من هو عبد القادر خوسانوف ولماذا اختاره مانشستر سيتي لتعزيز دفاعه في يناير؟
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
أنهت إدارة مانشستر سيتي صفقة جديدة في سوق الانتقالات الشتوية 2024، حيث تعاقدت مع المدافع الشاب عبد القادر خوسانوف من فريق لانس الفرنسي مقابل 40 مليون يورو.
اقرأ ايضاًالمدافع الأوزبكي، البالغ من العمر 20 عامًا، وقع عقدًا يمتد لمدة 4.5 سنوات مع النادي الإنجليزي، ليعزز صفوف الفريق في رحلة المنافسة على الألقاب في مختلف البطولات.
خوسانوف، الذي يتمتع ببنية بدنية قوية (طوله 186 سم ووزنه 84 كجم)، معروف بصلابته في المواجهات الفردية وقدرته على فرض سيطرته في الصراعات الثنائية، ولكن لا تقتصر ميزاته على الجانب البدني فقط، بل يمتلك أيضًا مهارات فنية متميزة في التمرير وقطع الكرات، كما يتمتع بسرعة جيدة مقارنةً ببقية المدافعين.
خلال موسم 2023-2024 مع لانس، شارك خوسانوف في 31 مباراة بمختلف المسابقات، سجل خلالها 12 شباك نظيفة مع فريقه، وصفه نادي لانس عند انتقاله إليه في صيف 2023 بأنه "مدافع سريع ومرن رغم قوته البدنية"، مما يعكس قدراته العالية على أرض الملعب.
مستقبل واعد لخوسانوف مع مانشستر سيتيعلى الرغم من كونه في بداية مسيرته الاحترافية، حيث لم يتجاوز عمره 20 عامًا، فإن خوسانوف قد حصل بالفعل على 18 مباراة دولية مع منتخب أوزبكستان، مما يعكس ثقة مدربيه في قدراته، وخلال فترة قصيرة، أصبح واحدًا من المدافعين الأكثر حديثًا في أوروبا بعد أن بدأ الموسم كبديل ثم تحول إلى أحد الأسماء الأكثر جذبًا في السوق.
إدارة مانشستر سيتي، بقيادة بيب غوارديولا، استثمرت بشكل كبير في تعزيز الدفاع هذا الموسم، حيث صُرف أكثر من 633 مليون يورو على اللاعبين الدفاعيين منذ وصول غوارديولا إلى النادي في 2016، خوسانوف، الذي تصل قيمته السوقية حاليًا إلى 12 مليون يورو، يعد أحد أحدث الإضافات التي يأمل سيتي أن تساهم في تعزيز الدفاع خلال السنوات القادمة.
هل سينجح خوسانوف في التكيف مع البريميرليغ؟ورغم قلق بعض المراقبين من صعوبة تأقلمه مع البريميرليغ نظراً لخبرته المحدودة في أعلى مستويات كرة القدم الأوروبية، فإن التوقعات تشير إلى أن خوسانوف يمتلك المقومات البدنية والفنية التي قد تجعله يندمج سريعًا في أسلوب اللعب البريطاني، وهو ما يراه البعض فرصة كبيرة للنادي في المستقبل.
ورغم صعوبة دخول التشكيلة الأساسية مباشرة في ظل وجود لاعبين كبار مثل روبن دياز ومانويل أكانجي، فإن مانشستر سيتي ربما يكون قد حصل على نجم دفاعي واعد يمكن أن يُحدث فارقًا في السنوات المقبلة.
© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)
محرر ومترجم في موقع "البوابة الإخباري" منذ عام 2018، مختص بنقل وتغطية أهم الأحداث والأخبار في الساحة الرياضية، سواء العالمية أو العربية، وأركز على تقديم محتوى يلبي اهتمامات عشاق كرة القدم في كل مكان، مثل مواعيد المباريات، التشكيلات المتوقعة، التحليلات، وأخبار سوق الانتقالات والكواليس.
Sports Editor and Translator with "Al-Bawaba News" since 2018. specialize in covering and delivering the most...
الأحدثترنداشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن
اشترك الآن
المصدر: البوابة
كلمات دلالية: مانشستر سیتی
إقرأ أيضاً:
شحاتة السيد يكتب: لماذا تُستهدف مصر؟ ولماذا تُنفق المليارات لتشويه صورتها؟
ما يجري حول مصر اليوم لا يمكن قراءته كضجيج عابر، أو شغب سياسي مؤقت؛ بل هو نتاج ترتيب طويل، هندسة مقصودة ومستمرة، تستند إلى خبرة عميقة في الحروب الرمادية، وتُدار بأدوات ناعمة لا تُطلق رصاصة واحدة، لكنها تُصيب بعمق، وتُحدث ارتباكًا داخليًا طويل الأمد.
نحن أمام حملة ليست وليدة لحظة، بل خلاصة خطط تمتد على مدار سنوات، تتكئ على فهم دقيق لطبيعة هذا البلد، لتاريخه، لمزاجه الشعبي، ولحساسيته تجاه صورته وذاته ومصيره.
وحين تتحرك مصر نحو بناء ذاتها، لا تتحرك في فراغ؛ كل خطوة تقطعها إلى الأمام، تقترب بها من لحظة لا تروق للكثيرين: لحظة التوازن. اللحظة التي لا تصبح فيها مصر عبئًا على المنطقة، بل رقمًا حاسمًا في معادلاتها.
هذه اللحظة تحديدًا، هي ما تخشاه أطراف عدة؛ دول مجاورة كانت، طويلاً، تنعم بترف التحرك في ظل غياب الدور المصري أو انكفائه. أجهزة إقليمية تعودت أن تعمل في فراغات القوة، لا تجد في صعود مصر سوى تهديد مباشر لامتداداتها، ومصالحها، ونفوذها.
هؤلاء لا يعلنون القلق، لا يصرخون من على منصات السياسة؛ بل يتحركون بصمت، بدقة، وبميزانيات ضخمة لا يُعلَن عنها. يختارون التوقيتات الحساسة، والمفاصل الانتقالية، واللحظات التي يكون فيها المزاج العام مرهقًا أو مشوشًا، ليضربوا؛ ليس عبر الجيوش، ولا حتى بالتحركات الدبلوماسية، بل عبر شيء أكثر خطرًا: وعي المواطن.
لا أحد يوجّه لك ضربة مباشرة اليوم؛ ما يُصاغ الآن هو حرب على الإدراك، على الصورة، على المعنى. يُعاد تشكيل الوعي الجمعي للمصري عبر جرعات منظمة من التشكيك؛ ليس في حدث بعينه، ولا سياسة بعينها، ولكن في قيمة الدولة نفسها، في مشروعها، في حقها في أن تنهض.
هنا لا تُستخدم اللغة السياسية التقليدية، بل تُعاد كتابة الرواية بلسان يشبه لسانك، بلكنة مألوفة، بإيقاع قريب من الشارع، لكنه مسموم. تبدأ القصة من مشهد يومي بسيط، من شكوى مشروعة، من خطأ عابر، ثم تُضخَّم، وتُنسج حولها شبكة من التفسيرات، والاتهامات، والاستنتاجات؛ لتتحوّل إلى سردية مكتملة تُبنى في العقول، وتُتداول كأنها "الحقيقة الوحيدة الممكنة".
يُقال أن الإعلام الجديد منح الشعوب صوتًا؛ لكن في حالتنا، أصبح هذا الصوت هدفًا لمن يريد أن يزرع بداخله صدىً غريبًا، نشازًا، لا يعرف له مصدرًا. يكفي أن تنتشر آلاف الحسابات، أن تُنتج مئات المقاطع المصورة، أن تُضَخ تقارير مكتوبة في غرف مغلقة، وتُوزّع على منصات يبدو ظاهرها محليًا، لكنها مملوكة فعليًا لعواصم وأجهزة معروفة، لتتحوّل الحملة إلى ظاهرة، ثم إلى "رأي عام"، ثم إلى قناعة مسمومة تسري في الجسد الوطني.
المنصات الإعلامية التي تدّعي الحياد، والتقارير التي تصدر تحت عناوين كبيرة عن الحقوق والحريات، ليست دائمًا بريئة؛ هناك من يحترف خلط الأوراق، والتلاعب بالمفاهيم، وتقديم نصف الحقيقة على أنها كل الحقيقة. وهناك من يتقن صناعة الالتباس، وإشعال الشك، وفتح الثغرات في الجدار الداخلي؛ لا ليُصلح، ولكن ليُهدم من الداخل.
هذه ليست معركة على قرار، أو سياسة، أو شخص؛ هذه معركة على الجوهر، معركة على الصورة الذهنية التي تُرسم لمصر في أذهان أهلها أولًا، قبل أن تُرسم في الإعلام الدولي أو المؤتمرات. هذا لأن الخطر الحقيقي ليس في الحدث الذي يُشوَّه، بل في تراكم التشويه نفسه، حتى يفقد الناس ثقتهم في الواقع.
ولأن من يدير هذه الحرب يعرف تمامًا أن مصر لا تُهزم خارجيًا، فإنه يراهن على الداخل: على الإرباك، على التآكل التدريجي، على تآكل المعنى. يرمي إلى أن يتعوّد الناس على أن يُشككوا في كل شيء، حتى في أنفسهم، في قدرتهم على الفهم، على التمييز، على الصبر، على الأمل.
لكن هذا الرهان، رغم خطورته، يفتقد إلى أمر جوهري: أن مصر، رغم ما تمر به، ليست هشّة كما يتوهم البعض. صحيح أن الضغوط قاسية، وأن الطريق طويل؛ لكن المزاج المصري – الذي يبدو أحيانًا متقلبًا – يحمل بداخله وعيًا عميقًا تشكّل على مدى قرون.
المصري يُجيد الإصغاء، لكنه أيضًا يُجيد التفرقة؛ وقد يتأثر، لكنه لا يُسلّم وعيه بسهولة.
ولعلهم لم يستوعبوا الدرس في كل محاولة لهز صورة مصر، كانت ترتد في النهاية إلى صاحبها؛ وكل حملة تُبذَر بالتمويل، تُقابلها في الداخل ذاكرة جمعية تعرف من يزرع ولماذا. لأن هذا الشعب، الذي عانى كثيرًا، لم ينسَ كيف تُبنى الدول، ولم ينسَ أثمان الفوضى، ولا ثمن الفراغ.
الذين يصرفون الملايين ليهدموا المعنى، لم يدركوا بعد أن مصر – حين تقرر أن تصمد – لا تقف وحدها، بل يقف خلفها شعب لا يُباع، ولا يُشترى، ولا يُدار من الخارج.