بعد وعد ترامب.. هل سنشهد عودة المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا؟
تاريخ النشر: 29th, January 2025 GMT
مع استمرار التصعيد في الأزمة الروسية الأوكرانية، وجه الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، تحذيرًا شديد اللهجة إلى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، بشأن استمرار الحرب في أوكرانيا.
وأكد ترامب أنه في حال عدم استجابة روسيا لإنهاء النزاع، فإنه سيفرض تعريفات جمركية مرتفعة وعقوبات إضافية تستهدف الاقتصاد الروسي بشكل مباشر.
حيث كتب ترامب على منصته الاجتماعية "تروث سوشيال" أنه يضغط من أجل تسوية الحرب كـ "خدمة كبيرة" لروسيا ورئيسها.
كان ترامب قد صرح سابقًا أنه مستعد للتفاوض من أجل تسوية سريعة للصراع الذي بدأ بالغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير 2022.
من جانبه أبدي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين استعداده للتفاوض شريطة أن تقبل أوكرانيا بمكاسب روسيا الإقليمية التي تبلغ نحو 20% من أراضيها، ويرفض انضمام أوكرانيا لحلف شمال الأطلسي (الناتو). وفي المقابل، لا ترغب كييف في التنازل عن أي أراضٍ، رغم تصريحات الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي بأن أوكرانيا قد تضطر إلى التنازل عن بعض الأراضي مؤقتًا.
وفي تصريحات جديدة، أكد ترامب أنه سيتحدث قريبًا مع بوتين، مشيرًا إلى احتمال فرض مزيد من العقوبات إذا استمر الرئيس الروسي في رفض الجلوس إلى طاولة المفاوضات.
وأضاف أن الحرب ستتفاقم إذا لم يتم التوصل إلى صفقة قريبا، مشددًا على أن التوصل لتسوية ستكون الطريقة الأسهل والأفضل لتجنب المزيد من التصعيد.
من جانبه قال السفير الأوكراني بالقاهرة، ميكولا ناهورني، إننا نرحب بنوايا الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لزيادة الضغوط على روسيا، لأن مفاتيح إنهاء الحرب تكمن على وجه التحديد في الكرملين.
أضاف ناهورني في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن بوتن هو من بدأ الحرب ويجب عليه أن يتخذ خطوات عملية ملموسة لإنهائها، ومن المهم للغاية أن يكون السلام دائمًا وعادلًا، عكس ذلك هو مجرد توقف مؤقت سيستغله بوتن من أجل استعادة قدرته على مواصلة العدوان.
أكمل حديثه قائلا:" أننا نأمل في أنه بفضل الدور القيادي للولايات المتحدة، والرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخصيًا، ستتمكن أوكرانيا من اتخاذ موقف قوي بما يكفي لتحقيق السلام العادل، وتتطلع أوكرانيا إلى مناقشة تلك الأمور خلال اتصالات مستقبلية مع الرئيس الأمريكي وأعضاء إدارته".
أكد السفير الأوكراني بالقاهرة على ضرورة تهيئة الظروف التي من شأنها أن تؤدي إلى تغيير موقف روسيا، التي لا تريد في الوقت الحالي أي مفاوضات أو نهاية للحرب، كما أنها لم تغير خططها للقضاء على الدولة الأوكرانية بالكامل واحتلال أراضيها والاستيلاء على مواردها الطبيعية ومحو الهوية الوطنية الأوكرانية.
و ختم حديثه قائلًا:" من أجل تهيئة تلك الظروف يجب تطبيق المحاور الرئيسية لصيغة السلام وكذلك خطة النصر التي أعدتها أوكرانيا، وقبل أي مفاوضات، تحتاج أوكرانيا إلى ضمانات أمنية حقيقية، وستشكل الدعوة لانضمام أوكرانيا إلى حلف شمال الأطلسي وسيلة مؤكدة لإقناع روسيا بأنها لن تكسب شيئًا من الحرب".
من جانبه أخري أوضح الدكتور آصف ملحم، مدير مركز "جي إس إم" للدراسات، أن الولايات المتحدة الأمريكية لا ترغب في إنهاء الأزمة الأوكرانية بشكل نهائي، وإنما تسعى إلى إعادة ترتيب الأوراق على المستوى الدولي.
أضاف ملحم في تصريحات خاصة لـ "الفجر"، أن الولايات المتحدة تدعو إلى المفاوضات، لكن ليس بالضرورة أن تؤدي تلك المفاوضات إلى حل دائم للأزمة، مشيرًا إلى أن أوكرانيا تطالب بحل عادل وشامل للأزمة يشمل استعادة الأراضي التي ضمتها روسيا، بما في ذلك شبه جزيرة القرم.
أستكمل حديثه قائلًا:" روسيا تري أن مشكلتها ليست مع أوكرانيا كدولة، بل مع السياسات الأمريكية في القارة الأوروبية، حيث ترى أن الحل الأنسب يكمن في ضمان الأمن في أوروبا من خلال إيجاد صيغة توافقية بشأن هذا الأمن.
نوه الدكتور ملحم، إلى أن تصريحات الولايات المتحدة حول رغبتها في حل الأزمة الأوكرانية تعكس في الحقيقة محاولة لإعادة ترتيب الأوضاع الدولية، وليس إنهاء الصراع بشكل نهائي.
وأكد أن الولايات المتحدة قد تسعى إلى التهدئة في أوكرانيا، والتخفيف من العقوبات المفروضة على روسيا، التي رغم معاناتها من هذه العقوبات، تمكنت من تجاوز تأثيراتها بشكل عام.
أشار إلى أن الهدف الأمريكي قد يتمثل في كسب روسيا إلى جانبها، خصوصًا في ظل الموقف الصيني الذي يبدو غير فاعل في هذا السياق مؤكدًا أن روسيا لا تستطيع بناء نظام دولي جديد بمفردها، وتحتاج إلى دعم من دول أخرى، ما يجعل التحرك الصيني محدودًا في بعض المجالات الاقتصادية.
واختتم مدير مركز "جي إس إم" للدراسات، حديثه قائلًا إن الولايات المتحدة قد تسعى إلى تبريد الجبهة الأوكرانية، وتحقيق تسوية مؤقتة، بهدف تقليل تأثير الصين على الساحة الدولية، ودفع روسيا إلى الوقوف على الحياد بين الصين والولايات المتحدة.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: ترامب روسيا أوكرانيا الحرب الروسية الأوكرانية الولایات المتحدة الرئیس الأمریکی
إقرأ أيضاً:
في ذكرى هدنة الحرب الكورية.. كيم يتعهد بالانتصار على أميركا
نقلت وسائل الإعلام الرسمية اليوم الأحد عن الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون قوله إن بلاده ستحقق النصر في معارك "ضد الإمبريالية وضد الولايات المتحدة"، وذلك خلال إحياء البلاد ذكرى الهدنة في الحرب الكورية.
وقالت وكالة الأنباء المركزية الكورية الرسمية، في إشارة إلى زيارته لمتحف حربي في اليوم السابق، إن كيم "أكد أن دولتنا وشعبها سيحققان بالتأكيد القضية العظيمة المتمثلة في بناء دولة غنية بجيش قوي، وسيحققان انتصارات مشرفة في المواجهة ضد الإمبريالية والولايات المتحدة".
ووقعت كوريا الشمالية اتفاقية هدنة مع الولايات المتحدة والصين في 27 يوليو 1953، مما أنهى القتال في الحرب التي استمرت ثلاث سنوات.
ووقع جنرالات أميركيون الاتفاقية ممثلين لقوات الأمم المتحدة التي دعمت كوريا الجنوبية.
وتُطلق كوريا الشمالية على يوم 27 يوليو اسم "يوم النصر"، على الرغم من أن الهدنة رسمت حدودا قسمت شبه الجزيرة الكورية بالتساوي تقريبا في المساحة وأعادت التوازن بعد أن تبادل الجانبان التقدم والتراجع في ساحة المعركة.
وكان مسؤول في البيت الأبيض قد قال الجمعة إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب لا يزال منفتحا على التواصل مع الزعيم كيم للوصول إلى كوريا شمالية "منزوعة السلاح النووي بالكامل".
وجاءت تصريحات المسؤول بعد يوم واحد من إعلان إدارة الرئيس ترامب عن سلسلة من الإجراءات لتعطيل مخططات بيونغيانغ لإدرار عائدات غير مشروعة.
وكشفت إدارة ترامب يوم الخميس عن حزمة من الإجراءات ضد كوريا الشمالية، بما في ذلك تقديم مكافآت مقابل معلومات حول سبعة مواطنين كوريين شماليين متورطين في مخطط يعتقد أنه يجمع أموالا للبرامج النووية والصاروخية للنظام المنعزل.
وذكر المسؤول لوكالة أنباء يونهاب الكورية الجنوبية عبر البريد الإلكتروني: "عقد الرئيس ترامب في ولايته الأولى ثلاث قمم تاريخية مع الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون أدت إلى استقرار شبه الجزيرة الكورية وحققت أول اتفاق على مستوى القادة على الإطلاق بشأن نزع السلاح النووي".
وأضاف المسؤول: "يحتفظ الرئيس بتلك الأهداف ولا يزال منفتحا على التواصل مع الزعيم كيم للوصول إلى كوريا شمالية منزوعة السلاح النووي بالكامل".