أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس في الخارج، عبد الجبّار سعيد في حديث مع "شبكة قدس"، أن مسألة حكم قطاع غزة هي شأن فلسطيني داخلي، مشيراً إلى أن الظهور العلني لرجال الأمن في قطاع غزة، ولعناصر كتائب القسّام فور تطبيق وقف إطلاق النار رسالة واضحة على قوة الحركة وبقائها، وبالتالي فإن تسليم الحكم في قطاع غزة سيكون من منطلق القوة لا الضعف.

ووفقاً لـ"شبكةقدس"، قال سعيد، إن "محاولات الاحتلال السابقة من خلال فرض نظام غير فلسطيني أو متواطئ لإدارة القطاع عبر جسم عشائري، أو جهات مشبوهة، أو مسميات تحت إطار إغاثي أو جهات خارجية، جميعها فشلت أمام صمود المقاومة التي أفشلت مخططات رئيس وزراء الاحتلال بنيامين نتنياهو المعلنة وغير المعلنة بعد أن صرّح مرارًا على أنه قضى على حماس، وعلى أرض الواقع اضطر لتوقيع اتفاق مع حماس من حيث النتيجة عبر الوسطاء، ولم يتمكن من القضاء عليها. ولم تنجح التصورات التي وضعها لإدارة غزة بعد الحرب".

وأضاف: "المسألة بالنسبة لنا هي شأن فلسطيني داخلي. كان لدينا استعدادًا للتفاهم مع حركة فتح والسلطة على تشكيل حكومة توافق وطني تضم جميع الفصائل (كما تم الاتفاق عليه في اتفاق بكين في 23 يوليو الماضي)، ولكن السلطة رفضت ذلك. وقد قبلنا لجنة الإسناد المجتمعي التي طرحتها مصر، ووافقت عليها حركة حماس، وتم ترشيح مجموعة من الأسماء لشخصيات فلسطينية مستقلة، ووصلت إلى الرئيس محمود عباس لكنه رفضها ورفض التعامل معها".

وتابع : "ما زلنا على قناعتنا بأن هذا شأن فلسطيني داخلي سنمضي به، بترتيبات توافقية مع الفصائل ومع شخصيات المجتمع المحلي في غزة، وسنرتب الأمور بما يحقق مصالح شعبنا". مؤكّدًا على أن حماس ليست حريصة على أن تكون في الحكم ولا تتمسك بصدارة المشهد الإداري للقطاع، مقابل ما يهمها من تحقيق مصلحة الشعب عبر الإعمار، والتعويض، وتوفير المساعدات".

وعن سؤال قدس حول الظهور العلني لرجال الأمن في قطاع غزة، ولعناصر كتائب القسّام فور تطبيق وقف إطلاق النار . قال سعيد: "هذه رسالة واضحة بأننا لسنا ضعفاء، ونحن ذاهبون نحو تسليم الحكم في القطاع من منطلق القوة لا الضعف، وأن الحركة موجودة ولم ولن تنكسر. وما زال المقاومون موجودين. وفي ظل عدم وجود أي جهة تتولى مسألة الإشراف على أوضاع غزة بعد الحرب، فإن المؤسسات الموجودة في القطاع مثل جهاز الأمن والهيئات المحلية والدفاع المدني، وغيرها، من الطبيعي أن تقوم بدورها في خدمة الشعب والناس، ومن غير الممكن أن نترك الناس بعد حرب الإبادة الطويلة".

وبين سعيد أن  المرحلة المقبلة بعد إتمام الجولة الثانية لتبادل الأسرى من المرحلة الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار، من المقرر أن تشهد بدء لقاءات التفاوض بهدف إتمام المرحلة الثانية، ثم المرحلة الثالثة، وصولًا إلى الهدف من المفاوضات بوقف إطلاق النار والانسحاب الإسرائيلي الكامل من قطاع غزة.  

وأوضح  أن فكرة المفاوضات ما زالت قائمة، ولو أنها غير مستمرة في الوقت الراهن، إلى حين إتمام بنود المرحلة الحالية. مضيفًا: "هناك محاولات من الوسطاء لجعل المرحلة الثانية من الاتفاق دائمة، وهذا الأمر يعتمد على المفاوضات القادمة ونتائجها. ومن جانبنا في حماس، أعلنّا التزامنا بما تم الاتفاق عليه وما تم إعلانه من قبل الوسطاء".

وتابع سعيد: "هناك رسالة ضمانات واضحة من الوسطاء في المفاوضات، تنص على أن المفاوضات تهدف لتحقيق الهدوء المستدام الذي يؤدي إلى وقف إطلاق النار، وجهود الوسطاء مستمرّة للتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق نار دائم، عبر اختصار المرحلتين الثانية والثالثة، بحيث تكون المرحلة الثانية هي المرحلة النهائية للاتفاق".

وما إن تعارض هذا مع التصريحات الإسرائيلية، خاصّة من وزير المالية في حكومة الاحتلال، بتسلئيل سموتريتش، الذي شدد مرارًا على استئناف الحرب بعد انتهاء المرحلة الحالية. أوضح سعيد أن هذه التصريحات هي شعارات للاستهلاك الإعلامي، لأن رسالة الوسطاء الضامنين واضحة بشأن تحقيق الهدوء المستدام والذي يعني وقف إطلاق النار لاحقًا.

 

وما إذا كانت هذه ذريعة للاحتلال لاستمرار الحرب، أجاب سعيد: "لسنا حريصين على العودة إلى القتال، ولا نريد نقض الاتفاق، ونؤكد أن الاتفاق يهدف إلى وقف إطلاق النار، وليس إلى منع ظهور حركة حماس في الميدان".

وما زالت حركة حماس تدير المشهد الإداري والحكومة العاملة في قطاع غزة رغم وقف إطلاق النار، نظرًا لعدم توافق فلسطيني على شكل إدارة القطاع بعد وقف الحرب. وقال سعيد: "آخر ما تم الاتفاق عليه مع الجانب المصري، أن لجنة الإسناد المجتمعي ستُدعم من قبل مصر، وستتم أعمالها برعاية مصرية، سواءً وافقت السلطة أم لم توافق ولأن اللجنة لا تخصّ حماس وحدها، بل جميع الفصائل، وشخصيات من المجتمع المدني في غزة التي توافقت على شكل اللجنة والأسماء المرشحة لها، ولكن تنفيذ اللجنة سيتأخر إلى ما بعد إنجاز مراحل وقف إطلاق النار حتى تستقر الأمور ونعرف إلى أين ستتجه الأحداث وفق مدى التزام الاحتلال بما اتفقنا عليه خشية نقضه للاتفاق".

وذكر، أن آخر ما تم الاتفاق عليه مع المصريين، أن لجنة الإسناد المجتمعي ستدعم من قبل مصر، وستتم أعمالها برعاية مصرية، سواءً وافقت السلطة أم لم توافق ولأن اللجنة لا تخصّ حماس وحدها، بل جميع الفصائل.

وأضاف: "الواضح لنا أن العمل على تشكيل اللجنة سيستمر حال استمرار وقف إطلاق النار، وإن استمر رفضها من قبل السلطة، ما لم يجد جديد، ونأمل أن تسير أوضاع اللجنة بشكل إيجابي، خاصّة وأنها حصلت سابقًا على موافقة من حركة فتح خلال اللقاءات السابقة في القاهرة، قبل أن يرفضها الرئيس عباس".

وعن مصير موظفي الحكومة في قطاع غزة حال وجود أي تغييرات على إدارة القطاع. قال سعيد إن العاملين في مؤسسات القطاع من الشرطة والدفاع المدني والهيئات المحلية والقطاع الطبي ومختلف المؤسسات كانوا على جاهزية طوال الحرب ولم يتوقفوا عن العمل، وتعرضوا للاستهداف من قبل الاحتلال، ومن الطبيعي أن يبقوا في أماكنهم ووظائفهم ومن غير المقبول التخلي عنهم، لا سيما وأنهم شريحة واسعة من مختلف أطياف الشعب".

وحول وجود أي تواصل مع حركة فتح، أجاب سعيد: "آخر لقاء جرى مع حركة فتح في القاهرة، كان مطلع الشهر الماضي، ولم تُعقد بعدها لقاءات رسمية، وإن كان هناك أي تواصل فهو على صعيد شخصي بين بعض القيادات وليس رسميًا".

ولفت سعيد إلى أن مسار المرحلة الأولى من التفاوض يسير بشكل جيد، وأن مطلع الأسبوع القادم من المقرر أن تبدأ فيه عودة النازحين من جنوب القطاع إلى شماله، وسط إشراف ورقابة من لجنة مصرية - قطرية على عودة الشاحنات والمركبات عبر أجهزة تفتيش إلكترونية لا تعيق عملية العودة والسير. ولن يكون هناك تفتيش للأفراد على الإطلاق. وذلك بعد أن رفض المفاوض الفلسطيني شرط الاحتلال بأن يقوم بتفتيش المركبات والأفراد خلال عودتهم للشمال.

المصدر:شبكة قدس


© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com)

محرر البوابة

يتابع طاقم تحرير البوابة أحدث الأخبار العالمية والإقليمية على مدار الساعة بتغطية موضوعية وشاملة

الأحدثترند من سيحكم غزة؟..قيادي في حماس يشير إلى استعداد الحركة لتسليم الحكم عمرو دياب يتعرض للهجوم بسبب طريقة تعامله مع كريم عبدالعزيز.. فيديو فيديو.. مقاتلو القسام يغيرون على 25 جندي إسرائيلي ويفجرون منطقة الكمين 3 مشروبات لتقوية المناعة ما شرط ترامب لزيارة السعودية كمحطة خارجية أولى؟ (فيديو) Loading content ... الاشتراك اشترك في النشرة الإخبارية للحصول على تحديثات حصرية ومحتوى محسّن إشترك الآن Arabic Footer Menu عن البوابة أعلن معنا اشترك معنا حل مشكلة فنية الشكاوى والتصحيحات تواصل معنا شروط الاستخدام تلقيمات (RSS) Social media links FB Linkedin Twitter YouTube

اشترك في النشرة الإخبارية لدينا للحصول على تحديثات حصرية والمحتوى المحسن

اشترك الآن

© 2000 - 2025 البوابة (www.albawaba.com) Arabic social media links FB Linkedin Twitter

المصدر: البوابة

كلمات دلالية: ما تم الاتفاق علیه وقف إطلاق النار فی قطاع غزة حرکة حماس حرکة فتح على أن من قبل

إقرأ أيضاً:

صدمة في حماس.. ومراقبون: مسودة «ويتكوف» غامضة ومخادعة

أعلنت الإدارة الأمريكية أن إسرائيل وافقت على مقترح الهدنة الذي تقدم به ستيف ويتكوف، المبعوث الخاص للرئيس الأمريكي دونالد ترامب لشئون الشرق الأوسط، والذي يتضمن وقف إطلاق النار في قطاع غزة لمدة 60 يومًا.

ويشمل المقترح تحرير عشرة أسرى إسرائيليين على قيد الحياة، وتسليم رفات 18 رهينة قضوا خلال الغارات الجوية الإسرائيلية على القطاع، إلى جانب تسهيل دخول المساعدات الإنسانية، وتنفيذ إعادة انتشار محدودة لبعض قوات الاحتلال الإسرائيلي.

ويأتي هذا التطور في ظل حالة من الترقب والقلق داخل حركة حماس، التي لم تصدر ردًا رسميًا على المقترح حتى الآن. وأكدت الحركة تسلمها لمقترح الهدنة، مشددة على أنها «تدرسه بمسؤولية بما يخدم مصالح شعبنا، ويوفر الإغاثة، ويحقق وقفًا دائمًا لإطلاق النار في قطاع غزة».

ورغم ترويج الولايات المتحدة والكيان الصهيوني للمقترح، يشير مراقبون إلى وجود العديد من الثغرات والعيوب الفنية فيه التي تصب في صالح إسرائيل، ما يمثل خديعة للجانب الفلسطيني، لاسيما أن الاتفاق لا يتضمن إنهاء الحرب بشكل كامل أو عودة سكان غزة إلى أراضيهم.

ويشكل هذا مطلبا أساسيا للمقاومة في جميع المفاوضات السابقة، ما يعني احتمال استئناف حرب الإبادة بعد انتهاء فترة الهدنة التي تمتد لشهرين، كما أن المقترح يحمل الكثير من النقاط الغامضة التي توصف بأنها فخ للجانب الفلسطيني.

وفي حال إتمام الاتفاق، من المتوقع أن يعلن عنه الرئيس الأمريكي بنفسه، وينص المقترح على ضمان ترامب «التزام إسرائيل بوقف إطلاق النار خلال الفترة المتفق عليها»، كما يتضمن حضور ويتكوف إلى المنطقة لوضع اللمسات النهائية على الاتفاق.

حصل موقع «دروب سايت» الأمريكي على مسودة اتفاق الهدنة، حيث أكد أن مقترح ويتكوف الجديد يتسم بصياغة مبهمة فيما يتعلق بإمكانية تحقيق إنهاء كامل للإبادة الجماعية أو انسحاب كامل للقوات الإسرائيلية من قطاع غزة.

وورد في الوثيقة أن «الرئيس جاد بشأن التزام الطرفين باتفاق وقف إطلاق النار، ويُصر على أن المفاوضات خلال فترة وقف إطلاق النار المؤقت، إذا ما اختُتمت بنجاح باتفاق بين الطرفين، ستؤدي إلى حل دائم للصراع».

كما أكدت الوثيقة أن «الولايات المتحدة والرئيس ترامب ملتزمان بالعمل لضمان استمرار المفاوضات بحسن نية حتى التوصل إلى اتفاق نهائي»، لكنها لم تتضمن أي إشارة إلى تشكيل لجنة مستقلة لإدارة قطاع غزة.

البند كان جزءًا من اتفاق حماس الأصلي مع واشنطن، الذي شمل أيضًا انسحابًا كاملاً لقوات الاحتلال وتدفقًا فوريًا للمساعدات بعد الإعلان عن الاتفاق. وصرح مسئول في حماس لـ«دروب سايت» بأن «لا شيء يضمن التزام إسرائيل بالهدنة ولا ضمانات لوقف إطلاق نار دائم».

ووفقا للمسودة تضمن الولايات المتحدة ومصر وقطر وقف إطلاق النار لمدة 60 يومًا، مع إمكانية تمديدها بناءً على اتفاق مشترك، مع التزام الدول الـ3 بإجراء مناقشات جدية بشأن الاتفاقات اللازمة لوقف إطلاق نار دائم، وبذل قصارى الجهد لضمان استكمال المفاوضات بنجاح.

أوضح مسؤول بارز في حركة حماس لموقع «دروب سايت» أن الحركة لا تزال تناقش صياغة مسودة اتفاق الهدنة، مشيرًا إلى أن الضمانات المتعلقة بالتزام الرئيس ترامب بوقف إطلاق نار طويل الأمد «غير قابلة للتنفيذ».

وقال إن إسرائيل تنتهك اتفاقيات وقف إطلاق النار مرارًا وتكرارًا، بما في ذلك اتفاق يناير الذي أُقرّ قبل تنصيب ترامب. وأضاف المسؤول قائلاً: «إطلاق سراح نصف الأسرى الإسرائيليين الأحياء خلال أسبوع، ثم تعليق الآمال على ترامب، أمرٌ غير مطمئن».

وأكد باسم نعيم، عضو المكتب السياسي للحركة لـ«دروب سايت» أن الولايات المتحدة «خدعت المقاومة الفلسطينية» عندما وعدها ويتكوف بالتزام مباشر من الولايات المتحدة برفع الحصار عن غزة وتسهيل دخول المساعدات الإنسانية.

وأوضح أن هذا جاء بعد يومين فقط من إطلاق سراح المواطن الأمريكي والجندي الإسرائيلي عيدان ألكسندر الشهر الماضي، وأن ويتكوف «وعد أيضًا بأن ترامب سيطلق دعوة علنية لوقف إطلاق نار فوري في غزة ولإجراء مفاوضات لوقف دائم لإطلاق النار، لكنه لم يفعل شيئًا من هذا».

وقال نعيم: إن الأمريكان «لم ينتهكوا الاتفاق، بل ألقوه في سلة المهملات». وأكد مسئولو حماس أنهم لن يوافقوا على أي مقترح لا يتضمن إطارًا واضحًا لإنهاء الإبادة الجماعية وانسحاب القوات الإسرائيلية.

في المقابل، يؤكد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أن إسرائيل «لن توافق على شروط تمنعها من استئناف الحرب ضد غزة». وقال مصدر فلسطيني مقرب من فريق التفاوض لموقع «دروب سايت»: «هناك الكثير من التحفظات على هذه الورقة بها ثغرات وغموض».

وأضاف: «لن توافق إسرائيل أبدًا على إنهاء الحرب بموجب هذا الإطار. لم يُذكر عدد شاحنات المساعدات، ولا توجد تفاصيل محددة حول مكان انسحاب القوات الإسرائيلية. هذه مشكلات تعيق الهدنة على الأرجح».

وحاول ويتكوف استيعاب إسرائيل أكثر بكثير مما ورد في الورقة السابقة، ما يعني أن الأمر سيستغرق بعض الوقت قبل أن توافق الحركة على أي اتفاق. وبعد فترة من تداول مسودة ويتكوف، صرح مسؤولون إسرائيليون بأن غموض صياغة المسودة سيسمح لنتنياهو باستئناف الحرب بعد انتهاء فترة الـ60 يومًا.

ووفقًا لصحيفة «هآرتس»، أشار مسؤول إسرائيلي كبير إلى أن «المسؤولين الأمريكيين تعمدوا صياغة غامضة حول مسألة إنهاء الحرب لجعل الاتفاق مقبولًا للطرفين»، مضيفًا أن المقترح «لا يتضمن مطالبة إسرائيل بإنهاء الحرب أو الانسحاب من غزة».

وقال مسئولون إسرائيليون لـ«واى نت»: إن التوصل إلى اتفاق جزئي بشأن الإفراج عن نصف الأسرى المتبقين، سواء أحياءً أو من قتلوا خلال الحرب، يُعدّ «انتصارًا سياسيًا» لإسرائيل، ويزيد من فرص التوصل إلى اتفاق جزئي لاحق، في ظل ما وصفوه بـ«تراجع قوة حماس التفاوضية».

وكان نتنياهو قد أكد في وقت سابق: «إذا أتيحت فرصة لوقف إطلاق نار مؤقت بهدف إعادة المزيد من الأسرى، فأود التأكيد: نحن مستعدون لوقف إطلاق نار مؤقت»، في المقابل، أكد مسؤولون من حماس للموقع أن الإفراج عن مزيد من الأسرى الإسرائيليين مشروط.

وتتمسك الحركة بـ«اتفاق إطار واضح لإنهاء الإبادة الجماعية». وبحسب بنود مسودة الاتفاق، يُسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء متمركزة على طول ممر صلاح الدين (فيلادلفيا)، الممتد على الحدود الجنوبية بين قطاع غزة ومصر.

وينص المقترح الأمريكي على إرسال المساعدات إلى غزة فور موافقة حماس على اتفاق وقف إطلاق النار، إلا أن تفاصيل عملية إدخال هذه المساعدات لا تزال غامضة، وذكرت المسودة أنه سيتم توزيع المساعدات عبر قنوات متفق عليها، تشمل الأمم المتحدة والهلال الأحمر.

ولم توضح ما إذا كانت «مؤسسة غزة الإنسانية»، المدعومة من الولايات المتحدة وإسرائيل، ستواصل عملها، رغم تسببها قبل أيام في مقتل أكثر من عشرة فلسطينيين بنيران قوات الاحتلال خلال توزيع المساعدات.

ويتضمن إطار وقف إطلاق النار جدولًا زمنيًا للإفراج عن عشرة أسرى إسرائيليين أحياء ورفات 18 آخرين، حيث يتم إطلاق سراح نصفهم في اليوم الأول من تنفيذ الاتفاق، والنصف الآخر في اليوم السابع. وتشير بيانات الاحتلال إلى أن 58 أسيرًا إسرائيليًا لا يزالون محتجزين في غزة، من بينهم 20 على قيد الحياة، و35 تأكدت وفاتهم، وثلاثة لا يزال وضعهم مجهولًا.

وفي المقابل، تنص المسودة على أن تفرج إسرائيل عن 125 أسيرًا فلسطينيًا من أصحاب الأحكام المؤبدة، و1111 أسيرًا من قطاع غزة جرى اعتقالهم بعد السابع من أكتوبر. وتوضح الوثيقة أن الإفراج سيتم بشكل متزامن ووفقًا لآلية متفق عليها، «دون أي استعراضات أو مراسم علنية».

ستتوقف جميع الأنشطة العسكرية الهجومية الإسرائيلية فور دخول الاتفاق حيز التنفيذ، كما تنص الوثيقة. وخلال فترة وقف إطلاق النار الأولية، والمحددة بـ60 يومًا، ستعلّق إسرائيل أيضًا عملياتها الجوية، بما في ذلك طلعات المراقبة، لمدة تتراوح بين 10 و12 ساعة يوميًا، وفق ما جاء في نص المقترح.

ورغم ما تبدو عليه هذه البنود من مؤشرات تهدئة، فإن مراقبين حذروا من أن «وثيقة الشروط» خلت من تحديدات فنية أساسية، قد تُفرغ الضمانات من مضمونها. فلم تذكر الوثيقة نقطة الانسحاب البري الإسرائيلية بدقة، واكتفت بالإشارة إلى «إعادة انتشار» للقوات في شمال غزة وممر نتساريم في اليوم الأول من الاتفاق، بناءً على خرائط لم يتم الاتفاق عليها بعد.

كما تنص على إعادة الانتشار في جنوب غزة في اليوم السابع، دون تحديد المناطق أو الآليات. ووفقًا لنص الوثيقة، فإن «الفرق الفنية ستتولى وضع حدود إعادة الانتشار النهائية خلال المفاوضات». وتجدر الإشارة إلى أن أكثر من 80% من أراضي قطاع غزة تقع اليوم تحت السيطرة العسكرية الإسرائيلية المباشرة أو تخضع لأوامر تهجير نشطة، بحسب إحصاءات الأمم المتحدة.

وفي اليوم العاشر من وقف إطلاق النار، يُطلب من حماس تقديم تقارير مفصلة عن الأسرى الإسرائيليين، تتضمن تقييمًا طبيًا دقيقًا للأحياء، ومعلومات توثق وفاة المتوفين، فيما يُطلب من إسرائيل أن تقدم تقارير مماثلة عن الأسرى الفلسطينيين الذين اعتقلتهم منذ السابع من أكتوبر، خاصة من قطاع غزة.

وتشير الوثيقة أيضًا إلى الأسرى الفلسطينيين من الضفة الغربية، الذين لا يزال العشرات منهم «مختفين قسرًا» في مراكز الاعتقال الإسرائيلية، دون تواصل أو بيانات رسمية حول أوضاعهم. ورغم ذلك، يفرض المقترح على حماس «ضمان صحة ورفاهية وأمن الرهائن الإسرائيليين خلال فترة وقف إطلاق النار»، دون أن يتضمن أي بند مماثل يتعلق بالأسرى الفلسطينيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية، الذين توفي منهم أكثر من 70 فلسطينيًا خلال الأشهر التسعة عشر الماضية، وفق إحصائيات منظمات حقوقية.

اقرأ أيضاًمسؤول في «حماس»: لم نرفض اقتراح ويتكوف لوقف إطلاق النار في غزة

ويتكوف: رد حماس على المقترح الأمريكي غير مقبول ويعيدنا إلى الوراء

مقالات مشابهة

  • نيوزويك: لا توجد خطة حتى الآن لتحديد من سيحكم غزة بعد الحرب
  • صدمة في حماس.. ومراقبون: مسودة «ويتكوف» غامضة ومخادعة
  • حماس تعلن استعدادها لمفاوضات غير مباشرة لوقف إطلاق النار في غزة
  • الرئيس الفلسطيني يدعو حماس لإنهاء الانقلاب ووقف إطلاق النار بأي ثمن
  • مصادر: رد حماس على مقترح ويتكوف كان إيجابياً وهذه التعديلات التي تطلبها الحركة
  • قيادي بحماس: مرونة المقاومة عالية لكن نتنياهو يراوغ ويفاوض فقط على ملف الأسرى
  • مسؤول في حماس يعلق على انتقادات ويتكوف لرد الحركة على مقترحه
  • إيجابي.. مصدر مطلع يوضح لـCNN كيف ردت حماس على مقترح وقف إطلاق النار
  • ويتكوف: رد حماس على اقتراح وقف إطلاق النار غير مقبول على الإطلاق
  • أول تعليق من مبعوث ترامب على رد حماس على مقترح وقف إطلاق النار في غزة