الجزائر.. محكمة الاستئناف تؤيّد حكمًا بالسجن سبع سنوات على الصحافي الفرنسي كريستوف غليز
تاريخ النشر: 4th, December 2025 GMT
أصدر القضاء الجزائري حكماً صارماً بحق الصحافي الفرنسي كريستوف غليز، وسط استياء دبلوماسي فرنسي وانتقادات من منظمات حقوقية وسياسيين، في مقابل تمسّك الجزائر بسردية تتعلق بصلته بحركة "ماك" المصنّفة إرهابية في البلاد.
أيدت محكمة الاستئناف في تيزي وزو شرقي الجزائر، الأربعاء، الحكم الابتدائي الصادر في حزيران/ يونيو الماضي، والقاضي بسجن الصحافي الفرنسي كريستوف غليز سبع سنوات بتهمة "الإشادة بالإرهاب".
وقد أعلن رئيس المحكمة في ختام الجلسة تثبيت الحكم، مشيرًا إلى أن أمام غليز ثمانية أيام للطعن أمام محكمة النقض.
ويتركز الاتهام الأساسي بحقه حول "الإشادة بالإرهاب وحيازة منشورات بهدف الدعاية التي تضر بالمصلحة الوطنية"، على خلفية التواصل مع أشخاص مرتبطين بحركة تقرير المصير في منطقة القبائل (ماك)، المصنّفة إرهابية منذ أيار/ مايو 2021 في الجزائر.
وخلال الجلسة، طلب غليز "العفو" من المحكمة، معتبرًا أنه كان ينبغي عليه التقدم بطلب للحصول على تأشيرة صحافية بدلًا من تأشيرة سياحية قبل التوجّه إلى الجزائر لتغطية الأحداث.
موقف فرنسي غاضبعبّر المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، الأربعاء، عن "أسف شديد" لقرار محكمة الاستئناف، ودعا إلى "الإفراج" عن غليز، قائلًا: "ندعو إلى إطلاق سراحه ونأمل في نتيجة إيجابية حتى يتمكن من العودة بسرعة إلى أحبائه".
وأضاف أن فرنسا تأسف لأن "التعاون الكامل" للصحافي مع السلطات الجزائرية وتوضيحات دفاعه "لم تكن كافية لتغيير الحكم"، مؤكدًا التزام باريس بحرية الصحافة "في جميع أنحاء العالم".
وقد اتخذ سياسيون فرنسيون الموقف نفسه، إذ وصف رئيس حزب الجمهوريين برونو ريتيلو العقوبة بأنها "ظلم فادح"، مؤكّدًا: "لن نتخلى عنه".
ومن جهته، رأى النائب الاشتراكي بوريس فالو أنّ الإدانة "خطيرة ومقلقة"، وطالب بـ"الإفراج الفوري" عن غليز، مشددًا على وجوب أن تعبّر فرنسا عن موقفها بقوة دفاعًا عن حرية الصحافة "مهما كلف الأمر".
انتقادات حقوقية وغضب عائلينددت منظمة مراسلون بلا حدود بالقرار الصادر عن القضاء الجزائري. ودعا تيبو بروتان، الأمين العام للمنظمة، الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى التحرّك العاجل لضمان الإفراج السريع عن الصحافي.
أما أقارب الصحافي الذين حضروا جلسة الاستئناف، فقد عبّروا عن صدمة شديدة، إذ قال شقيقه إنه كان "مذهولًا"، بينما أكد والداه المقيمان في الجزائر أنهما "مُدمران".
وكانت عائلته تراهن على أن يُسهم تحسّن العلاقات بين باريس والجزائر في صدور حكم أخف، خصوصًا بعد العفو الذي منحه الرئيس عبد المجيد تبون للكاتب بوعلام صنصال في 12 تشرين الثاني الماضي، بعدما كان الأخير قد حُكم عليه في آذار بالسجن خمس سنوات بتهمة "المساس بالوحدة الوطنية".
Related الجزائر تحدد موعد استئناف محاكمة الصحافي كريستوف غليز و"مراسلون بلا حدود" تجدد دعوتها للإفراج عنهمحامي الصحفي كريستوف غليز المحتجز في الجزائر يتطلع إلى "نتيجة إيجابية" للاستئنافبعد موجة انتقادات واسعة.. الجزائر توضح خلفية تصويتها لصالح الخطة الأمريكية بشأن غزة خلفيات التوقيفكريستوف غليز، البالغ 36 عامًا، ويعمل لصالح مجلتي "سو فوت" و"سوسايتي"، محتجز منذ تسعة عشر شهرًا. وقد وصل إلى الجزائر لإعداد مقال عن نادي شبيبة القبائل في تيزي وزو، على بُعد 100 كيلومتر شرق العاصمة.
وقد أوقف الصحافي في 8 أيار 2024 بينما كان يجري تحقيقًا حول الموضوع. وخلال عمله على تحقيق حول وفاة اللاعب الكاميروني ألبرت إيبوسيه، التقى مسؤولًا في نادي شبيبة القبائل وأحد كوادر حركة "ماك"، ما جعله ملاحَقًا قضائيًا منذ ذلك الحين باعتبار الحركة منظمة مصنّفة "إرهابية" منذ 2021.
وسابقًا، اعتبر أحد ممثلي الادعاء أن "المتهم لم يأتِ إلى الجزائر لإنجاز عمل صحافي، بل لارتكاب فعل عدائي"، مطالبًا أيضًا بغرامة قدرها 500 ألف دينار جزائري، أي نحو 3,300 يورو.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل الصحة دراسة إيران الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل الصحة دراسة إيران حرية الصحافة حكم السجن الجزائر فرنسا حرية التعبير الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل الصحة دراسة إيران روسيا الذكاء الاصطناعي حروب بحث علمي فرنسا أوكرانيا
إقرأ أيضاً:
وزير الداخلية الفرنسي يعارض منع القاصرات من ارتداء الحجاب
أعلن وزير الداخلية الفرنسي لوران نونيز -أمس الأحد- عن معارضته مقترحا قدم في البرلمان لمنع القاصرات من ارتداء الحجاب الإسلامي، قائلا إن مثل هذه الخطوة قد تشكل "وصما".
وتثار قضية تشديد القيود القانونية على ارتداء الحجاب في الأماكن العامة بشكل متزايد في فرنسا، مع تعاظم قوة اليمين المتطرف في البلاد التي تضم واحدة من أكبر الجاليات المسلمة في أوروبا.
اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2أبرز ما نشرته مواقع الدراسات والأبحاث في أسبوعlist 2 of 2سلام مترنح.. تعقيدات خطة غزة ومخاطرهاend of listوفي الأسبوع الماضي، قدم لوران فوكييه رئيس الكتلة البرلمانية لحزب الجمهوريين اليميني، مشروع قانون في الجمعية الوطنية (البرلمان) لحظر ارتداء القاصرات للحجاب في الأماكن العامة، ومضى تقرير صادر عن هذه الكتلة في مجلس الشيوخ أبعد من ذلك باقتراحه حظر صيام رمضان لمن هم دون سن 16 عاما.
وصرّح نونيز قائد شرطة باريس السابق الذي عُيّن وزيرا للداخلية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي خلفا لسلفه المتشدد من حزب الجمهوريين برونو روتايو -لقناة "بي إف إم تي في"- قائلا إن هذا المقترح "يصم بشدة مواطنينا المسلمين الذين قد يشعرون بالأذى.. أنا لا أؤيده بهذه الصيغة".
واعتبر الوزير أن على السلطات أن تكون "حذرة للغاية" وتركّز بدلا من ذلك على استهداف الإسلاميين ذوي التفسير المتطرف للدين والذين يسعون إلى فرض "الشريعة بدلا من قوانين الجمهورية".
وتثير هذه القضية توترا حتى داخل حكومة الرئيس إيمانويل ماكرون التي تدرك أن اليمين المتطرف هو الأوفر حظا للفوز بانتخابات الرئاسة عام 2027، وأعربت وزيرة المساواة أورور بيرج -في تصريح لقناة "سي نيوز"- عن تأييدها لمقترح حظر الحجاب على القاصرات بدعوى "لحماية الأطفال".
وقالت بيرج "ليس لدي شكّ في أن هناك الآن أغلبية في الجمعية الوطنية ومجلس الشيوخ للتصويت لصالحه".
وفي مايو/أيار الماضي، اقترح حزب النهضة من يمين الوسط -الذي يتزعمه ماكرون ويقوده رئيس الوزراء السابق غابريال أتال- حظر "ارتداء الحجاب في الأماكن العامة على القاصرات اللواتي تقل أعمارهن عن 15 عاما".
إعلانوبموجب التشريعات الحالية في فرنسا، وهي دولة علمانية بحسب دستورها، لا يجوز للموظفين الحكوميين والمعلمين والتلاميذ ارتداء أي رموز دينية واضحة مثل الصليب أو الكيبا اليهودية أو عمامة السيخ أو الحجاب في المباني الحكومية، بما في ذلك المدارس العامة.