مستشفيات ومساكن ومقاطعة.. مبادرات إندونيسية لإعادة إعمار غزة
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
جاكرتا- لم تنتظر إندونيسيا كثيرا للحديث عن إعادة إعمار غزة ودعم القطاع المحاصر، فبعد 3 أيام فقط من اتفاق وقف إطلاق النار، شهد البرلمان الإندونيسي مساء الثلاثاء اجتماعا تنسيقيا موسعا هو الأول من نوعه بمشاركة أعضاء برلمانيين من مختلف الأحزاب ومشاركة أكثر من 120 جمعية إنسانية وإغاثية لها إسهامات في العمل الإنساني بفلسطين.
ويهدف الاجتماع إلى تنسيق جهود الإغاثة وإعادة إعمار القطاع بعد الحرب، واستعراض التحديات التي تواجه الجمعيات الإنسانية والإغاثية غير الحكومية خلال عملها في الأراضي الفلسطينية المحتلة وتقديم مقترحات عن جوانب دعم الشعب الفلسطيني في قطاع غزة من خلال التنسيق الكامل بين هذه الجمعيات والجهات الحكومية المختلفة.
وفي بداية الاجتماع أكد هدايت نور وحيد، نائب رئيس مجلس الشعب الاستشاري، رفض الإندونيسيين فكرة تهجير سكان قطاع غزة وتوطينهم في دول أخرى بما فيها إندونيسيا، وهي الفكرة التي تناقلتها وسائل إعلام أميركية مؤخرا.
وأشار نائب رئيس مجلس الشعب الاستشاري إلى أن دستور إندونيسيا يحتم على الحكومة من واجب ومسؤولية دستورية العمل من أجل إنهاء الاحتلال وتحقيق السلام في فلسطين ونيل شعبها الاستقلال، مشيرا إلى أن ذلك ما فهمه رؤساء إندونيسيا منذ الإستقلال لمواد دستورهم ومغزى كلماته تجاه قضية فلسطين.
وخلال الاجتماع عرضت مجموعة من الأفكار من قبل ممثلي المؤسسات الإنسانية والمجتمعية بخصوص إعادة الإعمار، منها ما عرضه المسؤول عن ملف فلسطين في هيئة عاملي الزكاة الإندونيسية الرسمية محمد مهضوم عما أنفقته الهيئة وما تسعى إليه من بناء مجمعات سكنية في قطاع غزة، وكان واضحا اهتمام كثير من المنظمات بملف الإعمار وما يمكن أن يقدموه للغزيين إذا ما استقر وقف إطلاق النار.
إعلانوكان لافتا الاهتمام بالقطاع الصحي، فالقائمون على المستشفى الإندونيسي الشهير شمالي قطاع غزة من لجنة الطوارئ والإنقاذ الطبي "ميرسي" تحدثوا عن إرسال 6 فرق طبية حتى الآن والتجهيز لإرسال فرق أخرى مستقبلا، والسعي لترميم ما تدمر من المستشفى بسبب القصف المتكرر أو إعادة إعماره بالكامل.
وكشفوا عن مشروع لبناء مستشفى آخر للنساء والأطفال في مدينة غزة على أرض مساحتها 5 آلاف متر ليكون المستشفى الإندونيسي الثاني في القطاع، أما ثالث المشاريع الصحية فهو بناء جناح جديد يتسع لما بين 500-600 مريض في مستشفى شهداء الأقصى.
وفي هذا الخصوص، اقترح بعض المشاركين تجهيز مستشفيات ميدانية في المرحلة القادمة وتشغيلها في مختلف مناطق القطاع، حتى ينتهي العمل من إعادة إعمار أو تشييد مستشفيات جديدة، كالخدمات التي تقدمها هيئات إندونيسية لما بين 1000-1500 شخص يوميا جنوب القطاع، وحث الشعب الإندونيسي على التبرع لشراء عدد من سيارات الإسعاف عوضا عن التي دمرت خلال الحرب.
وخلال الاجتماع أيضا أعلن الهلال الأحمر الإندونيسي عن مشروع لتقديم كفالات لطلبة من قطاع غزة في تخصصات طبية في إندونيسيا ودول أخرى، داعيا الشعب الإندونيسي إلى دعم هذه المبادرة التي تهدف إلى توفير فرص تعليمية جديدة في تخصصات طبية لشباب غزة، فضلا عن إعادة إعمار مسجد الاستقلال الإندونيسي في خان يونس، الذي تم تدشينه في فبراير/شباط 2022، ودُمر بقصف إسرائيلي في ديسمبر/كانون الأول 2023.
التوعية بالقضية الفلسطينةوامتد اهتمام المشاركين في الاجتماع بالجانب التوعوي والثقافي، إذ اقتُرحت أفكار مختلفة منها ضرورة أن تتبنى بعض الجامعات الإندونيسية برامج دراسات عليا في قضايا فلسطين والقدس وما شهدته غزة ومدن الضفة الغربية المحتلة من حروب ومعاناة ونضال للشعب الفلسطيني، وتنظيم مزيد من المؤتمرات الأكاديمية المتخصصة لتوعية الشباب بالقضية.
إعلانإلى جانب ذلك، أكد بعض العاملين في مؤسسات تعليمية ضرورة أن يكون لقضية فلسطين حضور في المناهج الدراسية من المراحل الإبتدائية وحتى الثانوية لتوعية أطفال إندونيسيا وشبابها وفتياتها بهذه القضية، مع اقتراح إعلان يوم وطني إندونيسي لفلسطين ليكون علامة فارقة في أذهان أطفال المدارس والمعاهد يحتفى به كل عام.
كما أشار عدد من النشطاء في العمل الإنساني والتعليمي إلى ضرورة توعية سكان الأرياف، متحدثين عن الفارق الملاحظ في الوعي بالقضية الفلسطينية، بين المدن الكبرى، والقرى البعيدة، بسبب قصور إعلامي يراه نشطاء كثر تجاه تغطية الأحداث في فلسطين، سواء بسبب عدم استمرارية التغطية أو عدم تطرقها لكثير من التفاصيل في بعض وسائل الإعلام المحلية.
وخلال الاجتماع أيضا، دعا نشطاء شباب إلى ضرورة استمرار حملات التوعية بالمقاطعة الاقتصادية، وتشجيع المواطنين في المدن والقرى على التبرع لفلسطين، وإعداد أجيال من المتطوعين الشباب والفتيات المهتمين والمتابعين للشأن الفلسطيني، وتجهيز مواد فنية تبث الوعي بين مختلف شرائح المجتمع بالقدس وأحوالها ويوميات ونضال الشعب الفلسطيني.
قرى ثقافيةكما دعا أحد المشاركين إلى إنشاء قرية أو قرى سياحية تعليمية ثقافية عن فلسطين يأتي إليها أطفال المدارس والشباب للتعرف على تاريخ وقضية فلسطين أشبه بالأماكن السياحية التعليمية والثقافية الحديثة.
واتفق المشاركون في الاجتماع على ضرورة تنسيق جهود هذا الطيف الواسع من المنظمات المجتمعية والجمعيات الإنسانية والإغاثية التي تتباين في أسلوب عملها وتخصصها، وتوزيع المهام حسب مجالات العمل الإنساني، وأن يكون للحكومة الإندونيسية دور ريادي وتنسيقي داعم، لتتضافر الجهود الشعبية والحكومية في هذا الشأن.
واقترح عدد من المشاركين أن يتوج تعاطف إندونيسيا مع أهل غزة وكل مدن فلسطين بزيارة يقوم بها الرئيس الإندونيسي برابوو سوبيانتو إلى غزة والضفة الغربية، كما زار الرئيس الأسبق محمد سوهارتو البوسنة والهرسك أيام الصراع الدامي فيها في تسعينيات القرن الماضي.
إعلانالمصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: حريات إعادة إعمار قطاع غزة
إقرأ أيضاً:
غزة - الكشف عن عدد شاحنات المساعدات التي دخلت القطاع اليوم
كشف المكتب الإعلامي الحكومي في غزة ، مساء الأحد 27 يوليو / تموز 2025 ، عدد شاحنات المساعدات التي دخلت إلى القطاع اليوم ، مبينا أن عمليات الإنزال الجوي سقطت في مناطق قتال خطرة.
بيان صحفي رقم (908) صادر عن المكتب الإعلامي الحكومي:
المجاعة تزداد شراسة والاحتلال يواصل جرائم الإبادة: 73 شاحنة فقط دخلت اليوم وعمليات الإنزال سقطت في مناطق قتال خطرة
يعاني قطاع غزة من مجاعة شرسة تتوسع وتتفاقم بشكل غير مسبوق وتطال 2.4 مليون إنسان، بينهم 1.1 مليون طفل، وقد قضى حتى الآن 133 شهيداً بسبب الجوع، بينهم 87 طفلاً، وسط صمت عربي ودولي مريب.
في اليومين الأخيرين، تداولت وسائل إعلام أنباء عن نية عدة دول وجهات بإدخال مئات الشاحنات لكسر المجاعة في قطاع غزة، لكن الواقع فاضح: دخلت فقط 73 شاحنة في شمال وجنوب قطاع غزة، وقد تعرّض معظمها للنهب والسّرقة تحت أنظار الاحتلال وطائراته المُسيّرة، في ظل حرصه الواضح على منع وصولها إلى مستودعات التوزيع، ضمن سياسة هندسة الفوضى والتجويع.
شهدنا ثلاث عمليات إنزال جوي لم تعادل في مجموعها سوى شاحنتين من المساعدات، وقد سقطت حمولتها في مناطق قتال حمراء -وفق خرائط الاحتلال- يُمنع على المدنيين الوصول إليها، ما يجعلها بلا أي جدوى إنسانية.
إن ما يجري هو مسرحية هزلية يتواطأ فيها المجتمع الدولي ضد المُجوّعين في قطاع غزة، عبر وعود زائفة أو معلومات مضللة تصدر عن دول كبرى مثل الولايات المتحدة الأمريكية ورئيسها حيث فقدت الحد الأدنى من المصداقية.
إن الحل الجذري يتمثل فقط ب فتح المعابر بشكل عاجل وبدون شروط، وكسر الحصار الظالم، وإدخال الغذاء وحليب الأطفال فوراً قبل فوات الأوان، فالعالم أمام مسؤولية تاريخية.
بكل إدانة واستنكار، نعبّر عن رفضنا الشديد لصمت المجتمع الدولي وتعامله المتواطئ واللامبالي مع المجاعة المتفاقمة وسياسة التجويع الممنهجة والجرائم التي يرتكبها الاحتلال بحق المدنيين المُجوّعين في قطاع غزة. ونُحمّل الاحتلال "الإسرائيلي" وشركاءه في هذه الجريمة، وفي مقدّمتهم الدول المنخرطة بشكل مباشر في جريمة الإبادة الجماعية – الولايات المتحدة، وبريطانيا، وألمانيا، وفرنسا – المسؤولية الكاملة عن تفاقم المجاعة واتساع رقعة الكارثة الإنسانية التي تزداد خطورة ودموية مع كل يوم.
نطالب الدول العربية والإسلامية وكل دول العالم لفتح المعابر فوراً، وندعو وسائل الإعلام إلى التوقف عن ترويج الشائعات والمعلومات الزائفة، فالمجاعة ما زالت مستمرة بل وتتسع وتتفاقم وتزداد خطورة وتوحّش، في ظل هذه المؤامرة الفظيعة ضد السكان المدنيين.
المصدر : وكالة سوا اشترك في القائمة البريدية ليصلك آخر الأخبار وكل ما هو جديد المزيد من آخر أخبار فلسطين حماس : لا معنى لاستمرار المفاوضات تحت الحصار والإبادة والتجويع الأغذية العالمي: وقف النار هو السبيل الوحيد لوصول المساعدات لغزة السعودية: مؤتمر "تنفيذ حل الدولتين" يأتي استنادا إلى موقف المملكة الأكثر قراءة تقارير إسرائيلية : حماس سترد بإيجابية على المقترح الجديد مفوض الأونروا : التقاعس عن إدخال المساعدات إلى غزة تواطؤ فتوح: غزة تواجه كارثة إنسانية غير مسبوقة الرئيس عباس يباشر حملة اتصالات دولية لوقف التجويع كسلاح إبادة في غزة عاجلجميع الحقوق محفوظة لوكالة سوا الإخبارية @ 2025