غوغل تتفاوض لاستخدام المطربين في أغاني الذكاء الاصطناعي
تاريخ النشر: 21st, August 2023 GMT
ذكرت صحيفة "فاينانشال تايمز" البريطانية أن شركة التكنولوجيا الأمريكية غوغل تتفاوض مع شركة الموسيقى يونيفرسال ميوزيك، بشأن اتفاق ترخيص يمكن أن يتيح استخدام أصوات المطربين، الذين تمتلك يونيفرسال ميوزيك حقوق توزيع أعمالهم، في إنتاج أغنيات باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي.
تأتي أنباء هذه المحادثات في الوقت الذي تتزايد فيه المخاوف مما يسمى "التزييف العميق" للأصوات ومواد الفيديو الذي يتيح استنساخ أصوات هؤلاء المطربين واستخدامها دون معرفتهم، وهو ما يمكن أن يؤدي إلى خداع وتضليل المستمعين غير المنتبهين.
كما تأتي أنباء هذه المحادثات في أعقاب الانتشار الهائل للتسجيل الصوتي "دريك المزيف" باستخدام الذكاء الاصطناعي، في وقت سابق من العام الحالي، حيث تم استخدام إنسان آلي لتقليد صوت نجم موسيقى الهيب هوب الكندي الشهير دريك.
وانتقدت شركة يونيفرسال، التي تمتلك حقوق استغلال أغنيات دريك بين نجوم آخرين، والتي تعتبرها مجلة رولينغ ستون أكبر شركة موسيقى في العالم، طرح هذا التسجيل الصوتي المزيف قبل حذفه من منصة بث الموسيقى سبوتيفاي وموقع يوتيوب المملوك لشركة غوغل.
وقالت يونيفرسال لمجلة رولينغ ستون في ذلك الوقت إن الذكاء الاصطناعي يطرح "سؤالاً كبيراً عن جانب التاريخ الذي سينحاز إليه كل العاملين في صناعة الموسيقى، وهل سيكون جانب الفنانين والجمهور والإبداع الإنساني، أو جانب التزييف العميق والاحتيال وحرمان الفنانين من حقوقهم المشروعة" في العوائد المالية لمواهبهم.
وبعد أسبوع من بث تسجيل "دريك المزيف" المثير للجدل، تعهدت نجمة البوب غرايمز بالحصول على 50% من حقوق بث أي أغنية ناجحة تم إنتاجها باستخدام الذكاء الاصطناعي بصوتها.
المصدر: أخبارنا
كلمات دلالية: الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
هل يُعلن الذكاء الاصطناعي نهاية الفأرة ولوحة المفاتيح؟
مع تسارع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، أصبح بإمكان المستخدم تنفيذ مهام معقدة عبر الأوامر الصوتية فقط، من حجز تذاكر السفر وحتى التنقل بين نوافذ المتصفح. غير أن هذا التقدم اللافت يثير سؤالًا جوهريًا: هل يمكن للذكاء الاصطناعي أن يستغني بالفعل عن لوحة المفاتيح والفأرة؟ يبدو أن الإجابة تكمن في ما يُعرف بـ"الخطوة الأخيرة" تلك اللحظة الحاسمة التي تتطلب تأكيدًا نهائيًا بكلمة مرور أو نقرة زر، حيث يعود زمام التحكم إلى الإنسان.
حدود الثقة
رؤية مساعد ذكي مثل Gemini من Google وهو يحجز تذاكر مباراة في ملعب أنفيلد أو يملأ بيانات شخصية في نموذج على موقع ويب، قد تبدو أقرب إلى السحر الرقمي. لكن عندما يتعلق الأمر بلحظة إدخال كلمة المرور، فإن معظم المستخدمين يتراجعون خطوة إلى الوراء. في بيئة عمل مفتوحة، يصعب تخيل أحدهم يملي كلمة سر بصوت مرتفع أمام زملائه. في تلك اللحظة الدقيقة، تعود اليد البشرية إلى لوحة المفاتيح كضمان أخير للخصوصية والسيطرة.
اقرأ أيضاً..Opera Neon.. متصفح ذكي يُنفّذ المهام بدلاً عنك
الخطوة الأخيرة
رغم ما وصلت إليه المساعدات الذكية من كفاءة، إلا أن كثيرًا من العمليات لا تزال تتعثر عند نهايتها. إدخال كلمة مرور، تأكيد عملية دفع، أو اتخاذ قرار حساس — كلها لحظات تتطلب لمسة بشرية نهائية. هذه المعضلة تُعرف بين الخبراء بمشكلة "الميل الأخير"، وهي العقبة التي تؤخر الوصول إلى أتمتة كاملة وسلسة للتجربة الرقمية.
سباق الشركات نحو تجاوز العجز
تحاول شركات التكنولوجيا الكبرى كسر هذا الحاجز عبر مشاريع طموحة. كشفت Google عن Project Astra وProject Mariner، وهي مبادرات تهدف إلى إلغاء الحاجة للنقر أو الكتابة يدويًا وذلك بحسب تقرير نشره موقع Digital Trends. في المقابل، يعمل مساعد Claude من شركة Anthropic على تنفيذ الأوامر من خلال الرؤية والتحكم الذكي، حيث يراقب المحتوى ويتفاعل كما لو كان مستخدمًا بشريًا.
أما Apple فتعوّل على تقنية تتبع العين في نظارة Vision Pro، لتتيح للمستخدم التنقل والتفاعل بمجرد النظر. بينما تراهن Meta على السوار العصبي EMG، الذي يترجم الإشارات الكهربائية من المعصم إلى أوامر رقمية دقيقة، في محاولة لصياغة مستقبل دون لمس فعلي.
ثورة سطحية
رغم هذا الزخم، ما يتم تقديمه حتى الآن لا يبدو كاستبدال حقيقي للأدوات التقليدية، بل أقرب إلى إعادة صياغة شكلية لها. لوحة المفاتيح أصبحت افتراضية، والمؤشر تحوّل إلى عنصر يتحكم به بالبصر أو الإيماءات، لكن جوهر التفاعل بقي على حاله. هذه التقنية تحاكي الوظائف التقليدية بواجهات جديدة دون أن تتجاوزها كليًا.
الطموح يصطدم بالواقع
تجدر الإشارة إلى أن معظم هذه التقنيات لا تزال إما في طور التطوير أو محصورة في أجهزة باهظة الثمن ومحدودة الانتشار. كما أن المطورين لم يتبنّوا بعد واجهات تتيح الاعتماد الكامل على الأوامر الصوتية أو التفاعل بالإشارات داخل التطبيقات الشائعة، ما يجعل الانتقال الكامل بعيدًا عن أدوات الإدخال التقليدية حلمًا مؤجلًا في الوقت الراهن.
الذكاء الاصطناعي.. شريك لا بديل
في نهاية المطاف، لا يبدو أن الذكاء الاصطناعي سيقضي على لوحة المفاتيح أو الفأرة في القريب العاجل. هو بالتأكيد يقلل من اعتمادية المستخدم عليهما، ويقدّم بدائل ذكية وسريعة، لكنه لا يلغي الحاجة إلى التحكم اليدوي، خاصة في المواقف التي تتطلب دقة أو خصوصية أو مسؤولية مباشرة. ربما نصل يومًا إلى تجربة صوتية كاملة تتفاعل مع نظراتنا وحركاتنا، لكن حتى ذلك الحين، سنبقى نضغط الأزرار ونحرّك المؤشرات بحذر وثقة.
إسلام العبادي(أبوظبي)