وقت أذكار المساء وفضل ذكر الله.. لا تغفل عن هذا الكنز
تاريخ النشر: 11th, February 2025 GMT
مِن المقرَّر شرعًا أنَّ ذِكرَ الله- تعالى- مِن أفضل الأعمالِ؛ لأن سائر العبادات وسائل يتقرب بها العبد إلى الله- عزَّ وجلَّ-، بخلاف الذكر الذي هو المقصود الأسمى.
وقت أذكار المساءيبدأ وقت أذكار المساء مِن زوال الشَّمس إلى الصّباح، وأفضله مِن بعد صلاة العصر حتّى غروب الشمس، وتجوز قراءةُ أذكار الصباح بعد طلوع الشمس، وكذا أذكار المساء بعد غروبها، ويكون للقارئ الأجر والثواب كامِلًا.
وقسَّم الإمام أبو حامد الغزالي أورادَ النهار إلى سبعة، وأورادَ اللَّيل إلى أربعة؛ فقال في "إحياء علوم الدين" (1/ 331، ط. دار المعرفة): [اعلم أنَّ أوراد النهار سبعة: فما بين طلوعِ الصبح إلى طلوع قرص الشمس وردٌ، وما بين طلوع الشمس إلى الزوال وردان، وما بين الزّوال إلى وقت العصر وردان، وما بين العصر إلى المغرب وردان، والليل ينقسم إلى أربعة أوراد: وردان من المغرب إلى وقت نوم الناس، ووردان من النصف الأخير من الليل إلى طلوع الفجر] اهـ.
ولا خلافَ بين الفقهاءِ فيما ورد مِن الأذكار مقرونًا بذِكْر اليوم مطلقًا في جواز الإتيانِ به في أيّ وقتٍ مِن أوقات اليوم، وأن كونه في أول اليوم أفضل مما سواهُ.
وعليه: فالصَّباح إنما يكون ابتداؤه مِن هذا الوقت وما قرُب منه، لا مِن نصف الليل، فيبدأ وقتُ أذكار الصباح حينئذٍ ويمتدُّ إلى الضحى، وما بقي وقتُه فحكم الصباح منسحِبٌ عليه إلى زوالِ الشمس. يُنظر: "التوقيف على مهمَّات التعاريف" للعلَّامة المناوي (1/ 212، ط. عالم الكتب)، و"الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية" لابن علَّان (3/ 74، ط. جمعية النشر والتأليف الأزهرية).
وأمَّا المساءُ: فالمشهور أنه يبدأ مِن وقت الزَّوال إلى العتْمة، وقيل: إلى آخر نصفِ الليل الأوَّل، وهو مروِيٌّ عن "ثعلب" وحكاه ابنُ السَّمين الحلبي عن "الراغب". يُنظر: "المصباح المنير" للفيومي (1/ 331).
ومِن ثَمَّ فيُرجع فيما يُسمَّى بالعشاء للعُرف، وهو مِن زوال الشمس إلى الصَّباح، فيبدأ وقتُ أذكار المساء مِن بعد صلاة العصر إلى المغرب، ويمتدُّ إلى أن يمضي ثلث الليل أو نصفه. ينظر: "الدر المصون" للسمين الحلبي (3/ 167، ط. دار القلم)، و"الفتوحات الربانية على الأذكار النواوية" لابن علَّان (3/ 74).
فضل ذكر اللهوورد عن أبي الدرداء رضي الله عنه قال: قال النبيُّ صلى الله عليه وآله وسلم: «أَلَا أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرِ أَعْمَالِكُمْ، وَأَزْكَاهَا عِنْدَ مَلِيكِكُمْ، وَأَرْفَعِهَا فِي دَرَجَاتِكُمْ وَخَيْرٌ لَّكُمْ مِن إِنفَاقِ الذَّهَبِ وَالوَرِقِ، وَخَيْرٌ لَّكُمْ مِنْ أَن تَلْقَوا عَدُوَّكُمْ فَتَضْرِبُوا أَعْنَاقَهُمْ وَيَضْرِبُوا أَعْناقَكُمْ»؟ قالوا: بلى، قال: «ذِكْرُ اللهِ تَعَالَى» أخرجه الترمذي في "سننه".
وقد حثَّ الشرع الشريف على الإكثار مِن الذكر على الوَجهِ الذي يعُم كلَّ الأوقاتِ وأنواعِ الذكر؛ فقال سبحانه: ﴿يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْرًا كَثِيرًا﴾ [الأحزاب: 41].
وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رسولُ الله صلى الله عليه وآله وسلم: «مَن قَالَ حِينَ يُصْبِحُ وَحِينَ يُمْسِي: سُبْحَانَ اللهِ وَبِحَمْدِهِ مَائةَ مَرَّة، لَمْ يَأْتِ أَحَدٌ يَوْمَ القِيَامَةِ بِأَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ، إِلَّا أَحَدٌ قَالَ مِثْلَ مَا قَالَ أَوْ زَادَ عَلَيْهِ» أخرجه الإمام مسلم في "صحيحه".
وعن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه كان يقول إذا أصْبَحَ: «اللَّهُمّ بِكَ أَصْبَحْنَا، وَبِكَ أَمْسَيْنَا، وَبِكَ نَحْيَا، وَبِكَ نَمُوتُ، وَإِلَيْكَ النُّشُورُ» أخرجه أبو داود في "سننه".
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: ذكر الله أذكار المساء أذكار الصباح وقت أذكار المساء فضل ذكر الله المزيد أذکار المساء ذکر الله ر الله
إقرأ أيضاً:
مظلات وماء وحنان.. أزواج يرسمون ملامح المودة في المشاعر المقدسة
في موسم تغمره السكينة وتعلو فيه الدعوات، لا تقتصر المشاهد المؤثرة في المشاعر المقدسة على الطواف والسعي والابتهال، بل تمتد إلى تفاصيل إنسانية تبعث في النفس الطمأنينة.
من بين تلك الصور التي تم رصدها، تكررت مشاهد الأزواج وهم يعتنون بزوجاتهم وسط حرارة الشمس العالية وزحام الحجيج، في لوحة تفيض بالمودة والرحمة.
في عرفات ومزدلفة ومنى، شوهد عدد من الحجاج وهم يظللّون رؤوس زوجاتهم بمظلات يدوية، يحجبون عنهن أشعة الشمس، ويحرصون على تقديم عبوات الماء البارد في كل محطة، يمسحون عن وجوههن آثار التعب، ويهيئون لهن مقاعد للراحة عند كل توقف.
مشاهد بسيطة في ظاهرها، لكنها عميقة في معناها، تترجم أرقى معاني العشرة، وتُعيد إلى الأذهان قوله تعالى "وجعل بينكم مودة ورحمة".
لم تكن هذه المواقف حكرًا على كبار السن، بل لوحظ شباب في مقتبل العمر يسيرون بجوار زوجاتهم بمحبة وتفانٍ، يسبقون الخطى لتسهيل الطريق، ويبحثون عن الظل أولًا لهن قبل أنفسهم، وكأن هذا الحج هو أيضًا فرصة لتجديد عهود الرفق والوفاء.
وسط كل ذلك، يتأكد أن المشاعر المقدسة ليست فقط مكانًا للعبادة، بل مسرحًا تتجلى فيه القيم النبيلة، وتُستحضر فيه معاني الوفاء، وعدم نسيان الفضل بين الزوجين مهما تقادمت السنين.
مشاركة