جوهور - أحمد الجهوري

افتُتح امس اﻷول منتدى سياحة رابطة دول الآسيان 2025 في مدينة جوهور الماليزية ، بحضور نائب رئيس وزراء ماليزيا فضلي يوسف، الذي أكد في كلمته على أهمية المنطقة كواحدة من أكثر الأسواق السياحية ديناميكية في العالم.

وأوضح فضلي يوسف أن دول جنوب شرق آسيا استقبلت أكثر من 100 مليون سائح في عام 2023، وهو ما يشكل 70% من مستويات ما قبل جائحة كوفيد-19.

وأضاف أن تقرير منظمة الأمم المتحدة للسياحة أظهر نموًا في عدد السياح الوافدين إلى دول الآسيان بنسبة 2% في عام 2024 مقارنة بعام 2019، مدفوعًا بالطلب القوي وانتعاش الأسواق الآسيوية الرئيسية.

كما أشار إلى التوقعات التي تشير إلى أن عام 2024 سيشهد وصول عدد السياح إلى نحو 130 مليون، مما يمثل تعافيًا كاملًا من تداعيات الجائحة، ويعكس نجاح دول الآسيان في تعزيز مرونتها وتفاؤلها بمستقبل السياحة في المنطقة.

 

 وأضاف: ووفقًا لتقارير أماديوس، فإن النمو السياحي في آسيا خلال عام 2025 سيتشكل بفضل سياسات التأشيرات المرنة، وزيادة عدد مسارات الطيران، وخيارات السفر الفاخرة.

وتوقع فضلي أن تمثل منطقة آسيا 35% من الإنفاق العالمي على السفر الترفيهي و50% من نمو الركاب الجويين خلال السنوات الخمس عشرة المقبلة، مما يعزز دورها كقائد عالمي في مجال السياحة وداعم رئيسي للنمو الاقتصادي.

وقال نائب رئيس وزراء ماليزيا: "بينما تتعافى الاستثمارات السياحية، ارتفع الاستثمار الأجنبي المباشر في القطاع من 1.2 مليار دولار أمريكي في عام 2022 إلى 2.8 مليار دولار أمريكي في عام 2023، إلا أن هذا الرقم لا يزال أقل بكثير من ذروته قبل الجائحة، حيث بلغ 24.5 مليار دولار أمريكي في عام 2019. وللتغلب على هذه الفجوة، يجب على رابطة أمم جنوب شرق آسيا إعطاء الأولوية لتنويع الاستثمارات الجيدة، من حيث تنويع الوجهات وإعادة توزيع التدفقات السياحية. ويمكن للآسيان أن تضع نفسها كمنصة حيوية لتعزيز النمو السياحي الشامل والمتوازن في المنطقة."

 

وأضاف فضلي يوسف: "لتحقيق رؤية "الآسيان" كوجهة واحدة متميزة ومركز للابتكار، يجب سد الفجوات في البنية التحتية الرقمية بين الدول الأعضاء. يمكن تحقيق ذلك من خلال الخطة الرئيسية الرقمية للآسيان 2025 واتفاقية إطار الاقتصاد الرقمي (DEFA)، والتي ستغير قواعد اللعبة نحو التكامل الإقليمي في مجالات مثل المدفوعات عبر الحدود، والأمن السيبراني، والمهارات الرقمية، وتنقل المواهب، إضافة إلى التقنيات الناشئة مثل الذكاء الاصطناعي."

وتوقع فضلي أن يتضاعف الاقتصاد الرقمي في الآسيان ثلاث مرات، من نحو 300 مليار دولار أمريكي إلى ما يقارب تريليون دولار أمريكي بحلول عام 2023، نتيجة تبني التكنولوجيات الرقمية بشكل أكبر. كما أشار إلى أنه من المتوقع أن يسهم الإطار التنظيمي بمبلغ يتجاوز تريليوني دولار أمريكي في الاقتصاد الرقمي للآسيان، ما سيعود بالفائدة على جميع الاقتصادات الرئيسية في المنطقة، بما في ذلك قطاعات السفر والسياحة.

ومع تولي ماليزيا رئاسة الآسيان هذا العام، دعت الحكومة الماليزية وزراء السياحة في المنطقة إلى تجسيد روح مجتمع الآسيان لبناء صناعة سياحية مستدامة، شاملة، ومرنة.

من جانبه، شدد وزير السياحة والفنون والثقافة الماليزي داتوك سيري تيونغ كينغ سينغ، على أهمية التعاون لحماية التراث الإقليمي وتعزيز مكانة الآسيان على الساحة العالمية. وقال: "كما نعلم جميعًا، نحن نجتمع هذا الأسبوع للتباحث وتبادل الأفكار الجديدة. لذا، دعونا نتبنى روح مجتمع الآسيان لبناء مستقبل مستدام وشامل وقوي للسياحة."

وأضاف تيونغ أن موضوع منتدى السياحة الآسيان (ATF) لهذا العام، "الوحدة في الحركة: تشكيل سياحة الآسيان غدًا"، يعكس إنجازات دول الآسيان ويؤكد أهمية العمل الجماعي لمواجهة التحديات والفرص المتطورة في قطاع السياحة.

وأشار إلى أن مشاركة جميع وزراء السياحة في الآسيان وممثلي شركاء حوار الآسيان هي دليل على قوة الشراكة الإقليمية وروح التعاون في بناء قطاع سياحي مرن ومستدام.

وأضاف: "إن استضافة هذا الحدث المهم في جوهور لا تسلط الضوء فقط على الثقافة المحلية والتنمية الحديثة، بل تعكس أيضًا رؤية ماليزيا لتعزيز الوجهات السياحية الناشئة. لذلك، أتقدم بخالص الشكر إلى جوهور منتيري بيسار داتوك أون حفيز غازي وشعب جوهور على دعمهم القوي وتعاونهم في إنجاح سياحة الآسيان 2025".

وأكد تيونغ أيضًا أن حضور نائب رئيس الوزراء الماليزي فضلي يوسف في هذا الحدث أضفى نغمة إيجابية، ما عزز الروح التعاونية لتشكيل مستقبل أكثر إشراقًا لسياحة الآسيان.

يهدف منتدى "ATF 2025" إلى تعزيز المنتجات السياحية الإقليمية، وتسهيل تبادل المعرفة، وتعزيز فرص التواصل، وتوطيد التعاون مع قادة السياحة العالميين لجذب المزيد من الزوار إلى منطقة الآسيان.

وكانت إحدى الرسائل الأساسية التي تم تسليط الضوء عليها خلال المنتدى هي أهمية الاستدامة في تطوير السياحة. واستغلت ماليزيا المنتدى كمنصة لعرض استراتيجيتها السياحية الخاصة بمبادرة "زيارة ماليزيا 2026"، التي تركز على السفر الصديق للبيئة والترويج للوجهات الأقل شهرة. ومع تزايد الاهتمام بالاستدامة، تعمل ماليزيا على إعادة تشكيل عروضها السياحية من خلال تشجيع خيارات السفر الأكثر مسؤولية، خاصة في المناطق الأقل استكشافًا في البلاد.

وينظر إلى هذه الجهود على أنها وسيلة للتخفيف من الآثار السلبية للسياحة المفرطة، مع تقديم تجارب أكثر أصالة للسياح في المدن الصغيرة والمناطق الريفية.

وأشار الخبراء المشاركون في المنتدى إلى أن السياحة، إذا أُديرت بشكل جيد، يمكن أن تكون قوة دافعة للحفاظ على الموارد الطبيعية وتعزيز التنمية المستدامة.


المصدر: جريدة الرؤية العمانية

كلمات دلالية: ملیار دولار أمریکی دولار أمریکی فی دول الآسیان فی المنطقة إلى أن فی عام

إقرأ أيضاً:

سلطنة عُمان تستضيف منتدى إقليميًّا لتعزيز استجابة المدن للكوارث والأزمات المناخية

العُمانية/ بدأت بمسقط اليوم أعمال منتدى صمود المدن في الأنواء المناخية والحوادث الكبرى، الذي تنظمه وزارة الداخلية، ويسعى إلى إرساء قاعدة معرفية مشتركة بين الدول الخليجية في مجال صمود المدن، وتعزيز الشراكات الإقليمية لتطوير الحلول المبتكرة التي تحدُّ من المخاطر المناخية وتدعم استدامة البنية الأساسية، بمشاركة مختصين من سلطنة عُمان ودول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، ويستمر ثلاثة أيام.

رعى افتتاح أعمال المنتدى اللواء سليمان بن علي الحسيني رئيس هيئة الدفاع المدني والإسعاف.

وأشار سعادة السّيد خليفة بن المرداس البوسعيدي الأمين العام بوزارة الداخلية في كلمة الوزارة إلى أنّ سلطنة عُمان على مدى العقود الماضية، أولت اهتمامًا بالغًا بإدارة المخاطر والحدّ من آثار الكوارث الطبيعية، حيث عملت الجهات المختصة على تطوير منظومة وطنية متكاملة للطوارئ وتبنّت أفضل الممارسات التي تعزز الصمود الحضري، كما استثمرت في تعزيز البنية الأساسية لمنظومة الحماية الوطنية من آثار الأنواء المناخية.

وأضاف سعادته أن عقد هذا المنتدى يأتي تجسيدًا لجهود اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة واللجان الفرعية بالمحافظات والبلديات والجهات المعنيّة الأخرى في سبيل تعزيز مفهوم العمل المؤسسي المشترك، ويشارك في أعماله أكثر من 20 جهة من مختلف المؤسسات الحكومية، ومشاركات من دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وأشار سعادته إلى أنّ المنتدى يتضمن 26 ورقة عمل موزعة ضمن خمسة محاور أساسية عبر خمس جلسات يتبع كلّا منها حلقة نقاشية، للخروج بتوصيات عملية تُسهم في رفع جاهزية المدن والحدّ من آثار الأنواء المناخية والحوادث الكبرى.

وقدّم الرائد طلال بن يعقوب الحضرمي مساعد مدير العمليات والتدريب بالمركز الوطني لإدارة الحالات الطارئة عرضًا مرئيًّا حول منظومة عمل اللجنة الوطنية لإدارة الحالات الطارئة في التعامل مع الحالات الطارئة والحوادث الكبرى، إضافةً إلى هيكلها التنظيمي وأدوار الجهات المساندة ضمن المنظومة.

وأشار العقيد زايد بن حمد الجنيبي، رئيس المركز الوطني لإدارة الحالات الطارئة إلى أهمية المنتدى إذ يُعدُّ منتدى صمود المدن إحدى الخطوات المهمة في مسيرة بناء المدن القادرة على الصمود وتعزيز الجاهزية الوطنية، سواءً في سلطنة عُمان أو في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

وقال إنّ المنتدى يكتسب أهميته من خلال استضافته نخبة من المختصين والمعنيين بهذا المجال، وطرحه لأوراق عمل تتناول محاور متعددة تتعلق باستدامة المدن وقدرتها على التكيُّف مع التغيرات المناخية والتحدّيات البيئية المختلفة.

وأشار إلى أن الأوراق العلمية والنقاشات ستصب جميعها في تحقيق الهدف الأسمى، وهو تعزيز قدرة المدن على مواجهة المخاطر وتقليل الخسائر المادية والبشرية، بما يُسهم في رفع مستوى الجاهزية والتكامل والتنسيق المشترك بين مختلف الجهات المعنيّة بإدارة الحالات الطارئة.

وقال المهندس عبد الرحمن المرزوقي، مدير إدارة الصحة والسلامة العامة بدائرة البلديات والنقل في إمارة أبوظبي بدولة الإمارات العربية المتحدة: إنّ منتدى صمود المدن يُعدُّ منصة مهمة لتعزيز التعاون وتبادل الخبرات بين دول مجلس التعاون في مجالات الطوارئ والأزمات واستمرارية الأعمال، وفي ظل التحدّيات المتزايدة الناتجة عن التغيُّرات المناخية وتأثيرها المباشر على البنية الأساسية.

وأكّد على أهمية العمل المشترك لتطوير منظومات الاستجابة والتأهّب، ونسعى خلال هذا المنتدى مع وجود المختصّين والخبراء للخروج توصيات عملية تُعزّز التكامل بين الجهات المعنيّة، وتُسهم في بناء مدن أكثر مرونة واستدامة قادرة على مواجهة مختلف المخاطر والطوارئ.

وتضمَّن برنامج اليوم الأول جلستيْن رئيستيْن؛ جاءت الجلسة الأولى بعنوان "مفهوم صمود المدن"، واشتملت على أوراق عمل تناولت المرونة المجتمعية، وآليات التكيُّف مع التغيُّرات المناخية، ودور الأجهزة الأمنية والدفاع المدني في إدارة المخاطر.

أما الجلسة الثانية، فقد خُصِّصت لموضوع "التغيُّرات المناخية وتأثيرها على المدن"، واستعرضت أوراق عمل حول البنية الأساسية الصامدة، وبناء المرونة الوطنية، وتجارب الإنذار المبكر، والتأثيرات المناخية على مشروعات الطرق، إضافة إلى ورقة تناولت حادثة انهيار سد وادي درنة في ليبيا والدروس المستفادة منها.

حضر افتتاح أعمال المنتدى، الذي أُقيم بفندق كمبينسكي، عددٌ من أصحاب السعادة والمسؤولين وممثلي الجهات ذات العلاقة.

مقالات مشابهة

  • البنك المركزي: إيرادات السياحة في مصر بلغت 16.7 مليار دولار في السنة المالية 2024/2025
  • البنك المركزى: ارتفاع تحويلات المصريين بالخارج إلى 36.5 مليار دولار وتحسن الإيرادات السياحية
  • الدبيبة يستقبل سفير إيطاليا ويؤكد أهمية تعزيز التعاون الثنائي
  • تجمّع مطارات الثاني: مطار الدوادمي يعزز الربط الإقليمي بالرياض
  • تكالة يبحث مخرجات اللجان ويؤكد أهمية التشاور السياسي
  • رضا المسلمي: الاقتصاد المصري في تحسن واستقرار سعر الدولار يعزز انخفاض معدل التضخم «فيديو»
  • عُمان تشارك في "منتدى الأمن والتعاون الإقليمي" بين دول الخليج والاتحاد الأوروبي
  • منتدى “صنع في روسيا” يشيد جسور التعاون مع الإمارات
  • سلطنة عُمان تستضيف منتدى إقليميًّا لتعزيز استجابة المدن للكوارث والأزمات المناخية
  • سلطنة عُمان تشارك في المنتدى الثاني رفيع المستوى حول الأمن والتعاون الإقليمي بالكويت