الذكاء الاصطناعي يعزز فعالية علاج السرطان
تاريخ النشر: 2nd, February 2025 GMT
أظهرت دراسة جديدة أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يساعد الأطباء على اتخاذ قرارات أفضل عند علاج مرضى السرطان.
وسلطت الدراسة الضوء على التحديات المتعلقة بكيفية عمل الأطباء والذكاء الاصطناعي معًا.
ركزت الدراسة، التي أجرها باحثون من مركز "موفيت" للسرطان في ولاية فلوريدا الأميركية، بالتعاون مع علماء من جامعة ميشيغان، على العلاج الإشعاعي بمساعدة الذكاء الاصطناعي لسرطان الرئة ذو الخلايا غير الصغيرة وسرطان الكبد.
العلاج الإشعاعي هو علاج شائع للسرطان يستخدم إشعاعًا عالي الطاقة لقتل الأورام أو تقليصها. نظرت الدراسة في نهج من العلاج يستخدم الذكاء الاصطناعي لتحسين النتائج من خلال اقتراح تعديلات العلاج بناءً على مدى استجابة المريض له.
وجدت الدراسة أنه عندما استخدم الأطباء الذكاء الاصطناعي للمساعدة في تحديد أفضل خطة علاجية، اتخذوا خيارات أكثر اتساقًا، مما أدى إلى تقليل الاختلافات بين قرارات الأطباء. مع ذلك، فإن التكنولوجيا لم تغير دائمًا آراء الأطباء. في بعض الحالات، اختلف الأطباء مع الذكاء الاصطناعي المقترح واتخذوا قرارات العلاج بناءً على خبرتهم واحتياجات المريض.
اقرأ أيضا.. الذكاء الاصطناعي يتنبأ بدقة بمرض السرطان والعلاج الفعال
في إطار الدراسة، طُلب من الأطباء اتخاذ قرارات العلاج لمرضى السرطان، أولاً دون أي مساعدة تكنولوجية، ثم بمساعدة الذكاء الاصطناعي. يستخدم نظام الذكاء الاصطناعي، الذي طوره الباحثون، بيانات المرضى مثل التصوير الطبي ونتائج الاختبارات للتوصية بتغييرات في جرعات الإشعاع. وبينما وجد بعض الأطباء أن الاقتراحات مفيدة، فضل آخرون الاعتماد على حكمهم الخاص.
وقال الدكتور عصام الناقة، رئيس قسم التعلم الآلي في مركز موفيت: "بينما يقدم الذكاء الاصطناعي رؤى مبنية على بيانات معقدة، تظل اللمسة الإنسانية حاسمة في رعاية مرضى السرطان"، مضيفا "كل مريض فريد من نوعه، ويجب على الأطباء اتخاذ القرارات بناءً على توصيات الذكاء الاصطناعي وحكمهم السريري معاً".
وأشار الباحثون إلى أنه على الرغم من أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة مفيدة، إلا أن الأطباء بحاجة إلى الثقة به.
ووجدت دراستهم أن الأطباء كانوا أكثر ميلاً إلى اتباع اقتراحات الذكاء الاصطناعي عندما شعروا بالثقة في توصياته.
قال الدكتور ديبيش نيراولا، عالم الأبحاث التطبيقية في قسم التعلم الآلي في موفيت: "يُظهر بحثنا أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون أداة قوية للأطباء".
وأضاف "لكن من المهم أن ندرك أن الذكاء الاصطناعي يعمل بشكل أفضل عندما يتم استخدامه كدعم للخبرة البشرية، وليس كبديل لها. فالأطباء يجلبون خبراتهم وتجربتهم، بينما يوفر الذكاء الاصطناعي رؤى تعتمد على البيانات. معًا، يمكنهم تقديم خطط علاج أفضل. لكن ذلك يتطلب الثقة".
يأمل مؤلفو الدراسة أن تؤدي النتائج، التي توصلوا إليها، إلى تكامل أفضل بين أدوات الذكاء الاصطناعي والأطباء من أجل اتخاذ قرارات علاجية أكثر خصوصية لمرضى السرطان. كما يخطط الباحثون لمزيد من التحقيق في كيفية دعم الذكاء الاصطناعي للأطباء في المجالات الطبية الأخرى.
مصطفى أوفى (أبوظبي) أخبار ذات صلة
المصدر: صحيفة الاتحاد
كلمات دلالية: الذكاء الاصطناعي مرض السرطان أن الذکاء الاصطناعی
إقرأ أيضاً:
دواء جديد قد يحدث نقلة نوعية في علاج أكثر سرطانات الأطفال شيوعا
قال تقرير لموقع "ميديكال إكسبريس"، إن باحثين من جامعة كامبريدج طوروا مزيجا دوائيا واعدا قد يغير مستقبل علاج سرطان الدم الليمفاوي الحاد من الخلايا البائية (B-ALL)، وهو النوع الأكثر شيوعا بين الأطفال.
وأوضح التقرير أن المزيج الجديد، المكوَّن من دواءين فمويين هما "فينيتوكلاتس" و"إينوبروديب"، أظهر نتائج فعّالة في القضاء على الخلايا السرطانية في دراسات أجريت على الفئران ونماذج بشرية، مع احتمال تقليل الاعتماد على العلاج الكيميائي السام.
ويهدف الفريق إلى بدء تجارب سريرية على المرضى في المستقبل القريب، وفقا للتقرير.
وقال الدكتور سيمون ريتشاردسون، من معهد كامبريدج للخلايا الجذعية وقسم أمراض الدم في الجامعة، "أرى أسبوعيا مرضى بالغين يخضعون لعلاج هذا النوع شديد العدوانية من سرطان الدم، ورغم أن العلاج الكيميائي قادر على شفاء الكثير منهم، إلا أن آثاره الجانبية غالبا ما تكون صعبة للغاية. نحن بحاجة إلى إيجاد علاجات أكثر فعالية ولطفا".
ويُشخص سنويا أكثر من 500 شخص في المملكة المتحدة بسرطان الدم الليمفاوي الحاد البائي، معظمهم من الأطفال.
ورغم أن العلاج الكيميائي يُعد فعالا لدى الفئات العمرية الصغيرة، إلا أنه يستغرق أكثر من عامين ويتسبب في آثار جانبية حادة وطويلة الأمد، خاصة لدى الأطفال الأكبر سنا.
وأشار التقرير إلى أن العلماء ركزوا في أبحاثهم على جين يُدعى "CREBBP"، والذي تسهم طفراته في مقاومة العلاج. واكتشف الفريق أن إيقاف عمل هذا الجين يُعيد برمجة التمثيل الغذائي للدهون في الخلايا السرطانية، ما يجعلها أكثر عرضة للموت عند استهداف بروتين BCL2 بواسطة "فينيتوكلاتس".
وقال البروفيسور برايان هانتلي، من معهد كامبريدج ورئيس قسم أمراض الدم، إن "هذه نتائج واعدة للغاية، ورغم أن عملنا اقتصر على الفئران فقط، إلا أننا متفائلون بأننا سنرى تأثيرات مماثلة لدى المرضى. وقد استُخدم فينيتوكلاتس وإينوبروديب معا في تجربة سريرية مبكرة لعلاج سرطان الدم النخاعي الحاد، لذا فنحن على يقين من أنهما آمنان للاستخدام".
وأضاف الدكتور ريتشاردسون أن "الخبر السار هو أن تكلفة فينيتوكلاتس من المتوقع أن تنخفض في السنوات القادمة مع طرح البدائل العامة، مما يجعل استخدامه أكثر فعالية من حيث التكلفة".
وخلص التقرير إلى أن هذا النهج العلاجي قد يقدم بديلا أقل سُمية وأكثر كفاءة من الخيارات الحالية، بما في ذلك علاجات CAR-T، ويُرجح أن يحدث تحولا كبيرا في علاج سرطان الأطفال في المستقبل.