لا يعلم المرء كيف تكون النهاية وإلى أي وجهة وقرار يكون المآل، تمامًا، كما لم يكن يعلم من أين بدأ بالضبط، وجه آخر وجانب خاص جدًايمتلئ بالتفاصيل يُفعم بحيوية وحب وعشق وميول، هكذا كانت حياة الشهيد الراجل محمد الضيف، قائد هيئة أركان كتائب القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية حماس.

كيف كان للرجل نصيب من اسمه، صيفًا على الشهرة والحياة العامة وعلى أعين الناس، خلال السطور القادمة نعرف كيف كانت حياة الظل مسيرة ومسير لرجل مطلوب لدى أعتى وأغدر أجهزة الاستخبارات.

وعلى جانب آخر كما تصفه زوجته العاشق لكرة القدم ومشجع الأهلي..

تناقضات في حياة الظل لرجل حماس الذي قاد أركانها، مجاهدًا، حتى نال أشرف ما يناله المقاتل.

رجل الظل الذي عاش حياتين بين المطاردة والسرية60 عامًا في الظل: قصة رجل لم تُرَ ملامحه إلا نادرًا

عاش محمد الضيف، قائد هيئة أركان كتائب القسام، أكثر من ستة عقود في الخفاء، متواريًا عن الأنظار، لا تُعرف ملامحه ولا تفاصيل يومه إلا بشذرات متناثرة. رجلٌ صنعت منه السرية أسطورة، وظلت حياته لغزًا حتى كشفت شهادات مقربين منه عن جوانب من حياته التي لم تُروَ من قبل.

في حوار نادر مع "الجزيرة"، تحدثت غدير صيام، زوجة الضيف، عن حياة معقدة عايشتها منذ زواجها به في صيف عام 2001. حياة بدأت مع تغيير اسمها إلى "يمنى" وكنيتها إلى "أم فوزي"، حفاظًا على السرية.الحياة مع "الرجل المطلوب": شهادة غدير صيام

في حوار نادر مع "الجزيرة"، تحدثت غدير صيام، زوجة الضيف، عن حياة معقدة عايشتها منذ زواجها به في صيف عام 2001. حياة بدأت مع تغيير اسمها إلى "يمنى" وكنيتها إلى "أم فوزي"، حفاظًا على السرية. حتى الضيف نفسه اتخذ اسمًا مستعارًا هو "منصور"، ليظل بعيدًا عن أعين أجهزة الاستخبارات الإسرائيلية.
تصف أم فوزي حياتها بعبارة بسيطة لكنها تحمل ثقل سنوات من الخوف والتخفي:
"تزوجت رجلًا لم يكن يمتلك سوى أربع قطع أثاث، وحصير بسيط، وخزانة بلاستيكية لثيابه."

زهدٌ في الدنيا وسخاء مع الآخرين

لم يكن الضيف يهتم بمظاهر الحياة المادية. تروي زوجته أن الشيخ أحمد ياسين أهداه مبلغًا ماليًا بمناسبة زفافه، لكنه تبرع به بالكامل لكتائب القسام. حتى هدية غرفة النوم التي قدمها له الشهيد صلاح شحادة، أهداها لشاب آخر ليساعده على الزواج.
هذا الزهد لم يمنعه من مد يد العون للمحتاجين. تقول أم فوزي:

كان يُخصص جزءًا كبيرًا من راتبه للمحتاجين، وأشرف بنفسه على ترميم 270 منزلًا للفقراء


"كان يُخصص جزءًا كبيرًا من راتبه للمحتاجين، وأشرف بنفسه على ترميم 270 منزلًا للفقراء."
رغم كل ذلك، غادر الدنيا دون أن يملك بيتًا باسمه.

بين الخوف والأمل: تفاصيل اللقاءات السرية

كانت لقاءاتهما مليئة بالإجراءات الأمنية المشددة. لم يكن بإمكانها رؤيته بسهولة؛ في كثير من الأحيان كانت تُعصب عيناها، وتُنقل من سيارة لأخرى، ومن مكان لآخر، كي تصل إليه.
تقول:
"كنت أعيش مع رجل ليس من السهل أن تلتقيه، حتى لو كنتِ زوجته."
وغالبًا ما كان يغيب عن المنزل لأسابيع دون أي تواصل، خاصة في الأوقات التي تتصاعد فيها حدة التوتر مع الاحتلال الإسرائيلي.

مطاردات الموت: كيف أفلت من الاغتيال؟

على مدار أكثر من ثلاثة عقود، كان الضيف هدفًا رئيسيًا لإسرائيل. لكن رغم ذلك، نجا من عدة محاولات اغتيال، أصيب في اثنتين منها:

المحاولة الأولى (2002): استهدفت طائرات الاحتلال سيارته في شارع الجلاء وسط غزة، وأُصيب خلالها وفقد عينه اليسرى.المحاولة الثانية (2006): قصف منزلًا كان يتحصن فيه، ما تسبب له بحروق شديدة وكسور في العمود الفقري جعلت حركته صعبة. تعلمت زوجته أساسيات التمريض لمساعدته على التعافي.حياة ثانية بعيدًا عن ساحة القتال

رغم أنه كان قائدًا عسكريًا في الخطوط الأمامية، إلا أن الضيف عاش حياة بسيطة، يحب الأطعمة الشعبية مثل الملوخية والفاصوليا والبامية، وكان بارعًا في طهي "المجدرة".
لم يكن مجرد قائد عسكري، بل كان لديه اهتمامات وهوايات:

يهوى الطهي ويعشق كرة القدم مشجعٌ متعصبٌ لفريقي برشلونة والأهلي.متابعٌ شغوفٌ ببطولات كأس العالم.كان يحب مشاهدة حلقات المحقق كونان، الشخصية الكرتونية التي تعكس شغفًا بالتخطيط والدهاء.رجل الظل الذي لم يعرف الراحة

محمد الضيف لم يكن مجرد قائد ميداني، بل رمزٌ للصمود والقدرة على الإفلات من قبضة الاحتلال رغم محاولاتهم الحثيثة لاغتياله. عاش حياة مزدوجة؛ أحدهما في ميادين القتال، والأخرى في زوايا مظلمة من السرية والخفاء، حيث لا تُرى سوى ظلاله. رغم كل ما مر به، ظل الضيف إنسانًا بسيطًا، يحمل هموم شعبه، ويعيش بينهم دون أن يملك شيئًا لنفسه، تاركًا خلفه إرثًا من القصص التي ستُروى لسنوات طويلة، وأبناء يتعلمون من صلابته، وعيون غادرة لن تنام على أبواب كيان صهيوني غادر، لن يبرأ من الوحشية، ما ظلَّ وما كان.

المصدر: بوابة الفجر

كلمات دلالية: أم فوزی لم یکن

إقرأ أيضاً:

صفقة عالمية جديدة للأهلي.. التفاصيل المالية لعقد بيع وسام أبوعلي إلى كولومبوس كرو

أعلن النادي الأهلي إنتقال وسام أبوعلي مهاجم الفريق الأول لكرة القدم الي كولومبوس كرو الأمريكي في فترة الإنتقالات الصيفية الحالية .

وقال الأهلي إن النادي وافق علي بيع وسام أبوعلي الي كولومبوس كرو .

وأضاف:" قامت إدارة التعاقدات بإنهاء كافة الإجراءات الخاصة بالتوقيع مع رابطة أندية الدوري الامريكي علي عقد شراء اللاعب وفقا للنظام المتبع هناك فيما خضع وسام أبوعلي للكشف الطبي لبدء تفعيل التعاقد".

وكشف مصدر مطلع بالأهلي في تصريحات خاصة لصدي البلد ان إجمالي قيمة الصفقة وصل الي 7.5 مليون دولار يحصل عليها النادي .

وقال :" سيكون للاهلي الحق في الحصول علي مليون دولار اضافية ترتبط بنسب المشاركة والأهداف عن الموسم الأول".
وأضاف:" نسبة اعادة البيع هي 10% للاهلي بينما تزيد علي 15% في حالة بيعه بمنطقة الشرق الأوسط مستقبلا".

طباعة شارك النادي الأهلي الاهلي وسام أبوعلي كولومبوس كرو انتقال

مقالات مشابهة

  • قرار عاجل بحبس قائد توك توك تشاجر مع مواطنين بالقاهرة
  • صفقة عالمية جديدة للأهلي.. التفاصيل المالية لعقد بيع وسام أبوعلي إلى كولومبوس كرو
  • كنا نناقش الأفلام من الطفولة.. سعيد شيمي يكشف أسرار صداقته مع محمد خان |فيديو
  • ابن البحيرة.. علي محمد شلتوت الأول على الثانوية الأزهرية يكشف أسرار التفوق
  • محمد رياض يكشف لـ صدى البلد أسرار وكواليس العمل مع نور الشريف| فيديو
  • حضرموت.. نجاة قائد عسكري من محاولة اغتيال
  • محاولة اغتيال قائد عسكري في حضرموت ومقتل أحد مرافقيه
  • تشييع جثمان الشهيد الطفل محمد مبروك في نابلس
  • رحيل قائد عسكري بارز بعد صراع طويل مع المرض في عدن
  • ويتكوف يسحب الوفد الأمريكي من مفاوضات الدوحة.. سندرس خيارات جديدة لإعادة الأسرى