استقبل الأستاذ الدكتور نظير محمد عيَّاد مفتي الجمهورية ورئيسُ الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم، في مقرِّ دار الإفتاء المصرية، وفدًا إندونيسيًّا رفيع المستوى، بحضور فضيلة الأستاذ الدكتور محمد المحرصاوي، رئيس أكاديمية الأزهر العالمية للتدريب.

وقد استهلَّ فضيلة المفتي اللقاء بالترحيب بالوفد الإندونيسي، فضيلة الدكتور آدي هدايات رئيس مجلس إدارة جمعية الأخيار بإندونيسيا، والدكتور أحمد الصاوي منسق اللقاء، والدكتور محمد الحسيني فرج، والدكتور ميسرة جلال، والدكتور خلاد، والدكتور فتح الرحمن، والوفد المرافق.

وفي كلمته أعرب الأستاذ الدكتور محمد المحرصاوي عن عميق شكره وتقديره لفضيلة الأستاذ الدكتور نظير محمد عيَّاد مفتي الجمهورية الذي فرَّغ من وقته لهذا اللقاء رغم انشغاله الشديد، وأكد فضيلته في ترحيبه بالوفد عمق العلاقة بين مصر وإندونيسيا على المستويين الرسمي والشعبي، معربًا عن تقديره ومحبَّته للطلبة الإندونيسيين الذين يدرسون بالأزهر الشريف مُثنيًا على أدبهم وحُسن أخلاقهم.

وقد استهلَّ الدكتور آدي هدايات كلمته بتقديم الشكر والعرفان لفضيلة المفتي والثناء على حُسن الاستقبال والترحاب به والوفد المرافق، معربًا عن تقديره لتواضع وكرم فضيلة المفتي، ومُبلغًا إياه رسالة التحية والتقدير من أهل إندونيسيا حكومةً وقادةً وشعبًا.

ثم انتقل الدكتور آدي هدايات إلى التعريف بجمعية الأخيار بإندونيسيا وأنها جمعية معتمَدة من وزارة القانون وحقوق الإنسان الإندونيسية، تعمل لتحقيق رسالة واحدة وهي إحياء التعاليم الإسلامية الوسطية السامية المنبثقة من القرآن والسنة، موضِّحًا أنها في سبيل تحقيق هذا الهدف تقوم بمشروعات تغطي ثلاثة محاور أساسية، وهي: الجانب الدعَوِي، والجانب الإنساني، والجانب التربوي، مشيرًا إلى أن مشروعات الجمعية من المساجد والمدارس وما يشمله ذلك من دراسات وندوات ومحاضرات تغطي مناطق إندونيسيا بالكامل، كما تمتد خارج إندونيسيا لتشمل أربعة وعشرين دولة حول العالم.

وأشار د. هدايات إلى عدد من المتغيرات والتحديات التي تواجهها بلاده على مستوى الأفكار الوافدة والاتجاهات المعيَّنة التي تغذي التشدد، والتي تتسبَّب في مشكلات اجتماعية وثقافية؛ نظرًا لمخالفتها مذهب العامة في إندونيسيا، ملتمسًا من فضيلة المفتي التعاون أولًا في إمدادهم بالفتاوى اللازمة لمواجهة هذه الأفكار، وثانيًا بالتعاون في الفتاوى التي تقوي موقف الحكومة خاصة فيما يتعلق بالأمن الغذائي نظرًا لأهمية هذا الأمر، وأشار أخيرًا إلى تعاون جمعية الأخيار مع غيرها من الجمعيات المعتمَدة في إندونيسيا.

وعقَّب فضيلة الأستاذ الدكتور محمد المحرصاوي بأنه خلال أيام سيصل عشرة من الأئمة الإندونيسيين للتدريب في الأكاديمية.

من جانبه جدَّد فضيلة المفتي ترحيبه بالوفد الإندونيسي مؤكدًا أن التعاون بين مصر وإندونيسيا تمتد جذوره تاريخيًّا، ويشمل مجالات عديدة، يأتي في مقدمتها المؤسسة الدينية بشكل خاص ممثلةً في الأزهر الشريف، ووزارة الأوقاف، ودار الإفتاء المصرية.

وأعرب فضيلته عن سعادته أن مثل هذه المؤسسات لا يقتصر دورها على الجانب الدعوي أو التعليمي فقط، بل أحسنت صنعًا عندما جعلت من الخدمة الإنسانية بابًا من أبواب المحافظة على الدين والدعوة إليه والتعريف به بصورة سلسة وبسيطة.

وتطرَّق فضيلته إلى أن التعاون في المجالات المذكورة يتلاقَى مع كثير مما تقوم به دار الإفتاء في كثير من المجالات، مشيرًا إلى إدارات الدار ومراكزها المختلفة، مثل مركز سلام لدراسات التطرف ومواجهة الإسلاموفوبيا الذي يمكن تقديم الكثير من التعاون من خلال هذا المركز حيث يقوم على التصدي ومواجهة التيارات والأفكار المنحرفة، والمؤشر العالمي للفتوى الذي يمكن أن يكون خيطًا أو نقطةَ تلاقٍ بين الجانبين، كما أشار فضيلته إلى إدارة الحوار وإدارات الفتوى المختلفة (الشفوية، والهاتفية، والإلكترونية، والمكتوبة)، مؤكدًا بشكل خاص دور إدارة التدريب فيما يتعلق بإعداد المفتي وصناعة الفتوى الصحيحة، وأنه لدينا الآن بالفعل عدد من الطلاب الإندونيسيين الذين يتدربون في دار الإفتاء المصرية.

كما أشار فضيلته إلى أهمية دور الأمانة العامة لدُور وهيئات الإفتاء في العالم كمظلَّة تجمع تحتها 111 عضوًا من 108 دول، ونسعى لتعزيز وتفعيل دورها وإنشاء مقار تمثيلية لها في عدد من الدول.

وفيما يتعلق بإمكانية التعاون ومجالاته أكَّد فضيلة المفتي الاستعدادَ التام للتعاون في مجالات الفتوى، والتدريب المباشر نظريًّا وعمليًّا، والتعليم عن بُعد، وإرسال بعض علماء دار الإفتاء، وفي مجال الإصدارات المتنوعة لدار الإفتاء المصرية وترجمة بعضها إلى لغات المنطقة، ونبَّه على أن يكون هذا التعاون في صورة مذكرة تعاون ومن خلال القنوات الرسمية وبمراعاة الضوابط والإجراءات الدبلوماسية بين البلدين.

وفي ختام اللقاء قدَّم الوفد الإندونيسي درع الجمعية إلى فضيلة المفتي تقديرًا لدوره في خدمة القضايا الفكرية وبيان ونشر الفتوى المستنيرة وصحيح الدين.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: مفتي الجمهورية المفتي يستقبل وفدا إندونيسيا المزيد دار الإفتاء المصریة الأستاذ الدکتور الدکتور محمد فضیلة المفتی

إقرأ أيضاً:

سمو وزير الخارجية يلقي كلمة المملكة في المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين

نيويورك  (واس)
ألقى صاحب السمو الأمير فيصل بن فرحان بن عبدالله وزير الخارجية، في مقر الأمم المتحدة بمدينة نيويورك اليوم، كلمة المملكة في المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين، وذلك في الجلسة الثانية للمؤتمر الذي ترأسه المملكة بالشراكة مع الجمهورية الفرنسية. وأوضح سمو وزير الخارجية خلال الكلمة أن هذا المؤتمر ينعقد في ظل استمرار التصعيد وتعرض الآلاف من المدنيين لأبشع أنواع الانتهاكات الجسيمة، من تجويع وقصف وتهجير، وتقويض ممنهج لكل الجهود الدولية لإيصال المساعدات ورفع المعاناة عن الأشقاء في غزة، مؤكدًا أن الانتهاكات الإسرائيلية امتدت إلى الضفة الغربية والقدس الشريف، حيث تفرض القيود التعسفية والسياسات الاستيطانية والممارسات الممنهجة التي تهدف إلى تغيير الطابع الديني والديموغرافي. وشدد سموه على أن الأمن والسلام لا يتحققان عبر سلب الحقوق أو فرض الأمر الواقع بالقوة، وأن مثل هذه السياسات الإسرائيلية تؤدي إلى تغييب الاستقرار، وتآكل فرص السلام، وتغذية بيئة العنف والتطرف، بما يهدد الأمن الإقليمي والدولي على حدٍ سواء. وعبر سموه عن إشادة المملكة بما عبر عنه فخامة الرئيس محمود عباس من التزام صادق بالسلام، وبالجهود الإصلاحية الجادة التي تقودها الحكومة الفلسطينية برئاسة دولة رئيس الوزراء الدكتور محمد مصطفى، وهي جهود تستحق الدعم والتقدير، داعيًا إلى تضافر جهود المجتمع الدولي في دعم الشعب الفلسطيني في بناء قدراته وتمكين مؤسساته الوطنية، وذلك عبر مساندة السلطة الوطنية الفلسطينية والخطوات الإصلاحية التي تقوم بها. وقال سمو وزير الخارجية في كلمته: “تؤمن المملكة بأن السلام لا يمكن أن يبنى دون تمكين الشعب الفلسطيني اقتصاديًا وتنمويًا ومن هذا المنطلق، تعمل المملكة على تعزيز تعاونها مع السلطة الفلسطينية في مجالات التعليم، وتنمية القدرات البشرية، ودعم التحول الرقمي، والتعاون مع القطاع الخاص، لتمكين الاقتصاد الفلسطيني من النهوض وتحقيق تنمية شاملة ومستدامة”. وعبر سموه عن ترحيب المملكة بقرار مجموعة البنك الدولي في تقديم المنحة السنوية لفلسطين بحوالي 300 مليون دولار إلى الصندوق الاستئماني لقطاع غزة والضفة الغربية، بهدف تعزيز قدرة الفلسطينيين على مواجهة التحديات وتحقيق التنمية والاستقرار. وأشار سموه إلى أنه منذ تبني مبادرة السلام العربية عام 2002م، والمملكة تبذل جهودًا متواصلة من أجل تجسيد الدولة الفلسطينية المستقلة، على حدود الرابع من يونيو 1967م، وعاصمتها القدس الشرقية، بصفتها الركيزة الأساسية لتحقيق سلام عادل وشامل وأمن مستدام في المنطقة، معبرًا عن تثمين المملكة عزم جمهورية فرنسا الاعتراف بدولة فلسطين مما يعكس التزامها بدعم حق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره، داعيًا بقية الدول إلى اتخاذ هذه الخطوة المسؤولة، والانخراط في مسار موثوق به ولا رجعة فيه، لإنهاء الاحتلال وتحقيق الأمن والسلام لجميع شعوب المنطقة. حضر الجلسة، صاحبة السمو الملكي الأميرة ريما بنت بندر بن سلطان سفيرة خادم الحرمين الشريفين لدى الولايات المتحدة الأمريكية، وسمو مستشار وزير الخارجية للشؤون السياسية الأمير مصعب بن محمد الفرحان، ووكيل الوزارة لشؤون الاقتصاد والتنمية عبدالله بن زرعة، ومندوب المملكة الدائم لدى الأمم المتحدة في نيويورك السفير الدكتور عبدالعزيز الواصل، ومستشار سمو الوزير محمد اليحيى، والوزير مفوض بوزارة الخارجية الدكتورة منال رضوان.

مقالات مشابهة

  • وزير الخارجية والمغتربين يستقبل سفير الصين لدى سوريا لبحث تعزيز التعاون الثنائي
  • محافظ الإسكندرية يستقبل وزير العمل لبحث ملفات التدريب والتشغيل والسلامة المهنية
  • سمو وزير الخارجية يلقي كلمة المملكة في المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين
  • وزير الخارجية يلقي كلمة المملكة في المؤتمر الدولي رفيع المستوى حول التسوية السلمية للقضية الفلسطينية وتنفيذ حل الدولتين
  • المفتي يبحث مع رئيس الجهاز المركزي للتنظيم والإدارة الارتقاء بخدمات دار الافتاء
  • الجويفي يستقبل سفير الاتحاد الأوروبي لبحث تعزيز التعاون في مشاريع التنمية المحلية
  • رئيس اقتصادية قناة السويس يستقبل سفير سنغافورة لبحث سبل التعاون
  • المملكة تختتم مشاركتها في المنتدى السياسي رفيع المستوى 2025 المعني بالتنمية المستدامة
  • رئيس اقتصادية قناة السويس يستقبل وفدًا تجاريًا صينيًا رفيع المستوى من عدة مقاطعات
  • صحيفة صينية: وفد تجاري أمريكي رفيع المستوى يزور بكين خلال أيام