عقدت دار الإفتاء المصرية، ضمن فعاليات جناحها بمعرض القاهرة الدولي للكتاب، ندوة علمية تحت عنوان "الفتوى ودعم حقوق ذوي الهمم: رؤية شرعية شاملة"، بمشاركة نخبة من العلماء والمتخصصين، حيث تحدَّث فيها الدكتور محمد عبد الدايم الجندي، الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، والدكتورة نهلة الصعيدي، مستشار شيخ الأزهر لشؤون الوافدين، والمهندسة أمل مبدى، رئيس الاتحاد الرياضي المصري للإعاقات الذهنية، وقدم الندوة د.

محمود عبدالرحمن، عضو المركز الإعلامي بالأزهر الشريف.

افتتح الدكتور محمد عبد الدايم الجندي كلمته بتقديم الشكر لدار الإفتاء المصرية على تنظيم هذه الندوة المهمة، مشيدًا بحرصها على تعزيز الوعي بحقوق ذوي الهمم من منظور شرعي وإنساني. وأكَّد فضيلته أن الإسلام كرَّم الإنسان دون تمييز، مستشهدًا بقول الله تعالى: "ولقد كرمنا بني آدم"، موضحًا أن هذا التكريم يشمل جميع البشر دون استثناء.

وأشار إلى أن الأحكام الشرعية راعت خصوصية ذوي الهمم ووضعت التيسيرات التي تضمن لهم حياة كريمة، حيث قال: "عندما قال الله سبحانه وتعالى: (ليس على الأعمى حرج ولا على الأعرج حرج ولا على المريض حرج)، كان ذلك تأكيدًا على رفع المشقة عن هؤلاء، وإثباتًا لمكانتهم المتكافئة مع بقية أفراد المجتمع".

كما استعرض نماذج من الشخصيات الإسلامية البارزة التي كانت من ذوي الهمم، لكنها بلغت أعلى مراتب العلم والقيادة، مثل الصحابي عمرو بن الجموح الذي أصر على الجهاد رغم عرجته، والصحابي عبد الله بن أم مكتوم الذي تولى ولاية المدينة في غياب النبي ﷺ، والإمام البخاري الذي فقد بصره في نهاية حياته، لكنه قدم للأمة أعظم كتب الحديث.

وأضاف الدكتور الجندي: "على قدر أهل الهمم تبلغ القمم، وما يظنه البعض إعاقة هو في الحقيقة باب لتميز وعطاء لا محدود"، مشددًا على ضرورة نشر الفتاوى والتوجيهات الدينية التي تدعم حقوق ذوي الهمم، ومنها تخصيص ممرات خاصة بهم داخل المساجد، وهو ما أجازه العلماء لضمان راحتهم وتمكينهم من أداء العبادات دون مشقة.


وأشاد. د. الجندي بالكتاب الذي أصدرته دار الإفتاء المصرية عن فتاوى ذوي الهمم، وأوصى بأن تصنف دار الإفتاء موسوعة كبيرة تضم فتاوى لكل ما يتعلق بذوي الهمم.

فضل شهر شعبان .. وهل صامه النبي كاملا ؟ اغتنم النفحات المباركةفضل شهر شعبان والأحاديث الصحيحة الواردة فيه ؟

من جانبها، أكدت الدكتورة نهلة الصعيدي أن دعم ذوي الهمم ليس مجرد مسؤولية قانونية، بل هو واجب شرعي وأخلاقي، يتطلب تعزيز الوعي المجتمعي بقدراتهم وحقوقهم.


وأشارت إلى أن الإسلام كان سبَّاقًا إلى دمج أصحاب الإعاقات داخل المجتمع، مستشهدة بموقف النبي ﷺ مع الصحابي عبد الله بن أم مكتوم، حيث كان يستقبله بوجه بشوش ويقول له: "أهلًا بمن عاتبني فيه ربي"، في إشارة إلى نزول سورة "عبس وتولى".


وأكدت الدكتورة الصعيدي أن الأزهر الشريف يولي اهتمامًا كبيرًا بهذه الفئة، من خلال برامج تعليمية وتوعوية تستهدف دمج ذوي الهمم في المجتمع، مع التركيز على دَور المؤسسات الدينية في ترسيخ ثقافة الاحترام والمساواة.

أما المهندسة أمل مبدى، فقد أعربت عن فخرها بالمشاركة في ندوة علمية داخل جناح دار الإفتاء، مؤكدة أن قضية ذوي الإعاقة شهدت تطورًا كبيرًا في السنوات الأخيرة، لكنها لا تزال تحتاج إلى مزيد من التوعية والتطبيق الفعلي للحقوق المنصوص عليها في القوانين.


وأوضحت أن هناك تحدياتٍ تواجه ذوي الهمم في سوق العمل، حيث قالت: "رغم وجود نسبة 5% المخصصة لتوظيف الأشخاص ذوي الإعاقة وَفْقًا للقانون، إلَّا أن بعض الجهات لا تزال غير مقتنعة بقدرتهم على العمل، رغم أنَّ الدراسات أثبتت أن إنتاجيتهم قد تفوق غيرهم في بعض المجالات".
وأضافت أنَّ التجربة العملية أثبتت نجاح الأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف المهن، مستشهدة بتجربة أحد المصانع التي أثبتت أن العاملين من ذوي الإعاقة الذهنية كانوا أكثر إنتاجية بنسبة 35% مقارنة بغيرهم، نظرًا لالتزامهم وانضباطهم في أداء المهام الموكلة إليهم.


وفي ختام حديثها، دعت المهندسة أمل مبدى إلى ضرورة تغيير النظرة المجتمعية تجاه ذوي الهمم، والعمل على دمجهم بشكل حقيقي، مؤكدة أن "الأشخاص ذوي الإعاقة قادرون على تحقيق الإنجازات إذا ما أتيحت لهم الفرص المناسبة".

واختُتمت الندوة بعدد من التوصيات، كان أبرزها ضرورة تعزيز الوعي الديني بحقوق ذوي الهمم، من خلال الفتاوى والمبادرات الشرعية التي تضمن لهم حياة كريمة.


كما أوصى الحضور بضرورة تفعيل التشريعات التي تكفل لهم حقوقهم، خاصة في مجالات العمل والتعليم والرعاية الصحية، وإشراك المؤسسات الدينية لتقديم مزيد من الدعم لقضايا ذوي الهمم، وتعزيز جهود التوعية المجتمعية لمكافحة التمييز والتنمُّر ضدهم، وأيضًا تعزيز التعاون بين الجهات الحكومية والدينية والمجتمع المدني، لضمان تطبيق القوانين والإجراءات التي تكفل اندماجهم في المجتمع.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: دار الإفتاء معرض الكتاب دعم حقوق ذوي الهمم المزيد دار الإفتاء ذوی الإعاقة ذوی الهمم

إقرأ أيضاً:

من قرية ريفية إلى نموذج تنموي متكامل.. سندبسط بالغربية تتزين بإنجازات حياة كريمة|شاهد

 أعلن اللواء أشرف الجندي محافظ الغربية الانتهاء من كافة مشروعات المبادرة بقرية سندبسط التابعة لمركز زفتى، مؤكداً أن القرية شهدت تحولًا تنمويًا شاملًا يُجسد توجه الدولة نحو بناء الإنسان وتوفير حياة كريمة على أرض الواقع.

جنود محافظ الغربية 

وجاء ذلك في إطار المتابعة المستمرة لأعمال المبادرة الرئاسية “حياة كريمة” التي أطلقها فخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي لتطوير قرى الريف المصري.

محافظ الغربية: لا تهاون في قوت المواطن.. وحملة رقابية على مخابز طنطاتأجيل محاكمة أنوسة كوته في واقعة عامل سيرك طنطا لجلسة 14 يونيومحافظ الغربية يتفقد لجان امتحانات الشهادة الإعدادية في طنطاغياب أنوسة كوته في أولى جلسات محكمة جنح أول طنطا.. ومحامي عامل السيرك: محمد هيجري عملية جديدةقبل ساعات من المحاكمة.. نوسة كوته تواجه أزمة قانونية مع عامل سيرك طنطاالنمر أكل دراعه.. غدا أولي جلسات محاكمة أنوسه كوته في واقعة عامل سيرك طنطانجاة شاب من الموت بعد احتراق سيارته على طريق طنطا - كفر الشيخ الدوليتنمية المواهب | جامعة طنطا تدرس سبل التعاون مع كبرى المؤسسات الرياضيةتجديد الاعتماد المؤسسي لكلية التمريض جامعة طنطامحافظ الغربية يشارك في الاجتماع الدوري لمجلس جامعة طنطا

وأوضح المحافظ أن المشهد الحالي في سندبسط يعكس بوضوح حجم العمل والتنفيذ الذي جرى خلال الفترة الماضية، حيث تم الانتهاء من أعمال البنية التحتية بالكامل، وشملت محطة رفع الصرف الصحي، ومد شبكات المياه والوصلات المنزلية، وتحديث منظومة الكهرباء، فضلًا عن الانتهاء من توصيل الغاز الطبيعي، ومد شبكات الألياف الضوئية التي توفر خدمة الإنترنت فائق السرعة، بما يتماشى مع رؤية الدولة للتحول الرقمي.

دعم الأسر والعائلات 

وأضاف أن القرية شهدت أيضًا تنفيذ مجموعة متكاملة من الخدمات الحيوية شملت إنشاء وحدة طب أسرة متكاملة، ونقطة إسعاف، وأخرى للإطفاء، ونقطة شرطة حديثة، ومركز شباب مجهز، وسوق حضاري نموذجي، ومجمع خدمات حكومية، ومجمع زراعي بيطري، إلى جانب خمس مدارس جديدة، وكوبري حيوي، وترعة وصلة شُلة، ومركز تأهيل اجتماعي شامل.

وأشار اللواء الجندي إلى أن أعمال الرصف الجارية حاليًا تُعد تتويجًا لمشهد التنمية، حيث يتم فرش طبقات الأسفلت النهائية بالشوارع الرئيسية والفرعية، ما يحوّل القرية إلى مجتمع عمراني متكامل تتوفر به كافة مقومات الحياة الحديثة.

دعم مشروعات تنموية 

وأكد المحافظ أن هذا التحول لم يكن ليحدث لولا الإرادة السياسية الصادقة والتوجيهات المباشرة من القيادة السياسية، مثمنًا الدور الفعال للحكومة وكافة الجهات التنفيذية، مشيرًا إلى أن مبادرة حياة كريمة تجاوزت المفهوم التقليدي للتطوير، لتُصبح مشروعًا وطنيًا يعكس عمق العلاقة بين المواطن والدولة.

و أعرب عدد من أهالي قرية سندبسط عن فرحتهم الغامرة بما تحقق، موجهين الشكر والتقدير لفخامة الرئيس عبد الفتاح السيسي

جهود محافظ الغربية 

واختتم محافظ الغربية تصريحاته موجهًا أسمى آيات الشكر والعرفان لفخامة الرئيس عبدالفتاح السيسي، مشيرًا إلى أن سندبسط لم تعد مجرد قرية، بل أصبحت نموذجًا يحتذى به في كيفية صناعة مستقبل أفضل للمواطن المصري في قلب الريف، وهو ما يرسخ مبادئ الجمهورية الجديدة التي تضع الإنسان في مقدمة أولوياتها.

طباعة شارك محافظ الغربية مشروعات رصف شبرا ملس تحسين الخدمات المواطنين

مقالات مشابهة

  • من قرية ريفية إلى نموذج تنموي متكامل.. سندبسط بالغربية تتزين بإنجازات حياة كريمة|شاهد
  • مبارك أردول: معلومات عن الجندي الذي دهسته المليشيا
  • محافظ سوهاج يفتتح منفذ «حياة كريمة» لبيع اللحوم والسلع الغذائية بأسعار مخفضة
  • محافظ سوهاج يفتتح منفذ حياة كريمة لبيع اللحوم والسلع الغذائية بأسعار مخفضة
  • الشعب يريد حياة كريمة.. ثورة نساء تتصاعد في ‫عدن وتنديد بالأداء الحكومي وغياب الخدمات
  • الدكتور أحمد رجب" لـ "الفجر": نمنح طلاب ذوي الهمم كل التيسيرات وتطوير المدن الجامعية مستمر طوال الصيف
  • فرص عمل وإعفاءات مالية.. مزايا عديدة في بطاقة الخدمات المتكاملة لذوي الهمم
  • اليوم.. قصور الثقافة تنظم مؤتمر لذوي الإعاقة
  • اتفاق لتوفير الأجهزة التكنولوجية لتشغيل مجمعات الخدمات الحكومية بـ "حياة كريمة "
  • هل يجوز التضحية بالبقر والإبل قبل بلوغها السن الشرعية؟.. الإفتاء ‏تُوضح