انطلاق الأسبوع الماليزي للصحة في عُمان.. الأربعاء
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
مسقط- الرؤية
ترعى الدكتورة سهام بنت أحمد الحارثية عضو مجلس ادارة غرفة تجارة وصناعة عُمان رئيسة لجنة السياحة بالغرفة، يوم الأربعاء، انطلاق الأسبوع الماليزي للصحة العلاجية، وذلك في مركز مول عُمان التجاري، بتنظيم من مجلس السياحة العلاجية الماليزي (MHTC)، ويستمر حتى 25 يناير الجاري.
وتشارك في الأسبوع الماليزي مراكز ومستشفيات طبية بارزة، مثل مركز "برنس كورت" الطبي، و"كي بي جي للرعاية الصحية"، ومركز إعادة التأهيل "بيركيسو"، ومركز "سينجيلد جي.
وأعرب الدكتور محمد علي أبو بكر الرئيس التنفيذي لمجلس ماليزيا للسفر الصحي- خلال مؤتمر صحفي عقد يوم الثلاثاء- عن سعادته بتنظيم أسبوع السياحة العلاجية الماليزية في سلطنة عُمان، والذي يهدف إلى الاطلاع على الخدمات الطبية المقدمة من المستشفيات الماليزية، في مجالات متخصصة مثل أمراض وجراحة القلب، وإعادة التأهيل، واستبدال المفاصل، وجراحة العمود الفقري، والجراحة التجميلية الشاملة، وزراعة نخاع العظام وتشخيص السرطان والعلاج الكيميائي وعلاج الشلل الدماغي، إضافة إلى تقديم نهج ماليزيا المتكامل في الصحة، والذي يشمل الطب الوقائي والعلاج التقليدي والتكميلي.
وقال أبوبكر أن الأسبوع سيشهد تقديم استشارات طبية مجانية للزوار، والتعريف بالعروض والخدمات الطبية الماليزية وتوسيع الخدمات الصحية الماليزية والتعاون في سلطنة عُمان؛ مما يُعزز مكانة ماليزيا كوجهة سياحة طبية، إلى جانب استعراض الثقافة الماليزية التي تنعكس في النظام الشامل للرعاية الصحية بماليزيا. وأوضح أن ماليزيا تقدم خدمات طبية عالية الجودة بتكاليف معقولة، وأن المستشفيات في ماليزيا حاصلة على الاعتماد الدولي وتحوي تقنيات متقدمة، مما يتيح تقديم تشخيص دقيق للحالة الطبية.
وينعقد الأسبوع بعد نجاح مبادرات المجلس في عام 2024، والتي استقطبت أكثر من 8000 زائر خلال معرض الصحة في عُمان، ويُتوقع أن يعزز أسبوع الرعاية الصحية الماليزي لعام 2025 مكانة ماليزيا كوجهة متميزة للسياحة الطبية.
ويعمل مجلس ماليزيا للسفر الصحي (MHTC) تحت إشراف وزارة الصحة الماليزية، ويهدف إلى تطوير وتعزيز العلامة التجارية "ماليزيا للرعاية الصحية"، من خلال تعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص محليًا ودوليًا.
وبالتعاون مع 78 مستشفى خاصًا في ماليزيا، يسعى المجلس إلى الارتقاء بقطاع السياحة الصحية من خلال نظام فعّال، وعلامة تجارية قوية، ومبادرات سوقية استراتيجية. وتطمح العلامة التجارية "ماليزيا للرعاية الصحية" إلى ترسيخ مكانة ماليزيا كوجهة عالمية رائدة للرعاية الصحية؛ حيث يُعد قطاع السياحة الصحية من أبرز المساهمين في نمو الاقتصاد الماليزي.
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
السياحة البيئية .. فرص الاستكشاف وجمال الطبيعة
تُعدّ السياحة البيئية شكلًا من أشكال السياحة التي تهدف إلى الاستخدام المستدام للموارد البيئية، ورغم تعددية التعريفات المرتبطة بمفهوم السياحة البيئية إلا أن معظم المفاهيم تشير إلى أنها نوع من أنواع السياحة القائمة على تنمية الموارد الطبيعية واستثمارها.
وتمثّل السياحة البيئية رافدًا اقتصاديًا من خلال المكاسب الاقتصادية المتوقعة الناتجة عن نشاط الزوّار والسيّاح من خلال ارتيادهم للمواقع البيئية السياحية التي تتميز بطبيعة خلابة وأماكن تحظى باهتمام الزوّار لاستكشافها والتعرف على مكوّناتها وتاريخها، وتتميز سلطنة عُمان بتنوع تضاريسي بيئي في الوديان والسهول والصحارى والشواطئ وما تزخر به من تنوّع أحيائي من أقصاها إلى أقصاها، ما يجعلها محط أنظار السياح القادمين من مختلف دول العالم، ومما لا شك فيه أن السياحة البيئية في سلطنة عُمان ستسهم في تنمية القطاعات الاقتصادية مثل الزراعة من خلال زيادة الغطاء النباتي في المناطق الريفية خصوصا وأن سلطنة عُمان تتميز بزراعة بعض أنواع التمور والخضراوات والفواكه الموسمية وتنوع ثرواتها البحرية وكثرتها، أيضا تتميز السياحة البيئية في سلطنة عُمان برياضة تسلّق الجبال؛ لكثرة الجبال وتنوعها ووجود عديد الكهوف والمغارات التي تثير فضول السائح لاكتشافها، إضافة إلى وجود بعض الرمال التي يستفاد منها في التخييم وممارسة رياضات الدراجات والسيارات، كما أن السياحة البيئية محرك أساسي للنمو الاقتصادي من خلال الأنشطة والفعاليات المقامة في المواقع الطبيعية منها دعم القوة الشرائية وتعزيز المحتوى المحلي وتشجيع المبادرات المجتمعية وتنمية العمل التطوعي، وتشجيع البحوث والدراسات المرتبطة بالسياحة البيئية، إضافة إلى توليد فرص عمل للباحثين عن عمل في بعض المهن المرتبطة بتنمية السياحة البيئية.
إن الجهود المبذولة خلال السنوات الماضية لتنمية القطاع السياحي في سلطنة عُمان وتعزيز الاستثمار السياحي في المحميات الطبيعية أدت إلى ارتفاع نسبة السيّاح القادمين إلى سلطنة عُمان بنحو 37% عام 2024م، رغم ذلك هناك فرصٌ أخرى لتنمية قطاع السياحة ورفع مساهمته في الناتج المحلي الإجمالي إلى أكثر من 2.4%، من بينها الاهتمام أكثر بالسياحة البيئية التي تتميز بها سلطنة عُمان؛ بسبب تنوّع تضاريسها وطبيعتها الخلابة في المناطق المطلة على الشريط الساحلي خصوصًا إلى محافظة ظفار التي تتفرد عن غيرها من المحافظات بجوّها الاستثنائي خلال موسم الصيف، ولتعظيم الاستفادة من السياحة البيئية لا بد من تبني أفكار مبتكرة للاستفادة من المواقع الطبيعية بدءًا من تهيئة البنى الأساسية للإقامة وتكون مناسبة لتنظيم الفعاليات والمناشط طيلة العام وعدم اقتصارها على فترة المهرجانات الشتوية التي غالبا ينتهي النشاط السياحي بانتهاء المهرجانات أو بانتهاء موسم الشتاء، من الجيد تشجيع الباحثين والمبتكرين على استطلاع آراء أفراد المجتمع؛ بهدف الاستفادة من آرائهم ومقترحاتهم لتطوير المواقع الطبيعية، وفي ظني أن هناك كثيرا من المبادرات المجتمعية معززة للسياحة البيئية يمكن البناء عليها بعد تطويرها مثل رياضة تسلق الجبال والتخييم في الأماكن الصحراوية، لكن بحاجة إلى تعزيز إجراءات السلامة خصوصا في رياضة تسلّق الجبال وزيارة الأماكن الوعرة وارتياد بعض المسطحات المائية.
من فوائد السياحة البيئية أنها تحافظ على مكونات الطبيعة والبيئة وتمنع الإضرار بها من خلال التصدي للسلوكيات المؤذية والمدمرة للبيئة، ما يبقيها أماكن جاذبة للسياح والزوّار، ويسهم في رسم صورة جمالية عن الطبيعة في سلطنة عُمان أمام زائريها ومرتادي مواقعها السياحية، حيث إن الصورة الذهنية المرسومة عن جمال الطبيعة والمناظر الخلابة في محافظة ظفار تولّدت نتيجة الاهتمام المستمر بالسياحية البيئية والحفاظ على مواقع العيون المائية والمسطحات الخضراء وإقامة الفعاليات والمناشط خلال فترة موسم الاستثنائي الذي تشهده المحافظة في الفترة من يونيو إلى سبتمبر من كل عام، إذ تتميز سلطنة عُمان دون غيرها من البلدان بتنوع أحيائي في المحميات الطبيعية ستشهد نشاطًا اقتصاديًا كبيرًا خلال الفترة المقبلة؛ خصوصا مع التوجه الاستثماري الذي تشهده المحميات لتعزيز السياحة البيئية.
إن استدامة السياحة البيئية تتطلب رفع مستوى الوعي المجتمعي بالحفاظ على البيئة والابتعاد عن السلوكيات غير المسؤولة المسيئة للبيئة مثل ترك المخلفات في الأماكن السياحية وعدم رميها في حاويات القمامة، والتفحيط في المسطحات الخضراء ما يؤثر على جمال الطبيعة وتضرر الناظر الخلابة؛ بسبب التلوث الناتج عن حرق الأوراق والأشجار والاحتطاب من النباتات التي تضفي جمالية للطبيعة خصوصا في الأماكن الصحراوية، لذلك من المهم أن نبدأ بالاشتغال على تعزيز السياحة البيئية بالاستفادة من المقومات الطبيعية التي تزخر بها سلطنة عُمان من سهول وجبال وشواطئ؛ لتسهم بفاعلية في رفع مساهمة القطاع السياحي في الناتج المحلي الإجمالي المعوّل عليه كثيرا في تنويع مصادر الدخل وفقا لـ«رؤية عُمان 2040» وتقليل الاعتماد على الموارد النفطية.