أمل جديد لمرضى سرطان البروستاتا.. اكتشاف علمي يفتح الطريق لعلاج أكثر فعالية
تاريخ النشر: 15th, October 2025 GMT
دراسة دولية توصلت إلى أن تعطيل إنزيمين محددين داخل خلايا سرطان البروستاتا يمكن أن يضعف قدرتها على النمو ويجعلها أكثر استجابة للعلاج. اعلان
كشفت دراسة دولية عن نقطة ضعف غير متوقعة في خلايا سرطان البروستاتا، يمكن أن تغيّر طريقة علاج هذا المرض الشائع بين الرجال.
الدراسة، التي نُشرت في مجلة وقائع الأكاديمية الوطنية للعلوم (PNAS)، أعدّها فريق من العلماء في جامعة فليندرز الأسترالية بالتعاون مع جامعة جنوب الصين للتكنولوجيا، وخلصت إلى أن إنزيمين محددين يحملان مفاتيح حيوية لبقاء الخلايا السرطانية ومقاومتها للعلاج.
كشف الباحثون أن إنزيمي PDIA1 وPDIA5 يعملان كدرع واقٍ لبروتين يُعرف باسم مستقبل الأندروجين (AR)، وهو المحرك الرئيسي لنمو سرطان البروستاتا. فعندما يجري تعطيل هذين الإنزيمين، يفقد البروتين استقراره، وتبدأ الخلايا السرطانية بالانهيار، ما يؤدي إلى تقلّص الأورام وموت الخلايا في التجارب المخبرية وعلى الحيوانات.
ولم يتوقف الأمر عند ذلك. إذ لاحظ العلماء أن الجمع بين الأدوية التي تثبط هذين الإنزيمين مع دواء إنزالوتاميد — أحد أكثر العلاجات استخدامًا لسرطان البروستاتا — عزز فعالية العلاج بشكل كبير، ما يجعل الدمج بينهما خطوة واعدة في مسار العلاج المستقبلي.
“كأننا نقطع الوقود عن المحرك”يقول البروفيسور لوك سيلث، رئيس أبحاث سرطان البروستاتا في جامعة فليندرز: "اكتشفنا آلية جديدة كانت خفية حتى الآن، تستخدمها خلايا السرطان لحماية مستقبل الأندروجين. وعندما نستهدف هذه الإنزيمات، نفقد الخلايا سلاحها الأساسي ونجعلها أكثر هشاشة أمام العلاجات الحالية".
أما البروفيسورة جيانلينغ شيه، التي بدأت هذا البحث في فليندرز وتتابعه الآن في جامعة جنوب الصين، فتضيف بحماس: "ما توصلنا إليه لا يوقف نمو السرطان فحسب، بل يفتح أيضًا الباب أمام تطوير أدوية جديدة يمكن أن تعمل مع العلاجات الموجودة جنبًا إلى جنب. الأمر يشبه قطع الوقود عن المحرك ثم تعطيله تمامًا".
ضرب السرطان في مصدر طاقتهتُظهر الدراسة أن دور هذين الإنزيمين لا يقتصر على حماية البروتين المسبب للمرض، بل يمتد إلى مساعدة الخلايا على توليد الطاقة والتعامل مع الإجهاد الداخلي.
وعندما يجري تعطيل PDIA1 وPDIA5، تتضرر الميتوكوندريا وهي الجزء المسؤول عن إنتاج الطاقة داخل الخلية، مما يضعف الخلايا ويجعلها أكثر عرضة للتدمير.
أمل جديد في مواجهة مقاومة العلاجويشير البروفيسور سيلث إلى أن الأدوية الحالية التي تستهدف هذه الإنزيمات لا تزال في مراحلها الأولى، وقد تؤثر أحيانًا على الخلايا السليمة، ما يستدعي تطوير مركّبات أكثر دقة وأمانًا للاستخدام البشري.
يُذكر أن سرطان البروستاتا هو ثاني أكثر أنواع السرطان شيوعًا بين الرجال حول العالم. ورغم أن العلاجات الهرمونية والأدوية التي تستهدف مستقبل الأندروجين ساعدت في تحسين حياة كثيرين، فإن مقاومة هذه العلاجات تبقى من أكبر العقبات.
لكن هذا الاكتشاف، كما يرى العلماء، قد يكون الخطوة التي تمهد لتغيير قواعد اللعبة في علاج المرض، خطوة تمنح الأمل بطرق علاجية جديدة توقف السرطان من الداخل وتضعف مقاومته.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك هذا المقال محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: إسرائيل حركة حماس دونالد ترامب غزة بحث علمي سوريا إسرائيل حركة حماس دونالد ترامب غزة بحث علمي سوريا علاج دراسة إسرائيل حركة حماس دونالد ترامب غزة بحث علمي سوريا روسيا الذكاء الاصطناعي دراسة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني إسبانيا الصحة سرطان البروستاتا
إقرأ أيضاً:
دراسة: الإفراط في تناول الملح يوميًا يرفع خطر شيخوخة الخلايا
حذّر باحثون في دراسة علمية جديدة من أن الإفراط في تناول الملح قد لا يقتصر تأثيره على رفع ضغط الدم فقط، بل يمتد ليشمل تسريع عملية شيخوخة الخلايا داخل الجسم، وهو ما قد يؤدي إلى مجموعة من المشكلات الصحية التي تظهر مع التقدم في العمر، وأكدت الدراسة أن تقليل تناول الملح بشكل يومي يمكن أن يكون له تأثير مباشر على إبطاء تدهور الخلايا وتحسين صحة القلب والأوعية الدموية.
وأُجريت الدراسة على أكثر من 3 آلاف شخص تتراوح أعمارهم بين 30 و60 عامًا، حيث جرى قياس نسبة الملح في نظامهم الغذائي مقارنة بالمؤشرات الصحية المتعلقة بالقلب، ووظائف الخلايا، ومستوى الالتهابات داخل الجسم، وأظهرت النتائج أن الأشخاص الذين يستهلكون كميات مرتفعة من الملح وتتجاوز 5 جرامات يوميًا ، ولديهم مؤشرات أعلى لشيخوخة الخلايا، مثل قصر التيلوميرات، وهي الأجزاء المسؤولة عن حماية الحمض النووي داخل الخلية.
وأوضح الباحثون أن التيلوميرات تقصر طبيعيًا مع التقدم في العمر، ولكن بعض العادات الغذائية الخاطئة، وعلى رأسها الإفراط في تناول الملح، قد تسرّع هذه العملية، مما يزيد خطر الإصابة بأمراض القلب، وضعف المناعة، ومشكلات الذاكرة، وارتفاع الالتهابات داخل الجسم.
كما بيّنت الدراسة أن تناول الملح بكميات كبيرة يؤدي إلى احتباس السوائل وارتفاع الضغط على الأوعية الدموية، وهو ما يجعل القلب يعمل بجهد أعلى، وأشار الأطباء إلى أن هذا الضغط المستمر يرفع احتمالات الإصابة بجلطات القلب والدماغ، ويؤثر على صحة الكلى التي تعمل على التخلص من الأملاح الزائدة.
وأوصى الخبراء بضرورة تقليل الملح في الطعام، خاصة لدى الأشخاص الذين يعتمدون بشكل أساسي على الأغذية المصنعة، لأنها تحتوي على كميات كبيرة من الصوديوم غير المرئي الذي لا يشعر به المستهلك. كما شددوا على أهمية قراءة الملصقات الغذائية وتجنب الأطعمة التي تحتوي على مستويات مرتفعة من الصوديوم.
وأضافت الدراسة أن تقليل الملح بمقدار ملعقة صغيرة يوميًا فقط يمكن أن يساعد في تحسين صحة القلب بشكل ملحوظ خلال أسابيع معدودة، بالإضافة إلى تقليل الانتفاخات، وتحسين مستوى الطاقة، وتخفيف الصداع المرتبط بارتفاع الصوديوم.
ويشير الخبراء إلى أن اللجوء إلى البدائل الطبيعية مثل الليمون، والخل، والثوم، والأعشاب العطرية يمكن أن يساعد في تقليل الاعتماد على الملح دون التأثير على نكهة الطعام، كما شددوا على أن التوازن الغذائي الصحي هو الأساس لإبطاء الشيخوخة والحفاظ على الجسم في حالة جيدة لسنوات أطول