عربي21:
2025-08-02@13:51:14 GMT

اللصوص وقطاع الطرق في غزة

تاريخ النشر: 2nd, August 2025 GMT

يرى علماء الاجتماع أن الانسان ابن بيئته الزمانية والمكانية وأنه يؤثر ويتأثر بها، وأن مستوى تأثره وتأثيره يرجع لمدى توفر الظروف الذاتية لذلك، مع عدم تجاهل الظروف الموضوعية، وهذا معناه أن الناس ليسوا سواء في عملية التفاعل مع الأحداث سواء كان التفاعل إيجابيا أو سلبيا.

وإسقاطا لما سبق على واقعنا الفلسطيني في غزة في ظل العدوان منذ 2023، فقد أظهرت الحرب المعادن الحقيقة للناس، والذين منهم سقط من بداية الطريق ولم يحتمل الضغوطات، ومنهم من سقط في منتصف الطريق ومنهم من لا يزال صابرا، وكأن هؤلاء ينطبق عليهم قول الله عز وجل: "وَمِنَ النَّاسِ مَن يَعْبُدُ اللَّهَ عَلَىٰ حَرْفٍ ۖ فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ ۖ وَإِنْ أَصَابَتْهُ فِتْنَةٌ انقَلَبَ عَلَىٰ وَجْهِهِ خَسِرَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةَ ۚ ذَٰلِكَ هُوَ الْخُسْرَانُ الْمُبِينُ" (الحج: 11).



السلوكيات السلبية التي ظهرت خلال العدوان رغم شناعتها وبشاعتها، إلا أنها لا تعبر عن الوجه الحقيقي للشعب الفلسطيني المناضل، فالاحتلال قد ضيق الخناق علينا بكل الطرق، وحاربنا وقتلنا ودمر بيوتنا، ونجح إلى حد ما في شراء ذمم البعض، سواء بالعمالة أو من خلال الإيعاز بنشر الفوضى، أو التحكم بأرزاق الناس
ما حدث في غزة ليس بِدعا من الأحداث، بقدر ما هو ناتج عن سلوك طبيعي يحدث من أي إنسان في الكون في ظل الظروف التي نمر بها، وهذا ليس تبريرا للانحراف بقدر ما هو تشخيص اجتماعي لسلوك بشري ينسجم مع هدف قول الله عز وجل: "لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ" (الأنفال: 37).

إن السلوكيات السلبية التي ظهرت خلال العدوان رغم شناعتها وبشاعتها، إلا أنها لا تعبر عن الوجه الحقيقي للشعب الفلسطيني المناضل، فالاحتلال قد ضيق الخناق علينا بكل الطرق، وحاربنا وقتلنا ودمر بيوتنا، ونجح إلى حد ما في شراء ذمم البعض، سواء بالعمالة أو من خلال الإيعاز بنشر الفوضى، أو التحكم بأرزاق الناس ورفع أسعار السلع الأساسية التي يحتاجها الناس في ظل الظروف الكارثية التي نعيش.

لقد أساءت هذه الفئة لنضالات شعبنا، حيث استغلها الاحتلال ونجح في صناعة فكرة أن أبناء غزة هم اللصوص وروجها خارجيا خاصة فيما يتعلق بالمساعدات، وأنه يُدخل المساعدات لغزة لكن لصوص غزة هم الذين يسرقونها ويبيعونها بأسعار غالية، ليبرئ الاحتلال نفسه من تجويع الأبرياء في غزة، رغم أن الكل يعلم أنه يقتل فرق التأمين الخاصة بتأمين وصول شاحنات المساعدات لمخازنها المخصصة لها، ووكالة الغوث تشهد بأنه يتعمد قتل فرق التأمين ويسمح لقطاع الطرق واللصوص بممارسة أفعالهم الإجرامية.

ومن باب إحسان الظن بأبناء شعبنا وعدم التنكر لنضالات الشعب، فإن هذه الفئة التي حادت عن جادة الصواب سرعان ما سترجع حين يزول سبب انحرافها، وتعود للحضن الوطني وتشعر بشناعة ما فعتله. هذا لا يعني أن الذي أجرم وقام بأفعال مثل العمالة والقتل معفي من المعاقبة، بل يجب أن ينال العقوبة التي يستحقها.

وأختم برسالة أوجهها لإخواني وأخواتي من خارج غزة، نحن لسنا ملائكة ولسنا شياطين، وأستشهد هنا بما جاء على لسان الجن حين قال: "وَأَنَّا مِنَّا الْمُسْلِمُونَ وَمِنَّا الْقَاسِطُونَ" (الجن: 149، لكننا نقول: "ربنا لا تؤاخذنا بما فعل السُّفَهَاءُ مِنَّا".

فيا من تتضامن معنا بكل وسائل التضامن المادي والسياسي والثقافي والجماهيري، استمر بما بدأت به واحشد، ولا يغرنك تقلب الذين انحرفوا وزاغوا، وكن على يقين بأن الفئة المنحرفة لا تمثل سوى نفسها.

(كاتب ومدون من غزة)

facebook.com/mostafa201311

المصدر: عربي21

كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي مدونات مدونات غزة الاحتلال اللصوص المساعدات احتلال غزة مساعدات لصوص مدونات قضايا وآراء قضايا وآراء مدونات مدونات مدونات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة مقالات سياسة مقالات سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة فی غزة

إقرأ أيضاً:

104 شهداء و399 مصاباً في غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية

الجديد برس| أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في قطاع غزة، اليوم الأربعاء، عن وصول 104 شهداء، بينهم شهيد جرى انتشاله من تحت الأنقاض، بالإضافة إلى 399 إصابة جديدة إلى مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية، في ظل استمرار العدوان الإسرائيلي على القطاع لليوم الـ297 على التوالي. وأوضحت الوزارة في تقريرها اليومي لحصلة العدوان، أن أعدادًا من الضحايا ما زالوا تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم نتيجة القصف المتواصل وصعوبة الحركة في عدد من المناطق المنكوبة. وبذلك ترتفع الحصيلة الإجمالية للعدوان الإسرائيلي على غزة، منذ السابع من أكتوبر 2023، إلى 60,138 شهيدًا و146,269 إصابة، بحسب ما وثقته الجهات الطبية. ومنذ استئناف العمليات العسكرية الإسرائيلية بتاريخ 18 آذار/ مارس 2025، وحتى اليوم، سُجل 8,970 شهيدًا و34,228 إصابة، في واحدة من أكثر المراحل دموية خلال العدوان. أما ـ”شهداء لقمة العيش”، فقد سجّلت مستشفيات القطاع خلال الـ24 ساعة الماضية 60 شهيدًا و195 إصابة على الأقل، نتيجة استهداف نقاط توزيع المساعدات وطوابير الحصول على الغذاء، ما يرفع عدد شهداء هذه الفئة إلى 1,239 شهيدًا، فيما تجاوز عدد المصابين 8,152 إصابة منذ بداية العدوان. كما سُجلت 7 وفيات جديدة بسبب المجاعة وسوء التغذية خلال الساعات الماضية، لترتفع حصيلة وفيات المجاعة إلى 154 حالة وفاة، من بينهم 89 طفلًا، في ظل تدهور الأوضاع الصحية والإنسانية، واستمرار النقص الحاد في الغذاء والمياه والأدوية.

مقالات مشابهة

  • المرور يضبط 1099 مخالفة تجاوز سرعات على الطرق السريعة خلال 24 ساعة
  • ما موقف نقابة المهن التمثيلية من التحاق غير الأكاديميين؟.. أشرف زكي يُجيب (فيديو)
  • 83 شهيدًا في قطاع غزة خلال 24 ساعة
  • داخلية غزة: نحمل الاحتلال مسؤولية نشر الفوضى ورعاية شبكات اللصوص للسيطرة على المساعدات
  • صحة غزة: 101 شهيد و625 مصابا خلال 24 ساعة
  • ارتفاع هامشي لمؤشر بورصة قطر بنسبة 0.05 بالمئة
  • الورداني: الشائعة اختراع شيطاني وتعد من أمهات الكبائر التي تهدد استقرار الأوطان
  • وزيرة التضامن تكشف حجم المساعدات التي قدمتها مصر لـ غزة خلال 4 أيام
  • 104 شهداء و399 مصاباً في غزة خلال الـ 24 ساعة الماضية