جمعة: المسلم العاقل يستعد لشهر رمضان من خلال شعبان
تاريخ النشر: 1st, February 2025 GMT
قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، أن الله سبحانه وتعالى فضَّل بعض الرسل على بعض، وبعض الأيام على بعض، وبعض الأماكن على بعض، وبعض الأحوال على بعض، مشيرًا إلى حديث النبي ﷺ: "إنَّ لِرَبِّكم في أيَّامِ دَهْرِكم نَفحاتٍ، ألَا فتَعرَّضوا لها"، مما يدل على أهمية اغتنام الأوقات المباركة، ومنها شهر شعبان.
وأوضح الدكتور علي جمعة أن المسلم العاقل يستعد لشهر رمضان من خلال شهر شعبان، حتى لا يفقد بركته أو يُضيّع فرصة التعرض لنفحاته الروحانية. وقد كان النبي ﷺ يُولي شعبان اهتمامًا بالغًا، حتى قالت السيدة عائشة رضي الله عنها: "كان رسول الله -ﷺ- يتحفظ من شعبان ما لا يتحفظ من سائر الشهور".
وأشار إلى أن النبي ﷺ كان يعدُّ أيام شعبان عدًّا دقيقًا، على عكس باقي الشهور، وذلك تحضيرًا لشهر رمضان، حيث كان يتحرّى هلاله بدقة ليُتمَّ عدَّته، ويحثّ المسلمين على العناية بهذا الشهر.
الصيام في شعبان.. سنة نبويةكان النبي ﷺ يكثر من الصيام في شهر شعبان، حتى إنه في بعض السنوات كان يصومه كله، مما يُبرز فضله وأهميته، فقد رُوي عن أبي هريرة رضي الله عنه أن النبي ﷺ قال: "إذا انتصف شعبان فلا تصوموا".
وقد فسر العلماء هذا الحديث بأنه موجه لمن لم تكن له عادة في الصيام، أو لمن لم يكن يقضي صيامًا من رمضان، أما من كان يعتاد صيام الإثنين والخميس أو صيام يوم وإفطار يوم، فيمكنه الاستمرار في الصيام بعد منتصف شعبان.
أحداث عظيمة في شهر شعبانأكد الدكتور علي جمعة أن شهر شعبان شهد تحويل القبلة، حيث استجاب الله سبحانه وتعالى لهوى النبي ﷺ، فقال في كتابه الكريم:
{قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاءِ فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا} [البقرة: 144]، مشيرًا إلى أن هذا الحدث العظيم كان تكريمًا للنبي ﷺ واستجابة لدعائه، وهو ما يُبرز مكانة هذا الشهر الفضيل.
واختتم الدكتور علي جمعة حديثه بالدعاء، سائلًا الله أن يُصلح أحوال المسلمين، ويغفر تقصيرهم، ويهديهم إلى الصواب، قائلًا:
"يا ربنا، هذه أمة نبيك، فإن رأيت فينا خللًا فاهدنا إلى الصواب، وانقلنا من دائرة سخطك إلى دائرة رضاك. يا ربنا، هذا حالنا لا يخفى عليك، وضعفنا ظاهر بين يديك، وعلم كل ذلك لديك، فاغفر لنا تقصيرنا، وأصلح أحوالنا، وألطف بنا، يا أرحم الراحمين."
المصدر: بوابة الوفد
كلمات دلالية: شعبان الصيام شهر شعبان النبي رمضان الدکتور علی جمعة شهر شعبان النبی ﷺ على بعض
إقرأ أيضاً:
علي جمعة: صلاح القلب مفتاح صلاح العمل وحسن العلاقة مع الله
قال الدكتور علي جمعة، عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إنه إذا حَسُن حالُك مع الله وصَحَّ، حَسُن عملُك.
وأضاف جمعة، في منشور له عبر صفحته الرسمية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك ، أن السلوك الذي يسلكه المؤمن مرتبطٌ بما في القلوب، ولذلك أخبر ﷺ الصحابة، رضوان الله عليهم، بسر سبق أبي بكر، رضي الله عنه، لهم، فقال: «ما سبقكم أبو بكر بكثرةِ صيامٍ ولا صلاةٍ، ولكن بشيءٍ وَقَر في قلبه».
وهذا الذي وَقَر في قلبِ أبي بكرٍ هو قلبٌ ضارعٌ متعلِّقٌ بالله تعالى.
وعن أنس بن مالك، رضي الله عنه، قال: "بينما نحن جلوس عند رسول الله ﷺ قال: «يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة»، فطلع رجل من الأنصار تنطف لحيته ماء من وضوئه، معلق نعليه في يده الشمال. فلما كان من الغد، قال رسول الله ﷺ: «يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة»، فطلع ذلك الرجل على مثل مرتبته الأولى. فلما كان من الغد، قال رسول الله ﷺ: «يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة»، فطلع ذلك الرجل على مثل مرتبته الأولى.
فلما قام رسول الله ﷺ، اتبعه عبد الله بن عمرو بن العاص، فقال: إني لاحيت أبي فأقسمت أن لا أدخل عليه ثلاث ليال، فإن رأيت أن تؤويني إليك حتى تحل يميني فعلت. فقال: نعم. قال أنس: فكان عبد الله بن عمرو بن العاص يحدث أنه بات معه ليلة أو ثلاث ليال، فلم يره يقوم من الليل بشيء، غير أنه إذا انقلب على فراشه ذكر الله وكبّر حتى يقوم لصلاة الفجر، فيسبغ الوضوء. قال عبد الله: غير أني لا أسمعه يقول إلا خيرًا.
فلما مضت الثلاث ليال، كدت أحتقر عمله. قلت: يا عبد الله، إنه لم يكن بيني وبين والدي غضب ولا هجرة، ولكني سمعت رسول الله ﷺ يقول لك ثلاث مرات في ثلاث مجالس: «يطلع عليكم الآن رجل من أهل الجنة»، فطلعت أنت تلك الثلاث مرات. فأردت أن آوي إليك فأنظر عملك، فلم أرك تعمل كبير عمل، فما الذي بلغ بك ما قال رسول الله ﷺ؟ قال: ما هو إلا ما رأيت. فانصرفت عنه. فلما وليت، دعاني، فقال: ما هو إلا ما رأيت، غير أني لا أجد في نفسي غلًا لأحد من المسلمين، ولا أحسده على خير أعطاه الله إياه."
فعندما تَحْسُن حالُك مع الله يُحسِّن اللهُ عملَك. اللهم اجعلنا من المحسنين ظاهرًا وباطنًا.