قد يكون التذبذب الذي شهدته الأسواق المالية العالمية هذا الأسبوع بسبب سلسلة من الإعلانات عن الرسوم الجمركية الأميركية، مجرد بداية لعام متقلب، وفقاً لاستطلاع إلكتروني أجراه بنك "جي بي مورجان".

سيكون للتضخم والرسوم الجمركية أكبر تأثير على الأسواق في عام 2025، ثم التوترات الجيوسياسية، وفقاً للاستطلاع السنوي، حيث أشار 41% من المشاركين إلى أن التذبذب سيكون أكبر تحدي تداول يومي متوقع لهم، مقارنة بنسبة 28% في العام الماضي.

قال إيدي وين، رئيس الأسواق الرقمية العالمية في "جي بي مورجان"، في مقابلة: "ما يميز هذا العام هو التوقيت غير المتوقع للتذبذب". وأضاف: "الأسواق تتفاعل مع عناوين الأخبار بطرق مفاجئة، وأتوقع أن يستمر هذا الاتجاه في المناخ الحالي".

يعيش المتداولون حالة من التوتر في ظل عدم وضوح تأثير الرسوم الجمركية على فئات الأصول المختلفة.

وتم إجراء الاستطلاع السنوي لأكثر من 4200 متداول مؤسسي الشهر الماضي، قبل أن يربك الرئيس دونالد ترمب الأسواق العالمية بمجموعة من الرسوم التجارية والقرارات المفاجئة.

ومن المتوقع أن تعزز هذه المخاوف من تداول العملات مثل الدولار الكندي، والبيزو المكسيكي، واليوان الصيني في الأسواق الخارجية، وفقاً لما قاله تشي نزيلو، رئيس تداول العملات الأجنبية والسلع في "جي بي مورغان".

يوم الإثنين، تراجع البيزو المكسيكي بنحو 3% قبل أن يعاود الارتفاع، ليغلق الجلسة مرتفعاً بنسبة 1.5%. كما انخفض الدولار الكندي بنسبة 1.7%، قبل أن يتراجع عن خسائره ليغلق مرتفعاً بنسبة 0.8%.

قال نزيلو: "هذه تحركات كبيرة جداً للعملات الرئيسية التي شهدت الكثير من عمليات التداول، بداية من صناديق التحوط إلى سوق التجزئة". وأضاف: "سنرى كيف سيستمر هذا العام، لكن مع بدايته، نرى بالفعل بعض من أكثر أيامنا ازدحاماً".

بينما كانت صناديق التحوط هي الأكثر نشاطاً في سوق العملات الأجنبية، أكد نزيلو أن حجم التداول المرتفع حول أخبار الرسوم الجمركية، لا يقتصر على هذا القطاع فقط.

ظل الخطر المتمثل في إمكانية عودة التضخم بفعل الأسعار المرتفعة للواردات قائماً، منذ أن تم انتخاب ترمب رئيساً في نوفمبر، مما أجهض أي توقعات بأن الاحتياطي الفيدرالي سيقوم بتخفيض أسعار الفائدة بشكل أكبر هذا العام.

وكان ترمب أمر بفرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع السلع من كندا والمكسيك لتدخل حيز التنفيذ يوم الثلاثاء، لكنه أوقفها بعد أن تعهد زعماء البلدين بمزيد من الجهود للحد من تدفق الهجرة غير الشرعية وتهريب المخدرات. في حين أن الرسوم الجمركية العامة بنسبة 10% على الواردات من الصين قد دخلت حيز التنفيذ، إلا أن البيت الأبيض لم يستبعد تعليقها.

قال جميع المشاركين في الاستطلاع إنهم يتوقعون زيادة نشاطهم في التداول الإلكتروني، وهو ما يتماشى مع الاتجاه المستمر على مدار سنوات عبر فئات الأصول، حتى للأوراق المالية الأقل سيولة.

قال تشي نزيلو: "التداول الإلكتروني أمر حاسم لأن إعلانات الرسوم الجمركية قد تحدث في عطلة نهاية الأسبوع، مما يدفع العملاء إلى البحث عن السيولة لإعادة توازن محافظهم عند بداية الجلسة". وأضاف: "خلال هذه الساعات الحاسمة، يهدفون إلى الوصول إلى قنوات ومنصات وبنوك متعددة".

بالنسبة للمنصات، انقسم المتداولون بين منصات تداول مع تاجر واحد (28%) ومنصات متعددة التجار (38%)، بينما يستخدم 34% النوعين. وجاء "تقليل تكاليف التنفيذ، والوساطة" كأولوية لأولئك الذين يختارون منصات التاجر الواحد، في حين أن تقليل تسرب المعلومات يعد أمراً بالغ الأهمية خاصة بالنسبة للمتداولين في العملات المشفرة والأسهم النقدية.

في الوقت نفسه، قال حوالي 71% من المشاركين إنهم لا يخططون لتداول العملات المشفرة، حتى مع وصول "بتكوين" والعملات المشفرة الأخرى إلى مستويات قياسية بعد فوز ترمب في الانتخابات.

قال "قيصر العملات المشفرة" في البيت الأبيض، ديفيد ساكس، إن الإدارة تدرس جدوى إنشاء "احتياطي بتكوين"، بينما يبدو أن بعض الحواجز أمام البنوك لتقديم خدمات الأصول المشفرة في طريقها إلى الزوال.

قال  إيدي وين: "العناوين الأخيرة تشير إلى أن الإدارة الجديدة تدعم السوق، وأن التغييرات الأخيرة خفضت الحواجز أمام أعضاء المجتمع المصرفي التقليدي لدخول هذا المجال".

وأضاف: "التفاصيل لا تزال غامضة في الوقت الحالي، لكننا نراقب عن كثب كيف سيتطور هذا الأمر".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الدولار الرسوم الجمركية جي بي مورجان الأسواق المالية العالمية التوترات الجيوسياسية المزيد الرسوم الجمرکیة العملات المشفرة

إقرأ أيضاً:

طفرة "بيتكوين" تشعل سباق الشركات نحو اقتناء العملات المشفرة

الاقتصاد نيوز - متابعة

قفزة تاريخية في سعر بيتكوين تدفع شركات التكنولوجيا والتمويل إلى سباق محموم لجمع الأموال والاستثمار في العملات المشفرة، وسط موجة تفاؤل تجتاح الأسواق العالمية.

في مشهد يعكس تحولاً جذرياً في نظرة الأسواق للعملات المشفرة، قفز سعر بيتكوين بنسبة 50% منذ مطلع أبريل، ليبلغ ذروته التاريخية عند 111,965 دولاراً الأسبوع الماضي. هذه القفزة دفعت عدداً متزايداً من الشركات إلى التوجه نحو أسواق المال لجمع مليارات الدولارات بهدف شراء بيتكوين وبناء احتياطيات ضخمة منها.

ومن أبرز هذه التحركات، أعلنت شركة "ترامب سوشيال" التابعة لعائلة الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن خطة لجمع 2.5 مليار دولار لشراء العملات الرقمية، في خطوة تعكس الدعم السياسي المتزايد لهذا القطاع.

ووفقاً لموقع "BitcoinTreasuries.net"، ارتفع عدد الشركات المدرجة التي تمتلك بيتكوين من 89 إلى 113 منذ بداية أبريل، بحوزتها أكثر من 800 ألف بيتكوين تُقدر قيمتها بنحو 88 مليار دولار.

وتسعى العديد من هذه الشركات إلى تكرار تجربة شركة البرمجيات "ستراتيجي" (Strategy)، المعروفة سابقاً باسم "MicroStrategy"، والتي تحولت إلى واحدة من أكبر حاملي بيتكوين في العالم، بعد أن جمعت 580 ألف بيتكوين، ما رفع قيمتها السوقية إلى أكثر من 100 مليار دولار.

تزامنت هذه التحركات مع انعقاد مؤتمر بيتكوين السنوي في لاس فيغاس، والذي استقطب العام الماضي الرئيس ترامب، الذي تعهد بجعل أميركا "قوة عظمى في عالم بيتكوين".

ومن بين أبرز اللاعبين الجدد، شركة "Twenty One Capital" بقيادة جاك مالرز، أحد مهندسي إدخال بيتكوين كعملة قانونية في السلفادور، والتي دخلت في شراكة مع "Cantor Equity Partners"، بدعم من "سوفت بنك"، و"Tether".

كما أعلنت شركات مثل "Strive Asset Management"، التي يديرها السياسي الأميركي فيفيك راماسوامي، وشركة "American Bitcoin"، المملوكة جزئياً لأبناء ترامب، عن صفقات اندماج تهدف إلى إدراج صناديق استثمارية في بيتكوين في البورصة، مع خطط لجمع ما يصل إلى 1.5 مليار دولار.

وفي خطوة مفاجئة، أعلنت شركة "غيم ستوب"، التي كانت محور جنون أسهم الميم في 2021، عن شراء 4,710 بيتكوين بقيمة تتجاوز 500 مليون دولار.

ويرى خبراء أن هذه الموجة من الاستثمارات قد تعزز من ندرة بيتكوين، التي يقتصر عددها على 21 مليون وحدة فقط، ما قد يدفع الأسعار إلى مستويات غير مسبوقة.

لكن رغم الحماسة، يحذر محللون من أن تكرار نجاح "ستراتيجي" ليس بالأمر السهل. فالشركة، بقيادة الملياردير مايكل سايلور، اعتمدت على مزيج من الإصدارات المالية الذكية والتسويق القوي لبناء ثقة المستثمرين.

وقال آرون تشان من "Flow Traders"، لصحيفة "فاينانشال تايمز": "طالما استمرت الظروف المواتية، سنشهد المزيد من المستثمرين يسعون ليكونوا النسخة التالية من ستراتيجي".

رغم الزخم، يشير بعض المحللين إلى أن قدرة الأسواق على استيعاب هذه الطفرة قد تكون محدودة، خاصة في ظل تقلبات أسعار الفائدة وسياسات ترامب التجارية المتقلبة.


ليصلك المزيد من الأخبار اشترك بقناتنا على التيليكرام

مقالات مشابهة

  • الدولار الأميركي يواصل تراجعه للشهر الخامس وسط تقلبات تجارية ومخاوف تضخم
  • تراجع البتكوين وسط مخاوف التضخم وتحول الشركات للعملات المشفرة
  • ترامب يضاعف الرسوم الجمركية على واردات الصلب بنسبة 50%
  • باكستان تعلن عن أول احتياطي إستراتيجي من البيتكوين
  • الأسواق العالمية تترقب بيانات التضخم وسط ضبابية الرسوم الجمركية الأمريكية
  • تباين أداء البورصات العربية وسط ضبابية بسبب الرسوم الجمركية الأمريكية
  • الذهب يسجل أدنى مستوى في أكثر من أسبوع بعد قرار محكمة ضد الرسوم الجمركية
  • محكمة تقضي بمنع ترامب من فرض الجزء الأكبر من رسومه الجمركية
  • طفرة "بيتكوين" تشعل سباق الشركات نحو اقتناء العملات المشفرة
  • النفط يرتفع بعد تجميد رسوم ترامب الجمركية وتزايد المخاوف من العقوبات على روسيا