وهي تبكي، أعربت الأسيرة الفلسطينية المحررة حنان معلواني (24 عاما) عن حزنها للإفراج عنها مع أخريات من سجون إسرائيل بينما تركن خلفهن أسيرات لا زلن خلف القضبان.

 

وليلة الأحد/ الاثنين، أفرجت إسرائيل عن 69 أسيرة و21 أسيرا كلهم من الضفة الغربية المحتلة، بما فيها القدس، مقابل إطلاق حركة حماس سراح 3 أسيرات "مدنيات" إسرائيليات.

 

وقبعت حنان في السجون منذ أن اعتقلتها إسرائيل في 2 سبتمبر/ أيلول الماضي من منزلها بمدينة نابلس شمالي الضفة، وحولتها للاعتقال الإداري دون توجيه تهمة.

 

وفي مقابلة مع الأناضول عقب الإفراج عنها، بدت حنان مندهشة للغاية من الجموع التي استقبلت الأسيرات المحررات في بلدة بيتونيا غربي رام الله.

 

وقالت: "الشعور لا تقدر على وصفه، شعور الحرية جميل للغاية".

 

وأضافت: "كنت لا أرى في السجن سوى الزنزانة، اليوم أنا مستغربة جدا من هذه الجموع التي تستقبلنا، شعوري لا يوصف".

 

** محاولة إذلال

 

وبينما تبكي خلال لقاء عائلتها، أضافت: "كان اليوم صعبا للغاية، تم تعقيد كل شيء (من قبل السلطات الإسرائيلية)".

 

وأوضحت أنه "حتى اللحظة الأخيرة لم نُبلغ بالإفراج، أُحضر طعام الفطور ومن ثم الغداء وأُخبرنا (أنه) لا يوجد أي إفراجات، وعصرا تم نقلنا من سجن الدامون (شمال إسرائيل) إلى عوفر (غرب رام الله)، تركنا خلفنا أسيرات".

 

وقبل الإفراج عن الـ69 أسيرة، كانت توجد 84 أسيرة في سجن الدامون، بينهن 4 من غزة، وفق منظمات فلسطينية مختصة بشؤون الأسرى.

 

حنان أكدت أن "السجن كان عبارة عن مصاعب ومحاولة إذلال ولا يمكن وصف ما عشناه، أنا متعبة للغاية، ولكن قد الحمل وتحملناه".

 

والتقى مراسل الأناضول حنان ضمن أسيرات أخريات، بينهن رغد عمرو (23 عاما) التي تحدثت عن تنكيل وضرب وإهانات، بينها جر الأسيرات من شعورهن، في الساعات الأخيرة قبيل الإفراج عنهن.

 

في المقابل، كانت الأسيرات الثلاث اللواتي أطلقت حماس سراحهن في حالة صحية جيدة ويرتدين ملابس نظيفة منمقة، بل ومنحتهن هدايا تذكارية.

 

وقارنت رغد بين ما عاشته الأسيرات في السجون الإسرائيلية ومشاهد معاملة الفصائل الفلسطينية في غزة للأسيرات الإسرائيليات.

 

وقالت: "قالوا لي إن المقاومة قدمت للأسيرات هدايا، بينما نحن تم جرنا من شعورنا وبعضنا من حجابها وغيره الكثير".

 

وخلال حرب الإبادة على غزة، اعتقلت إسرائيل آلاف الفلسطينيين من القطاع، بينهم نساء وعاملون بالمجال الصحي، وتعرض الكثير منهم لتعذيب وإهمال طبي وتجويع، ما أدى لوفاة عدد منهم، وفق منظمات حقوقية ووسائل إعلام في إسرائيل.

 

فيما قالت الأسيرة المحررة ياسمين أبو سرور (27 عاما)، للأناضول، إن الاحتلال الإسرائيلي تلاعب بأعصابهن حتى الساعات الأخيرة.

 

وأضافت: "منذ أسبوع انقطعت عنا الأخبار، ولا نعلم ما يجري في الخارج، حتى صباح اليوم (أمس الأحد) لم نكن متأكدين من أن هذا هو يوم الحرية".

 

أما الأسيرة هديل شطارة (33 عاما) فقالت إن "ثمن الحرية كان غاليا جدا، سُدد بدماء أهل غزة وبدمار منازلهم".

 

وبدعم أمريكي، ارتكبت إسرائيل بين 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023 و19 يناير/ كانون الأول الجاري، إبادة جماعية بقطاع غزة، خلّفت أكثر من 157 ألف قتيل وجريح من الفلسطينيين، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود.

 

وفي 21 نوفمبر/ تشرين الثاني الماضي، أصدرت المحكمة الجنائية الدولية مذكرتي اعتقال بحق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع السابق يوآف غالانت، بتهمتي ارتكاب جرائم حرب وجرائم ضد الإنسانية بحق الفلسطينيين في غزة.

 

وجاء الإفراج عن الأسرى التسعين ضمن مرحلة أولى من اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس بدأت صباح الأحد بوساطة قطر ومصر والولايات المتحدة الأمريكية.

 

وإجمالا، تحتجز إسرائيل أكثر من 10 آلاف و400 أسير فلسطيني في سجونها، وتقدر حاليا وجود نحو 96 أسيرا إسرائيليا بغزة، فيما أعلنت حماس مقتل عشرات من الأسرى لديها في غارات إسرائيلية عشوائية.

 

ويستمر وقف إطلاق النار في مرحلته الأولى 42 يوما، يتم خلالها التفاوض لبدء مرحلة ثانية ثم ثالثة.

 

ومن المقرر أن تطلق حماس في المرحلة الأولى سراح 33 أسيرا وأسيرة إسرائيليين، مقابل أسرى فلسطينيين يتوقف عددهم على صفة كل أسير إسرائيلي إن كان عسكريا (مقابل 50 أسيرا) أم "مدنيا" (مقابل 30 أسيرا).

 

ومنذ عقود تحتل إسرائيل أراضي في فلسطين وسوريا ولبنان، وترفض الانسحاب منها وقيام دولة فلسطينية مستقلة، وعاصمتها القدس الشرقية، على حدود ما قبل حرب 1967.


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: الإفراج عن

إقرأ أيضاً:

خطة نتنياهو الجديدة في غزة.. إسرائيل لن تنتظر

طرح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خلال اجتماع "المنتدى الوزاري المصغر" الذي عُقد مساء الاثنين، خطة عمل جديدة بشأن قطاع غزة، قال إنها تمثل "تغييرا في النهج" السياسي والاستراتيجي الإسرائيلي.

وبحسب مصادر مطلعة لصحيفة "معاريف"، تنص الخطة على منح الوسطاء الدوليين فرصة جديدة لإقناع حركة حماس بقبول مقترح الصفقة الذي طُرح قبل نحو أسبوعين، والذي سبق أن وافقت عليه إسرائيل.

ورغم فتح نافذة إضافية للتحرك الدبلوماسي، أكد نتنياهو أن إسرائيل "لن تنتظر إلى ما لا نهاية"، مشددا على أن فترة زمنية محددة ستُمنح للطرف الآخر لتقديم رد إيجابي يُمكّن من إحراز تقدم في المحادثات.

وفي حال الرفض أو المماطلة، أعلن نتنياهو عن نية حكومته اتخاذ خطوات أحادية، أبرزها ضم أراض في قطاع غزة.

كما طُرح خلال الاجتماع اقتراح بإنشاء إدارة مدنية وأمنية خاصة لإدارة تلك المناطق، في خطوة تُعد تحولا جذريا في السياسة الإسرائيلية من استراتيجية الضغط للتسوية إلى فرض واقع ميداني جديد.

ورغم التحذيرات الضمنية، ترى القيادة السياسية الإسرائيلية أن هناك فرصا واقعية لإبرام صفقة تبادل أسرى ووقف إطلاق النار، في حال أبدت حماس مرونة في المفاوضات الجارية.

مقالات مشابهة

  • خطة نتنياهو الجديدة في غزة.. إسرائيل لن تنتظر
  • إسرائيل تضع شرطا لاستئناف المفاوضات مع حماس
  • "بتسيلم": إسرائيل ترتكب إبادة جماعية في غزة وتحاول تدمير الهوية الفلسطينية
  • حماس تعلق على إعلان إسرائيل السماح بدخول المزيد من المساعدات إلى غزة
  • مسؤول أممي: على إسرائيل إنهاء وجودها بالأرض الفلسطينية المحتلة
  • روبيو يحدد "الحل البسيط" لإنهاء الحرب في غزة
  • الأسيرة تسنيم عودة: اعتقال على خلفية منشورات قديمة واحتجاز بظروف قاسية
  • كيف تعاطت المقاومة الفلسطينية مع التهديدات الإسرائيلية الأميركية؟
  • حملة تطعيم تستهدف 266 ألفاً ضد الكوليرا بالحديدة
  • الأسيرة أماني النجار من الخليل تكشف عن انتهاكات خطيرة في سجن الدامون