كشفت مصادر مطلعة عن استخراج قيادات حوثية جوازات سفر من المناطق الواقعة تحت سيطرة الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، بمبالغ ضخمة وبتسهيلات لا تتجاوز 48 ساعة، في حين ينتظر المواطنون أسابيع وأحياناً أشهر للحصول على جوازاتهم.

وأفادت مصادر مطلعة لوكالة "خبر" بأن بعض فروع مصلحة الهجرة والجوازات والجنسية في المناطق المحررة تصدر جوازات لقيادات حوثية خلال 48 ساعة فقط مقابل مبالغ مالية كبيرة تصل إلى 1500 أو 2000 ريال سعودي، بناءً على توصيات وتفاهمات بين مسؤولين في مصلحتي الهجرة والجوازات وبين أطراف تابعة لقيادات المليشيا.

يأتي ذلك في وقت توالت فيه شكاوى المواطنين البسطاء من الانتظار لأسابيع وأحياناً لفترة تصل إلى شهرين أو أكثر، للحصول على جوازاتهم.

وقال أحد المواطنين في أحد فروع المصلحة، فضل عدم الكشف عن اسمه لدواعٍ أمنية، إن المواطنين يقفون في طوابير طويلة لإتمام إجراءات استخراج جواز سفر، في حين يشاهدون دخول شخصيات من مناطق سيطرة الحوثيين تُصدر لها جوازات بشكل سريع بوساطة اتصالات هاتفية بين قيادات في مكتب الجوازات وشخصيات نافذة.

وأوضح أن هناك شكاوى أخرى تتعلق بإصدار جوازات دون حضور أصحابها، وذلك باستخدام مذكرات تعريفية صادرة من جهات حكومية، مما يثير شكوكاً حول تورط وتواطؤ جهات رسمية في هذه الممارسات، بعضها مقابل مكاسب مالية أو للحفاظ على مصالح قياداتها بمناطق المليشيا.

وأشار إلى المئات من الأفارقة الذين حصلوا على جوازات يمنية عبر سماسرة وتواطؤ قيادات وموظفي فروع المصلحة بشكل مخالف للقانون وأن بعضهم استخرجوا الجوازات بهدف التقديم لمفوضية الأمم المتحدة للاجئين في مصر للذهاب إلى أوروبا.

وفي وقت سابق، صرّح وائل الهمداني، المسؤول في سفارة اليمن بواشنطن، عبر إحدى القنوات الفضائية، بأن بعض البعثات اليمنية في دول إفريقية متورطة في بيع جوازات سفر لآلاف المواطنين وشخصيات غير يمنية من الأفارقة، وذلك بالتواطؤ مع إحدى القنصليات في دول التحالف، في انتهاك صارخ للقانون. وأكد الهمداني أن هذا الأمر يُعدّ مساسًا بالسيادة الوطنية، وسيؤثر سلبًا على جميع اليمنيين، بما في ذلك الطلاب الدارسين والتجار، خاصةً عند وقوع إشكالات أمنية.

مطالبات بالتحقيق

يعتبر ناشطون وقانونيون أن هذه التسهيلات الممنوحة للقيادات الحوثية تُظهر تواطؤاً وفساداً عميقاً بين أطراف الحرب، حيث تتحول المعركة التي دامت أكثر من عشر سنوات إلى وسيلة للإثراء والتربح بدلاً من السعي لتحقيق العدالة وإنهاء معاناة الشعب اليمني.

ويؤكد هؤلاء أن المتضرر الوحيد من هذه الحرب هو المواطن اليمني البسيط الذي فقد الكثير من حقوقه الأساسية وسيفقد هويته وجنسيته بسبب ممارسات الفاسدين في بعض فروع مصلحة الجوازات.

في ظل هذه التجاوزات، يطالب مواطنون وناشطون بتشكيل لجنة تحقيق وطنية ونزيهة وشفافة لمراجعة مذكرات التعريف الحكومية المرسلة إلى مكاتب الجوازات، وتحديد الجهات المتورطة في استغلال هذه الثغرات لتحقيق مكاسب شخصية على حساب معاناة الشعب، والتحقيق معها ومحاسبتها.

وتساءلوا: "كيف يمكن للحكومة الشرعية التحدث عن حرب ضد مليشيا الحوثي في وقت تقدم فيه تسهيلات لأشخاص لا يمتّون لليمن بأي صلة أو لقيادات حوثية أوغلت في سفك دماء اليمنيين؟"، معتبرين ذلك خيانة لكل التضحيات من الشهداء الذين سقطوا في مواجهة هذه المليشيا المدعومة من إيران.

المصدر: وكالة خبر للأنباء

إقرأ أيضاً:

قراءة في ،،،، خطّة المليشيا للسيطرة على العاصمة

*قراءة في ،،،، خطّة المليشيا للسيطرة على العاصمة*
( ١_ ٢ )
ضمن الوثائق والمقتنيات ومخازن الأسلحة والذخائر ومنظومات التشويش والطيران المسيّر والوقود التي غنمتها القوّات المسلّحة في معركة الصالحة ( *أم معارك الخرطوم* ) وجدت وثيقة الموقف العام والخطّة المُجازة للسيطرة على عاصمة البلاد، وتنفيذها على وجه الدقّة يضع حدًا حرجًا لحقيقة بقاء السودان على ما كان عليه؛ لأنها جمعت فأوعت من القوّات، والتجهيزات، والإحاطة والإنفتاح على مستوى الخرطوم الولاية، والمواقع العسكرية والقيادة العامة، ومراكز القيادات والأسلحة والمعاهد والمناطق العسكرية، كلّها تحت الرصد والحصار، والقصف ومحاولات الهجوم المتكرّر بغرض السيطرة عليها واحدًا تلو الآخر.
وبإستعراضٍ سريعٍ لقوّات الدعم السريع الموجودة في العاصمة في شهر أغسطس من العام ٢٠٢٣م بعد أربعة أشهر من بداية الحرب كانت كالآتي :
قطاع أم درمان عدد ٨ ألـويـة.
• حصار المهندسين – ٣ ألويـة.
• حصار وادي سيدنا – ٣ ألويـة.
• حصار القوّات الخاصّة – ١ لواء.
• إحـتياطي – ١ لواء
قطاع الخرطوم عدد ١٠ ألويـة + كتيبتين.
• حصار القيادة – ١ لواء
• حصار المدرعات والذخيرة – ٢ لواء.
• حصار جبل أولياء – ٢ لواء
• قوات مقاتلة – ١ لواء.
• مراقبة الطرق – ٢ لواء .
• وسط وشرق الخرطوم – ٢ لواء.
• حماية الكباري ٢ كتيبة .
قطاع بحري عدد ٩ ألوية.
• حصار الإشارة وجهاز المخابرات – ٢ لواء.
• حصار سلاح الاسلحة – ٢ لواء.
• حصار العليفون – ١ لواء.
• قوات مقاتلة طريق الكدرو – ١ لواء.
• الطريق الدائري – ١ لواء.
• تأمين الكباري – ١ لواء.
• المناطق المبنية – ١ لواء.
القوات الأخرى المخصصة للهجوم:
• عدد ١٨٠٠٠ مقاتل للهجوم على القيادة العامّة وحدها.
• قطاع بحري عدد ٨٠٠٠ مقاتل.
• قطاع أم درمان عدد ٩٠٠٠ مقاتل.
• للواجبات الأخرى عدد ١٧٠٠٠ مقاتل.
هذه الأرقام مستقاة من وثيقة الخطّة المُجازة على مستوى قيادة الدعم السريع وبتوقيع اللواء عبد الله أبكر محمد باشا.
لمزيدٍ من الشرح حتى يسهل الإحصاء والتدقيق في العدد الكُلي لقوّات المليشيا في الخرطوم ساعتئذٍ علينا أن نراجع ( *نظام المعركة* ) للدعم السريع، وهو التنظيم والتسليح بالشدّة الكاملة للمستويات القيادية المختلفة، لنجد أنَّ المليشيا تعتمد نظام القطاعات وهو المسمى ( *لواء* ) الوارد في الخطة، حيثُ يتكوّن كل لواء من ٤ مجموعات وهي تعادل مُسمى ( *كتيبة* )
تتكون كل مجموعة كالآتي :
• ٥٠ عربة قتالية
على كُل عربة ١٠ أفراد
تسليحهم كلاش أو m16
قرنوف + آر بي جي
ومدفعية مكونة من:
• ٢ كاتيوشا .
• ٦ مدافع ٢٣ ملم .
• ٦ مدافع ١٤،٥ ملم .
• ٢ مدفع م/د
أي عربة مكتفية من التعيينات، والوقود، ومرتّب الذخائر لمدة إسبوع.
لكل قطاع ( *لواء* ) الآتي :
• منظومة تشويش .
• طيران مسيّر.
• مدفعية إسناد راجمات ١٢٢ ملم – ١٥٥ ملم – مدافع هاوتزر ١٣٠ ملم – هاونات مختلفة من كلينكيت وإلى ١٢٠ ملم.
هذا إجمال لنظام المعركة للدعم السريع، وبتوقيعه على محتويات الخطّة نخلص لإجمالي القوة المحتفزة في ذلك التاريخ للإنقضاض على عاصمة البلاد التي لم تكٌن فيها القوّات المسلّحة في تمام قوّتها، ولا إستعدادها.
لتكون الإحصائية كالآتي :
• قطاع الخرطوم ٢٠٠٠ عربة عليها ٢٠٠٠٠ رجل.
• قطاع أم درمان ١٦٠٠ عربة عليها ١٦٠٠٠ رجل.
• قطاع بحري ١٨٠٠ عربة عليها ١٨٠٠٠ رجل.
وعدد المُشاة المقاتلة المحمولة على عربات نقلٍ عادية، وعربات مواطنين مدنية مشفشفة، والمواتر.
• الخرطوم ١٨٠٠٠.
• بحري ٨٠٠٠.
• أم درمان ٩٠٠٠.
• مهام أخرى ١٧٠٠٠.
المجموع ٥٢٠٠٠ مقاتل، لتكون الحصيلة الكلية كالآتي :
العربات القتالية المتنوّعة ( *٥٤٠٠* ) عربة قتالية.
عدد المقاتلين ( *١٠٦٠٠٠* ) مقاتل.
ومن هُنا يُمكن لأي أحد أن يتصوّر مآلات القتال بين هذه القوّة الهائلة الجبّارة وما تهيأت به من تربّصٍ وترصّد، وما إنطوت عليه من حقدٍ لتجتاح العاصمة وتطويها تحت سنابك التاتشرات، وتحقّق الصدمة والمفاجأة في قيادات الجيش ومعسكراته التي تقطّعت بها السُبل، وتمّ عزلها عن بعضٍ بالسيطرة على الطُرق والكباري مما يؤثر على قُدرتها على الصمود، وإزدياد حاجتها للإمداد، خاصّةً الذخائر، والإخلاء للجرحى.
نعم قد يبدو الأمر في ظاهره قد قُضي تمامًا وما هي إلّا أيام أو أسابيع بالكثير لتقتحم المليشيا مقار الجيش، وترفع رايات الدعم السريع ( *الصفراء* ) في سارية القيادة العامة، كما ذكر ذلك ( *حميدتي البعاتي* ) لوفدٍ من جنوب السودان.
تحرّكت كُل هذه القوّات بكُل حماسة المليشيا في أيامها الأوائل، وأفرغت أطنان الذخائر المتنوّعة على أهدافها وقصفت بكل عنفوان المدافع والراجمات، وهجمت مئات المرات بحشودٍ كالجراد المنتشر، ولكن صخرة الصمود لمواجهات الجيش لم تلين، وعزم الرجال الماضي لا تثلمه صروف الغدر، وثبات الجبال الراسيات لا تهزه الرياح، والنصل بالغًا ما بلغ في عمق الجرح لن ينتزع
التنازل عن شرف الجندية الموروث.
كأني بالجنجويد وقد طال بهم الأمد، وإمتدت أيام الوعد بإستلام العاصمة، أصابهم اليأس، وتساءلوا عن حقيقة هؤلاء ( *الأبلداي* ) كما يسمونهم، من أين يستمدون هذا الصمود؟
من أين لهم الأكل والشُرب والذخائر، ونحنُ نحيط بهم من كل جهة؟
فالجنجويد معذورون لأنَّ نصيبهم من معارف القتال هو قتال اللحظة، بالهجوم الأحمق على الأهداف التي غالبًا ما تكون قُرى غافلة في دارفور، أو جماعات من المشتركة وتكتيكاتها السيالة المتحركة، ولذلك أصابتهم الصدمة من قُدرات القوّات المسلّحة وهي تُطور مراحل القتال من الدفاع الصرف للدفاع العدائي، والعمليات النوعية، ثم الهجوم على أهداف مختارة لإستنزاف قُدرات العدو، ثم حرمان العدو من أهم موارده، وعزل تجمعاته ثم التقدم للقتال بصورةٍ واسعة في المناطق المبنية في آخر ما شهدته العاصمة من عملياتٍ ناجحة.
وهذا الذي أفقد الجنجويد صوابهم، وأربك حساباتهم، وأجبرهم على التراجع المستمر تحت الضغط حتى وصلت شراذمهم ديار المسيرية بعدما وصل الجيش ديار الحوازمة، وما بقي غير ديرة الرزيقات التي تضطرب بها الأحوال الآن، إضطراب الغصون اللينة تحت وطأة العواصف الهوجاء.
والسؤال في خواتيم هذه المقالة الأولى من قراءة في خطّة الدعم السريع للسيطرة على العاصمة الخرطوم:
أين ذهبت كل هذه القوات ؟؟
مالذي حدث لها ؟؟
*بارك الله فيكم ناس الجيش*
*لكم الفضل بعد الله تعالى في انقاذ الوطن التهلكة*
*{قُلِ اللَّهُ يُنَجِّيكُم مِّنْهَا وَمِن كُلِّ كَرْبٍ}*

لـواء رُكن ( م ) د. يونس محمود محمد

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • هل يستبعد ضلوع المليشيا وقحت في حرب بيولوجية ضد الشعب السوداني؟!
  • قراءة في ،،،، خطّة المليشيا للسيطرة على العاصمة
  • اللواء المربع يتفقد جوازات مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بالمدينة المنورة
  • مدير عام الجوازات المكلّف يتفقد جوازات “مطار المدينة المنورة”
  • مدير عام الجوازات المكلّف يتفقد جوازات مطار الأمير محمد بن عبدالعزيز بمنطقة المدينة المنورة
  • اللواء المربع يتفقد جوازات ميناء جدة الإسلامي
  • المدير العام للجوازات يتفقد جوازات ميناء جدة الإسلامي
  • موجة هروب واسعة لأسماء بارزة في صفوف المليشيا
  • مصر تعلن تسهيلات جديدة لقطاع الأعمال الأمريكي
  • مدير الجوازات يتفقد سير العمل في جوازات الشرقية