فورين أفيرز: هذه أصعب مشكلة تواجه سوريا
تاريخ النشر: 12th, February 2025 GMT
لا يزال مستقبل سوريا غامضا في الوقت الذي تواجه فيه البلاد تحدي عودة ملايين اللاجئين الذين نزحوا بسبب الحرب التي دامت أكثر من عقد من الزمن، فهناك أكثر من 6 ملايين لاجئ سوري في الخارج و7 ملايين نازح داخل البلاد.
وناقش تقرير نشرته مجلة فورين أفيرز تفاصيل هذه المعضلة، وأشار إلى أن العديد من السوريين عادوا بالفعل، آملين لم شمل العائلات وإعادة بناء وطنهم، خصوصا بالنظر للمصاعب الاقتصادية في البلدان المضيفة.
وبحلول نهاية 2024، عاد ما يقرب من 500 ألف لاجئ، بما في ذلك 350 ألف لاجئ هربوا من الغزو الإسرائيلي للبنان، كما عاد 125 ألفا آخرين في أوائل عام 2025، وهناك توقعات بعودة المزيد، إما طواعية أو بسبب الترحيل من الدول المضيفة التي تواجه ضغوطا اقتصادية وسياسية، وفق التقرير.
تفاصيل التحدياتولكن المشكلة -برأي المجلة- تكمن في أن معظم العائدين داخل سوريا لن يجدوا مكانا يعودون إليه، فقد دمرت أحياء بأكملها في مدن مثل حلب والرقة بسبب قصف النظام المخلوع، وانكمش الاقتصاد بنسبة 80%، وهناك نقص حاد في الخدمات الأساسية مثل الرعاية الصحية والكهرباء والمياه النظيفة.
وأضاف التقرير أن انتشار البطالة والتضخم المتفشي أدى إلى ارتفاع معدل الفقر إلى 90%، كما قد يتسبب افتقار البلاد إلى البنية التحتية الأساسية بما في ذلك المدارس والمؤسسات بتعقيد إمكانية إعادة الإدماج الجماعي للنازحين.
إعلانوحسب التقرير، الذي كتبه جيسي ماركس من منظمة اللاجئين الدولية وحازم ريحاوي من الدفاع المدني السوري؛ يجد العديد من العائدين منازلهم محتلة أو مدمرة أو مسكونة، مما قد يؤدي إلى نزاعات على الأراضي والمزيد من الاضطرابات، وتفاقم الوضع الهش في سوريا.
تعاون شاملوحث كاتبا التقرير على وضع برنامج منسق لعودة اللاجئين يشمل حكومة تصريف الأعمال في سوريا والمفوضية العليا لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، والبلدان المجاورة مثل تركيا ومصر ولبنان والأردن، وقد أثبت هذا النهج نجاحه في أفغانستان والعراق.
ومن شأن مثل هذا الإطار أن يحمي العائدين ويحل النزاعات المتعلقة بالملكية ويدمج السوريين في عملية إعادة إعمار البلاد، كما يرى الكاتبان.
وأكمل التقرير بأن على البلدان المضيفة وقف عمليات الترحيل القسري والسماح لوكالات الأمم المتحدة بالإشراف على عودة السوريين الطوعية إلى الوطن، وإعطائهم خيار العودة إلى البلد المضيف إذا ما وجدوا أن الأوضاع لا تزال غير صالحة للمعيشة.
وقال التقرير في هذا الصدد إن على المجتمع الدولي ومفوضية شؤون اللاجئين تحفيز الدول على الوفاء بهذه الالتزامات عبر ربط المساعدات الإنسانية التي تتلقاها بالامتثال لخطة إعادة اللاجئين، وذكر التقرير حزمة المساعدات التي قدمها الاتحاد الأوروبي للبنان في 2024، والمساعدات الإنسانية التي يتلقاها الأردن من الولايات المتحدة سنويا والبالغة 1.2 مليار دولار.
وأكد التقرير كذلك ضرورة تمويل الخطة، مشيرا إلى أنه على الأمم المتحدة والمانحين الدوليين، بما في ذلك دول الخليج، تقديم حوافز مالية لضمان العودة الآمنة والتدريجية.
وأضاف الكاتبان أن إدارة هذه الأزمة تتطلب إعادة بناء المؤسسات السورية لتقديم الخدمات والتوسط في النزاعات، وبالتالي فعلى منظمات المجتمع المدني -التي كان لها دور حاسم في تقديم المساعدات طوال فترة الحرب- مواصلة دعم جهود إعادة الإدماج.
إعلانوشدد التقرير على ضرورة التخلي عن الشكوك الدولية تجاه القيادة الجديدة في سوريا من أجل نجاح خطة إعادة النازحين، وإلا فإن هناك خطر اندلاع صراع آخر يهدد حياة السوريين.
وحذر التقرير ختاما من أن نافذة فرصة إعادة إعمار سوريا من دون المزيد من الصراعات آخذة بالانغلاق، وتكلفة التقاعس باهظة الثمن، وستؤثر على السوريين والبلاد المحيطة لأجيال.
المصدر: الجزيرة
إقرأ أيضاً:
المبعوث الأمريكي إلى سوريا: لم نسقط نظام الأسد بل الشعب هو من فعل
عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يفيد بأن المبعوث الأمريكي إلى سوريا، قال:" ملتزمون بتمكين حكومة الشرع من إثبات جدارتها، ويجب أن نسمح لسوريا بالنهوض عبر رفع العقوبات".
وأضاف أن: لم نسقط نظام الأسد بل الشعب السوري هو من فعل، وهدفنا في سوريا هو مكافحة الإرهـ ـاب والقضاء على داعـ ـش.
ووافق البنك الدولي على منحة بقيمة 146 مليون دولار لتحسين إمدادات الكهرباء في سوريا ودعم التعافي الاقتصادي.
وقال البنك، في بيان على موقعه الإلكتروني اليوم الأربعاء، إن مجلس المديرين التنفيذيين وافق أمس على المنحة المقدّمة من المؤسسة الدّولية للتنمية لمساعدة سوريا في استعادة إمدادات كهرباء موثوقة وبأسعار ميسورة، ولدعم التعافي الاقتصادي للبلاد.
وأضاف البنك أن المشروع الطارئ للكهرباء في سوريا؛ يهدف إلى إعادة تأهيل خطوط النقل والمحطات الفرعية للمحولات الكهربائية المتضررة، وتقديم المساعدة الفنية لدعم تطوير قطاع الكهرباء وبناء قدرات مؤسساته، وفق وكالة الأنباء السورية "سانا".
ووصف المدير الإقليمي لدائرة الشرق الأوسط في البنك الدولي، جان كريستوف كاريه، المشروع بأنه "يمثل الخطوة الأولى في خطة زيادة دعم البنك الدولي لسوريا في مسيرتها نحو التعافي والتنمية".
وقال إنه من بين احتياجات إعادة الإعمار الملحة في سوريا، برز موضوع إعادة تأهيل قطاع الكهرباء كاستثمار حيوي لتحسين الظروف المعيشية للشعب السوري.
وسيمول المشروع إعادة تأهيل خطوط نقل الضغط العالي، ويشمل ذلك خطي ضغط عالي رئيسيين للربط الكهربائي بطاقة 400 كيلوفولط، كما سيوفر مساعدة فنية في إعداد الاستراتيجيات الرئيسية لقطاع الكهرباء، والإصلاحات على مستوى السياسات واللوائح التنظيمية، وخطط الاستثمار لتحقيق الاستدامة على المدى المتوسط والطويل.