يحذر الباحثون من أن تسخين البلاستيك أو استخدامه المتكرر يساعد على تسرب جزيئات صغيرة تُبتلع لاحقًا، وقد تثير التهابات في الجسم أو تعطل هرمونات تنظم وظائف حيوية.

يكشف بحث علمي جديد أن التعرض المبكر للمواد الكيميائية الموجودة في المنتجات البلاستيكية اليومية قد يؤدي إلى مشكلات صحية تلازم الإنسان منذ الطفولة وحتى البلوغ.

وتشير النتائج إلى ارتباط هذه المواد بالسمنة والعقم واضطرابات الإدراك، في تحذير يعزز القلق المتزايد بشأن تأثير البلاستيك على صحة الأجيال المقبلة.

الدراسة، التي قادها باحثون من جامعة نيويورك بالتعاون مع علماء من الأرجنتين وصربيا، نُشرت في مجلة The Lancet Child & Adolescent Health بعد مراجعة مئات الدراسات التي تابعت آلاف الحوامل والأجنة والأطفال خلال سنوات طويلة.

ويقول ليوناردو تراساندي، طبيب الأطفال وكبير الباحثين في الدراسة، إن الأدلة أصبحت كافية للقول إن “البلاستيك يلعب دورًا في نشوء أمراض مزمنة تظهر في وقت مبكر، ثم ترافق الإنسان حتى مرحلة المراهقة والبالغ”. ويضيف أن حماية الأطفال تتطلب “التعامل بجدية مع الحد من استخدام هذه المواد”.

مخاطر كامنة في المنتجات اليومية

تسلط المراجعة الضوء على ثلاث مجموعات من المواد الكيميائية تدخل في تصنيع البلاستيك: الفثالات التي تمنحه المرونة، والبيسفينولات التي تمنحه الصلابة، ومواد PFAS التي تجعله مقاومًا للماء والحرارة. وتظهر في أغراض يستخدمها الناس يوميًا مثل عبوات الطعام ومستحضرات التجميل وحتى الإيصالات الورقية.

ويحذر الباحثون من أن تسخين البلاستيك أو استخدامه المتكرر يساعد على تسرب جزيئات صغيرة تُبتلع لاحقًا، وقد تثير التهابات في الجسم أو تعطل هرمونات تنظم وظائف حيوية. كما تربط أبحاث عدة بين التعرض المبكر لهذه المواد وبين انخفاض معدل الذكاء واحتمال الإصابة بالتوحد أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه.

Related مواد كيميائية خطيرة.. علماء يدعون إلى تحرك عاجل للحد من تعرض الأطفال للمواد البلاستيكية"تدمّر العظام".. بهذه الطريقة تفتك جزيئات البلاستيك بأجسادنا دون أن نشعرالسمنة قد تسرع ظهور ألزهايمر بحسب علماء خطوات عملية يمكن للعائلات اتباعها

وبالرغم من الصورة المثيرة للقلق، تقول الدراسة إن هناك إجراءات بسيطة وسهلة يمكن أن تقلل من التعرض لهذه المواد، مثل استبدال أوعية الطعام البلاستيكية بالزجاج أو الفولاذ، وتجنب وضع البلاستيك في الميكروويف أو غسالة الصحون.

ويشدد تراساندي على الدور المهم الذي يمكن أن يلعبه أطباء الأطفال في توعية العائلات، وفي مساعدة المدارس والمجتمعات على تعليم الأطفال والمراهقين كيفية تقليل وجود البلاستيك في حياتهم اليومية.

دعوة إلى تحرك عالمي منظم

يتزامن نشر الدراسة مع استمرار مناقشات معاهدة الأمم المتحدة العالمية للبلاستيك، التي تدعم أكثر من 100 دولة فرض قيود ملزمة على إنتاج البلاستيك للحد من التلوث العالمي. ويرى الباحثون أن النتائج التي توصلوا إليها تمنح هذه الجهود دفعة قوية، خصوصًا مع تقديرات تشير إلى أن أعباء الأمراض المرتبطة بالتعرض للمواد البلاستيكية تكلف الولايات المتحدة وحدها نحو 250 مليار دولار سنويًا.

ورغم التحذيرات، يشدد العلماء على أن البلاستيك يظل عنصرًا أساسيًا في الطب الحديث، من أجهزة التنفس الصناعي للأطفال الخدج إلى الأقنعة التي تقلل انتشار الأمراض المعدية، مؤكدين أن الهدف هو تقليل الاستخدام غير الضروري في الحياة اليومية، وليس المساس بالاستعمالات الطبية المنقذة للحياة.

انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة

المصدر: euronews

كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل الصحة دراسة إيران الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل الصحة دراسة إيران الصحة بلاستيك أخبار الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل الصحة دراسة إيران روسيا الذكاء الاصطناعي حروب بحث علمي فرنسا أوكرانيا

إقرأ أيضاً:

ندوة تسلط الضوء على مخاطر السمنة ضمن فعاليات "أسبوع البريمي للسمنة"

البريمي- الرؤية

تواصلت لليوم الثاني على التوالي فعاليات أسبوع البريمي للسمنة 2025 "وعي وحركة" التي تنظمها لعدة أيام؛ المديرية العامة للخدمات الصحية لمحافظة البريمي، ويضم الأسبوع حزمة من الفعاليات والأنشطة التوعوية المتنوعة.

وضمن برنامج الأسبوع عقدت اليوم بقاعة غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة البريمي؛ ندوة السمنة "وعي وحركة"، وذلك تحت رعاية الشيخ الدكتور فيصل بن صالح المسكري نائب والي البريمي بحضور عدد من المسؤولين والمدعوين.

وتضمن الافتتاح كلمة للدكتورة ليلى بنت سالم الساعدية، مديرة دائرة الرعاية الصحية الأولية بالمديرية العامة للخدمات الصحية لمحافظة البريمي، استعرضت من خلالها واقع السمنة على المستوى العالمي والمحلي والتحديات الصحية والاقتصادية التي تصاحبها على الأنظمة الصحية، وسبل التعامل معها ومجابهتها والتقليل من أخطارها وطرائق الوقاية منها على المدى البعيد.

وسلطت الساعدية في كلمتها الضوء على الخطط الطموحة التي تنفذها المديرية العامة للخدمات الصحية لمحافظة البريمي لهذا التحدي الصحي، وذلك بالتشارك مع مختلف القطاعات ذات العلاقة، والمجتمع المدني بما يسهم في تحقيق الأهداف المرسومة.

وفي ختام البرنامج كرم الشيخ نائب الوالي المحاضرين والمنظمين للمؤتمر والجهات الداعمة، وافتتح المعرض التعليمي عن التغذية الصحية المصاحب، وتجول في أركانه واستمع من القائمين عليه إلى شرح واف عن محتوياته.

وشارك في الندوة أكثر من (100) مشارك من الفئات الطبية والطبية المساعدة من محافظة البريمي ومستشفى صحار، وحاضر فيها محاضرون من وزارة الصحة.

وتضمن برنامج الندوة محاضرة تعريفية عن السمنة (تعريفها، وأسبابها، ومضاعفاتها) قدمتها ليلى اليحيائية، رئيسة قسم التثقيف والمبادرات المجتمعية بالمديرية العامة للخدمات الصحية لمحافظة البريمي، وحلقة نقاشية عن السمنة وطرائق علاجها تحدث خلالها وأجاب فيها على استفسارات المشاركين الدكتور علي الريسي، استشاري أول طب باطني وغدد صماء وسكري بمستشفى صحار، بمعية: الدكتورة أماني العبرية، والدكتورة أشواق الصابرية، اختصاصيتا طب وأسرة بمجمع البريمي الصحي .

وتضمن برنامج الندوة فقرة عن كيفية إعداد الطبق الصحي وفق التقسيمات الصحية والحاجة الفعلية لجسم الإنسان من المكونات الغذائية المختلفة التي عبرت عنها مجسمات توضيحية، وتطبيقا عمليا على طرائق إعداده.

سعت الندوة إلى تحقيق العديد من الأهداف أهمها: تسليط الضوء على مشكلة السمنة، رفع الوعي الصحي حول السمنة وأسبابها، مناقشة طرائق علاج السمنة، رفع الوعي حول تبني عادات صحية للتصدي للسمنة ومواجهتها.






 

مقالات مشابهة

  • من الالم المزمن إلى ارتفاع ضغط الدم.. دراسة جديدة تكشف الرابط الخفي
  • رئيس صحة النواب يطالب الدولة بمنح حوافز لإقامة مصانع للمواد الخام للأدوية
  • هل يكشف شكل مؤخرتك عن مخاطر صحية خفية؟.. دراسة تُجيب
  • الرجل بلا كرش لا يساوي قرش؟ دراسة تكشف أن سمنة البطن قد تُخفي مخاطر حقيقية لدى الرجال
  • تحذير هام جدًا بشأن منح الهواتف للأطفال قبل سن 12
  • دراسة: امتلاك الهاتف الذكي قبل سن 12 يهدد الأطفال بأمراض خطيرة
  • دراسة تربط زيت الطهي المفضل في أميركا بالسمنة
  • ندوة تسلط الضوء على مخاطر السمنة ضمن فعاليات "أسبوع البريمي للسمنة"
  • دراسة حديثة: غاز الضحك يمكن أن يخفف الاكتئاب الحاد بسرعة