بقلم : تاج السر عثمان
١
اشرنا سابقا إلى خطاب البرهان والمشروع الوطني وخطر إعادة إنتاج الأزمة والحرب، وضرورة الحل الشامل والعادل لأزمة البلاد، وأن البلاد ما عادت تحتمل مراوغات البرهان كما في خطابه الأخير، بل التوجه قدما باتخاذ خطوات عملية لوقف الحرب واستعادة مسار الثورة، وعودة النازحين لمنازلهم وقراهم ومدنهم، وخروج العسكر والدعم السريع من السياسة والاقتصاد، وترسيخ الحكم المدني الديمقراطي،وتجاوز التسوية والشراكة مع العسكر والدعم السريع ، كما في مقترح المشروع الوطني الأخير الذي لا يختلف عن مشروع اتفاق "المنامة " الذي يعيد إنتاج الشراكة بين الدعم السريع والجيش وحركات سلام جوبا.

الخ، بحيث يتيح الافلات من العقاب، والاستمرار في نهب ثروات البلاد، وضمان مصالح الرأسمالية الطفيلية العسكرية والإسلاموية وفي الدعم السريع، وبقية المليشيات. الخ،
وبدلا من الترتيبات الأمنية لحل الدعم السريع ومليشيات المؤتمر الوطني وجيوش الحركات، وقيام الجيش القومي المهني الموحد، يقترح المشروع الوطني كما في مشروع المنامة دمج الدعم السريع وجيوش الحركات وبقية المليشيات في الجيش، وتكوين جيش من الدعم السريع والجيش الحالي وجيوش الحركات المسلحة لحماية سلطة الشراكة الجديدة، مما يعيد إنتاج الأزمة والحرب مرة أخرى. في حين أن المطلوب الخروج من الحلقة الشريرة للانقلابات العسكرية، وترسيخ الحكم المدني الديمقراطي، وتحقيق أهداف الثورة و مهام الفترة الانتقالية.
٢
لا بديل بعد التجارب المريرة السابقة غير الحل الداخلي بعد فشل الحلول الخارجية كما حدث :
- في ثورة ديسمبر ٢٠١٨ عندما تم التراجع عن "ميثاق قوى الحرية والتغيير" وفرض "الوثيقة الدستورية" بتدخل خارجي إقليمي ودولي التي كرست الشراكة مع العسكر و قننت الدعم السريع دستوريا، خلافا لشعارات الشارع يومئذ "مدنية خيار الشعب" و"العسكر للثكنات والجنجويد ينحل".
- الانقلاب على الوثيقة الدستورية في ٢٥ أكتوبر 2021.
وعندما فشل الانقلاب بعد المقاومة الواسعة، ولم يستطع حتى تكوين حكومة، تدخلت المحاور الاقليمية والدولية لفرض الاتفاق الإطاري الذي أعاد الشراكة مع العسكر وكرس الدعم السريع واتفاق جوبا، وحدث الخلاف حول مدة دمج قوات الدعم السريع في الجيش الذي أدي للحرب اللعينة الجارية حاليا التي دمرت البنية التحتية ومواقع الخدمات والإنتاج الصناعي والزراعي، وتضاعفت المأساة الإنسانية كما في قطع خدمات الكهرباء والماء والاتصالات وشبكة الانترنت، ونهب ممتلكات المواطنين والابادة الجماعية والتهجير القسري والعنف الجنسي، وقطع الرؤوس، وغير ذلك من جرائم الحرب، اضافة للمزيد من المعاناة والتبعية للخارج. ونهب ثروات البلاد من المحاور الاقليمية والدولية التي تسلح طرفي الحرب، فضلا عن خطورة اشتداد الصراع الدولي والإقليمي على موارد أفريقيا والسودان، والتنافس على الوجود في البحر الأحمر مما يجعل السودان في قلب الصراع الدولي لنهب الموارد باعتبار أن الحرب الجارية هي امتداد للحرب الروسية - الاوكرانية،، وحرب غزة لاعادة تقسيم المنطقة وفرض نهج الليبرالية الجديدة في نهب الموارد وتكريس المزيد من التبعية.
٣
الهدف من الحرب كما وضح جليا تصفية الثورة وضد المواطنين، ونهب ثروات البلاد ومواصلة تكريس التبعية بتنفيذ شروط صندوق النقد الدولي القاسية في رفع الدعم عن السلع الأساسية، وفرض سياسة التحرير الاقتصادي، والخصخصة بتصفية القطاع العام وتشريد العاملين وتخفيض العملة وفرض حرية التجارة للمزيد من نهب ثروات البلاد، تلك الشروط التي جربها شعب السودان لأكثر من ٤٠ عاما وأدت لافقار البلاد.
٤
بعد حوالي عامين من الحرب اللعينة فشلت منابر مثل : جدة، الإيغاد، دول الجوار. الخ في وقف الحرب وفتح المسارات لوصول الاغاثات للمتضررين، مع استمرار المزيد من المآسي الإنسانية والخسائر في البنيات التحتية ومواقع الإنتاج والخدمات، حتى أصبح ٢٥ مليون سوداني على حافة المجاعة حسب تقارير الأمم المتحدة.
بالتالي مهم ان ننطلق من الحلول الداخلية باعتبارها العامل الحاسم التي للحركة السياسية والجماهيرية السودانية تجربة واسعة حولها مثل:
- الإجماع على استقلال السودان في أول يناير 1956 بعيدا عن مصر وبريطانيا الأحلاف العسكرية التي كانت سائدة وقتها.
- الوحدة في ثورة أكتوبر 1964م وانتفاضة مارس - ابريل ١٩٨٥ وثورة ديسمبر ٢٠١٨.
مما يتطلب الاستفادة من تلك التجارب بالسير قدما نحو:
- ترسيخ التحالف الجماهيري القاعدي لوقف الحرب واسترداد الثورة.
- تنفيذ ميثاق الفترة الانتقالية، وعدم الإفلات من العقاب بمحاسبة كل الذين ارتكبوا جرائم الحرب، وتحقيق برنامج الفترة الانتقالية حتى عقد المؤتمر الدستوري الذي يقرر شكل الحكم، ويتم فيه التوافق على دستور ديمقراطي وقانون انتخابات يفضي لانتخابات حرة نزيهة في نهاية الفترة الانتقالية، فثورة ديسمبر عميقة الجذور، وعصية على التصفية.  

المصدر: سودانايل

كلمات دلالية: الفترة الانتقالیة الدعم السریع ثروات البلاد کما فی

إقرأ أيضاً:

الخارجية الأمريكي: ترامب يتولى ملف الحرب في السودان شخصيا

عرضت قناة القاهرة الإخبارية خبرا عاجلا يوضح أن وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو  قال إن الرئيس الأمريكي ترامب يتولى ملف الحرب في السودان شخصيا.
 

وزير الخارجية: نطالب بضرورة التوصل إلى هدنة شاملة في السودانوول ستريت جورنال: السودان يعرض على روسيا أول قاعدة بحرية لها في أفريقيا

وأعلن رئيس مجلس السيادة السوداني الفريق أول عبد الفتاح البرهان، ترحيبه بكل من يحمل السلاح لقتال قوات الدعم السريع، مشيرا إلى أن السودان يحتاج إلى إعادة صياغة الدولة من جديد وفق أسس حقيقية، بما يضمن بناء مؤسسات قوية.

حل الأزمة السودانية


وأكد رئيس المجلس السيادي السوداني، أن أي حل للأزمة الراهنة لن يكون مقبولًا ما لم يتضمن تفكيك قوات الدعم السريع وتجريدها من السلاح، مشددا على أن الجيش يرحب بكل من يريد حمل السلاح لقتال “التمرد”.

واعتبر الفريق أول البرهان أن الهدف الأساسي هو تخليص السودان من الظلم والمآسي التي خلفتها الحرب، مضيفا أن البلاد بحاجة إلى إعادة صياغة الدولة من جديد وفق أسس حقيقية، بما يضمن بناء مؤسسات قوية وفاعلة قادرة على حماية البلاد وإدارة عملية سياسية تؤدي إلى الاستقرار.

يذكر أن الفريق البرهان استقبل أمس الأول السبت، الرئيس الإريتري أسياسي أفورقي، واصطحبه في جولة بشوارع بورتسودان وسط المواطنين السودانيين.

طباعة شارك السودان ترامب وزير الخارجية الأمريكي الأزمة السودانية

مقالات مشابهة

  • تمدد المتشددين بالجيش السوداني بين النفي والواقع
  • وسط حشود ضخمة من على سيارة مكشوفة..البرهان يحسم التفاوض والهدنة مع الدعم السريع ويتحدث عن علاقة الإسلاميين بالجيش والحكومة
  • نائب البرهان يؤكد رفض أي اتفاق يعيد «الدعم السريع» للمشهد
  • البرهان: لا حوار ولا مفاوضات مع الدعم السريع إلا في حالة تركهم السلاح
  • البرهان يتمسّك بتسليم الدعم السريع سلاحها قبل أي تفاوض
  • الحقيقة وراء الحرب في السودان: تفنيد رواية البرهان وكشف المستور
  • باحث أميركي يكشف تفاصيل مرعبة عن انتهاكات الدعم السريع في الفاشر والجنينة
  • البرهان.. بين المفاوضات في الظلام وتهديدات في العلن
  • شهادات جديدة تكشف مراكز احتجاز الدعم السريع وجرائم الحرب في الفاشر
  • الخارجية الأمريكي: ترامب يتولى ملف الحرب في السودان شخصيا