كتب طوني عيسى في" الجمهورية": منذ أن سقط نظام الأسد، يتردّد في بعض الأوساط السورية كلام مفاده أنّ هناك قنوات تواصل ما زالت قائمة بين «حزب الله » وبعض المجموعات في الداخل السوري. ولم تتأكّد هذه المعلومات من مصادر أخرى، إّ لّا أنّ «هيئة تحرير الشام » تصرّ على وجود نشاط ل »الحزب » في المنطقة المحاذية للحدود.
السورية، وبالتزامن مع المعارك الدائرة على الأرض. وتترجم الغارات إصراراً على ضرب مقومات الحزب العسكرية في الجنوب وعلى امتداد الحدود اللبنانية السورية، خلال المهلة المحدّدة لاتفاق وقف النار.
في بيئة «حزب الله » هناك اقتناع بأنّ ما يُراد تنفيذه على الحدود الشرقية والشمالية هو إطباق الحصار عليه تماماً، وقطع الأقنية القليلة المتبقية مع سوريا لتحسين قدراته العسكرية.
وكان الأمين العام ل »الحزب » الشيخ نعيم قاسم قدرطمأن إلى أنّ هناك وسائل وطرقاً عدة يمكن أن تسمح ذات يوم بتعويض الخسائر التي أصيب بها «الحزب » في الحرب الأخيرة مع إسرائيل. وبالتأكيد، الحدود مع سوريا هي إحدى هذه الطرق.
ولذلك، هناك من يقرأ المعارك الجارية حالياً في بعض المناطق الحدودية مع سوريا، شرقاً وشمالاً، باعتبارها جزءاً من خطة متكاملة تهدف إلى الإطباق على«حزب الله » وتطويقه ميدانياً، بحيث يقع بين فكَّي كماشة. فإقفال المنافذ مع سوريا يشكّل ضلعاً مقابلاً للعملية التي تنفّذها إسرائيل في الجنوب، والهدف هو قطع أقنية التواصل بينه وبين إيران ودفعه إلى التخلّي عن سلاحه وإنهاء دوره العسكري في لبنان كله، تدريجاً. وبتحقيق هذا الهدف، يتراجع تلقائياً نفوذه في داخل السلطة. إذاً، هناك خيط يربط الأحداث الجارية حالياً في لبنان، من الجنوب إلى الحدود السورية فالداخل، حيث تبدو الكلمة الفصل للأميركي. وبالتأكيد، كان من مصلحة لبنان إنجاز التسوية من قبل وتجنّب الكوارث التي تعرَّض لها، والحلول الإجبارية التي سيفرضها دونالد ترامب الآتي بعصا غليظة إلى الشرق الأوسط، وموفدته مورغان أورتاغوس المتحيزة لإسرائيل، إلى حدّ أنّها سمحت لنفسها بمرافقة وزير الدفاع إسرائيل يسرائيل كاتس في زيارته التفقدية لأحد المواقع التي يحتلها جيشه في لبنان. وفي المناسبة، في هذا الجو، لا مجال إطلاقاً لخروج هذا الجيش من لبنان بعد أسبوع. والبقية تأتي.
المصدر: لبنان ٢٤
كلمات دلالية: مع سوریا
إقرأ أيضاً:
عون: تطور العلاقات مع سوريا "بطيء".. وجاهزون لترسيم الحدود
أعلن الرئيس اللبناني جوزيف عون، الجمعة، جهوزية بلاده لترسيم الحدود مع سوريا، وأن حل النزاع بشأن مزارع شبعا الحدودية يمكن تأجيله لمرحلة لاحقة.
وجاء ذلك خلال استقبال عون وفدا من جمعية "إعلاميون من أجل الحرية"، وفق بيان للرئاسة اللبنانية.
وأوضح الرئيس عون ردا على سؤال أن "فرنسا أعطتنا خرائط حول الحدود مع سوريا، ونحن جاهزون لترسيم الحدود معها عندما يقررون ذلك، واللجنة اللبنانية جاهزة. ويمكن أن ننشئ لجنة للترسيم البحري وأخرى للترسيم البري".
وأضاف أن "العلاقات مع سوريا بطيئة وتتطور إلى الأفضل، ونأمل كل الخير".
وعن التفاوض مع إسرائيل قال عون "أمامنا محتل لأرضنا ويستهدفنا كل يوم ولديه أسرى من أبنائنا، فكيف نحلّ الأمر سوى عبر التفاوض"، مشيرا إلى أنه "عندما يخوض أي جيش معركة ويصل فيها إلى طريق مسدود يتم بعد ذلك الاتجاه إلى خيار التفاوض".
وأعلن أنه اختار السفير سيمون كرم ليترأس وفد لبنان في لجنة "الميكانيزم" وذلك "لأنه كان سفيرا سابقا في الولايات المتحدة، وشارك في المفاوضات السابقة في مدريد".
وعن التصريحات الأخيرة للموفد الأميركي توم براك، أكد عون "أنها مرفوضة من كافة اللبنانيين".
وبالنسبة لامتعاض بعض النواب من طريقة ترسيم الحدود البحرية مع قبرص، أشار عون إلى أنه "في العام 2011 وضعت حكومة الرئيس ميقاتي قواعد الترسيم، وما قمنا به هو تثبيت هذه القواعد، وقد استشرنا هيئة التشريع والقضايا فيما إذا كانت هذه المعاهدة واجبة الذهاب الى المجلس النيابي فأتى الجواب بالنفي".
وأوضح ردا على سؤال "أن زيارة الحبر الأعظم الأولى له منذ انتخابه قبل ستة أشهر، وزيارة أعضاء مجلس الأمن، التي ترافقت مع خطوة تعيين مدني في لجنة الميكانيزم، كلها إشارات إيجابية".
وردا على سؤال حول تسوية العلاقات الدبلوماسية مع ليبيا بعد إطلاق سراح هانبيال القذافي، أشار عون إلى "وجوب حل قضية اختفاء الإمام موسى الصدر، وهو ملف حق، ومن حق اللبنانيين أن يعرفوا مصيره ورفاقه".
وتطرق عون إلى المساعدات الأميركية للجيش اللبناني، حيث أوضح أن "هناك عدة برامج مساعدة"، مضيفا "اللافت للنظر أنه لأول مرة يذكر في قرار رسمي وجوب مساعدة الجيش اللبناني، وهذا أمر إيجابي وأساسي بالنسبة إلينا".
ونفى عون ردا على سؤال صحة كلام مجموعة نواب من حزب الله أنه أعطى الحزب التزاما قبل جلسة انتخابه رئيسا بموضوع استراتيجية دفاعية ولا إشارة فيه إلى سحب السلاح، وما قيل في الإعلام عن وجود ورقة موقّعة منه حول هذا الالتزام ، قائلا "فلينشروها الآن إذا كانت موجودة".