أكدت المهندسة الزراعية فاطمة كمال أن الزراعة تُعدّ من الركائز الأساسية للاقتصاد المصري، حيث تعتمد عليها العديد من الصناعات وتُسهم في توفير المتطلبات الغذائية الأساسية للإنسان، مما يجعلها مصدرًا رئيسيًا لمقومات الحياة.

ارتفاع أسعار الخضروات والفواكه

وفي حوار خاص مع "بوابة الوفد"، أشارت كمال إلى أن المواطنين في الآونة الأخيرة يعانون من ارتفاع أسعار الخضروات والفواكه، وهو ما يؤثر سلبًا على الأسر التي تعتمد عليها بشكل يومي في غذائها.

 

وأوضحت أنه من الضروري إعادة هيكلة الأراضي الزراعية باستخدام السماد الحيوي لتغذية التربة، والتخلص من سمومها، مما يعزز الإنتاج ويخفض التكاليف.

وزير الزراعة: خطط طموحة لمضاعفة الصادرات الزراعية المصرية

وأضافت كمال أن المخلفات الزراعية يمكن استخدامها بشكل فعّال كعلف للحيوانات والطيور، مما يوفر العملة الصعبة التي تُنفق على استيراد الأعلاف، كما يمكن الاستفادة من المخلفات المنزلية مثل بواقي الأطعمة والأرز والعظام في إنتاج أسمدة عضوية، تسهم في تحسين التربة وتغذيتها.

الزراعة: وقاية النباتات ينفذ برنامجًا لاستخدام أحدث التقنيات لحماية الحبوب

 المخلفات المنزلية إلى أسمدة

وبخصوص تحويل المخلفات المنزلية إلى أسمدة، بينت كمال أنه يمكن الاستفادة من بواقي تنظيف الخضروات والفواكه، مثل قشر البيض، الموز، البرتقال، واليوسفي، لاحتوائها على مواد مفيدة مثل الكالسيوم وفيتامين سي، ما يساعد في تسميد التربة وتقليل التلوث الناجم عن المواد العضوية التي تتسبب في تخمر التربة وانتشار البكتيريا.

ودعت كمال إلى تشجيع الزراعة المنزلية البسيطة في أصيص، حيث يمكن للأفراد إنتاج بعض الخضروات والأعشاب داخل المنازل باستخدام إمكانيات بسيطة، كما أشارت إلى أهمية مشروع قومي لزراعة الخضروات والفواكه والأعشاب في المباني، لا سيما الأعشاب والتوابل التي شهدت ارتفاعًا كبيرًا في أسعارها، مما يسهم في تقليل الاعتماد على الاستيراد وتحقيق اكتفاء ذاتي.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: المهندسة الزراعية الزراعة فاطمة كمال المتطلبات الغذائية أسعار الخضروات أسمدة

إقرأ أيضاً:

ظفار الخضراء تحت تهديد التصحر

 

 

سعيد بن بخيت غفرم

s.ghafarm@gmail.com

 

ظفار، المحافظة الخضراء بجمال جبالها الشاهقة وسواحلها الرائعة، لطالما شكلت نموذجًا للتوازن البيئي في عمان. لكن اليوم، تواجه المحافظة تحديًا خطيرًا: التصحر. الأراضي الزراعية والمراعي التي كانت مصدر حياة بدأت تتدهور، والتربة تفقد خصوبتها تدريجيًا نتيجة الرعي الجائر، وإزالة الغابات، والتغيرات المناخية، واستنزاف الموارد المائية.

التصحر في ظفار ليس مجرد مشكلة بيئية؛ بل أزمة متعددة الأبعاد؛ فهو يهدد التنوع البيولوجي؛ حيث بدأت بعض النباتات والحيوانات المهددة بالانقراض تفقد موائلها الطبيعية. كما إن انخفاض الإنتاج الزراعي والرعوي يؤثر مباشرة على معيشة السكان الريفيين، الذين يعتمدون على الزراعة وتربية المواشي لتأمين قوتهم، ويضطر بعضهم إلى الانتقال إلى المدن، تاركين وراءهم تراثًا عمره أجيال.

أسباب التصحر متنوعة، وأبرزها: الرعي المُفرِط الذي يُجرِّد الأرض من غطائها النباتي ويجعلها عرضة للتعرية، وإزالة الغابات لأغراض البناء أو الزراعة، إلى جانب تقلص الأمطار الموسمية وارتفاع درجات الحرارة. كل هذه العوامل تؤدي إلى فقدان خصوبة التربة، ما ينعكس على جودة وكمية الإنتاج الزراعي والرعوي.

لكن التصحر ليس مصيرًا محتمًا، وهناك حلول عملية لمواجهته. تشمل إعادة التشجير وزراعة الأشجار المحلية المقاومة للجفاف لاستعادة الغطاء النباتي وحماية التربة، وتنظيم الرعي من خلال ضبط أعداد الماشية واعتماد نظام تدوير المراعي. كما تلعب تقنيات الري الحديثة وإدارة المياه بشكل مستدام دورًا مهمًا في المحافظة على الموارد الطبيعية. بالإضافة إلى ذلك، تُعد التوعية المجتمعية وتشجيع الزراعة المستدامة خطوات فعالة يمكن أن تحدث فرقًا ملموسًا.

لقد شهدت بعض مناطق ظفار تجارب ناجحة عبر مشاريع إعادة التشجير المجتمعية؛ حيث تعاونت السلطات المحلية مع الأهالي لغرس آلاف الأشجار المقاومة للجفاف في القرى والمراعي المتدهورة. كما أَطلقت بعض الجهات مبادرات لتعليم المزارعين أساليب الزراعة المستدامة واستخدام تقنيات الري الحديثة؛ مما ساعد على تحسين خصوبة التربة وزيادة الإنتاج. وهذه التجارب تؤكد أن التعاون بين الدولة والمجتمع المحلي يمكن أن يُحدث فرقًا حقيقيًا، ويشكل نموذجًا يُحتذى به في بقية مناطق المحافظة.

ظفار ليست مجرد أرض؛ بل هوية وتراث. والتصحر تحدٍ حقيقي، لكنه أيضًا فرصة لتوحيد الجهود من أجل بيئة صحية وموارد مستدامة وحياة كريمة للجميع. وإذا تحركنا اليوم، ستظل المحافظة خضراء نابضة بالحياة، وشاهدًا على إرادة الإنسان في حماية الأرض وصون تراثه. حماية البيئة مسؤولية جماعية تبدأ من الفرد وتمتد إلى الدولة لضمان استدامة الطبيعة والحياة معًا.

وفي الختام.. يجب أن يكون كل منا جزءًا من الحل. كل شجرة تُزرع، وكل خطوة نحو إدارة مستدامة للموارد، وكل جهد للتوعية البيئية، يسهم في صون إرث ظفار. إن الطبيعة توجه نداءً عاجلًا لنا جميعًا، والأجيال القادمة تنتظر: لنكن حراسًا للطبيعة، لنضمن المحافظة على خضرتها وحياتها المتجددة، ولتظل شاهدة على التوازن بين الإنسان والبيئة.

مقالات مشابهة

  • نائب محافظ البحر الأحمر تتفقد مطبخ بنك الطعام و مدارس بسفاجا
  • ابتكار طلابي يطور حلولا زراعية عضوية آمنة وصديقة للبيئة
  • أكثر من 400 طن مخلفات .. محافظ مطروح يتابع استكمال حملة رفع المخلفات بالشوارع
  • توروب غاضب من تأخر عودة إمام عاشور.. ويمنح عمر كمال فرصة أخيرة
  • الثروة الزراعية بشمال الشرقية تنظم محاضرة أساسيات الزراعة المنزلية
  • ظفار الخضراء تحت تهديد التصحر
  • محافظ الإسكندرية يوجه بسرعة رفع المخلفات من الشوارع أولا بأول
  • ضبط أسمدة زراعية مدعمة محظور تداولها خارج الجمعيات بالفيوم
  • شؤون البيئة بالشرقية ينفذ 1269 نشاطًا توعويًا لمواجهة ظاهرة حرق المخلفات الزراعية
  • جهاز البيئة بالشرقية ينظم 1269 نشاطا توعويا بخطورة حرق المخلفات الزراعية