تتسم العلاقات العمانية المصرية بعمق تاريخي وثقافي يتجاوز الحدود الزمنية، حيث تنسج خيوط من التفاهم والتعاون بين الحضارتين منذ العصور القديمة. في ندوة نظمها معرض القاهرة للكتاب تحت عنوان "العلاقات العمانية المصرية الحديثة .. مرتكزات ومواقف"، استعرض الدكتور عبد المنعم الحسني وزير الإعلام العماني الأسبق، أبعاد هذه العلاقات من خلال ثلاثة محاور رئيسية: التفاهم المشترك، التاريخ المشترك، والتعاون السياسي والدبلوماسي.

 

 شارك في هذه الندوة عدد من الأكاديميين والمفكرين، مما يبرز أهمية هذه العلاقات في ظل التحديات الراهنة. لا تقتصر العلاقات بين البلدين على الجوانب السياسية فحسب، بل تمتد لتشمل الثقافة والإعلام، حيث أسهمت الشخصيات العمانية في إثراء الفكر العربي من خلال تفاعلها مع مثقفي مصر، مما يضع العلاقات العمانية المصرية في قلب النقاشات الثقافية والإعلامية.

وأكد وزير الإعلام الأسبق ، على أهمية العلاقات التاريخية والثقافية بين سلطنة عمان وجمهورية مصر العربية. وقال الحسني: "تشكل العلاقات العمانية المصرية نموذجًا للتفاهم المشترك وتبادل الخبرات. إن التاريخ الطويل الذي يجمع بين بلدينا يبرز الروابط العميقة التي أثرت على العلاقات الحالية." وتابع : "لقد ساهمت مصر عبر عصورها في إثراء الفكر العربي، حيث قدمت العديد من العلماء والأدباء الذين ساهموا في النهضة الثقافية، بينما تميزت عمان بعراقتها الحضارية التي تلاقت مع الحضارة المصرية في محطات عديدة."

الفن المصري في عمان

وقال الحسني :" عرفت مصر من خلال أ. أحمد رفعت مدرس اللغة العربية الذي علمني أن "الحرف العربي ملاذ هوية وعنوان حضارة...وبعدها عشت طويلا مع "قارئة الفنجان" و "موعود" و"فاتت جنبنا" و"سيرة الحب" و"فكروني" و "كل ده كان ليه" .. "من غير ليه".. حيث قبل أيام تم افتتاح معرض "موسيقار الأجيال" محمد عبدالوهاب في دار الأوبرا السلطانية العمانية"

وأشار إلى أهمية التعاون الثقافي، قائلاً: "لا يمكننا إغفال دور الكتابات المبكرة للعلامة الفقيه نور الدين السالمي والتعاون الإعلامي بين الصحافة العمانية والمصرية. هذه الروابط التاريخية تشهد على عمق العلاقات بين الشعبين."  وتحدث الحسني عن رموز الثقافة والفكر في البلدين، قائلاً: "لقد عاشت أسماء بارزة مثل فضيلة الدكتور شوقي علام و الدكتور محمد صابر عرب في الذاكرة الثقافية، فكانوا رصيداً هائلاً لهذه العلاقات."

وفي ختام كلمته، أكد إن العلاقة بين سلطنة عمان ومصر ليست مجرد علاقات سياسية، بل هي استراتيجية تمتد عبر التاريخ. كما قال السلطان قابوس : 'علاقتنا بمصر علاقة محورية استراتيجية لأنها مركز الأمة العربية.' هذه الروابط ستظل حاضرة، مع تأكيدنا على استمرار التعاون بين بلدينا في مختلف المجالات."

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: العلاقات بين مصر وعمان وزير الإعلام الأسبق معرض الكتاب العلاقات العمانیة المصریة

إقرأ أيضاً:

بعثة الحج العمانية تشارك في ندوة الحج الكبرى بجدة

العُمانية: شاركت بعثة الحج العُمانية في الدورة التاسعة والأربعين لندوة الحج الكبرى التي نظمتها وزارة الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية، بالتعاون مع هيئة كبار العلماء ودارة الملك عبد العزيز، تحت عنوان "الاستطاعة في الحج والمستجدات المعاصرة"، وذلك بفندق الريتز كارلتون في مدينة جدة.

وانطلقت نواة الندوة الأولى عام 1977م، كمنصة معرفية رائدة تهدف إلى تعزيز التواصل العلمي والفكري بين علماء ومفكري العالم الإسلامي، مع التركيز على البعد الديني والثقافي والاجتماعي لفريضة الحج، وتسعى إلى إبراز إنجازات المملكة العربية السعودية الشقيقة في خدمة ضيوف الرحمن، وتسليط الضوء على المشاريع الرائدة في الحرمين الشريفين، إلى جانب ترسيخ مبدأ الحوار الفكري لمعالجة قضايا الأمة الإسلامية ومواجهة التحديات المعاصرة.

استهلت الندوة أعمالها باجتماع خاص لرؤساء مكاتب شؤون الحجاج من مختلف الدول الإسلامية، بما في ذلك البعثة العُمانية، لمناقشة التنسيق والتعاون في خدمة الحجاج.

وتضمنت الجلسة الافتتاحية كلمات ترحيبية، فيما جاءت الجلسة الرئيسية الأولى تحت عنوان "تيسير الشعيرة وتمكين القاصدين: رؤية المملكة في خدمة الحجاج"، والتي ركزت على جهود المملكة في تسهيل رحلة الحجاج من القدوم إلى المغادرة، وتوفير الرعاية الصحية المتكاملة، وضمان أمن وسلامة الحجاج من خلال التدابير الأمنية والتصاريح النظامية، إلى جانب استعراض مشروعات تطوير البنية الأساسية في مكة المكرمة والمشاعر المقدسة.

وتناولت الجلسة الثانية "مفهوم الاستطاعة في الإسلام وأثره في تيسير شعيرة الحج"، حيث ناقشت موضوعات مثل مفهوم الاستطاعة البدنية والمالية، وأهمية توعية الحجاج بفقه الاستطاعة.

وعلى هامش أعمال الندوة أقيمت حلقات عمل متخصصة شاركت فيها وفود بعثة الحج العُمانية، مثل ورشة الخدمات الصحية وورشة الإعلام والتوعية، التي هدفت إلى تعزيز جودة الخدمات المقدمة للحجاج وصياغة رواية عالمية للحج، واختتمت الندوة بإصدار البيان الختامي الذي أكد على أهمية تعزيز التعاون بين الدول الإسلامية لخدمة الحجاج ومواجهة التحديات المعاصرة.

وتؤكد ندوة الحج الكبرى، التي تُقام منذ أكثر من أربعة عقود، على دور المملكة العربية السعودية الشقيقة كمنارة دينية وثقافية، وتعكس مشاركة بعثة الحج العُمانية التزام سلطنة عُمان بالإسهام في هذا الملتقى المعرفي، الذي يعزز الحوار الفكري ويوحد الجهود لتحسين تجربة الحجاج.

من جانب آخر وعلى هامش أعمال الندوة التقى معالي توفيق بن فوزان الربيعة وزير الحج والعمرة بالمملكة العربية السعودية بسعادة أحمد بن صالح الراشدي، وكيل وزارة الأوقاف والشؤون الدينية رئيس بعثة الحج العُمانية، إلى جانب رؤساء بعثات الحج في عدد من الدول الشقيقة والصديقة حيث ناقشوا عددًا من الموضوعات المتعلقة بتنظيم شؤون الحجاج.

مقالات مشابهة

  • مسؤول فلبيني: الإمارات نموذج عالمي في دعم العمالة الوافدة
  • بعثة الحج العمانية تشارك في ندوة الحج الكبرى بجدة
  • توفير بيئة محفزة وتبادل الخبرات في دورة تأهيل حكام السباحة
  • مراسل سانا: السيد الرئيس أحمد الشرع والوفد المرافق يصل إلى دولة الكويت الشقيقة، تلبيةً لدعوة كريمة من صاحب السمو الأمير الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، في إطار تعزيز العلاقات الأخويّة والتنسيق الثنائي بين سوريا والكويت، وبحث سبل التعاون المشترك في مختلف
  • الموت يغيب الإعلامي محمود عبيد الحسني
  • محافظ دمشق: معرض “بيلدكس 22” يسهم في تعزيز بيئة الاستثمار وتبادل الخبرات
  • مصدر برئاسة الجمهورية لـ سانا: تأتي هذه الزيارة في إطار تعزيز العلاقات الأخويّة والتنسيق الثنائي بين سوريا والكويت، وبحث سبل التعاون المشترك في مختلف المجالات السياسيّة والاقتصاديّة، بما يخدم مصالح الشعبين الشقيقين ويعزز العمل العربي المشترك
  • محافظا إدلب واللاذقية يبحثان مع والي أكسراي التركية تعزيز التعاون في مجال الخدمات الاجتماعية والصحية
  • لنقل وتبادل الخبرات.. الوفد الحكومي الأوزبكي يتفقد بعض المشروعات الزراعية والبحثية بمصر
  • لبنان يرحب بالاستثمارات المصرية ويؤكد عمق العلاقات الثنائية