دراسة تؤكد تزايد أعداد الصقر الأدهم في الجزر العمانية
تاريخ النشر: 26th, January 2025 GMT
أسفرت أعمال المسح التي قام بها فريق بحثي من مكتب حفظ البيئة بهيئة البيئة عن رصد 32 من صقور الأدهم في عام 2024 مقارنة بـ21 في عام 2023.
وأكدت دراسة حقلية قام بها الفريق البحثي العام المنصرم زيادة أعداد الصقر الأدهم (Falco concolor) بإحدى الجزر الواقعة شمال سلطنة عُمان.
وقال جناب السيد تيمور بن عبدالله آل سعيد مدير الشؤون البيئية بمكتب حفظ البيئة بهيئة البيئة إن فريق مسح الصقر الأدهم قام بتنفيذ أعمال المسوحات الحقلية بالجزر الواقعة شمال سلطنة عُمان على مرحلتين، المرحلة الأولى من 13 حتى 20 أغسطس، والمرحلة الثانية من 22 سبتمبر حتى 3 أكتوبر 2024.
وأضاف أن أعمال المسح هدفت إلى توفير وتحديث البيانات عن حالة الصقر الأدهم ومواقع تعشيشها بتلك الجزر، بالإضافة لتدريب الكوادر البشرية وإعداد التقرير المفصل حول المشروع، بالإضافة إلى النشر العلمي لنتائج المسح في المجلات العلمية المحكمة.
وأوضح أن الصقر الأدهم يعد من الأنواع المعرضة للانقراض بحسب القائمة الحمراء للاتحاد الدولي، بسبب تناقص أعداده على المستوى العالمي. كما يعد من الصقور متوسطة الحجم التي تتكاثر في الشرق الأوسط وشمال شرق أفريقيا، وتقضي فصل الشتاء في الساحل الجنوبي الشرقي لأفريقيا وجمهورية مدغشقر، وتعد جزر محافظتي مسقط وجنوب الباطنة بسلطنة عُمان من أهم مواقع التكاثر عالميًّا لهذا النوع من الصقور.
وأفاد أن فريق الدراسة قام برصد وتتبع مسار هجرة أحد صغار الصقر الأدهم من سلطنة عُمان وصولًا إلى جزيرة مدغشقر بأفريقيا خلال الأشهر من أكتوبر حتى ديسمبر 2024 باستخدام أجهزة تعقب عبر الأقمار الاصطناعية التي من خلالها ترسل البيانات من الطائر، بداية منذ تركيب جهاز التعقب بتاريخ 3 أكتوبر 2024 بسلطنة عُمان، مرورًا بالمملكة العربية السعودية، وجمهورية السودان، وجنوب السودان، وغرب جمهورية كينيا، وجمهورية موزنبيق، وصولًا إلى جزيرة مدغشقر بتاريخ 14 ديسمبر 2024. حيث قطع صغير الصقر الأدهم مسافة 9200 كيلومتر، بمعدل حوالي 50 يومًا هجرة، ومن المؤمل أن يتم تتبع مسار عودة صغير الصقر الأدهم من مدغشقر إلى سلطنة عُمان خلال أشهر الصيف.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: الصقر الأدهم
إقرأ أيضاً:
أوراق الخريف
د. أحمد بن سالم باتميرا **
batamira@hotmail.com
شكرًا وزير الإسكان والتخطيط العُمراني.. تظاهرة رائعة و"هكذا تورد الإبل".
حقًا عشنا 6 أيام جميلة مع تظاهرة عقارية إسكانية؛ لأول مرة في سلطنة عُمان بهذا التنظيم الرائع والحضور الكثيف، للمواطنين والمقيمين والزوار من خارج سلطنة عُمان، رغم عددهم البسيط بسبب عدم الترويج له خارجيًا!
مؤتمر عُمان العقاري وأسبوع عُمان للتصميم والبناء العشرين، الذي اختُتِم مؤخرًا، كان حدثًا استثنائيًا، لوزارة الإسكان والتخطيط العمراني وللشركات العُمانية المتخصصة في قطاع التطوير العقاري والمسؤولة عن تخطيط وتطوير المشاريع العقارية في البلاد.
هذا المعرض العقاري- الذي رعى افتتاحه صاحب السمو السيد بلعرب بن هيثم آل سعيد- كان بمثابة إعلان رسمي لانطلاق أكبر معرض عقاري عُماني مُتكامل في السلطنة، والذي يُعد إحدى الركائز الأساسية لدفع عجلة الاقتصاد العُماني؛ حيث ستُسهِم المشاريع الإسكانية الجديدة بشكل مباشر في تعزيز البنية الأساسية في سلطنة عُمان، وخلق فرص جديدة للشركات العقارية، وجذب المستثمرين العرب والأجانب للبلاد.
لقد شهدت السنوات الأخيرة نموًا ملحوظًا في القطاع العقاري، مدفوعًا بتوسُّع المشاريع، وظهور شركات التطوير العقاري مع تنفيذ مشروعات عقارية بارزة مثل مشروع "مدينة السلطان هيثم" وغيرها الكثير، وكذلك مثل المدن الجديدة والمجمعات السكنية المتكاملة "صروح"؛ مما يُعزِّز من مكانة التخطيط العمراني الحديث المتكامل، كخيارٍ آمن ومُربح، لما تملكه سلطنة عُمان من مقومات جغرافية وسياحية متنوعة.
ولعل خطط وأهداف وزارة الإسكان والتخطيط العُمراني في عهد النهضة المُتجددة، والتي تتمثل في تنفيذ خطط التنمية الإسكانية المُستدامة، أصبحتْ حقيقةً واقعيةً في البلاد، لا سيما مع توجه الحكومة لدعم الشراكة بين القطاعين العام والخاص لتطوير مناطق جديدة تُلبِّي احتياجات السوق الخارجي والمحلي.
وعلى الرغم من هذا التقدُّم الملحوظ والملموس، ما يزال القطاع الاسكاني يُعاني من بعض التحديات؛ مثل: غياب القروض الإسكانية المدعومة بنسبة منخفضة- كما في دول أخرى- والتمويل الممتاز؛ مما يستوجب من الحكومة التحرك سريعًا لفرض نسبة فائدة لا تتعدى 3% على القروص الإسكانية في البنوك، كما هو الحال في باقي دول الخليج، أو حتى أقل قليلًا؛ من أجل نجاح هذه المشاريع العملاقة وضمان استدامة هذا النمو السريع، وجذب المزيد من الاستثمارات الخارجية للبلاد، خاصةً وأننا نمشي في الطريق الصحيح لتكون عُمان هي مستقبل العقار في المنطقة والعالم.
لقد عشتُ الرياضة لاعبًا، ثم اتجهتُ للإعلام، وها أنا اليوم أرى نفسي في موقع آخر شدَّني؛ حيث كنت أظن أن الإسكان في سلطنة عُمان يحتاج إلى إعادة نظر ونقلة وأفكار ورؤية جديدة مختلفة، واليوم وفي ظل النهضة المُتجددة والوزارة صاحبة الرؤى الجديدة، نرى الفكرة واقعًا، والقطاع لم يعد هامشيًا، والرؤية أصبحت هدفًا مع تعزيز الوعي لدى المواطنين بأهمية هذه المدن المستقبلية والأحياء السكنية المتكاملة "صروح" وبناء أحياء متكاملة وبأعلى المواصفات الإسكانية، وهي خطوات كبيرة تحتاج لمساندة وقانون يتماشى معها ومن بينها تقليل الفائدة التمويلية.
ولكي تكتمل الصورة الحضارية لسلطنة عُمان، وتُسابق مثيلاتها في دول مجلس التعاون الخليجي، التي سارت على خطى ثابتة في الانفتاح والتملك الحُر، وتنشيط اقتصادها، من خلال قوانين إقامة عصرية جاذبة، فإنَّ القطاع يحتاج إلى تنشيط المكينة الإعلامية حتى لا نظل نُغرِّد خارج السرب.
لقد كنت أشعرُ بسعادةٍ غامرةٍ انتابتني وأنا أتابع، بفخرٍ، هذا المؤتمر وفعاليته وهذه المدن الجديدة ومشاريع "صروح"، والجلسات النقاشية والحوارية الثرية والساخنة التي دارت شهدتها منصة المؤتمر في مركز عُمان للمؤتمرات والمعارض، وما حققته الشركات العُمانية والعربية من مبيعات جيدة، مع التسهيلات والإجراءات التي تُقدِّمها الوزارة للمُستثمرين العرب والأجانب الراغبين في التملك في هذه المشاريع الجديدة المتميزة العمرانية بأسلوب عصري فريد، تراعي في تصميمها البُعد التراثي والبيئي لسلطنة عُمان، خصوصًا مدينة السلطان هيثم ومشروع الجبل العالي ومدينة "الثريا" ومدينة صلالة الكبرى، وصحار وغيرها، ونحن ولله الحمد والشكر نسير قُدمًا على الطريق الصحيح في المجال الإسكاني.. والله من وراء القصد.
** كاتب ومُحلِّل سياسي