كشفت مجلة أمريكية عن مقترحات في بعض الأوساط في واشنطن العاصمة، لسيطرة الجيش الأمريكي على مدينة الحديدة وموانئها أو حصارها من أجل إنهاء تهديد المتمردين الحوثيين من اليمن.

 

وأضافت مجلة "ناشيونال انترست" -في تقرير لها تحت عنوان "يجب على ترامب أن يُبقي أميركا بعيدة عن اليمن" وترجم أبرز مضمونه إلى العربية "الموقع بوست"- "يجب على الجيش الأمريكي إما الاستيلاء على ميناء الحديدة اليمني أو حصاره".

 

وتابعت "للوهلة الأولى، تبدو هذه الحجة منطقية. بعد كل شيء، وهذا الميناء هو نقطة الدخول الأساسية للواردات إلى اليمن. كما ثبت أنه قناة رئيسية لتوصيل الإمدادات والأسلحة غير المشروعة إلى المتمردين الحوثيين المخيفين الذين يختبئون في سفوح جبال اليمن ويعسكرون على طول شواطئها ويرشقون بشكل دوري صواريخ باليستية مضادة للسفن على أقرب سفينة حربية تابعة للبحرية الأمريكية".

 

وأردف التقرير "من الغريب أن نستنتج من هذا أن القوات الأميركية لابد أن تكون هي التي تتولى السيطرة على هذا الميناء وإدارته، وضمان عدم استمرار الحوثيين وعملائهم الإيرانيين العاملين في المنطقة في استخدام الحديدة لتحقيق غاياتهم الخبيثة".

 

بطبيعة الحال، يشير التقرير إلى أن الدعوات إلى حصار الميناء و/أو الاستيلاء عليه تضمنت دعوات إلى التعددية. ولكن بعد عشرين عاما من الحروب في أفغانستان والعراق، يعلم الجميع أن "المهام المتعددة الأطراف" من هذا النوع في الشرق الأوسط تتحول حتما إلى تحمل الجيش الأميركي المزيد من المسؤوليات التي لا ينبغي له أن يتحملها.

 

تقول المجلة "الآن تأتي الدعوات إلى ضم ميناء الحديدة المهم لأميركا. ولا شك أن هذه الدعوات تأتي، جزئياً على الأقل، لأن احتمالات انتهاء الحصار البحري المشترك بين البحرية الأميركية وشركائها الإقليميين هناك ضئيلة. ومن شأن القيام بذلك أن يضع في الأساس هدفاً ضخماً على ظهر أي وحدات ينشرها الأميركيون في ذلك الميناء. ولا ينبغي السماح بذلك.

 

وتساءلت: هل تستطيع القوات الأميركية الاستيلاء على الميناء والاحتفاظ به؟ ربما. هل سيوقف هذا التهديد الحوثي؟ ربما. هل هناك طريقة أفضل للتعامل مع هذا التهديد؟ بالتأكيد.

 

وقالت "إليكم اقتراح أبسط: قصف الميناء وتحويله إلى رماد. لقد فعلت إسرائيل هذا بالفعل بطريقة أكثر تحفظا باستخدام طائراتها الحربية من الجيل الخامس من طراز إف-35 آي أدير في الصيف الماضي. لكن هذه الضربة لم تكن كافية لإنهاء التهديد ــ على الرغم من أن هذه الضربات أدت وظيفة إبطاء وتيرة الضربات الحوثية ضد الأهداف الإسرائيلية".

 

وأكدت أنه يتعين على الإسرائيليين والسعوديين أن يفعلوا المزيد.

 

وقالت "إذا كان ميناء الحديدة هو المركز اللوجستي الرئيسي للحوثيين المدعومين من إيران، ورفض الحوثيون التوقف عن إرهاب الأميركيين وحلفائهم والشحن الدولي في البحر الأحمر ومضيق باب المندب، فينبغي ضرب الميناء باعتباره هدفا عسكريا مشروعا".

 

تضيف "الواقع أن هذا الميناء ينبغي أن يتوقف عن العمل، بغض النظر عن العواقب الإنسانية، لكن هذا لا يعني أن الولايات المتحدة بحاجة إلى استخدام قواتها الخاصة للقيام بذلك".

 

واستطردت "لكن بدلاً من ذلك، يتعين على واشنطن أن تصر على أن يقوم شركاء أميركا الإقليميون، الذين يرسل إليهم دافعو الضرائب الأميركيون مبالغ باهظة من أموالهم التي حصلوا عليها بشق الأنفس على أساس سنوي، بتنفيذ الغارات الجوية".

 

واستدركت "سواء من خلال النظام الملكي السعودي أو إسرائيل الديمقراطية، فإن الجهود الرامية إلى إغلاق ميناء الحديدة يجب أن تظل محلية. ولا حاجة على الإطلاق إلى قوات برية أميركية، ولا إلى سفن حربية ثمينة تابعة للبحرية الأميركية. فضلاً عن ذلك، هناك حاجة إلى هذه السفن الحربية في مسارح قتال أكثر أهمية من الشرق الأوسط".

 

وأفادت "في ظل الظروف العادية، من الواضح أن الجهات الفاعلة الإقليمية بالقرب من اليمن لن تتصرف بأي شكل من الأشكال. من المؤكد أنها ستقصف الموقع أحيانًا عندما تصبح الأمور متوترة للغاية. لكن الجهات الفاعلة الإقليمية ستتطلع باستمرار إلى العم سام (إسرائيل) للقيام بالعمل الشاق.

 

وقالت المجلة الأمريكية "لقد خاضت إدارة ترامب حملتها الانتخابية على عدم وجود تشابكات أجنبية جديدة - وخاصة في الشرق الأوسط. يجب على البيت الأبيض أن يفي بهذا الوعد".

 

وخلصت مجلة انترست" تقريرها بالقول "إننا نحارب الحوثيين عندما يهددون السفن الحربية التابعة للبحرية الأميركية أو طرق التجارة المهمة. ولكن دع الأمر للسعوديين والإسرائيليين لإيجاد حلول أكثر ديمومة للتهديد الحوثي. فواشنطن لديها أسماك جيوسياسية أكبر لتقليها".

 


المصدر: الموقع بوست

كلمات دلالية: اليمن أمريكا ميناء الحديدة الحوثي البحر الأحمر میناء الحدیدة

إقرأ أيضاً:

إسرائيل تعلن عن ضربات محتملة خلال الساعات القادمة على موانئ الحديدة الخاضعة للحوثيين

أصدر جيش الاحتلال الإسرائيلي، مساء الإثنين، تحذيراً للمتواجدين في الموانئ الواقعة تحت سيطرة مليشيا الحوثي المدعومة من إيران، بضرورة إخلائها على الفور.

وأوضح التحذير، الذي نشره المتحدث باسم جيش الاحتلال أفيخاي أدرعي عبر حسابه في موقع "فيسبوك"، أن الموانئ البحرية الخاضعة لسيطرة الحوثيين وهي: ميناء رأس عيسى، وميناء الحديدة، وميناء الصليف، يجب إخلاؤها بشكل عاجل.

وأكد التحذير، الذي رصده محرر وكالة "خبر"، على ضرورة الإخلاء حتى إشعار آخر، في إشارة إلى نية جيش الاحتلال تنفيذ ضربات جوية محتملة، مبرراً ذلك إلى أن الحوثيين يستخدمون هذه الموانئ "لخدمة أنشطتهم الإرهابية"، وفقاً لما ورد في الإعلان.

وجاء في ختام التحذير: "نحث جميع المتواجدين في هذه الموانئ على إخلائها والابتعاد عنها حفاظاً على سلامتكم، وذلك حتى إشعار آخر."

وخلال الأشهر الثلاثة الأخيرة، نفذ جيش الاحتلال الإسرائيلي عدة غارات استهدفت موانئ الحديدة، ومطار صنعاء، ومصنعي إسمنت باجل وعمران، ومحطات الطاقة في صنعاء، إضافة إلى تدمير أسطول الخطوط الجوية اليمنية المكوّن من أربع طائرات.

وتتهم مصادر محلية مليشيا الحوثي بالتسبب في تعريض البنية التحتية اليمنية لتدمير ممنهج منذ اجتياحها العاصمة صنعاء في 21 سبتمبر/أيلول 2014، في ما اعتبره مراقبون تجسيداً لنزعة انتقامية ضد الشعب اليمني.

وقد قوبلت العمليات الإسرائيلية بإدانات محلية واسعة، باعتبارها استهدافاً لمقدرات الشعب اليمني، لا لمليشيا الحوثي، خصوصاً أن جيش الاحتلال يتجنب استهداف المواقع العسكرية الحوثية ويركز على المنشآت الخدمية، في محاولة - كما يرى البعض - للإبقاء على قدرات الحوثيين لاستخدامها كذريعة فقط.

مقالات مشابهة

  • الاحتلال الإسرائيلي يجدد عدوانه على ميناء الحديدة في غرب اليمن
  • إسرائيل تقصف ميناء الحديدة في غرب اليمن
  • البحرية الإسرائيلية تدخل على خط المواجهة.. هجوم نوعي على ميناء الحديدة غرب اليمن
  • سلاح البحرية الإسرائيلي يهاجم لأول مرة ميناء الحديدة غرب اليمن
  • غارتان إسرائيليتان تستهدفان ميناء الحديدة في اليمن
  • لأول مرة: البحرية الإسرائيلية تشن هجوما على ميناء الحديدة في اليمن
  • عاجل. إعلام عبري: سلاح البحرية يقصف موانئ في اليمن من بينها ميناء الحديدة
  • غارتان على ميناء الحديدة.. عدوان إسرائيلي جديد ضد اليمن
  • إسرائيل تعلن عن ضربات محتملة خلال الساعات القادمة على موانئ الحديدة الخاضعة للحوثيين
  • كبريات شركات الشحن: لا يزال ممر البحر الأحمر محظورا رغم الإجراءات الأمريكية (ترجمة خاصة)