بين التكلفة والفائدة.. هل تستطيع الزراعة الذكية تغيير قواعد اللعبة؟
تاريخ النشر: 22nd, January 2025 GMT
في ظل التغيرات المناخية المتسارعة، أصبحت الزراعة الذكية ضرورة ملحة لمواجهة التحديات التي تهدد الأمن الغذائي حول العالم.
وتعد الزراعة الذكية هي نهج حديث في الزراعة يدمج بين التكنولوجيا المتقدمة وأساليب الإدارة المستدامة للموارد الطبيعية بهدف تحسين الإنتاج الزراعي وزيادة كفاءته، في وقت يشهد فيه العالم تقلبات مناخية شديدة مثل الجفاف، الفيضانات، والتغيرات في أنماط الأمطار.
مفهوم الزراعة الذكية
الزراعة الذكية هي استخدام التكنولوجيا المتطورة مثل الإنترنت الأشياء (IoT)، والطائرات بدون طيار (درونز)، والذكاء الاصطناعي، والبيانات الكبيرة (Big Data) في تحسين العمليات الزراعية، و النظام يتيح للمزارعين مراقبة المحاصيل، وتحديد احتياجاتها بدقة، وتوجيه الموارد مثل المياه والأسمدة بشكل مثالي، مما يقلل الفاقد ويحسن جودة الإنتاج.
دور الزراعة الذكية في مواجهة التغيرات المناخية
تتمثل أهمية الزراعة الذكية في قدرتها على التكيف مع التغيرات المناخية وتقليل تأثيراتها السلبية على القطاع الزراعي.
إليكم أبرز أدوار الزراعة الذكية في هذا المجال:
ترشيد استخدام المياهالمياه تعد من أكثر الموارد التي تتأثر بالتغيرات المناخية، خاصة في مناطق الجفاف، و الزراعة الذكية تعتمد على تقنيات الري الذكي التي تراقب الرطوبة في التربة وتوزع المياه بشكل متوازن ومؤثر، مما يضمن استخدامًا أمثل للموارد المائية ويحسن إنتاجية المحاصيل.مكافحة التصحر
مع ارتفاع درجات الحرارة وزيادة التصحر في بعض المناطق، يمكن للزراعة الذكية أن تساهم في تعزيز مقاومة التربة من خلال تقنيات الزراعة الحافظة، مثل الزراعة بدون حرث واستخدام محاصيل مقاومة للجفاف، ويسهم في حماية الأراضي الزراعية وزيادة خصوبتها.
التنبؤ بالظروف المناخية
عبر استخدام بيانات الطقس المتقدمة وأجهزة الاستشعار، يمكن للزراعة الذكية التنبؤ بالتغيرات المناخية والمخاطر المحتملة مثل العواصف أو الأمطار الغزيرة، ويسمح للمزارعين باتخاذ إجراءات وقائية، مثل حماية المحاصيل أو تعديل مواعيد الزراعة.
تحسين الإنتاجية الزراعية
من خلال التحليل البيئي الدقيق واستخدام تكنولوجيا الرصد، تساعد الزراعة الذكية في تحسين كفاءة الإنتاج وتقليل الفاقد الزراعي، و على سبيل المثال، يمكن استخدام الطائرات بدون طيار لرصد صحة المحاصيل بشكل دوري وتحديد المناطق التي تحتاج إلى اهتمام خاص.
زيادة التنوع البيولوجي
الزراعة الذكية تساهم في تعزيز التنوع البيولوجي من خلال زرع المحاصيل التي تتكيف مع البيئة المحلية، وتحسين استخدام الأسمدة العضوية والمبيدات الحشرية التي تضر بالأنظمة البيئية الطبيعية.
التحديات التي تواجه الزراعة الذكية
رغم الفوائد العديدة للزراعة الذكية، إلا أن هناك بعض التحديات التي قد تعيق تطبيقها على نطاق واسع، أبرزها:
التكلفة العالية: الاستثمار في التكنولوجيا الحديثة قد يكون باهظًا بالنسبة لبعض المزارعين، خاصة في البلدان النامية.الحاجة إلى التدريب: يتطلب استخدام هذه التكنولوجيا تدريبًا مكثفًا للمزارعين على استخدام الأنظمة المتقدمة وتفسير البيانات.التحديات اللوجستية: البنية التحتية ضعيفة في بعض المناطق قد تعيق تطبيق هذه التقنيات بشكل فعال.المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: الأمن الغذائي الزراعة الذكية الإنتاج الزراعي الزراعة الذکیة فی استخدام ا
إقرأ أيضاً:
تقنية هجينة من كاوست تحقق قفزة نوعية في إنتاجية المحاصيل الزراعية بالمناخات الحارة
البلاد- ثول
أعلن فريق من العلماء في جامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية (كاوست) عن تطوير تقنية تبريد هجينة مبتكرة ساهمت في رفع إنتاجية بعض المحاصيل الزراعية بنسبة وصلت إلى 200% داخل مستنبتات زراعية صغيرة، في بيئات حارة وجافة كتلك التي تشهدها المملكة.
وتجمع التقنية الجديدة بين غطاء بلاستيكي نانوي ونشارة عضوية قابلة للتحلل، ما يسهم في تبريد المستنبتات بشكل سلبي دون الاعتماد على مصادر طاقة تقليدية. وأظهرت التجارب قدرة هذا الابتكار على خفض درجات الحرارة داخل المستنبتات بما يصل إلى 25 درجة مئوية، ما يعدّ نقلة نوعية في تقنيات الزراعة المستدامة. وقد نُشرت نتائج الدراسة في الدورية العلمية Nexus.
وأوضح البروفيسور تشياو تشيانغ غان، أستاذ في كاوست ومطور الغلاف البلاستيكي النانوي، أن التقنيات التقليدية لتبريد المستنبتات تستهلك كميات كبيرة من الطاقة، في حين أن الابتكار الجديد يتيح زراعة طيف أوسع من المحاصيل في البيئات الجافة، ما يساهم في تعزيز الأمن الغذائي وتقليل الانبعاثات الكربونية. وقال: “معظم أغطية المستنبتات تسمح بمرور الأشعة تحت الحمراء التي ترفع درجة الحرارة دون أن تساهم في نمو النبات، في حين نهدف إلى تمرير الضوء المفيد فقط للنبات ومنع الأشعة الضارة.”
ويعتمد الغطاء المطوّر على مادة البولي إيثيلين الشفافة المضاف إليها جزيئات نانوية تمتص الأشعة تحت الحمراء، ما يحافظ على درجات حرارة مناسبة داخل المستنبت دون التأثير على الضوء المرئي اللازم للتمثيل الضوئي.
أما النشارة الأرضية المصاحبة، فهي مصممة خصيصًا من مواد عضوية قابلة للتحلل، وتُستخدم لعكس الضوء وتقليل سخونة التربة، مع التحلل التدريجي بمرور الوقت، ما يجعلها بديلًا مستدامًا وصديقًا للبيئة مقارنةً بالنشارة البلاستيكية التجارية، التي تنتج عنها نفايات ضخمة ومشكلات بيئية.
وقال يانبي تيان، باحث ما بعد الدكتوراه في كاوست والمصمم الرئيس للنشارة الجديدة: “النشارة البلاستيكية التقليدية تُنتج ما يقارب 1.5 مليون طن من النفايات سنويًا، ويُعاد تدوير أقل من 40% منها، كما تترك جسيمات بلاستيكية دقيقة في التربة قد تنتقل إلى السلسلة الغذائية.”
وقد اختبر العلماء التقنية المزدوجة بزراعة الملفوف الصيني في مستنبتات مصغّرة داخل المملكة، وأظهرت النتائج تفوقًا ملحوظًا مقارنة باستخدام الأغطية والنشارة التجارية التقليدية.
ويعتزم فريق البحث حاليًا توسيع نطاق الدراسة لتشمل مستنبتات أكبر ومحاصيل متنوعة، في إطار الجهود المستمرة لكاوست لتعزيز الابتكار الزراعي وتحقيق الاستدامة البيئية في المنطقة.