10 فبراير، 2025

بغداد/المسلة:

شهدت الساحة السياسية العراقية خلال الأيام الماضية حراكًا مكثفًا بين قوى الإطار التنسيقي، في محاولة لرأب الصدع الذي خلفته الخلافات الأخيرة بين مكوناته. التحركات جاءت في ظل أجواء إقليمية مشحونة، ما دفع الأطراف السياسية إلى إعادة ترتيب أوراقها الداخلية تحسبًا للمتغيرات المقبلة.

وكشف مصدر مطلع عن أن وفدًا رفيع المستوى من الإطار التنسيقي زار رئيس تيار الحكمة، عمار الحكيم، في خطوة تهدف إلى إزالة التوتر وإعادة التنسيق بين القوى الشيعية، التي تواجه تحديات سياسية وإدارية معقدة.

التفاهمات التي تم التوصل إليها أسفرت عن عودة الحكيم إلى اجتماعات الإطار، بعد قطيعة استمرت لأسابيع، على خلفية خلافات متعلقة بإدارة بعض المناصب الحساسة داخل الدولة.

و ضم الوفد الإطاري شخصيات بارزة، من بينها رئيس ائتلاف دولة القانون نوري المالكي، والنائب الأول لرئيس البرلمان محسن المندلاوي، ورئيس كتلة النهج الوطني عبد السادة الفريجي، وأمين الإطار التنسيقي عباس العامري.

وجاء اللقاء بعد جهود مضنية لإعادة جسور الثقة بين الحكيم وبقية مكونات الإطار، خاصة بعد قرار مقاطعته الاجتماعات في 20 كانون الثاني الماضي، احتجاجًا على إقالة محافظ ذي قار مرتضى الإبراهيمي، واستقالة علي المؤيد من رئاسة هيئة الإعلام والاتصالات.

وبتحركات من أعضاء مجلس المحافظة التابعين لكتل شيعية، تم إقصاء مسؤولين من مناصبهم، ما  عده الحكيم “إنقلابا على الاتفاقات السياسية للإطار” التي قامت بموجبها قوى الإطار بتقاسم المناصب على مستوى المحافظات ومجالسها.

واعتبر مصدر سياسي أن المشهد العراقي لا يتحمل مزيدًا من الانقسامات داخل القوى الشيعية، التي تشكل العمود الفقري للحكومة الحالية.

وتحكم اتفاقات تقاسم السلطة بين هذه القوى، المعادلة السياسية في العراق، وأي خروج عن هذه الاتفاقات يهدد استقرار العمل الحكومي، ويخلق مناخًا من عدم الثقة، في وقت يحتاج فيه العراق إلى انسجام سياسي أكثر من أي وقت مضى.

وجاءت عودة الحكيم إلى اجتماعات الإطار التنسيقي ضمن تفاهمات جديدة تضمن تماسك القوى الشيعية، في ظل متغيرات إقليمية تؤثر على مواقف الفاعلين السياسيين في الداخل.

وتعمي إعادة اللحمة بين مكونات الإطار، استعادة التنسيق السياسي، ما يعزز قدرة هذه القوى على التعامل مع الملفات العالقة، سواء على مستوى إدارة الدولة أو في مواجهة التحديات الخارجية.

ويرى مراقبون أن هذه المصالحة لا تعني بالضرورة تجاوز الخلافات بشكل كامل، لكنها توفر أرضية مشتركة لاستئناف العمل السياسي الجماعي.

ويبقى التحدي الأهم هو مدى قدرة هذه القوى على الالتزام بتعهداتها، وتجنب العودة إلى الانقسامات التي تعرقل الأداء الحكومي، خاصة مع تصاعد التحديات الاقتصادية والأمنية التي تتطلب قرارات حاسمة وسريعة.

 

المسلة – متابعة – وكالات

النص الذي يتضمن اسم الكاتب او الجهة او الوكالة، لايعبّر بالضرورة عن وجهة نظر المسلة، والمصدر هو المسؤول عن المحتوى. ومسؤولية المسلة هو في نقل الأخبار بحيادية، والدفاع عن حرية الرأي بأعلى مستوياتها.

About Post Author Admin

See author's posts

المصدر: المسلة

كلمات دلالية: الإطار التنسیقی

إقرأ أيضاً:

مدرسة عمر بن الخطاب تحصد لقب بطولة المملكة لتنس الطاولة لطلاب دور القرآن

صراحة نيوز- اختتمت اليوم الخميس منافسات بطولة المملكة لتنس الطاولة لطلاب دور القرآن والمدارس الشرعية، التي نظمتها وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الإسلامية في صالة اللجنة البارالمبية بمدينة الحسين للشباب، بمشاركة 160 لاعباً يمثلون 54 فريقاً.

ورعى، مندوباً عن أمين عام وزارة الأوقاف، مساعد الأمين لشؤون المديريات/ مدير التعليم الشرعي الدكتور حاتم سحيمات، حفل الختام الذي شهد وصول فريقي مدرسة عمر بن الخطاب الشرعية في إربد، ودار القرآن في مسجد سعد بن معاذ بعجلون إلى المباراة النهائية، والتي انتهت بفوز فريق مدرسة عمر بن الخطاب.

وأكد سحيمات حرص وزارة الأوقاف على تنظيم الفعاليات الرياضية لتنمية القدرات الفنية ورفع المستوى التنافسي لطلبة المدارس الشرعية ودور القرآن الكريم، واستثمار أوقاتهم بما يعزز مهاراتهم، إضافة إلى دعمهم في مسيرة تعليم وحفظ كتاب الله.

وأشار إلى الدعم الكبير الذي تقدمه الوزارة، ممثلة بوزير الأوقاف الدكتور محمد الخلايلة، للأنشطة الرياضية والثقافية التي تنظمها مديرية التعليم الشرعي، ما أسهم في تحقيق نتائج مميزة للطلبة، مثمناً في الوقت ذاته جهود اللجنة البارالمبية والمشرفين على دور القرآن في إنجاح البطولة.

وفي ختام الفعالية، توّج سحيمات الفريقين الفائزين بكأسي المركزين الأول والثاني، كما كُرّم أمين عام اللجنة البارالمبية الدكتور عمر الهنداوي واللاعبون الفائزون والمشاركون والمشرفون بالميداليات.

وضم فريق مدرسة عمر بن الخطاب اللاعبين: عثمان جرادات، محمد الحايك، يزن العمري، والمشرف محمد انجادات. فيما ضم فريق مسجد سعد بن معاذ: محمود الشويات، محمد عنانبه، محمود بعاره، والمشرف عمر الشويات

مقالات مشابهة

  • الزبيدي: الوضع الراهن يمثل محطة مفصلية وناقشنا مع السعودية والإمارات عدة تفاهمات
  • زيدان: اختيار الرئاسات الثلاثة بيد القوى السياسية العراقية
  • الخلافات الداخلية والرسائل الخارجية تعيد تشكيل مشهد اختيار رئيس الوزراء
  • من الإطار إلى طاولة الشراكة: العراق نحو صياغة معادلة السلطة
  • ReStory لعبة جديدة تعيد الحنين لأجهزة الألفية الماضية
  • مدرسة عمر بن الخطاب تحصد لقب بطولة المملكة لتنس الطاولة لطلاب دور القرآن
  • النائب محمد رزق: مصر تعيد بناء نفسها برؤية جديدة.. ودور رجال الأعمال يتجاوز المكسب إلى صناعة مستقبل الوطن
  • الحكمة يعلن عن امتلاكه مرشحاً لرئاسة الوزراء.. زهد القوى بالمنصب يرتب أوراق الترشح نحو توافق سريع
  • ائتلاف النصر:الإطار “قلق” من تأخر حسم المرشح لرئاسة البرلمان المقبل
  • خالد حنفي: 500 مليار دولار حجم مشروعات إعادة الإعمار التي تستهدفها مبادرة عربية - يونانية جديدة