأعمال في المواعيد المقررة.
ويأتي تطوير حديقة جمال عبد الناصر ضمن خطة شاملة لتحسين المظهر الحضاري ورفع كفاءة الخدمات المقدمة للمواطنين بمنطقتي السلام الجديد والتصنيع وبما يتماشى مع استراتيجية الدولة المصرية للتنمية المستدامة ورؤية مصر 2030.