في ظلّ أجواء سياسية مشحونة، وصلت مبعوثة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، مورغان أورتاغوس إلى بيروت حاملةً رسالة واضحة تظهر الرؤية الاميركية بأن لبنان أمام مفترق طرق، والخيار يجب ان يحسم حول طبيعة نفوذ هذا البلد. 

الزيارة، التي تأتي ضمن استراتيجية أميركية مُحكمة، تهدف إلى تعزيز الضغط الدولي لعزل حزب الله عن السلطة التنفيذية، مستفيدةً من تراجُع شعبيته الداخلية (على الصعيد الوطني) وتصاعد الأزمات الاقتصادية التي يُلام عليها، وضعفه العسكري المستجد.

  


تشير مصادر مطلعة إلى أن واشنطن تعمل على توظيف ورقة انهيار شرعية "حزب الله" بعد سنوات من السيطرة، عبر تحالفها مع قوى محلية تُعارض الحزب. الخطوة الأميركية تعتمد على خطة شبه واضحة تقوم اولا على عزل الحزب سياسياً عبر منع مشاركة "الثنائي الشيعي" (حزب الله وحركة أمل) في الحكومة المقبلة، وثانيا تحميل الحزب مسؤولية كل الازمات السياسية والاقتصادية في لبنان، خصوصا مع فشله وحلفائه في تنفيذ إصلاحات مطلوبة دولياً. 
كما تسعى واشنطن الى تأليب الشارع اللبناني ضد الحزب عبر دعم تحركات تطالبه بالانسحاب من السلطة.  

لكنّ السؤال: هل ستنجح واشنطن في تنفيذ سيناريو الإقصاء؟ 
امام الحزب خياران، كلاهما محفوفٌ بالمخاطر:  
اما ان يقرر عدم المشاركة في الحكومة الجديدة، لكن دون ان يبادر هو بإعلان ذلك، بل ينتظر قيام خصومه – بدعم أميركي – باستبعاده، مما يسمح له بتحويل نفسه إلى "قوة معارضة" تنتقد فشل الحكومة في تحقيق الاستقرار والانماء، و استخدام أزمات الكهرباء والوقود كأدلة على عجز "التحالف الغربي" عن إدارة الدولة.  
غير أن هذا الخيار يعني تنازل الحزب عن "مكاسبه السياسية" المكتسبة منذ اتفاق الطائف، وهو ما قد يُضعف نفوذه لفترة طويلة.  
هنا يبرز الخيار الثاني وهو عدم ترك الحزب للسلطة بسهولة، وقد يلجأ إلى: تعطيل تشكيل الحكومة عبر شروط غير قابلة للتفاوض، مثل الاحتفاظ بوزارات او بعدد معين والمماطلة في الوصول إلى حلول، اضافة الى تحريك الشارع الشيعي عبر تظاهرات ضخمة، خاصةً مع اقتراب موعد تشييع الأمين العام حسن نصر الله، الذي سيُحوَّل – في حال حدوثه – إلى مظاهرة مليونية تُعيد إثبات قوة الحزب التنظيمية والشعبية، وهذا ما يحتاجه في المعركة السياسية الداخلية.
  المصدر: خاص "لبنان 24"

المصدر: لبنان ٢٤

كلمات دلالية: حزب الله

إقرأ أيضاً:

الحكومة الألمانية: مستعدون لزيادة الضغط على إسرائيل بشأن غزة

أعلنت الحكومة الألمانية أنها مستعدة لاتخاذ خطوات لزيادة الضغط على إسرائيل بشأن غزة”، وفقا لنبأ عاجل عبر فضائية “القاهرة الإخبارية”.

عماد الدين حسين: إسرائيل تُفشل جهود الإغاثة لتجويع غزة.. ومصر تواجه المخططرئيس تعليم الشيوخ: محاولات تشويه مصر باسم غزة يائسة

وقالت نبال فرسخ، المتحدثة باسم الهلال الأحمر الفلسطيني، إن إدخال دفعة من المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر معبر كرم أبو سالم هو خطوة إيجابية تأتي في وقت حرج، مشددة على أنها غير كافية لاحتواء الكارثة الإنسانية المتفاقمة، كما أن القطاع يعاني منذ أكثر من خمسة أشهر من حصار خانق تسبب في مجاعة حادة وارتفاع مقلق في عدد الوفيات، لافتة إلى تسجيل ست حالات وفاة جديدة بسبب الجوع خلال الـ24 ساعة الماضية، من بينهم طفلان، ما يرفع حصيلة الضحايا إلى 133 شخصاً، بينهم 87 طفلاً.

وأكدت فرسخ في مداخلة عبر شاشة "القاهرة الإخبارية"، أن الوضع الإنساني يتطلب تدخلا عاجلا لفتح جميع المعابر بشكل دائم ودون شروط، بهدف إدخال ما لا يقل عن 1000 شاحنة يوميا، وهو ضعف العدد الذي كان يدخل قبل الحرب، مضيفة أن المستشفيات تعاني من نقص حاد في الأدوية والمستلزمات الطبية، إضافة إلى شح الوقود اللازم لتشغيل المولدات ومركبات الإسعاف، ما يجعل أي تحسن حقيقي على الأرض مرهوناً بوقف دائم لإطلاق النار وتدفق مستمر وغير مشروط للمساعدات.

طباعة شارك الحكومة الألمانية إسرائيل غزة

مقالات مشابهة

  • قيادى بحزب الجبهة الوطنية: نعاهد الله والقيادة السياسية على بذل أقصى الجهد لخدمة الوطن
  • رئيس الحكومة اللبنانية يطمئن: فرنسا مستمرة في دعم لبنان وتجديد مهمة قوات «اليونيفيل» وشيك
  • الحكومة الألمانية: مستعدون لزيادة الضغط على إسرائيل بشأن غزة
  • الحوار مع الحزب يترنّح وإسرائيل ترفض بالنار مقترحات لبنان
  • الضغط على لبنان يتصاعد وبرّاك يحذّر: التصريحات لا تكفي.. سلام يعرض على بري عقد جلسة للحكومة تقر حصرية السلاح
  • واشنطن تجدد دعوة لبنان إلى «احتكار السلاح»
  • سكاف: أخشى ان تتحول الحكومة الى فرصة ضائعة
  • عن سلاح يمتلكه حزب الله.. ماذا كشفت زيارة برّاك؟
  • قلق لدى القوى المسيحيّة لنتائج زيارة براك
  • ترقب للرد الأميركي على المذكرة اللبنانية وعون يتحدث عن تقدم بطيء في ملف السلاح