إطلاق قصيدة "نحن قوم أبيونا" هدية موسيقية لمركز خليل السكاكيني وفلسطين
تاريخ النشر: 24th, January 2025 GMT
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
أغنية نحن قوم أبيونا عن قصيدة الشاعر الفلسطيني المؤثر خليل السكاكيني والتي تمثل قلب الفيلم القصير غنينا قصيدة للمخرجة آني سكّاب صدرت يوم الخميس 23 يناير على يوتيوب وجميع المنصات، كما قامت فرقة أوركسترا بتقديم أداء حي للأغنية بمنتدى الخبرات في رام الله.
وقبلها بيومين، واحتفالًا بذكرى ميلاد خليل السكاكيني الـ 147 عُرض الفيلم القصير بمركز خليل السكاكيني الثقافي يوم الثلاثاء 21 يناير وتبعه ندوة نقاشية مع المخرجة.
يتمحور فيلم غنينا قصيدة حول قصيدة خليل السكاكيني "نحن قوم أبيونا"، وهي قصيدة كتبها الشاعر والمعلم عام 1925، بعد ثمان سنوات فقط من وعد بلفور، في وقت كان الفلسطينيون يشهدون فيه بالفعل التآكل التدريجي لأرضهم وحقوقهم، وغناها لطلابه في كلية النهضة بالقدس قبل النكبة والاحتلال، والتي حفظها جيل أهل المخرجة آني عن معلمهم الذي كتب بالإضافة إلى القصيدة المكرمة في الفيلم نشيد الثورة العربية.
تهدي آني، مخرجة غنينا قصيدة، هذه الأغنية إلى مركز خليل السكاكيني الثقافي، حيث ستكون بمثابة وسيلة للفلسطينيين لاستعادة أغنيتهم، وبالتالي ذكرياتهم. تتحدث الأغنية عن الارتباط العميق الذي يربط الفلسطينيين بأرضهم وتصميمهم العنيف على حمايتها. إنها تتحدث عن المقاومة، وعن النضال من أجل الوطن بكل ذرة من القوة، وعن التقاليد، وأجيال الفلسطينيين الذين حملوا ارتباطهم الجماعي ونضالهم من أجل فلسطين. كما يتحدث عن استعادة ما فقدوه، سواء الأرض أو الثقافة أو الذاكرة.
من خلال هذا الإحياء الموسيقي، تبعث آني حياة جديدة في جزء من التاريخ الفلسطيني الذي كاد أن يضيع إلى الأبد، فتخلق جسرًا بين أجيال من الفلسطينيين الذين يحملون في داخلهم الألم وفقدان وطنهم وأرضهم.
غنينا قصيدة من إخراج آني سكاب ويشاركها في التأليف والإنتاج بول لي (شركة B707 Productions Inc)، ويشارك فيه سيلينا وحنا وآني سكاب وإنتاج كندي فلسطيني أردني مشترك. الفيلم مَبنِي على طفولة أجيال تتذكر الوطن، كما أنه رحلة المخرجة للتأمل في ألم الفقدان والهجرة القسرية والصدمة العابرة للأجيال الفلسطينية.
المصدر: البوابة نيوز
كلمات دلالية: خليل السكاكيني رام الله غنينا قصيدة غنینا قصیدة
إقرأ أيضاً:
هدية أمام ضريح الشيخ
عدا مسجد الشيخ ناصر أبي نبهان الخروصي الذي تحدثنا عنه فـي المقال السابق، يوجد فـي «المدينة الحجرية» أكثر من خمسين مسجدًا، واللافت هنا أنّ لكلِّ مذهب مسجده الخاص، ويصل عدد مساجد الإباضية فـي هذه المدينة إلى عشرين مسجدًا، تحولت إلى مساجد للشافعية بعد انحسار الوجود العُماني فـي الجزيرة.
كنتُ قبل سنوات قد شاهدتُ فـيديو لصلاة العيد فـي مسجد السيد حمود فـي زنجبار، هكذا كتَبَ من أرسل الفـيديو فـي التعريف بالمسجد. ما شدّني فـي الفـيديو أنه لو لم يُذكَرْ فـيه أنّ الصلاة فـي زنجبار لما جادل أحدٌ أنها فـي عُمان؛ لأنّ كلَّ المصلين الظاهرين فـي المقطع عُمانيون وبلباسهم التقليدي. لذا حرصتُ فـي هذه الزيارة على أن نزور هذا المسجد ونصلي فـيه. وما زادني شوقًا لذلك أنني قرأتُ أنّه كان له دورٌ إصلاحيٌّ، إذ كان مدرسة يتعلم فـيها الناس أمور دينهم، كما أنّ الشيخ العلامة أبو إسحاق إبراهيم اطفـيّش كان يلقي دروسه فـيه ما بين صلاتي المغرب والعشاء أثناء زيارته لزنجبار، وكان طلبة العلم يتزاحمون على حلقته، من ضمنهم سماحة الشيخ أحمد بن حمد الخليلي الذي سيُصبح فـيما بعد المفتي العام لسلطنة عمان.
وقبل أن أواصل سرد حكاية المسجد، وعلى ذكر العلامة اطفـيّش، فقد حكى لي الشيخ سعود بن حمد الرواحي، أحد الذين قضوا فـي زنجبار ردحًا من الزمن، أنّ الشيخ أبو إسحاق كان فـي إحدى رحلاته إلى زنجبار ضيفًا فـي بيت الشيخ حمد بن سالم الرواحي؛ والد الشيخ سعود، طوال زيارته لزنجبار، وطلب منه والدُه أن يلازمه. وممّا يُذكر فـي هذا الشأن أنّ صورة انتشرت فـي مواقع التواصل يظهر فـيها الشيخ اطفـيّش مع طفل قيل إنه سماحة الشيخ أحمد الخليلي، لكن ثبت بعد ذلك أنّ الصورة لسعود الرواحي، بعد أن تحرّى عن الموضوع الباحث فـي تاريخ شرق إفريقيا محمد بن عبدالله الرحبي، وقد سألتُ الشيخ سعود عن نسبة الصورة إليه فأكد لي ذلك.
وأعود إلى حكاية المسجد، فقد كانت المفاجأة أننا وجدناه مسجدًا صغيرًا؛ وعلاوةً على ذلك فإنه بلا اسمٍ فـي واجهته، وإنما مكتوب على بابه «وقف». ولم أكد أبوح لسيف وسليمان بظنّي أنّ هذا ليس هو المسجد المقصود، حتى قطع الشيخ عبدالله بن حميد البحري إمام المسجد، الشكَّ باليقين بتأكيده أنه هو المسجد الذي نبحث عنه. سألني: «متى آخر مرة صليتَ فـيه؟» أجبتُ: «هذه أول مرة أزور فـيها زنجبار»، وحكيتُ له حكاية فـيديو الصلاة.
على أية حال؛ ما زالت جماعة المسجد تحافظ على إقامة دروس دينية فـيه بعد صلاة المغرب كل أربعاء. ولاحظتُ عندما صليتُ الفجر فـيه غير مرة، أنّ عادة السلام المتبعة فـي عُمان قبل جائحة كورونا ما زالت متبعة هناك، حيث يسلم الإمام ويصافح جميع المصلين بعد الصلاة، فـيما يسلم الجميع على بعضهم البعض. ولاحظتُ كذلك أنّ عدد المصلين فـي المسجد قليلٌ، وقد طلب منا الشيخ عبدالله البحري مرة أن نضع أحذيتنا فـي صناديق خاصة معدة لذلك، تشبه صناديق البريد، أو صناديق الأمانات فـي المولات التجارية، حيث يأخذ المصلي مفتاح الصندوق معه أثناء الصلاة. ويبدو أنّ ظاهرة سرقة الأحذية منتشرة هناك.
المسجدُ واحدٌ من ثلاثة مساجد تركها السيد حمود بن أحمد بن سيف البوسعيدي - ضمن أوقاف كثيرة - حيث ترك مسجدين آخرين فـي منطقة «بوبوبو»؛ الأول كان يسمى المسجد الصغير «مسكتي مدوغو» ويقع بالقرب من مركز الشرطة، وقد وُسِّع الآن وأصبح جامعًا كبيرًا، أما الآخر فموجود فـي الداخل حيث مزرعة السيد حمود وقصره، وقد دفن بجنب هذا المسجد بعد أن لازم محرابه فـي سنواته الأخيرة، وقبرُه لا يزال موجودًا هناك.
أفادني الشيخ عبدالله البحري إمام مسجد السيد حمود، أنه تعاقب على إمامة مسجد السيد حمود فـي ماليندي علماء وشيوخ أجلاء معظمهم من الكنود، منهم الشيوخ سعيد بن ناصر الكندي، ومحمد بن سعيد الكندي، وعبدالرحمن بن محمد الكندي، وصالح بن سعيد الكندي، عيسى بن سعيد الكندي، وموسى بن صالح الكندي، وعبدالله بن يحيى الكندي، ومحمد بن عبد الله الكندي، وعلي بن محمد الكندي. والآن المسجد بيد جيل جديد من الأئمة.
لا يفصل بين مسجد السيد حمود ومسجد «ماليندي» إلا شارع ضيّق يسمح بمرور سيارة واحدة فقط. ومسجد «ماليندي» هذا من أهم المعالم التاريخية المحمية؛ لأنه من أقدم المساجد فـي زنجبار، ويرجع تاريخه إلى القرن الخامس عشر، ويتبع القائمون على المسجد إحدى الطرق الصوفـية، وقد لاحظنا عند صلاتنا هناك أنّ الإمام والمصلين يهلِّلُون بشكل جماعي عقب الصلوات مباشرة، أما صلاة المغرب فتقام بعد الانتهاء من الأذان فورًا، بحيث لا يفصل بين الأذان والإقامة فاصل زمني. فـي الجانب الأيمن من المسجد تقبع عدة قبور، منها ضريح السيد أحمد بن أبي بكر بن سميط العلوي الحسيني، وبجواره تلميذه المربي الشيخ سعيد بن دحمان، ودُفِن أيضًا بجوارهما الحبيب أحمد بن حسين بن الشيخ أبي بكر؛ هؤلاء كلهم فـي ضريح واحد. وخارج الضريح هناك قبور الشريف أحمد بن علوي بن محمد باعلوي الحسيني، والشريف علوي بن أحمد بن علوي باعلوي الحسيني وغيرهم، وكلُّ قبر عليه شاهد يحمل اسم المتوفى.
والشيخ أحمد بن أبي بكر بن سميط، هو فقيه وقاض من أصول حضرمية، استقر فـي زنجبار، وعاش فـيها حياة حافلة بالنشاط والعطاء، فازدادت بذلك سمعته.
من المفارقات العجيبة أنّ صديقي أحمد بن فـيصل الجهضمي أرسل لي عبر الواتساب يطلب هدية بعينها من زنجبار، وهي عبارة عن صورة لضريح الشيخ ابن سميط، واصفًا لي موقع المسجد، ولم يكن يعلم أنني ورفـيقَيْ رحلتي صلينا فـيه مرارًا. وما حصل أنّني كنتُ حينئذ قريبًا جدًّا من المسجد، فذهبتُ إليه من فوري، والتقطتُ عدة صور؛ وإذا بإمام المسجد يداهمني فجأة ويسأل: «هل أتيت لزيارة الضريح؟»، أجبتُ: «نعم». قال: «أنا أيضًا أحسستُ برغبة عارمة لزيارته، لذا جئتُ». قلت له: «الله جابك»، فتح لي باب الضريح فدلفت إلى الداخل، قرأتُ الفاتحة وأخبرته بقصة صديقي الذي يريد هدية. التقطتُ الصور وأرسلتُها لأحمد، ولم يستغرق الأمر إلا دقائق قليلة لا تتعدّى الخمس. ومع اندهاش أحمد لهذه السرعة قلتُ له: «إنّ الله استجاب فورًا وأرسل لي الإمام شخصيًّا ليفتح لي الضريح».
وليس بعيدًا عن مسجدَيْ السيد حمود وماليندي، هناك مسجد فرضاني «مسجد الجمعة» المطل على الميناء، ومسجد بني رواحة، الذي سأتحدث عنهما وعن مساجد أخرى فـي مقال الأسبوع القادم إن شاء الله.