فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر يستقبل محافظ جنوب سيناء لبحث سبل التعاون
تاريخ النشر: 21st, January 2025 GMT
قام الدكتور خالد مبارك، محافظ جنوب سيناء، بزيارة الي فضيلة الدكتور احمد الطيب شيح الأزهر، وأعرب محافظ جنوب سيناء عن سعادته بلقاء شيخ الأزهر فى إطار العلاقات الوثيقة الى تربط الأزهر ومحافظة جنوب سيناء والتى تهدف للتعاون والمشاركة لما فيه مصلحة المواطنين.
وثمن محافظ جنوب سيناء جهود بيت الزكاة والصدقات، تحت إشراف فضيلة الإمام الأكبر شيخ الأزهر على جهوده الدائمة للوصول إلى المستحقين والأولى بالرعاية في الوديان والتجمعات البدوية الفقيرة بمدن محافظة جنوب سيناء، ودعم الأمهات المعيلات بماكينات خياطة تساعدهن على تدبير شؤون حياتهن.
كما ثمن محافظ جنوب سيناء دور الأزهر الشريف كمنارة فى العلم والمعرفة والمشاركة المجتمعية، ودوره فى نشر الدعوة والحفاظ عليها مؤكدًا أن الأزهر الشريف مؤسسة عريقة لها مكانة كبيرة في قلوب جميع مصريين، وجميع المسلمين بالعالم لدوره التثقيفي والتوعوي، لافتًا أن الأزهر قدم نموذجًا رائعًا لوحدة الوطن وترابطه، مشيدًا بالدور الهادف الذي يقوم به الأزهر بقيادة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، من أجل نشر وغرس قيم ومفاهيم الوسطية والتسامح والأخوة بين أفراد المجتمع لا سيما الشباب.
وأشار المحافظ الى أن دور الأزهر الشريف لا يقتصر فقط على نشر القيم الدينية وتعاليم الإسلام السمحة ، إنما تخطى ذلك لكونه منظومة إسلامية تعليمية رائدة عالميًا تُسهم بفاعلية في تحقيق السلام والوسطية.
وفي ختام اللقاء اهدي محافظ جنوب سيناء درع المحافظة لفضيلة شيخ الأزهر تقديرا وعرفانا بدوره وتوطيدا لاواصر التعاون .
يذكر أن «بيت الزكاة والصدقات» و فقال لتوجيهات فضيلة الإمام وزّع في وقت سابق، آلاف البطاطين والمواد الغذائية والملابس الشتوية على المستحقين في الوديان والتجمعات البدوية بمدن طابا ونويبع وسانت كاترين والطور وشرم الشيخ وأبو رديس وأبو زنيمة ودهب ورأس سدر؛ لمساعدتهم على مواجهة موجة البرد القارص وأمطار السيول، بالإضافة إلى تقديم الدعم النقدي الشهري للأسر الأكثر احتياجًا، وكذلك توفير الاحتياجات اللازمة من العلاج للمرضى غير القادرين.
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: المشاركة المجتمعية الإمام الأكبر محافظة جنوب سيناء وصول الدعم محافظ جنوب سيناء خالد مبارك محافظ جنوب سيناء لمحافظ الدكتور خالد مبارك محافظ جنوب سيناء العلاقات الوثيقة محافظ جنوب سیناء فضیلة الإمام شیخ الأزهر
إقرأ أيضاً:
المشرف على الرواق الأزهري: الاجتهاد فريضة إسلامية والحرية الفكرية منهج علماء هذه الأمة
عقد الجامع الأزهر اليوم الثلاثاء، اللقاء الأسبوعي لملتقى الأزهر للقضايا المعاصرة، تحت عنوان: "مكانة العقل وبناء المجتمع"، وذلك بحضور كل من؛ الدكتور عبد المنعم فؤاد، المشرف العام على الأنشطة العلمية بالرواق الأزهري، والدكتور مجدي عبد الغفار، رئيس قسم الدعوة والثقافة الإسلامية السابق بكلية أصول الدين بجامعة الأزهر بالقاهرة، تقديم الإعلامي دكتور محمد مصطفى.
قال الدكتور عبد المنعم فؤاد في بداية الملتقى على أن الادعاء بجمود الإسلام وغياب الحراك الفكري والاجتهاد فيه هو جهل بحقيقته، فالعلاقة بين العقل والدين في الإسلام متجذرة، حيث يمثل القرآن الكريم إعجازًا عقليًا يدفع المؤمن نحو التفكر والتدبر، ويتجلى هذا التكامل في نهج النبي صلى الله عليه وسلم، الذي كان يضع كل كلمة في محلها، فتحمل كلامه معاني ومغازي عميقة؛ ولذا يوصف بأنه "سيد العقلاء"، فالإسلام، الذي جاء به النبي، هو الذي علمنا منهج التفكر والتدبر، والقرآن الكريم هو أساس الفهم والتدبر لا مجرد الاستسلام السلبي للأوامر.
وأضاف الدكتور عبد المنعم فؤاد، أن علماء الأمة الإسلامية هم أول من أسسوا لمنهج الحرية الفكرية، ويتجلى ذلك في التنوع الفقهي والمنهجي بين رخص ابن عباس، وعزائم ابن عمر، وعقلية أبي حنيفة، وواقعية الإمام الشافعي، ومنطقية الغزالي، وموسوعية ابن تيمية، ورقائق الجيلاني، وفلسفة ابن رشد، ومنهجية الرازي، ووسطية الأزهر؛ لأن الاجتهاد فريضة إسلامية، وتتأكد هذه الحقيقة بالنظر إلى منهج الإمام أبي حنيفة القائم على اجتهاده واجتهاد تلاميذه أبي يوسف ومحمد الذين كان يأخذ بآرائهم رغم اختلافهم، وكذا بتعدد فتاوى الإمام الشافعي للمسألة الواحدة بين العراق ومصر، ووجود أكثر من فتوى لبعض المسائل عند الإمام أحمد بن حنبل.
وأكد المشرف العام على الأنشطة العلمية بالرواق الأزهري، على المنزلة المحورية للعقل في الإسلام، ولو نظرنا في القرآن الكريم نجد أن كلمة "العقل" ومشتقاتها وردت فيه ما يزيد عن 300 مرة، وتتجلى هذه الأهمية القصوى في أن التكليف الشرعي يسقط عن غير العاقل؛ فالعقل هو مناط التكليف، وقد أكد القرآن الكريم هذه الحقيقة بلسان أهل النار أنفسهم، حيث قالوا: "قالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير"، مما يبرهن على أن قضية العقل بالغة الأهمية؛ إذ هو الأداة الأساسية التي تمكن الإنسان من معرفة المولى سبحانه وتعالى واستيعاب رسالته، مؤكدًا بذلك أن الإسلام دين يقوم على الاقتناع الفكري والبحث عن الحقيقة، لا على التسليم الأعمى.
من جانبه أكد الدكتور مجدي عبد الغفار أن نعمة العقل هي من أجل النعم على الإطلاق، فهي الميزان الذي يحدد مكانة الفرد في مجتمعه، والأداة الأساسية التي يتحقق بها إعمار الإنسان للأرض، وبناءً على ذلك، وأن أي مسعى لـ "عمار" بلادنا وأوطاننا وأمتنا يقوم على ثلاثة أركان جوهرية: الإنسان، حيث يكون (الإنسان قبل البنيان)، ثم يليه ركن الوعي، والركن الثالث هو العبادة (الساجد قبل المساجد).
أوضح الدكتور مجدي عبد الغفار أن التدبر في آيات الكون هو المنهج الإلهي الذي سلكه المولى – سبحانه وتعالى- مع سيدنا إبراهيم عليه السلام للوصول إلى اليقين، حيث قال تعالى: " وَكَذَٰلِكَ نُرِي إِبْرَاهِيمَ مَلَكُوتَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَلِيَكُونَ مِنَ الْمُوقِنِينَ" وهذا التوجيه الرباني بالنظر والتفكر يجب أن يلتزم به الدعاة والعلماء اليوم، لأنه هو الحديث الأكثر نفعًا وفائدة، وهو المنهج الذي سار عليه السلف من علماء هذه الأمة، فنجد قول أحد علمائها الإمام الجويني: "لولا العقل ما فهمنا حقيقة النقل"، لأن العقل هو أساس التكليف، والنقل (الشرع) هو أساس الهداية، ولا يوجد أي تعارض أو خلاف بينهما؛ فكلاهما مصدر للعلم والمعرفة، ويعملان بتناغم للوصول إلى الحقائق الإيمانية والكونية.