124 دراجا عالميا يتنافسون على لقب المرحلة الأولى لـ «طواف عُمان»
تاريخ النشر: 7th, February 2025 GMT
تنطلق صباح غداً المرحلة الأولى من «طواف عُمان الدولي 2025» للدراجات الهوائية والذي تنظمه وزارة الثقافة والرياضة والشباب بالتعاون مع الاتحاد العُماني للدراجات الهوائية وعدد من الجهات الحكومية والخاصة الأخرى. وستكون بداية انطلاق المرحلة والتي تبلغ مسافتها 170 كيلومترًا، من ولاية بوشر وبالتحديد من أمام كلية مسقط ثم التوجه إلى دوار مستشفى مسقط ثم مواصلة الطريق بين الكليات حتى إشارات مرور مجمع بوشر والانعطاف يمينا عند مسجد الأمين مرورا بمسجد الأمين والاتجاه نحو الخوير/ القرم، ثم الاتجاه نحو القرم ثم مدينة السلطان قابوس والنزول عند الجسر تقاطع رقم 3 عند محطة المها والرجوع إلى الشارع السريع باتجاه عقبة بوشر، ثم طريق بوشر العامرات ثم إشارات مرور المحج العامرات والاتجاه يمينا إلى دوار مركز شرطة العامرات والاتجاه يسارا نحو قريات وصولا إلى تقاطع فنس ثم النزول إلى الأسفل نحو شاطئ فنس إلى نهاية المرحلة عند هوية نجم.
18 فرق عالمي
ويشارك في هذه النسخة من الطواف 124 عالميا يمثلون 18 فريقًا عالميًا من أوروبا وآسيا وأمريكا وأستراليا، وتنقسم الفرق المشاركة إلى 5 فئات، ففي فئة الفرق العالمية، يشارك الفريق الفرنسي أركيا بي آند بي هوتيلز، والفريق الإسباني موفيستار تيم، والفريق البلجيكي سودال كويك ستيب، والفريق الأسترالي جاكو العلا، والفريق الفرنسي جروباما - إف دي جي، والفريق الهولندي بيكنيك بوست إن إل، وفريق الإمارات العربية المتحدة، والفريق الكازاخستاني أستانا إكس دي إس، والفريق الهولندي فيزما ليس آند بايك.
بينما في فئة المحترفين، فيشارك الفريق الإسباني بورجوس بي إتش، والفريق السويسري كيوبرو سايكلينج، والفريق الفرنسي توتال إنرجيز، والفريق النرويجي أونو-إكس موبيليتي، والفريق السويسري تيودور برو سايكلينج. أما في فئة الفرق القارية فيشارك الفريق الياباني جي سي إل يوكيو، والفريق التايلندي روجاي إنشورنس والفريق الماليزي ترينجانو للدراجات. بينما في فئة الفرق الوطنية فيشارك المنتخب الوطني، ويشارك المنتخب بـ 5 دراجين في هذه النسخة من الطواف وهم عبدالرحمن بن مرهون بن حارب اليعقوبي ومازن بن سعيد بن عبدالله الريامي ومحمد بن أحمد بن محمد الوهيبي ومنذر بن عبدالله بن ناصر الحسني وسعيد بن إبراهيم بن سعيد الرحبي، بينما يتكون الجهاز الفني من مدرب المنتخب محمد وليد الزمني ومساعد المدرب علي بن خميس العنقودي والمدربان ماهر بن مجيد الحسناوي ومروان إسماعيل الزناقي، والإداري هلال بن خميس العنقودي وأخصائي العلاج الطبيعي عبدالحميد الشيزاوي.
ومنذ النسخة الأولى من طواف عُمان، استطاع أن يحقق صدى جماهيريًا واسعًا في سلطنة عُمان والعالم ومكانة ضمن أجندة الاهتمام العالمي برياضة ركوب الدراجات الهوائية، وتمكن الطواف من استقطاب أشهر الدراجين والأبطال العالميين وأهم الفرق العالمية وهذا ما أكسب الطواف أهميته كواحد من أبرز سباقات الطواف العالمية التي جذبت أنظار محترفي العالم بما حققه من نتائج متقدمة يوازي غيره من السباقات العالمية.
ويستقطب «طواف عُمان الدولي»، في نسخته الرابعة عشرة عددًا من أبرز الدراجين المجيدين في العالم، إذ يعد الطواف ضمن أبرز الفعاليات والمنافسات الرياضية التي ينتظرها المتنافسون العالميون وباقي عشاق رياضة الدراجات، وشهدت النسخ الماضية من المسابقة تتويج العديد من الفائزين من ضمنهم فابيان كانسيلارا، وفينتشنزو نيبالي، وكريس فروم، وغيرهم الكثير من الأبطال المعروفين في رياضة الدراجات الهوائية، وخطف طواف عُمان منذ النسخة الأولى حتى غداً أنظار وسائل الإعلام العالمية والجماهير من مختلف بقاع العالم، وسرعان ما انتشرت هذه الصورة لجماليات سلطنة عمان وطبيعتها بصورة واسعة عبر أثير مختلف المحطات والإذاعات ليصبح حديث وسائل الإعلام الأهم والحدث الرياضي الأبرز خلال كل موسم من الطواف لما له من صدى جماهيري منقطع النظير.
فوز الهولندي بلويمرز
من جانب أخر توج الدراج الهولندي ريك بلويمرز يحقق لقب سباق "مسقط كلاسيك" للدراجات الهوائية، بينما حل الدراج البلجيكي جيني بيرمان في المركز الثاني، وجاء الدراج هينوك مولويبيرهان من أريتريا في المركز الثالث. السباق انطلق من داخل مشروع الموج مسقط، ومر المتسابقون بعدها عبر عدد من المواقع السياحية التي أبرزت الجمال المعماري لسلطنة عُمان باتجاه الشارع البحري بولاية السيب ثم التوجه نحو شارع الجبل بولاية العامرات ثم العودة إلى دارسيت مرورا بالوادي الكبير والتوجه نحو منطقتي يتي وقنتب، لينعطف بعدها المتسابقون يسارا من دوار البستان باتجاه سداب، والختام أمام مجلس الدولة بمسافة إجمالية تبلغ 171 كيلومترًا، ويصنف هذا السباق من الفئة الأولى بالنسبة لسباقات غداً الواحد في قارة آسيا، ويحصل الفائز بهذا السباق على 125 نقطة في الترتيب النقطي للترتيب العالمي. ويهدف سباق "مسقط كلاسيك" إلى استقطاب أفضل الفرق العالمية المحترفة، ويسعى الاتحاد العماني للدراجات الهوائية كذلك لتصعيد تصنيف سباق "مسقط كلاسيك" خلال النسخ القادمة من الفئة الأولى إلى "الفئة البرو"، والذي بدوره سيزيد من عدد النقاط ليكون 200 نقطة بدلًا من 125 نقطة بالنسبة للفائز بهذا السباق، والذي سيكون سببًا في استقطاب أكبر عدد ممكن من الأبطال في رياضة الدراجات للتنافس على هذا اللقب.
مناظر طبيعية خلابة
بطل سباق "مسقط كلاسيك" في نسخته الثالثة الدراج الهولندي ريك بلويمرز، أكد أن السباق كان صعبا جدا بحكم المنافسة الكبيرة من قبل المتسابقين الآخرين، وأنه بذل كل جهده من أجل الفوز بلقبه، وأضاف: في هذا السباق مررنا بأماكن رائعة جدا في مدينة مسقط واستمتعنا بجمالية المناظر الطبيعية الخلابة التي مررنا بها أثناء السباق. وأعرب ريك بلويمرز عن تقديره للحفاوة الكبيرة التي لاقها منذ وصوله إلى سلطنة عمان، مشيدا بالترحيب الذي أبداه الجميع، وقال: منذ اليوم الأول، شعرت بمدى كرم وضيافة العمانيين، والجميع كانوا متعاونين بشكل مذهل، سواء أعضاء اللجنة المنظمة أو العاملين في الفنادق أو حتى الأشخاص الذين قابلناهم في مدينة مسقط، هناك حماس كبير لاستضافة السباق، والجميع يسعى لتقديم أفضل تجربة ممكنة للمتسابقين.
تقديم مستوى أفضل
بينما أكد الدراج البلجيكي جيني بيرمان الفائز بالمركز الثاني، أنه حاول الحصول على لقب السباق ولكن الأمتار الأخيرة ذهبت لصالح الدراج الهولندي ريك بلويمرز، ولكن سأعمل على تقديم المستوى الجيد والأفضل في المرحلة الأولى من «طواف عُمان الدولي 2025» غداً السبت، على الرغم من المنافسة المتوقعة التي ستحدث من باقي المشاركين في هذه النسخة من الطواف. وعبر جيني بيرمان عن تطلع لأن يكون لسباق «طواف عُمان الدولي 2025» تأثير إيجابي على الرياضة في سلطنة عمان، قائلا: آمل أن يُلهم هذا السباق المزيد من الأطفال العمانيين للاهتمام برياضة الدراجات، من الجميل رؤية الأطفال وهم يشاهدون المتسابقين المحترفين عن قرب خلال فعالية الأطفال والتي استمتعنا بها اليوم في فعالية سباق الأطفال وأتمنى أن يكون هذا دافعًا لهم لخوض تجربة ركوب الدراجات والتفكير فيها كرياضة مستقبلية، كما أتمنى أن يكون لـ «طواف عُمان الدولي 2025» فرصة لنشر هذه الثقافة الرياضية وتشجيع المزيد من الفعاليات والبطولات المحلية في المستقبل، ومن الرائع أن أكون جزءًا من هذا الحدث العالمي، وأتمنى أن أعود في السنوات المقبلة لأرى تطور رياضة الدراجات في سلطنة عمان بشكل أكبر.
تخطيط وتخطيط دقيق
قالت الفرنسية لوسيل ميرلين، المسؤولة عن قسم الإقامة في النسخة الرابعة عشرة لـ«طواف عُمان الدولي 2025»: نحرص في قسم الإقامة على التنسيق المكثف مع جميع الدراجين المشاركين في الطواف لضمان إقامة سلسة ومريحة تلبي احتياجات الجميع، وطواف عمان يضم جنسيات وثقافات متعددة، مما يستوجب مراعاة متطلبات متنوعة لضمان رضا جميع المشاركين، وهناك دراجين وإداريين قادمين من أنحاء العالم وكل فريق لديه احتياجاته الخاصة، سواء فيما يتعلق بالإقامة أو الوجبات أو الخدمات اللوجستية، وهو ما يتطلب تخطيطًا دقيقًا وتعاونًا مستمرًا بين جميع الجهات المعنية.
وأوضحت ميرلين أن تعاونها مع فريق التنظيم العماني بدأ قبل أسابيع من انطلاق الحدث، حيث كان هناك تواصل مستمر لضمان جاهزية كل الترتيبات قبل وصول الفرق، وقالت: حتى قبل وصولي إلى سلطنة عمان، كنت أعمل بشكل وثيق مع فريق العمل العماني أثناء تواجدي في مكتب باريس، وكانت هناك اجتماعات يومية تقريبًا لمناقشة التفاصيل المتعلقة بالإقامة، مثل تحديد الغرف المناسبة لكل فريق، التأكد من توافق الوجبات مع احتياجات الرياضيين، وتوفير طلبات خاصة لبعض المتسابقين الذين يتبعون أنظمة غذائية محددة أو يحتاجون إلى خدمات إضافية.
وأضافت ميرلين: بعد وصولي إلى سلطنة عمان، تعزز التعاون مع الفرق الفندقية لضمان سير الأمور بسلاسة، حيث كان علينا التأكد من جاهزية الغرف، ترتيب النقل من وإلى أماكن السباق، والتعامل مع أي مستجدات قد تطرأ خلال الحدث، وهناك العديد من الجوانب اللوجستية التي يجب التعامل معها، مثل أوقات تسجيل الدخول والخروج، وتجهيز مساحات خاصة للتحضير البدني والتدريبات، وتوفير مساحات تخزين آمنة للدراجات والمعدات، وأكدت أن التحدي الأكبر كان ضمان سير كل شيء بسلاسة، العدد الكبير من المشاركين.
كما تحدثت عن الطقس في سلطنة عمان مقارنة بفرنسا، حيث قالت الطقس هنا رائع ومثالي لإقامة السباق، خاصة في هذه الفترة من السنة، في فرنسا، الأجواء باردة وماطرة، بينما في سلطنة عمان، الطقس معتدل ومشمس، وهو ما يوفر ظروفًا ممتازة للمتسابقين لتقديم أفضل أداء لهم، وهذه هي زيارتي الأولى إلى سلطنة عمان، وأنا متحمسة لاكتشاف هذا البلد الجميل، ليس فقط من خلال العمل، ولكن أيضًا عبر استكشاف الثقافة والتقاليد المحلية.
المصدر: لجريدة عمان
كلمات دلالية: للدراجات الهوائیة ریاضة الدراجات إلى سلطنة عمان فی سلطنة عمان مسقط کلاسیک هذا السباق فی سلطنة ع من الطواف فی هذه فی فئة فریق ا
إقرأ أيضاً:
توسعة الربط الجوي.. رؤية طموحة تعزز مكانة سلطنة عمان كمركز عبور عالمي
كتب-حمدان الشرقي
تسعى سلطنة عمان ممثلة بشركة مطارات عمان إلى توسعة الربط الجوي وشبكة الوجهات الدولية، واستعرض مختصون في قطاع الطيران والسفر والسياحة وفي استطلاع أجرته "عمان" أبعاد هذا التوسع على النمو الاقتصادي، وتحفيز القطاعات غير النفطية، وزيادة التدفقات السياحية، وتعزيز دور السلطنة كمركز عبور جوي عالمي، مشيرين إلى أن التوسع في الربط الجوي بإضافة خطوط طيران جديدة من مختلف الوجهات العالمية يسهم بشكل مباشر في تنشيط حركة السفر والسياحة، ويفتح آفاقا واسعة أمام قطاعات النقل والخدمات والضيافة، مؤكدين على أن الاستثمار في هذا المجال يُعد رافدًا مهمًّا في مسيرة التحول الاقتصادي الذي تنشده السلطنة في السنوات القادمة.
في البداية، قال المهندس حمود بن مصبح العلوي، نائب الرئيس التنفيذي للطيران العُماني: إن إضافة خطوط دولية جديدة تعد عنصرا حيويا ضمن استراتيجية الشركة التشغيلية والتجارية، مشيرا إلى أن إعادة هيكلة أسطول الطيران العماني تخضع لتقييم دقيق لمدى جدوى كل مسار دولي جديد، مع مراعاة مدى توافقه مع الأهداف الإستراتيجية طويلة المدى، وذلك لضمان استدامة الربحية.
وحول التنسيق بين الناقل الوطني وشركة مطارات عمان أفاد بأن هناك تنسيقا مباشرا ومكثفا مع شركة "مطارات عُمان" قائم على تكامل الإستراتيجيات، لا سيما خلال المواسم السياحية مثل موسم الخريف، وذلك لتوفير تجربة سفر متكاملة وسلسة للمسافرين، حيث يشمل التعاون جداول الرحلات، والتخطيط التشغيلي، ومناولة الأمتعة، وخدمات الضيوف، بما يضمن ترابطًا فعالًا بين الرحلات الدولية والداخلية.
وأشار إلى أن المنافسة المتزايدة مع شركات الطيران منخفضة التكلفة تمثل تحديًا على كل شركات الطيران، لكنها تخدم فئة مختلفة من المسافرين، وأكد أن الطيران العُماني -باعتباره شركة متكاملة الخدمات- يركز على تقديم تجربة سفر راقية تتميز بجودة عالية وتجسد الضيافة العُمانية الأصيلة، الأمر الذي يعزز موقع الشركة التنافسي في السوق.
وأوضح العلوي أن المحافظة على الحصة السوقية تشكل تحديا دائما لأي شركة طيران في ظل التوسع المتسارع للربط الجوي في المنطقة، وبالنسبة للطيران العماني لا يقتصر التحدي فقط على الحفاظ على الحصة السوقية، بل يشمل السعي للنمو بطريقة ذكية ومستدامة من الناحية المالية والاستراتيجية، وهو ما تعمل عليه الشركة ضمن برنامج تحول شامل يشمل تركيز الجهود على المسارات ذات الطلب المرتفع والمستدام، وبناء شراكات استراتيجية مثل الانضمام الأخير إلى تحالف "oneworld"، بالإضافة إلى تطوير المنتجات وتحسين تجربة الضيوف باستمرار، مع التمسك بالمرونة كعنصر أساسي في مواجهة تقلبات السوق.
إضافة نوعية
من جانبه أوضح الدكتور خالد بن عبدالوهاب البلوشي، مختص في قطاعي السياحة والطيران: إن التوسع في الربط الجوي الدولي يمثل إضافة نوعية مباشرة للناتج المحلي الإجمالي، لما يحمل من تأثير إيجابي على المستويين التشغيلي والخدمي، وبيّن أن زيادة عدد الرحلات الجوية الدولية لا يقتصر تأثيرها على تنشيط الحركة السياحية، بل يمتد ليشمل خدمات المطار، كالتموين، والخدمات الأرضية، والشحن الجوي، والأسواق الحرة، وغيرها من الأنشطة الداعمة.
وأشار إلى أن هذا التوسع يسهم في خلق فرص عمل جديدة، ويمنح المؤسسات الصغيرة والمتوسطة والأسر المنتجة منصات أوسع للاستفادة من التدفق السياحي والتجاري، مؤكدًا أن الربط الجوي يعزز الحراك الاقتصادي العام داخل السلطنة.
تكامل الأدوار
وأكد الدكتور البلوشي بأن المخاوف من أن تؤدي الزيادة في عدد شركات الطيران الأجنبية إلى الإضرار بشركات الطيران المحلية غير مبررة، مشددًا على أهمية تكامل الأدوار بدلا من التنافس، وأشار إلى أن انضمام الطيران العماني إلى تحالف "one world" يتيح له الربط مع شبكات عالمية، ويفتح آفاقا لتوسيع حضوره الدولي، مما يعزز مكانة السلطنة كمركز عبور جوي مهم في المنطقة.
وبيّن الدكتور أن القطاعات غير الجوية، وفي مقدمتها السياحة والضيافة والخدمات اللوجستية، هي المستفيد الأكبر من هذه التوسعات، فمع زيادة عدد الرحلات والوجهات سيرتفع عدد السياح مما ينعكس على إشغال الفنادق، وزيادة الطلب على المطاعم، وسيارات الأجرة، والمتاحف، والأنشطة الترفيهية.
وحول مؤهلات سلطنة عمان للتوسع بالنقل الجوي أفاد بأن سلطنة عمان تمتلك جميع المؤهلات لتكون نقطة محورية ونموذج للنقل الجوي والبحري والبري خصوصا في صلالة وصحار، حيث تتكامل المنافذ البرية وموانئ الشحن والنقل الجوي، مما يفتح آفاق التبادل التجاري والنقل العابر "الترانزيت"، ويخلق فرصًا لوجستية متقدمة.
خدمات التوقف السياحي
وأشار إلى أن تعزيز الربط الجوي يتيح استكشاف مدن عمانية داخلية مثل نزوى، وصحار، وظفار، والمواقع الشاطئية، مما يعزز من تنويع المنتج السياحي الوطني، كما أن الترويج لما يعرف بخدمة التوقف السياحي (Stopover Packages) سيسهم بدوره في توفير فرص لاستقطاب سياح البقاء القصير، عبر تقديم عروض تشمل تأشيرات مخفضة، وإقامة فندقية بأسعار ترويجية، وهذا النوع من البرامج يحتاج إلى تنسيق مشترك بين شركات الطيران، والفنادق، والجهات الحكومية المختصة، لتحقيق أكبر عائد ممكن من الربط الجوي.
نقطة عبور استراتيجية
وقال الدكتور خالد البلوشي إن موقع سلطنة عمان الجغرافي يمنحها منذ آلاف السنين دورا تجاريا محوريا، مشيرا إلى علاقاتها التاريخية مع حضارات مصر القديمة، وشرق أفريقيا، والهند، والصين، عبر تصدير اللبان والتجارة البحرية، وإن إشراف عمان على مضيق هرمز، واتصالها المباشر ببحر العرب، يجعل منها نقطة عبور استراتيجية على طرق التجارة البحرية والجوية العالمية.
وأضاف أن الموانئ الحديثة مثل صلالة والدقم وصحار، ومطار مسقط الدولي، ومطار صلالة، تمتلك جميعها بنية أساسية عالية المستوى، وتخدم شبكات لوجستية متكاملة، مما يجعل من السلطنة مركزًا محوريًّا لإعادة التصدير والشحن والصيانة البحرية من خلال الحوض الجاف بالدقم.
الاستقرار السياسي
وأشار إلى أن الاستقرار السياسي والأمني الذي تنعم به سلطنة عمان، يشكل عامل جذب مهما لشركات الطيران الأجنبية والمستثمرين في قطاعي السياحة واللوجستيات، ودائما شركات الطيران تبحث عن بيئة آمنة وموثوقة لرحلاتها واستثماراتها وهذا ما تملكه السلطنة.
وأضاف: إن وجود جهاز شرطة وجمارك متمرس، وتسهيلات تأشيرية مرنة، وشركات وطنية لوجستية مثل "أسياد"، يدعم بيئة النقل والشحن الجوي ويزيد من جاذبية السلطنة كمركز عبور إقليمي ودولي.
وأشار إلى أن هناك حراكا واضحا من قبل مطارات عمان، بالتعاون مع وزارة التراث والسياحة، لجذب شركات طيران دولية جديدة. وبيّن أن هذا التوجه يهدف لتحقيق التكامل في منظومة تعود بالنفع على الجميع، سواء من حيث زيادة التدفق السياحي أو تعزيز الخدمات الجوية المقدمة.
كما لفت إلى أن الاستثمار في البنية الأساسية الجوية في مطارات كخصب، وصحار، والحديث عن مطار الجبل الأخضر ورأس الحد، يصب في إطار دعم استراتيجية السلطنة للتحول إلى مركز إقليمي للنقل والسياحة.
البنية والربط الشامل
وأوضح أن التوسع في خدمات الطيران المروحي، وربطها مع الطيران النفاث سيثري تجربة السائح، ويتيح له خيارات متعددة للتنقل داخل السلطنة، وإنشاء محطات ومراكز شحن متطورة بالقرب من مطار مسقط، ومخازن في موانئ صلالة وصحار تتيح مرونة في استقبال وتخزين ونقل البضائع.
وأضاف أن أداء الموانئ العمانية يحظى بتقدير دولي من حيث السرعة والدقة والسلامة، ما يعزز مكانة السلطنة كميناء آمن وفعال في المنطقة.
انفتاح عالمي
ويرى عماد بن فايز الغافري، خبير السفر الاقتصادي: إن التوسع في شبكات الربط الجوي لسلطنة عمان يمثل نقلة نوعية في مسيرة السلطنة نحو الانفتاح العالمي سياحيا واقتصاديا، وهو ما سينعكس على تعزيز مكانة السلطنة كوجهة جاذبة ومتجددة.، مشيرا إلى أن الربط الجوي لا يُقاس فقط بعدد الوجهات بل بنوعية الرحلات، وخدمات الطيران، وقدرة عمان على استيعاب التدفق المتوقع من المسافرين سواء كانوا سياحًا أو مستثمرين أو عابرين.
وأضاف الغافري: إن من أبرز الآثار المباشرة لتوسيع شبكة الوجهات الجوية هو دعم القطاع السياحي، الذي يُعد من أهم روافد التنويع الاقتصادي في رؤية عمان 2040، فالربط الجوي الفعال سيتيح وصول السياح من أسواق مختلفة مثل: أوروبا، وآسيا، وشرق أفريقيا، ويزيد من مدة الإقامة المتوقعة كما سيسهم بدوره في زيادة معدلات الإنفاق للسياح القادمين وخاصة في الفنادق والمطاعم والأنشطة الترفيهية والثقافية، الأمر الذي ينعكس على ارتفاع مساهمة السياحة في الناتج المحلي الإجمالي.
ويرى أن الوجهات الجوية الجديدة تفتح نوافذ اقتصادية غير تقليدية، مثل تعزيز قطاع المعارض والمؤتمرات (MICE tourism)، واجتذاب فئات نوعية من السياح مثل المغامرين ومحبي الطبيعة والسياحة البيئية، ما يتناسب مع طبيعة عمان المتنوعة جغرافيا وثقافيا.
ثقافة السفر
وأشار الغافري إلى أن حضور شركات الطيران الاقتصادي في مشهد الربط الجوي يخلق تحولا حقيقيا في ثقافة السفر داخليا وخارجيا، حيث إن الأسعار التنافسية التي تقدمها هذه الشركات تتيح للمواطنين والمقيمين السفر بتكلفة أقل، مما يحفز الطلب ويُشجّع الأفراد على خوض تجارب سياحية جديدة.
وقال إن هذه الخطوط تُعد عامل جذب للسياح من الفئات المتوسطة والباحثين عن رحلات قصيرة وميسورة، وهي فئات ذات تأثير مباشر في إنعاش الاقتصاد المحلي. ويرى أن من الضروري وجود تنسيق أكبر بين الشركات الوطنية والمطارات وشركات السياحة لتوفير حزم سفر متكاملة بأسعار مشجعة تشمل الطيران، والإقامة، والتنقل، والأنشطة السياحية.
امتياز جغرافي
وبيَّن الغافري أن سلطنة عمان تمتلك موقعا جغرافيا مثاليا يؤهلها لأن تكون مركزا مهما للعبور الجوي بين الشرق والغرب، خاصة مع ما تتمتع به من استقرار سياسي ومناخ استثماري جاذب. هذا الموقع يمكن أن يخدم رحلات الربط بين قارات آسيا وأفريقيا وأوروبا، ويجعل من مطارات السلطنة نقطة توقف مفضلة للعديد من شركات الطيران الأجنبية، ما يعني زيادة الإيرادات من خدمات المطارات والضيافة وقطاع الشحن الجوي.
وأضاف أن هذا الامتياز الجغرافي يجب أن يُستثمر ليس فقط في نقل المسافرين، بل في الترويج الذكي للسلطنة كوجهة "تستحق التوقف والاكتشاف"، من خلال عروض عبور (Transit) تشمل جولات قصيرة في المدن، وتجارب تراثية وثقافية.
البنية السياحية
وفي ختام حديثه، لفت الغافري إلى أهمية الاستعداد المستقبلي وتهيئة البنية الأساسية علاوة على ضرورة التسويق الفعال للمواقع السياحية بسلطنة عمان قائلا: إن التوسع في الربط الجوي يحتاج إلى استعداد ميداني متكامل، يشمل تطوير البنية السياحية في مختلف الولايات، وتسهيل الوصول إلى المواقع الطبيعية والثقافية، ورفع جودة الخدمات المقدمة في الفنادق والمرافق الترفيهية، ومن الضروري وجود استراتيجيات تسويقية خارجية تستهدف تعريف الأسواق العالمية بجماليات السلطنة، وما تقدمه من تجارب سياحية فريدة، بدءًا من صلالة في الجنوب، إلى الجبل الأخضر، ووصولًا إلى رمال الشرقية، كما ويجب علينا أن نولي أهمية بتوظيف المحتوى الرقمي والمؤثرين في وسائل التواصل الاجتماعي لنقل صورة عمان إلى الخارج بطريقة عصرية وجاذبة.