البوابة نيوز:
2025-10-16@19:07:22 GMT

مصر صوت العقل ويد العون في حرب غزة

تاريخ النشر: 27th, January 2025 GMT

تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق

انفجرت الأوضاع في غزة مع عملية السابع من أكتوبر التي نفذتها حركة حماس، كانت الصور التي بثتها الحركة مذهلة وبدأت المعركة، لم يخطر على بال متابع أنها ستمتد إلى خمسة عشر شهراً وأن غزة سوف تتحول إلى أثر بعد عين، هذا الزلزال الذي عشنا تفاصيله أدى إلى إزاحة بشار الأسد وتحجيم حزب الله واستشهاد قادته واغتيال إسماعيل هنية ويحيى السنوار ومئات الكوادر وعشرات الآلاف من شعب غزة.

على مدار خمسة عشر شهراً كان الخطر وما زال يقترب من الحدود المصرية، وبالرغم من هذا الخطر الواضح إلا أن مصر الكبيرة لم تنكفئ على ذاتها مدافعة عن نفسها فقط ولكن للحق وللتاريخ ولمن يريد أن يعلم نقول إن مصر عاشت هذه المرحلة وهي تمثل شريان الحياة لغزة الجريحة، ليس برعاية المفاوضات فقط ولكن بجسر الإغاثة الذي لم ينقطع.

ومن حسن حظي أنني أقيم بمحافظة الإسماعيلية وقريب جداً من أنفاق قناة السويس التي مرت منها تلك القوافل وشاهدت بعيني طوابير الشاحنات التي امتدت كيلومترات.

وبينما كانت الطائرات الإسرائيلية تمطر غزة بالقذائف، كانت مصر تفتح ذراعيها لشعب غزة، لتكون مصر هي المعبر الوحيد الذي يتنفس منه أهلها.

في 21 أكتوبر 2023، أي بعد أقل من أسبوعين من بدء الزلزال دخلت أولى شاحنات المساعدات من معبر رفح الحدودي من مصر إلى غزة، بعد أيام من الجدل الدبلوماسي وتفاقم الأزمة الإنسانية في القطاع.

لم تكن قوافل الإغاثة وحدها ما عبر إلى غزة، بل عبرت معها قوافل الأمل. بتنسيق دقيق، فتحت مصر أبوابها أمام الفرق الطبية والمتطوعين، وسهلت دخول المساعدات الدولية، متحدية كل التعقيدات، لإيصال ما يمكن لإنقاذ أرواح الأبرياء.

منذ اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر 2023، لم تكن مصر مجرد شاهد على المأساة، بل كانت فاعلًا رئيسيًا في السعي لإطفاء نيرانها، ومد يد العون لمن تضرروا من لهيبها، وهنا نرصد أن القاهرة تحركت على مسارين متوازيين أحدهما دبلوماسي يبحث عن وقف النزيف، والآخر إنساني يسابق الزمن لإغاثة المنكوبين. ومن بين ضجيج المدافع وصرخات الجرحى، ظل الصوت المصري ثابتًا، ينادي بالسلام العادل، ويعمل بلا كلل لتخفيف وطأة الحرب عن أبناء غزة.

قد يقول قائل لماذا أكتب هذا الكلام الآن، الإجابة بسيطة جداً وهي أن صوت الملثم الحمساوي أبوعبيدة الذي خرج علينا بعد اتفاق وقف إطلاق ليوزع الشكر على مشارق الأرض ومغاربها بينما وقف اسم مصر في حلقه لذلك أنا أعيده عليه ربما يتعلم.

قلنا إن مصر إلى جانب كونها شريان الحياة لغزة قد وقفت بوضوح كوسيط للسلام وسط العاصفة واستصافت مفاوضات شاقة وعسيرة وبذلت مساعٍ حثيثة منذ اللحظة الأولى. انخرطت القاهرة في اتصالات مكثفة، متنقلة بين العواصم، محاوِلةً رأب الصدع، ومُصرّة على أن الحل العسكري لن يكون إلا مقدمة لفصول جديدة من المأساة.

والثابت هو أن مصر كانت طوال الأزمة هي صوت الحكمة في المحافل الدولية، حيث لم تقتصر الجهود المصرية على الغرف المغلقة، بل امتدت إلى المنابر الدولية،  ورفعت القاهرة صوتها عاليًا، مطالِبةً العالم بالتحرك لأن المشهد قد تحول  كارثة إنسانية غير مسبوقة، شهدنا الموقف المصري في الأمم المتحدة، في مجلس الأمن، في اللقاءات الثنائية، وكانت الرسالة المصرية واضحة لا يمكن ترك غزة وحدها، ولا بد من وقف فوري لإطلاق النار، مع ضرورة استئناف مسار سياسي يضمن عدم تكرار هذه المأساة.

الموقف المصري من القضية الفلسطينية واضح للجميع وثابت، ورأينا وسط كل تلك الأحداث أن مصر لم تنسَ  القضية الكبرى، قضية فلسطين، التي لم تكن يومًا بالنسبة لها مجرد ملف سياسي، بل هي جزء من وجدانها القومي، لم تسمح القاهرة بأن تُختزل المأساة في مجرد هدنة مؤقتة، بل ظلت تؤكد أن الحل الحقيقي هو إنهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة، وأن الأمن لا يُصنع بالقوة، بل بالعدل.

في زمن تتغير فيه المواقف، وتُشترى فيه الولاءات، بقيت مصر على عهدها، صوتًا للعقل، ويدًا للعون، وملاذًا لكل من أنهكته الحرب. ليست هذه المرة الأولى التي تمد فيها يدها لغزة، ولن تكون الأخيرة، فمصر كانت وستظل السند الذي لا ينكسر، والشقيق الذي لا يتخلى، والضمير الذي لا يصمت حين ينطق الحق.

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: دخول المساعدات الدولية الحرب في غزة

إقرأ أيضاً:

من هو جيل عمرو الذي يهدد جيل زيد في المغرب؟

بعيدا عن لغة التصنيفات العلمية والأرقام وحتى الرموز الموثقة لكل جيل على حدا؛ دعونا نتبنى مقاربة مغايرة كليا تبدو عبثية في ظاهرها لكنها في العمق تختصر واقعا مريرا أفرزته الصرخة الآنية لجيل "زد" في المغرب. فحين انبرى الجميع للبحث عن الهوة العميقة بين الأجيال والعجز التام في فهم المتغيرات الحاصلة، حاول السواد الأعظم، لا سيما من فئة المثقفين و"النخبة" التي لا تقر ولا تعترف بالهزيمة وما زالت تصر على العيش في مستنقع الأوهام وتأبى الخروج من القوقعة ومغادرة برجها العاجي الذي بات مهترئا ومتآكلا؛ الركوب على الموجة والسعي للظهور في نقاشات "مجدية" لا سيما على تطبيق "الديسكورد"، مالئ الدنيا وشاغل الناس هذه الأيام، لدرجة أن المخبرين (رغم حاجتهم الماسة لدورات محاربة الأمية الالكترونية) أيضا يكابدون الأمرّين من أجل نيل "شرف" اختراق مجموعات الشباب وتقفي آثارهم وأخبارهم، من خلال محاولة الانخراط بينهم وفك شفرة هذه الآلية المبهمة لدى الأجيال الأخرى.

إذن الكل في هرولة محمومة نحو سبر أغوار هذا الجيل وكأنهم يكتشفون للوهلة الاولى أن أبناءه كانوا يعيشون بيننا دون حسيب ولا رقيب، لكنني اليوم لن أتعمق في هذا الجدال الذي خضته في مقال سابق نشر قبل أيام قليلة فقط، وأنوي استكمال هذا الملف استنادا لمعطى مهم غائب أو مغيب لدى الكثير من المتابعين للشأن المغربي والشبابي خصوصا وهم من فرضوا حضورهم وأجبروا الكل على الانصياع والاعتراف بهم كقوة فاعلة لها نفوذها الخاص؛ غير أن السؤال الذي يفرض نفسه بناء على تحركات جيل "زد" أو "زيد" التي عاينّاها قبل أيام ويحمل في طياته بعدا مفصليا ومحوريا في ما ستؤول إليه الأمور في المستقبل القريب حتى: فما هو الخطر المحدق بتحركات هذا الجيل؟ ولماذا الطامة الكبرى تكمن في أنه خطر داخلي ينمو في أحشائه من الأساس؟

جيل عمرو:

انطلاقا من الفئة التي تكتب "جيل زيد" فقد ارتأينا تسمية القوة البشرية المهددة لهبّة الجيل بأسره باسم مرادف في اللغة وهو "جيل عمرو"؛ فما الفرق بين الاثنين يا ترى؟

هما وللمفارقة المريرة ينتميان لنفس المرحلة العمرية ويتقاسمان نفس النشأة وحتى بعض الأحلام؛ لكن هناك من ارتطم بطريق وعر حتّم عليه سلك مسار منحرف، بينما الأول (أي جيل زيد) عبدت له الطرق أن يمضي في مسار شخصي ودراسي مرسوم بعناية فائقة ومحاط بظروف سليمة ورعاية في أعلى مستوى؛ توفر له كل مقومات الحياة الكريمة بل ومستقبلا مضبوطا ومهيّأ بالورقة والقلم دون منغصات، أما الثاني فيتقاسم معه نفس الهواء، غير أنه محاط بظروف اقتصادية واجتماعية معقدة؛ من مدرسة عمومية متهالكة إلى وسط موبوء بشتى أنواع الانحراف، ويملك قدرة هائلة على الجذب والاستقطاب، ويهوى ترديد شعارات "الحكرة" والإقصاء والتهميش، ويجد في مدرجات ملاعب كرة القدم على سبيل المثال المتنفس للصراخ وتبنّي مصطلحات تنضح حقدا وغضبا، وأقصى أحلامه تتلخص في قارب للهجرة السرية بحثا عن النعيم المفقود كما يتوهم.

هل هي نفس الصرخة؟

دعونا نقرب المعطيات أكثر، ونعود بالشريط لتاريخ 27 و28 من الشهر الماضي، حين باغت جيل "زد" الجميع وخرج للشوارع في المغرب، مطالبا بإصلاح قطاعات حيوية مثل الصحة والتعليم، وقوبلت الهبة الشبابية برد أمني صارم أجج الغضب ومنح الفرصة للطرف الثاني الذي تحدثنا عنه؛ والذي لم يتوان عم "استغلال" الظرفية للكشف عما يعتمل في فؤاده من كبت وحقد تجاه مؤسسات الدولة. ومن هذا المنطلق رأينا مشاهد مؤسفة من عنف واستهداف للبنى التحتية ولرجال الأمن، وتحولت بعض المدن والضواحي المغربية لميادين قتال مشينة، ولا غرابة في رصد أنها جل المناطق التي تعاني من الانحراف والبطالة وتفشي الجريمة؛ فما الفرق بين الاثنين؟ وهل ينتمون لنفس البلد؟

هنا مربط الفرس والحقيقة المرة التي علينا مواجهتها بين جيل حظي بمستوى دراسي جيد ويتقن اللغات الأجنبية أكثر من لغة الضاد ومنفتح على العالم بشكل واضح؛ وآخر ضحية ظروف اجتماعية واقتصادية وحتى تربوية، والاثنين في سن متقاربة ولكن طريقتهما في التعبير مغايرة كليا؛ فالأول يعتمد الحوار ويعتبر الخروج للشارع حقا دستوريا أصيلا، لذلك تعامل باستغراب مع التدخلات الأمنية العنيفة، والثاني يرى في العنف والتخريب وسيلته الأمثل لإيصال سخطه على الدولة والمسؤولين؛ فهل يهدد الثاني المطالب الاجتماعية المشروعة والخطاب السياسي الناضج للأول؟

الجواب واضح في ما رأيناه في الأسبوع الماضي؛ ولهذا تفطن هؤلاء الشباب للموضوع وسارعوا لإيقاف وقفاتهم الاحتجاجية مؤقتا، والمؤكد أنهم مطالبون بدراسة جدية لكل خطواتهم كي لا يتم توظيفها تحت سياقات أخرى ستخدش الصورة الإيجابية التي أفرزوها، وأيضا المناخ الجديد الذي خلقوه بعد الفشل الذريع للأحزاب السياسية المتورطة في الفساد والريع والبحث عن الغنائم والأكل في كل الموائد.

ختاما، من المؤسف حقا أننا وصلنا لهذا "الفرز" المشين بين أبناء الجيل والبلد الواحد، لكنها في المحصلة نتيجة إهمال التعليم بالدرجة الأولى، وعلى الجميع تحمل مسؤولياته..

مقالات مشابهة

  • البيت الأبيض: المحادثة بين ترامب وبوتين كانت بناءة
  • شيخ العقل التقى ابو فاعور واتصل بالراعي
  • دبلوماسي فرنسي سابق: مصر كانت في قلب الدبلوماسية التي قادت لاتفاق السلام في غزة
  • من هو جيل عمرو الذي يهدد جيل زيد في المغرب؟
  • العلماء يحذرون: عقل الإنسان يفقد توازنه بعد منتصف الليل
  • خالد أبو بكر: تضحيات الشهداء كانت الأساس في استقرار الدولة وأمنها
  • علماء يكشفون عن الربط بين الحمية وصحة العقل!
  • خالد أبو بكر: شرم الشيخ كانت محط أنظار العالم بتغطية إعلامية غير مسبوقة
  • برلمانية: قمة شرم الشيخ أثبتت للعالم أن مصر ستظل دائمًا صوت العقل والإنسانية
  • رحلة العقل والروح.. المفكر الذي تحدى الظنون واكتشف الإسلام (2 من 3)