محمد رامس الرواس
شهدت ساحة فلسطين بغزة ذات المعالم التاريخية والتي يقع فيها المسجد العمري التاريخي ومبنى بلدية غزة واحدة من أروع مشاهد النصر والعزة والمهابة والتمكين لكتائب القسام وسرايا القدس وغيرهم من فصائل المقاومة الفلسطينية ولقد تمَّ اختيار المكان لدلالته الرمزية عند الفلسطينيين عامة وأهل غزة خاصة لما تمثله هذه الساحة من روح المقاومة واستمراريتها فساحة فلسطين رمز لكافة الشعب الفلسطيني على صموده وعنوان تعافيه.
لقد كانت عملية تسليم الأسيرات الإسرائيليات الأربعة بتاريخ ٢٥ يناير الجاري واحدة من دلالات وبشائر النصر الذي استحقته عن جدارة حماس وفصائل المقاومة التي أشاد القاصي والداني بما رآه بعملية التسليم من حيث التنظيم والكفاءة والسيطرة التامة، كانت مشاهد عملية التسليم احتفالية فرح لأهل غزة قبل غيرهم لأنها فرصة لهم كي يلتحموا ويحتفوا للمرة الثانية مع كتائب القسام وهذه المرة بحضور مقاتلين من سرايا القدس.
لقد أثبتت كتائب المقاومة الفلسطينية أنها من تدير المشهد بغزة وأنهم أصحاب اليد الطُولى في أرضهم وأنهم قوم أمناء حتى على أسراهم فما بالنا بأهلهم سكان غزة لقد شاهدنا الأسيرات الإسرائيليات وهن يشكرن رجال المقاومة ويثنين على حُسن المعاملة، وكانت بشارات الفرح والبهجة واضحة على وجوههن ليس فقط بسبب خروجهن من الأسر، ولكن أيضًا بسبب حسن المُعاملة اللاتي حصلنا عليها، ومتى كان الأسير يشكر من أسره!! هذا قد يكون مخالفاً للقواعد المُتعارف عليه، لكن كتائب القسام أثبتت أنهم رجال قولا وفعلا وأصحاب وفاء بالوعد.
أربع رسائل استطاعت كتائب القسام أن توصلها إلى العالم عامة وإلى دولة الكيان الإسرائيلي خاصة أولها وجود جهاز عسكري منظم يرقى ليكون ذراع دولة تُدير شأنها الداخلي والخارجي بكل احترافية من ناحية التنظيم والحفاظ على الكلمة والوفاء بالوعد.
والرسالة الثانية دحض السردية الإسرائيلية بأن حماس لا تستطيع أن تقوم لها قائمة بعد تفكيكها وأن قياداتها تم اغتيالها ولم تعد فيها روح لتنهض وتنتفض من جديد.
والرسالة الثالثة عبارة "الصهيونية لن تنتصر" التي كتبت على المنصة التي أقامتها كتائب المقاومة الفلسطينية حماس لتوقيع شهادات استلام الأسيرات الإسرائيليات؛ حيث إنَّ المنصة كانت ولا تزال رمزية يلقي خلالها دائما قادة حماس وكتاب القسام كلماتهم وخطبهم، فكانت هذه العبارة إشارة واضحة إلى استمرار المقاومة وصمودها.
أما الرسالة الرابعة كانت تلاحم كتائب القسام مع بقية كتائب المقاومة الفلسطينية، ومنها سرايا القدس الذين وقفوا بجانب بعضهم البعض ونثرت عليهم الورود وهم شامخون في ساحة فلسطين صفاً واحداً كالبنيان المرصوص.
وختامًا.. إن شعب فلسطين الذي تحمل وواجه حرب الإبادة منفردًا، وفصائل المقاومة التي أخذت على عاتقها المواجهة العسكرية المباشرة مع عدو خسيس، لن ينهزم، وسينتصر دومًا، وستظل راية فلسطين حُرة مرفوعة تُرفرف في سماء أرض فلسطين التاريخية، مهما تكالب المتآمرون عليها ومهما حاول الاحتلال تصفية القضية.. هنيئًا لشعب غزة النصر المُؤزر، وهنيئًا للمقاومة الفلسطينية هذه الملاحم البطولية التي سطروها بحروف من ذهب في سجلات التاريخ.
رابط مختصرالمصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
مصر الحارس الأمين للقضية الفلسطينية.. رسائل قوية من أبو العينين بمؤتمر الجبهة الوطنية بالجيزة.. ويؤكد: السيسي رسم الخط الأحمر ضد التهجير
أبو العينين بمؤتمر الجبهة الوطنية بالجيزة:-مصر قدمت أكثر من ١٢٠ ألف شهيد وعشرات المليارات خسائر مباشرة وغير مباشرة في سبيل القضية-كلمة الرئيس السيسي عن غزة غيرت الموقف الأمريكي تجاه المجاعة بالقطاع
-مصر وضعت القضية الفلسطينية في أعين العالم وفي مكانتها الصحيحة
-كل بيت في مصر على استعداد يودي أكله وشربه إلى فلسطين
-السيسي رسم الخط الأحمر ضد التهجير كما فعل مع سيرت بليبيا من قبل
شهد مؤتمر حزب الجبهة الوطنية بالجيزة كلمة حملت رسائل هامة من النائب محمد أبو العينين، نائب رئيس الحزب، وكيل مجلس النواب، عن القضية الفلسطينية والدور المصري التاريخي في دعمها باعتبارها قضية القضايا وكحارس أمين للقضية الفلسطينية.
أبو العينين استهل كلمته عن القضية الفلسطينية بالتأكيد على أن مصر الحارس الأمين للقضية الفلسطينية.. قضية العصر، مضيفا بأن: "مصر موقفها واضح وأقول بمنتهى الصراحة أنها قدمت للقضية الفلسطينية أكثر من ١٢٠ ألف شهيد وعشرات المليارات خسائر مباشرة وغير مباشرة في سبيل القضية ومنها مليار دولار شهريا الآن خسائر قناة السويس.. فضلا عن كونها خاضت حروب كلفتها الكثير".
وانتقل نائب رئيس الجبهة الوطنية في حديثه إلى التحركات الفاعلة التي يقودها الرئيس السيسي لإنهاء العدوان على غزة وكسر المجاعة التي يعاني منها الأشقاء، مشيرا إلى كلمته التاريخية اليوم والتي غيرت من موقف الرئيس الأمريكي ترامب من المجاعة والحرب الدائرة.
وقال "أبو العينين": "ترامب بالأمس قال إن غزة ليس بها مجاعة.. واليوم تحدث الرئيس السيسي وناشد ترامب بضرورة إحلال السلام وإدخال الغذاء وأن يوقف الحرب.. وبعدها بدقائق استمعنا لتصريح ترامب بأن هناك مجاعة وسلط الضوء على معاناة الشعب الفلسطيني وأن السبب في ذلك تتحمله إسرائيل.. وهذا يعكس استجابة عالمية لنداء الرئيس".
وتابع وكيل البرلمان: "فليعرف الجميع ماذا قدمت مصر .. منذ ٧ أكتوبر مصر لم تغلق معبر رفح ولكن إسرائيل هي من دمرت المعبر من الجانب الفلسطيني وأصبح شعب غزة يعاني ولا يجد ماء ولا غذاء ولا دواء". وأضاف: "وجاءت القضية الفلسطينية في مقدمة أحاديث الرئيس السيسي، فمصر هي من سوقت للقضية الفلسطينية ورئيس مصر قالها لن نسمح بتفصية القضية الفلسطينية والتهجير.. مصر هي التي وضعت القضية الفلسطينية في أعين العالم وفي محلها الصحيح وقالت لابد من حل الدولتين".
وأكد أبو العينين على الدعم الشعبي للقضية الفلسطينية، قائلا: "كل بيت في مصر على استعداد يودي أكله وشربه إلى فلسطين.. مصر عرفت دورها وقامت به وترجمته لأفعال لا أقوال وأقول لمن يزايد ماذا قدمتم أنتم للقضية سوى الكذب والتحريف".
وأعرب عن سعادته بدخول المساعدات المصرية لقطاع غزة: "حمدا لله تم فتح المعبر ووعد ترامب بدخول المساعدات وهذا بدور مصر وبرلمانها وإعلامها".
وتحدث أبو العينين عن مصر كميزان للقوة في المنطقة، مشددا على أنه لولا هذه القوة التي تمتلكها مصر لانتهت القضية الفلسطينية ولتم تهجير الفلسطينيين.
ووجه أبو العينين التحية للقوات المسلحة المصرية والشرطة المصرية الساهرين على أمن مصر ورجال الظل المخابرات المصرية.
ونوه نائب رئيس حزب الجبهة بكلمات الرئيس السيسي التاريخي "خط أحمر" والتي قالها الرئيس بخصوص ليبيا "سيرت خط أحمر وبخصوص غزة "التهجير خط أحمر"، ولم يستطع أحد تجاوزها مختتما: "هذا هو قائدكم.. هذا هو زعيم مصر الرئيس عبد الفتاح السيسي".