آخر تحديث: 20 يناير 2025 - 9:50 صبغداد/ شبكة أخبار العراق- لا يمكن اعتبار علاقة بغداد بطهران منذ عام 2003 ضمن بديهيات العلاقات الدبلوماسية، خصوصا بين دول الجوار. العراق كان أول محطة في برنامج إيران لتصدير الثورة عام 1979 لاعتبارات عقائدية في عقول الإيرانيين، إذ أن المذهبية العراقية هي الأقرب إلى نظام الولي الفقيه.

لكن الحكمة الإيرانية فشلت في تحقيق ذلك الهدف، وهذا ما أكدته الحرب العراقية – الإيرانية التي اندلعت عام 1980 واستمرت لغاية 1988 بتجرع الخميني السُّم واعترافه بوقف إطلاق النار. تلك الحرب التي اشترك بها سنة وشيعة العراق وكرده في معارك الخليج الأولى، باعتراف صريح أن المجتمع العراقي كان بعيداً عن الطائفية قبل الاحتلال الأميركي. حاولت طهران أن تكتب حقيقة تاريخية بدأت تنقلب عليها حالياً، بأن تكون شريكاً مهماً في نفوذ العراق بعد عام 2003 وسقوط نظامه السابق، لتتمدد تلك الحقيقة إلى دول مجاورة مثل سوريا ولبنان بصناعة هلال شيعي يضمن لها مصالحها وتطويع أنظمة المنطقة وصولاً إلى دول الخليج. كان مشروع نظام وليّ الفقيه الإيراني هو الابن البكر للمشروع الطائفي في العراق، جاهدت إيران لأن تطبق هذه الوصفة على الدولة العراقية الجديدة بعد الاحتلال، لذلك كان من البديهي أن تحاول إيران إبعاد العراق عن محيطه العربي، وصل ذلك الإبعاد إلى حد القطيعة والنفور. المفكر الإيراني صادق زيبا يُشير إلى عنصرية الفرس بالقول “إننا كإيرانيين لم ننس هزيمتنا التاريخية أمام العرب في معركة القادسية رغم مرور 1400 عام عليها، فنخفي في أعماقنا حقداً وضغينة دفينين تجاه العرب وكأنها نار تحت الرماد قد تتحول إلى لهيب كلما سنحت لها الفرصة.” انكشفت تلك الحقيقة في أيام الاحتلال الأولى للعراق حين قُتل أكثر من 150 عراقيا في تموز – يوليو من عام 2004 في أكثر الأيام دموية منذ انتقال السلطة إلى حكومة إياد علاوي. آنذاك كانت الرياض تبحث مع واشنطن إرسال قوة عربية إسلامية لضبط الأمن في هذا البلد، حينذاك أعلن وزير الخارجية السعودي الأمير سعود الفيصل عن إجراء محادثات أولية مع الولايات المتحدة لإرسال قوات عربية إلى العراق، لكن ذلك الاتفاق سرعان ما تبخّر بعد تدخل دول مجاورة لإلغائه. ستقرأ الأجيال العراقية اللاحقة في كتبها صفحات مؤلمة صنعها الاحتلال الأميركي وأوكل مهمة تمزيق الجسد العراقي إلى الجارة الشرقية بعد أن قدم لها هذا البلد على طبق من ذهب، تستخدم أدواتها من عملاء ومرتزقة يتباهون أمام الملأ بانتمائهم إلى الخارج. ما كان يحصل في البيئة العراقية أن الكثير من الأحزاب السياسية وفصائلها المسلحة كانوا جنوداً مطيعين في تنفيذ الأجندة الإيرانية لمحاصرة الوجود الأميركي في العراق الذي جاء بهم تماماً كلعبة القط والفأر، أو عبر التلاعب بمشاعر وعواطف العراقيين بأن إسرائيل ستُرمى في البحر، حتى أصبحت تلك الفصائل بديلاً عن الدولة العراقية وصل بها إلى احتكار القرار السيادي المتحالف مع طهران التي بدأت تتحدث باسم شعب العراق وأهله. في عام 2018 أعلن المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي أن “إيران ستقاتل الأميركان بشباب العراق وأمواله في خدمة مشروع الإمام الخميني.” كان ذلك القول لاعتقاد إيران أنها حققت مكاسب سياسية ولوجستية في العراق وسوريا ولبنان، جعلتها ترسم سيناريو الدولة الفارسية. كلمات قاسمي كانت تشير بوضوح إلى استعداد طهران لحرق العراق وشعبه من أجل غاياتها ومصالحها، وتعبر عن استعداد أذرعها وأدواتها للقتال بالنيابة على أرض محروقة بعيداً عن حدودها الجغرافية.يبدو الآن ومع جلوس دونالد ترامب بولايته الثانية في البيت الأبيض أن اللعبة انتهت بالعراق، وما كان يحصل هو حالة من الفوضى آن لها أن تنتهي ومعها هذه اللعبة. التاريخ دائما يؤكد أن الانتصار في النهاية للشعوب، وأن نظام ولاية الفقيه الذي تجرع السُّم في عام 1988 عندما أعلن عن انتهاء الحرب العراقية – الإيرانية، يبدو أنه يتجرع كأسا ثانية من السُّم عبر إنهاء وصايته على العراقيين.بغداد لها تاريخ حافل بالأحداث، سواء كانت انكسارات وهزائم أو انتصارات. غزاها هولاكو عام 1258، أدى ذلك الغزو إلى القتل والحرق والتدمير وضياع الكثير من التراث العلمي بعد أن رُميت مجلداته في نهر دجلة، لكن بغداد استعادت عافيتها، ونعتقد أنها ستستعيد عافيتها مجددا بعد أن ترفع إيران يدها عن الشعب العراقي.

المصدر: شبكة اخبار العراق

كلمات دلالية: فی العراق

إقرأ أيضاً:

شاهد.. هالاند يهدر ركلة جزاء مرتين في تصفيات كأس العالم

أهدر إيرلينغ هالاند ركلة جزاء للنرويج خلال مباراة منتخب بلاده ضد إسرائيل ضمن تصفيات كأس العالم، قبل أن يخفق في تسجيلها مجددا بعد إعادتها بقرار من الحكم، وذلك في مشهد أثار للدهشة والغرابة.

قبل مباراة النرويج ضد إسرائيل، كان هالاند مهاجم مانشستر سيتي قد سجل 13 هدفا في آخر 10 مباريات له، وبدا "الإعصار النرويجي" أنه على وشك إضافة مزيد من الأهداف عندما حصلت النرويج على ركلة جزاء في الدقيقة الثالثة، إثر تعرض باتريك بيرج لعرقلة داخل منطقة الجزاء من قِبل دان بيتون.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2مباشر مباراة عُمان ضد الإمارات بتصفيات كأس العالم 2026list 2 of 2مدة غياب وطبيعة إصابة مبابي هداف ريال مدريدend of list

سدد هالاند ركلة الجزاء، لكن الحارس دانييل بيريتز تصدى لها. غير أن الحكم البولندي سيمون مارتشينياك أمر بإعادة الركلة، لأن حارس المرمى تحرك من على خط مرماه مبكرا.

وحصل المهاجم على فرصة ثانية لإعادة تنفيذها، لكن بيريتز خمن بشكل صحيح مرة أخرى وتصدى لتسديدة النرويجي مجددا.

Erling Haaland MISSED back to back penalties in World Cup Qualifying.

He was allowed to retake his first penalty due to encroachment yet he missed his second too.

Maybe he is human after all… pic.twitter.com/NwOjDIUa4k

— george (@StokeyyG2) October 11, 2025

هالاند يتدارك الأمر

وضع هالاند إهداره ركلة الجزاء خلف ظهره، بعد أن نجح في تسجيل هدفه الثاني في المباراة، عندما انطلق مسرعا نحو تمريرة بينية من ألكسندر سورلوث، ثم سدد كرة منخفضة في الزاوية السفلى.

يُقدّم هالاند أداء مُذهلا هذا الموسم، إذ سجل في جميع المباريات التي شارك فيها حتى الآن باستثناء مباراة واحدة.

المباراة تعد من المواجهات الأكثر إثارة للجدل بسبب المواقف السياسية للنرويج المناهضة للإبادة في غزة (رويترز)مباراة مثيرة للجدل

ووصفت صحيفة "أتلتيك" هذه المباراة قبل انطلاقها بأنها من "أكثر المواجهات إثارة للجدل في تاريخ كرة القدم الدولية الحديثة"، مضيفة أنها "تحمل في طياتها خلافا سياسيا ودبلوماسيا وإنسانيا غير مسبوق".

إعلان

وكان الاتحاد النرويجي لكرة القدم أعلن أن جميع عائدات المباراة ستخصص لتقديم المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة.

وقالت رئيسة الاتحاد ليزه كلافينيس، في أغسطس/آب الماضي، إنه لا يمكن تجاهل المعاناة الإنسانية في قطاع غزة.

وفي سبتمبر/أيلول الماضي، أكدت كلافينيس أنها تعتقد أنه يجب استبعاد إسرائيل من تصفيات كأس العالم بسبب أفعالها في غزة، كما تم استبعاد روسيا بعد عمليتها العسكرية في أوكرانيا.

مقالات مشابهة

  • ترامب: تمكنا من القضاء على السلاح النووي وتقويض القدرات الإيرانية
  • لماذا أعاد السوداني مفتي الديار إلى بغداد وأغضب حلفاء إيران؟
  • الانتخابات العراقية … الديمقراطية المزيفة
  • مشروع «الأنبوب البحري الثالث».. نقلة نوعية بمنظومة تصدير النفط العراقي
  • التوقيع على ثلاثة اتفاقيات دوائية مع الشركات الإيرانية
  • شاهد.. هالاند يهدر ركلة جزاء مرتين في تصفيات كأس العالم
  • الإمارات تمنع إصدار تصاريح لاستيراد مياه الشرب الإيرانية أورانوس ستار
  • التايمز: إسهامات الجامعات العراقية فاقت الـ 10% من البحوث بالمجلات العالمية
  • تحليل أمريكي: المقاومة الوطنية أثبتت كفاءة عالية في اعتراض شحنات الأسلحة الإيرانية
  • دفن ابنه مرتين.. خطأ إداري في تسليم جثمان شاب بالقصيم