هآرتس: هل مهد ترامب الطريق أمام نتنياهو لضم الضفة؟
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
قالت صحيفة هآرتس الإسرائيلية إن فكرة للرئيس الأميركي دونالد ترامب ضاعت وسط الضجيج تظهر أن الجائزة الحقيقية التي سيقدمها لإسرائيل قد تأتي في المستقبل القريب، وذلك في وقت يستعرض فيه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطة الاستيلاء على قطاع غزة باعتبارها الإرث الفوري لرحلته إلى واشنطن.
وأوضحت الصحيفة في مقال بقلم بن سامويلز أن ترامب أجاب في الساعات التي سبقت وصول نتنياهو عن سؤال حول ضم الضفة الغربية، بمقارنة حجم إسرائيل في الشرق الأوسط برأس قلم على مكتبه، وقال لاحقا إلى جانب نتنياهو "الناس يحبون فكرة الضم وسنعلن عن ذلك في الأسابيع الأربعة المقبلة".
ومن الطبيعي -حسب الكاتب- أن يضيع هذا التصريح وسط الضجة التي أعقبت إعلان ترامب "استيلاء بلاده على غزة" التي يعدها نتنياهو "أول فكرة جديدة منذ سنوات" في ما يتعلق بالصراع الإسرائيلي الفلسطيني، ولكن نظرة سريعة إلى التقويم تُظهر أن ترامب بعد 4 أسابيع من ذلك الاجتماع سيُلقي خطاب حالة الاتحاد في الكونغرس.
وذكرت الصحيفة أن نتنياهو اختتم زيارته إلى واشنطن بالإصرار -خلال اجتماعاته مع ترامب والمشرعين الجمهوريين وقادة النفوذ الذين يشاركونه أيديولوجيته- على أن ترامب صحح أخيرا مسار العلاقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل بعد تصرفات الرئيس السابق جو بايدن، مناقضا بذلك مزاعمه السابقة بأن بايدن يعمل كواحد من أكثر المؤيدين التاريخيين لإسرائيل أهمية في أميركا.
إعلانوفسرت الصحيفة مدح نتنياهو المتلهف لترامب بأنه من ناحية، تملق الأنا الضروري المطلوب من أي زعيم عالمي يطلب بركات الرئيس، ومن ناحية أخرى دفعة أولى من الشكر لخطة ترامب المذهلة للترحيل الجماعي للفلسطينيين والاستيلاء الأميركي على غزة.
وبغض النظر عن هذا، يقول الكاتب إن نتنياهو يغادر واشنطن حاملا مجموعة متنوعة من إجراءات ترامب ليستعرضها في الوطن، مثل الأوامر التنفيذية بشأن وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا) والمحكمة الجنائية الدولية، والإعلان عن بيع أسلحة بقيمة 7 مليارات دولار، وإعادة الالتزام بممارسة أقصى قدر من الضغط على إيران.
وبالإضافة إلى ذلك، يشعر نتنياهو بالتشجيع بسبب إلقاء ترامب الشكوك على جدوى وقف إطلاق النار في غزة وتحويل انتباه العالم بعيدا عن عشرات الأسرى الإسرائيليين الذين ما زالوا لدى حركة المقاومة الإسلامية (حماس) نحو خطة غزة المروعة التي تترك أسئلة أكثر مما تقدم إجابات.
وفي غضون ذلك، سيستخدم ترامب خطته بشأن غزة كوسيلة ضغط على الملك الأردني عبد الله الثاني الذي يزور واشنطن هذا الأسبوع على أمل تجنب أي كوارث دبلوماسية أخرى، وإذا رفض الملك استقبال الفلسطينيين من غزة وانهار وقف إطلاق النار فقد يستخدم ترامب استئناف المساعدات الأميركية للأردن كجزرة والضم كعصا.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
ترامب يفقد صبره على نتنياهو.. تسونامي سياسي عالمي يهدد الاحتلال
مع تصدّع الدعم التلقائي البذي يحظى به الاحتلال من واشنطن، لم ينتظر العالم الغربي لحظة، بل أطلقت الدول الأوروبية، بجانب كندا وأستراليا، موجةً منسقةً من الإدانات والعقوبات والتهديدات، مع إشارة ترامب بأن دولة الاحتلال إسرائيل لم تعد بمنأىً عن ذلك، مما يتسبب بوجود نفسها معزولة، وبلا مظلةٍ حمته لسنوات.
وأكد البروفيسور إيتان غلبوع خبير الشئون الأمريكية، وباحث بمركز الدراسات الاستراتيجية بجامعة بار-إيلان، أنه "بينما يُحارب الاحتلال حماس، تُحاربه أوروبا، فقد أصدر قادةٌ من دولٍ عديدة، تُعتبر معظمها من أصدقاؤه القدامى، سيلًا من رسائل الإدانة والتهديدات والمطالبات له بإنهاء الحرب، وإطلاق سراح جميع الرهائن، واستئناف المساعدات الإنسانية الكاملة إلى غزة، وأشاروا لتصريحاتٍ غير مسؤولة، لا سيما للوزيرين بن غفير وسموتريتش، حول ما ينبغي على الاحتلال فعله في غزة، بما في ذلك منع المساعدات الإنسانية، والاستيطان".
وقال في مقال نشره موقع ويللا، وترجمته "عربي21" أن "نتنياهو تجنب إدانة تصريحات وزرائه، فبدا وكأنه يدعمها، وأشار القادة الأوروبيون للفلسطينيين، وتجاهلوا مسئولية حماس عما حدث في غزة، لكن نتنياهو لم يأخذ في الاعتبار هذا التسونامي السياسي، الذي ظهر تحت مظلة تصريحات ترامب وأفعاله، مما يُلحق أضرارًا جسيمة بالاحتلال، وأصدر قادة بريطانيا وفرنسا وكندا بيانا مشتركا ضده، دعوه لوقف الحرب، والسماح بدخول المساعدات الإنسانية، وعدم التردّد باتخاذ خطوات أخرى، بما فيها فرض عقوبات مستهدفة".
وأوضح، أن "قادة أيسلندا وأيرلندا ولوكسمبورغ ومالطا والنرويج وسلوفينيا وإسبانيا فرنسا وهولندا وأيرلندا والسويد وأستراليا أصدروا بيانات جاء فيه أن الاحتلال مطالب بضمان توزيع المساعدات دون عوائق، وتغيير سياسته الحالية، بعد أن فقد أكثر من 50 ألف فلسطيني حياتهم في غزة، وأعلنت بريطانيا تعليق المفاوضات بشأن اتفاقية التجارة الحرة، ووبخت سفيرة الاحتلال لديها، وفرضت عقوبات على المستوطنين، وأوضح وزير خارجيتها أن تصرفات وخطابات حكومة الاحتلال تعزله عن أصدقائه وشركائه حول العالم".
كما تساءل الكاتب "من أين جاء هذا التسونامي الدبلوماسي، سيكون مثيرا للدهشة أن يكون الجواب من ترامب، الذي أعلن أننا نراقب غزة، والعديد من الناس يتضورون جوعًا هناك، كما صرّح وزير خارجيته أننا قلقون بشأن الوضع الإنساني في غزة، ونحن لسنا بمنأى عن معاناة سكانها، مما أجبر نتنياهو على استئناف المساعدات الإنسانية فورًا حتى قبل وضع الترتيب الأمريكي اللازم لتنفيذه على أرض الواقع".
وبين أنه "بعد هذه التصريحات والإجراءات من رئيس وصفه نتنياهو بأنه أعظم صديق في البيت الأبيض على الإطلاق، لم يكن بمقدور الحكومات الليبرالية الأوروبية أن تفعل أقل منه، وقد لاحظت تصدّعات علاقتهما، بدءًا بالمفاوضات مع إيران؛ وإنهاء الحرب مع الحوثيين، ومطالبته بإنهاء حرب غزة، وإعادة الرهائن؛ وتخطي الاحتلال في أول زيارة له للشرق الأوسط؛ والاحتفالات بالاتفاقيات مع دول الخليج؛ ولقاء رئيس سوريا الجديد، ورفع العقوبات عنها؛ وحذف التطبيع كشرط للاتفاقيات العديدة التي وقعتها مع السعودية".
وأشار إلى أن "ترامب فقد صبره من نتنياهو لأنه يعيقه عن بناء بنية سياسية واقتصادية في المنطقة، لفشله بهزيمة حماس بعد عام ونصف، بعد أن خففت العلاقات السياسية والاستراتيجية الوثيقة بين الولايات المتحدة والاحتلال من حِدّة التحركات الأوروبية الصارمة ضده، أو منعتها من الأساس، ورغم التوترات الكثيرة بين أوروبا وترامب حول عدد من القضايا، لكن يبدو أنه لم يكتفِ بمحاولة التخفيف من حدة تصريحات حكوماتها التهديدية للاحتلال، بل فتح الباب على مصراعيه بتصريحاته وتوجيهاته، ولم يفعل شيئًا لحماية الاحتلال".