أسعار الغاز الأوروبي عند أعلى مستوى في عامين مع تصاعد مخاوف الإمدادات
تاريخ النشر: 10th, February 2025 GMT
ارتفعت أسعار الغاز الطبيعي في أوروبا إلى أعلى مستوى خلال عامين، مع تسارع وتيرة السحب من مرافق التخزين بفعل انخفاض درجات الحرارة في المنطقة. ارتفعت العقود المستقبلية القياسية بنحو 4.1% يوم الإثنين، إلى 58 يورو لكل ميغاواط في الساعة. وهو أعلى مستوى منذ فبراير 2023، بعدما حققت العقود مكاسب على مدى أربعة أسابيع متتالية.
تستعد منطقة شمال غرب أوروبا لموجة صقيع في الأيام المقبلة، مما قد يُعزز الطلب على التدفئة ويضيف مزيداً من الزخم إلى الارتفاع الذي يسيطر على الأسواق منذ بداية العام حتى الآن.
يهدد ارتفاع استهلاك الوقود باستنزاف المخزونات بشكل أكبر، والتي وصلت بالفعل إلى أدنى مستوياتها في هذا الوقت من العام منذ أزمة الطاقة في عام 2022. أدت الأحوال الجوية الباردة وضعف الرياح في جميع أنحاء أوروبا هذا الشتاء إلى تعزيز استهلاك الغاز وأثرت على توليد الطاقة المتجددة. تبلغ نسبة امتلاء المخزونات 49% فقط، مقارنةً بـ67% في نفس الفترة من العام الماضي، مما يجعل إعادة تجديدها خلال الأشهر الدافئة أكثر صعوبة.
مراقبة رسوم ترمب الجمركية
قال أرن لوهمان راسموسن، كبير المحللين في "غلوبال ريسك مانجمنت" (Global Risk Management): "تزايدت مخاطر دخول الاتحاد الأوروبي فصل الربيع بمستويات منخفضة للغاية من مخزونات الغاز خلال الأسبوعين الماضيين". "ولم يرتفع سعر العقد الآجل الأقرب للتسليم، بل شهدنا أيضاً زيادة في أسعار العقود المستقبلية خلال عامي 2026-2027".
في إشارة أخرى إلى الزخم الصعودي الذي يسيطر على السوق، تُظهر خيارات الغاز أن المتعاملين يسارعون إلى تأمين الحماية ضد ارتفاع أسعار الغاز في أوروبا، مما يشير إلى أنهم يتوقعون المزيد من الاضطرابات في الإمدادات قبل موسم التخزين.
كما يراقب المتداولون عن كثب تأثير الرسوم الجمركية الأميركية والتهديدات الموجهة إلى الشركاء التجاريين العالميين. يعتزم الرئيس دونالد ترمب فرض رسوم جمركية بنسبة 25% على جميع واردات الصلب والألمنيوم إلى الولايات المتحدة، ويدرس أيضاً في فرض رسوم على الواردات من الاتحاد الأوروبي. وقد يؤدي التصعيد المتبادل إلى زيادة تكلفة واردات الغاز الطبيعي المسال، حيث تُعد الولايات المتحدة أكبر مورد لأوروبا.
ارتفعت العقود المستقبلية الهولندية للشهر الأقرب، التي يُنظر لها كمعيار رئيسي لأسعار الغاز في أوروبا، بنسبة 2.7% إلى 57.26 يورو لكل ميغاواط/ساعة كما في الساعة 8:42 صباحاً في أمستردام.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الغاز الوقود أسعار الغاز ترمب الغاز الطبيعي أوروبا المزيد أسعار الغاز
إقرأ أيضاً:
أرباح البنوك الأوروبية مهددة بالتآكل إذا طبقت رسوم ترامب
في ظل تصاعد التوترات التجارية بين أوروبا والولايات المتحدة، حذّرت وكالة ستاندرد آند بورز غلوبال للتصنيفات الائتمانية من أن البنوك الأوروبية الكبرى قد تواجه ضربة قوية في أرباحها، نتيجة تدهور محتمل في محافظ قروض الشركات.
ووفقًا لاختبار ضغط أجرته الوكالة وشمل 91 مصرفًا، فإن متوسط التراجع في الأرباح قد يصل إلى 29% في السيناريو الأكثر تشاؤمًا.
البنوك الأكثر عرضة للخطروتعد البنوك التالية من بين أكثر المؤسسات عرضة للضرر بحسب الوكالة:
كريدي أغريكول – فرنسا بي بي سي إي – فرنسا كومرتس بنك – ألمانيا رابوبنك – هولندا دي إل آر كريديت – الدانماركويُعزى ذلك إلى ارتفاع تعرضها لقطاعات مصنفة عالية المخاطر، بالإضافة إلى انخفاض الربحية المتوقعة، وكبر حجم محافظ القروض مقارنة بإجمالي الأصول، فضلًا عن حساسية اقتصاداتها المحلية للصدمات الخارجية.
ورغم هذا التحذير، أكدت ستاندرد آند بورز أن أيًا من البنوك لم يُتوقع أن يسجّل خسائر سنوية صافية، وهو ما يعكس – بحسب محللي الوكالة – تحسنا ملحوظا في قدرة القطاع المصرفي الأوروبي على تحمل صدمات الائتمان.
وكتب نيكولا شارنيه، المحلل في باريس، أن نتائج هذا التقييم "تعزز من قناعتنا بأن مرونة البنوك الأوروبية أمام المخاطر الائتمانية قد تحسنت بشكل جوهري في السنوات الأخيرة".
اللافت أن هذه التوقعات تأتي في وقت يبدو فيه أن البنوك الأوروبية تستفيد من ظروف مواتية نسبيًا، أبرزها استمرار ارتفاع أسعار الفائدة، وانخفاض مستويات القروض المتعثرة. غير أن هذا الهامش المريح قد لا يصمد طويلا إذا قررت واشنطن تنفيذ جولة جديدة من الرسوم الجمركية أو القيود التجارية، وهي الخطوة التي تخيم بظلال من عدم اليقين على الأسواق والمستثمرين في القارة.
إعلانتقرير بلومبيرغ أشار أيضًا إلى أن نتائج اختبار الضغط التنظيمي الذي يجريه كل من البنك المركزي الأوروبي والهيئة المصرفية الأوروبية ستُنشر في مطلع أغسطس/آب، وسط توقّعات بأن تكون تأثيراتها على رؤوس الأموال أقل مما كانت عليه في اختبار عام 2023.
وتُعد هذه النتائج معيارًا مهمًا في تحديد حجم الاحتياطات الرأسمالية التي يُطلب من البنوك الاحتفاظ بها، مما يؤثر بشكل مباشر على قدرتها في توزيع الأرباح وتمويل استثمارات جديدة.
وبينما تحاول أوروبا تجاوز آثار سلسلة من الأزمات الممتدة من جائحة كورونا إلى الحرب في أوكرانيا، تبدو التوترات مع الولايات المتحدة وكأنها الاختبار الأخطر المقبل لقطاعها المصرفي.