المدرسة الشمسية بذمار تكرم طلابها المبرزين في ختام العام الدراسي
تاريخ النشر: 13th, February 2025 GMT
الثورة نت/..
احتفت إدارة المدرسة الشمسية للعلوم الشرعية بمدينة ذمار اليوم الخميس، باختتام العام الدراسي 1446هـ ، وتكريم طلابها المبرزين.
وفي الاختتام استعرض مسؤول التعبئة بالمحافظة، أحمد الضوراني، دور مدارس العلوم الشرعية في إعداد جيل يعي دوره الديني والمجتمعي، ويواجه التحديات التي تُحاك ضد الأمة والوطن، سيما الثقافات المغلوطة والخاطئة، والحرب الناعمة التي يسعى الأعداء من خلالها إلى النيل من قيم وأخلاق المجتمع ومبادئه الأصيلة.
وأكد حاجة الأمة اليوم لترسيخ الثقافة القرآنية وإعداد جيل قادر على مجابهة الأخطار والتحديات والغطرسة الأمريكية والصهيونية، والدفاع عن الأمة ومقدساتها.
وأشار الضوراني إلى أهمية التوسع في إنشاء مثل هذه المدارس ورعايتها، بما يمكنها من تحقيق دورها في إعداد جيل متسلح بالثقافة القرآنية، محافظ على القيم الأصيلة، قادر على نفع مجتمعه وأمته.. حاثا الطلاب على عكس ما تلقوه من معارف إلى أسرهم ومجتمعاتهم.
من جهته، شدد عضو رابطة علماء اليمن العلامة إسماعيل الوشلي، على حاجة الأمة لجيل متسلح بثقافة القرآن وهدي الرسول الكريم، خاصة في ظل التحديات التي تستهدف الدين والقيم والأخلاق.
وحث الطلاب على الجد والاجتهاد والمثابرة، ليكونوا قدوة وأسوة لمجتمعهم، ونواة فاعلة في تعليم أبناء الأمة ما يلزمهم لمجابهة التحديات، داعيًا إلى دعم ورعاية هذه المدرسة لتتمكن من أداء دورها ورسالتها في تخريج الشباب المتطلعين لإصلاح المجتمع والأمة.
بدوره أشار مدير مكتب الهيئة العامة للأوقاف، فيصل الهطفي، إلى أهمية استعادة المكانة العلمية والدينية للمدرسة الشمسية، التي مثلت خلال المراحل الماضية مركز إشعاع وتنوير حضاري، أسهم في تخريج كوكبة من العلماء ممن كان لهم دور فاعل على المستوى الوطني.
ونوه بجهود إدارة المدرسة في إنجاح العملية التعليمية، وترجمة المهام التي تضطلع بها المدرسة في إعداد جيل متسلح بالثقافة القرآنية الأصيلة، قادر على أداء واجبه الديني المقدس.
في حين استعرض مدير مكتب الهيئة العامة للزكاة بالمحافظة، إبراهيم المتوكل، الهجمة الشرسة التي تستهدف الأمة ومقدساتها من قبل الأعداء، وفي مقدمتهم أمريكا والصهاينة ومن سار على نهجهم.
وأكد أهمية التحرك الجاد لمجابهة الأخطار، وإعداد جيل متسلح بهدى الله، قادر على التصدي للمخططات التي تستهدف الأمة ومقدساتها.
وفي كلمة الطلاب، استعرض الطالب حمزة القرشي، المعارف التي تلقاها الطلاب خلال العام الدراسي، من تعلم كتاب الله وهدي نبيه الكريم.
تخللت الفعالية، التي حضرها نائب رئيس جامعة ذمار لشؤون الطلاب، الدكتور عبد الكافي الرفاعي، ومديرا مكتب الهيئة العامة للآثار والمتاحف، الدكتور فضل العميسي، ومدارس شهيد القرآن بالمحافظة، أحمد الحمزي، قصيدة للطالب محمد الخلقي، وفقرات دينية قدمها كوكبة من الطلاب، إضافة إلى تكريم الطلاب المتميزين خلال العام الدراسي.
المصدر: الثورة نت
كلمات دلالية: العام الدراسی جیل متسلح قادر على
إقرأ أيضاً:
الشراكة الوطنية في ظل المسيرة القرآنية المباركة .. مشروع جامع في وجه التعنت الخارجي
في ظل مرحلة فارقة من تاريخ اليمن الحديث، تبرز المسيرة القرآنية المباركة كمنهجية متكاملة تسعى لبناء دولة عادلة ذات سيادة، ترتكز على القرآن الكريم كمرجعية شاملة للسياسة والاقتصاد والاجتماع. ومن بين الركائز التي تؤكد عليها القيادة الثورية والسياسية لأنصار الله، تأتي الشراكة الوطنية كخيار استراتيجي لبناء الداخل، رغم التحديات والتدخلات الخارجية.
هذا التقرير يسلط الضوء على الجهود الإيجابية للمسيرة القرآنية في ترسيخ مفهوم الشراكة الوطنية، في مقابل تعنّت الأطراف الموالية لتحالف العدوان، التي لا تزال تراهن على الإقصاء والتجزئة والتبعية للخارج.
يمانيون / تقرير/ طارق الحمامي
المسيرة القرآنية .. مشروع لبناء الدولة لا للهيمنة
اعتمدت المسيرة القرآنية المباركة على القرآن الكريم كدستور حياة، وكمصدر للهداية في مواجهة الظلم والفساد، محليًا وخارجيًا، ومن هذا المنطلق، جاء الطرح السياسي لأنصار الله قائمًا على، إشراك المكونات الوطنية في القرار، بعيدًا عن المحاصصة الحزبية المقيتة، ومواجهة التبعية السياسية والاقتصادية للخارج، واستعادة السيادة اليمنية، وإعلاء قيم العدالة والكرامة والمساواة وفقًا للمنهج القرآني.
ولذلك، كان الحديث عن الشراكة الوطنية جزءًا أصيلًا من المشروع، وليس تكتيكًا سياسيًا ظرفيًا.
محطات واقعية تؤكد نهج الشراكة
اتفاق السلم والشراكة (2014) : رغم أن الاتفاق تم توقيعه بعد دخول أنصار الله إلى صنعاء، إلا أن الجماعة حرصت على صياغته بإجماع وطني، وبإشراف أممي، ضامنًا لحكومة توافقية وإصلاحات اقتصادية. لكن أطرافًا خارجية أجهضت الاتفاق، من خلال دفع بعض القوى للانقلاب عليه.
تشكيل حكومة الإنقاذ الوطني (2016) : تم تشكيل الحكومة بالشراكة بين أنصار الله والمؤتمر الشعبي العام، وبمشاركة مكونات أخرى، في خطوة تعكس الحرص على الشراكة الوطنية في ظل العدوان والحصار.
الرؤية الوطنية لبناء الدولة اليمنية الحديثة : وثيقة استراتيجية تؤطر لبناء مؤسسات الدولة على أسس العدالة والاستقلال والشفافية، متاحة للنقاش الوطني ومفتوحة أمام جميع الأطراف.
حكومة التغيير والبناء (2024) : تم تشكيل حكومة وطنية جامعة شاركت فيها كل القوى والمكونات الوطنية المناهضة للعدوان من الكفاءات الوطنية في نموذج شراكة يعزز قيم الولاء للوطن والسيادة الوطنية .
واقع الشراكة في مؤسسات الدولة في المحافظات الحرة
مشاركة المؤتمر الشعبي العام، وبعض التيارات المستقلة، في المجلس السياسي الأعلى ومجلس النواب، وتقاسم المهام الحكومية، دون إقصاء، وفتح المجال لمنظمات المجتمع المدني والنقابات للعمل في بيئة مستقرة نسبيًا، مقارنة بالمناطق الواقعة تحت سيطرة التحالف ومرتزقته، كذلك استمرار الدعوات للحوار الوطني من موقع القوة لا الاستعلاء، وهو ما ظهر في مبادرات القيادة السياسية تجاه الجنوب، وفتح الباب للمصالحة.
العراقيل المفروضة من مرتزقة التحالف
في الوقت الذي تسعى فيه القيادة الثورية والسياسية في صنعاء لتحقيق الشراكة الوطنية، يواصل مرتزقة التحالف إفشال أي مبادرة وطنية، من خلال الارتهان الكامل للأجندة الخارجية، السعودية والإماراتية تحديدًا، ورفض الحوار الجاد، ووضع شروط تعجيزية لأي مفاوضات، وتأجيج النزعة المناطقية والانفصالية، بهدف تقسيم اليمن، والعمل على إضعاف مؤسسات الدولة لصالح تشكيلات عسكرية خارج القانون.
المسيرة القرآنية .. انفتاح لا إقصاء
تنطلق المسيرة القرآنية من قاعدة فكرية تؤمن أن الدولة الحقيقية لا تُبنى بالتحزب الضيق، بل على قاعدة التعاون وفق قوله تعالى: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَىٰ﴾ [المائدة: 2] ، وقد برهنت القيادة الثورية على انفتاحها في أكثر من مناسبة، منها، لقاءات سياسية مع وجهاء الجنوب والوسط، ومبادرات لإطلاق سجناء سياسيين، ومبادلات إنسانية، وقبول مقترحات أممية بوقف إطلاق النار، مع التأكيد على فك الحصار، لا تسليم القرار.
المسيرة القرآنية نموذج سياسي يجمع بين الأصالة الدينية والرؤية المدنية
من أبرز ما يميز المشروع السياسي للمسيرة القرآنية المباركة هو قدرته على الجمع المتوازن بين مرجعية القرآن الكريم كمنظومة قيم وأحكام، وبين متطلبات الدولة المدنية الحديثة التي تستوعب التنوع السياسي والاجتماعي،
في وقت سقطت فيه كثير من المشاريع العربية بين نقيضين، إما دينية مغلقة تتنكر للواقع، أو مدنية علمانية تقطع صلتها بالقيم، استطاعت المسيرة أن تطرح نموذجًا ثالثًا، أصيل في مرجعيته، عقلاني في أدواته، ووطني في أهدافه.
القرآن كمنهج شامل للحكم والإدارة : المسيرة القرآنية لا تتعامل مع القرآن كمصدر روحي فقط، بل كنص توجيهي شامل يغطي، العدالة الاجتماعية، ونظم الحكم، والعلاقات الدولية، والحريات العامة، والاقتصاد والتنمية، فهو قاعدة للتشريع، والإدارة، والتكافل، كما ورد في قوله تعالى: لقد أرسلنا رسلنا بالبينات وأنزلنا معهم الكتاب والميزان ليقوم الناس بالقسط [الحديد: 25]، أي أن الغاية من الرسالة الإلهية هي تحقيق القسط، وهي جوهر الدولة.
الرؤية المدنية في مؤسسات الدولة وممارساتها: رغم الطابع الديني للخطاب، اتجهت القيادة إلى تعزيز إدارة مؤسسات الدولة المدنية والدستورية مثل (مجلس النواب – المجلس السياسي – حكومة مدنية)، كما حافظت على استمرار نشاط الأحزاب الوطنية المناهضة للعدوان ، ضمن الإطار الوطني الشامل ،وشجعت العمل النقابي والمجتمعي في القطاعات التعليمية والصحية والعمالية، كما قدمت رؤية وطنية لبناء الدولة تقوم على مبادئ الحكم الرشيد، لا على الهيمنة الفكرية.
هذه الرؤية المدنية لا تتعارض مع الأصالة القرآنية، بل تنبع منها؛ إذ إن مقاصد الشريعة قائمة على حفظ الإنسان، وصيانة الحقوق، وتحقيق المصلحة.
التكامل بين الهوية والإدارة : الخطاب الرسمي للمسيرة لم يختزل الهوية الإسلامية في الشعارات، بل ترجمها إلى ممارسات مثل تعزيز مبدأ الرقابة والمحاسبة في الإدارة العامة، ومكافحة الفساد بالاستناد إلى مبدأ قرآني: ولا تبغِ الفساد في الأرض [القصص: 77]، وتثبيت ثقافة خدمة الشعب لا التسلط عليه، وكذلك تشجيع التعليم النوعي وتعزيز الهوية الوطنية المستقلة.
وبذلك، فإن هذا المشروع ليس فقط محاولة لملء فراغ السلطة، بل هو رؤية استراتيجية لبناء الدولة الحديثة على أساس من القيم والثوابت القرآنية.
من يرفض الشراكة اليوم .. لا يملك مشروعًا وطنيًا بل مشروعًا مدفوعًا من الخارجفي ظل مساعي القيادة الثورية والسياسية في صنعاء لتعزيز مسار الشراكة الوطنية وفق منهجية المسيرة القرآنية المباركة، تبرز بعض القوى الرافضة لهذا التوجه، والتي تصر على الإقصاء والانقسام وتُعرقل كل محاولات الحوار السياسي الجاد، لكن السؤال الجوهري هنا، لماذا ترفض هذه الأطراف الانخراط في شراكة وطنية؟ هل لأنها تختلف فكريًا مع المشروع؟ أم لأنها لا تمتلك أصلًا مشروعًا وطنيًا نابعًا من الأرض والناس؟
ارتهان سياسي لا خلاف وطني: القوى التي تتمركز اليوم في الخارج أو تتحرك تحت عباءة التحالف الإقليمي، لم تُظهر أي استعداد حقيقي للتفاهم أو حتى الحوار على قاعدة المصلحة الوطنية، لأن قراراتها لا تُتخذ في صنعاء أو عدن أو مأرب، بل في الرياض، أبوظبي، أو واشنطن، وهنا يظهر الفرق الجوهري، أن المسيرة القرآنية تُقدّم مشروعًا من الداخل إلى الداخل، بينما تلك القوى تتحرك من الخارج ولصالح الخارج.
غياب المشروع البديل: المفارقة أن مرتزقة العدوان التي تهاجم المشروع الوطني في صنعاء، لا تقدم بديلًا واضحًا، بل تتبنى، شعارات فضفاضة عن الشرعية والاتحادية والمبادرة الخليجية، دون رؤية اقتصادية، ولا برنامج إصلاح سياسي، ولا تصور للسيادة أو التنمية، وفي المقابل، المسيرة القرآنية وضعت، رؤية وطنية لبناء الدولة، ومشروعًا تحرريًا للاستقلال، وآلية تشاركية في إدارة مؤسسات الدولة، ونموذجًا سياسيًا قابلًا للتطوير.
الارتهان يقف عائقًا أمام أي شراكة حقيقية: الذين يرفضون الجلوس إلى طاولة الشراكة مع صنعاء، لا يفعلون ذلك لأنهم يعارضون بعض التفاصيل أو لديهم تحفظات وطنية، بل لأنهم لا يملكون قرارهم السياسي، ويرتبط بقاؤهم بالدعم الخارجي، ويرون في الشراكة تهديدًا لامتيازاتهم التي يمنحها لهم التحالف، أي أن القبول بالشراكة سيُسقط عنهم ورقة الشرعية الزائفة، وسيُلزمهم بالعودة إلى صناديق الاقتراع، والاحتكام إلى الشعب، وهو ما لا يناسبهم.
شواهد من الواقع السياسي: فشلت حكومة ما يسمى الشرعية في تقديم نموذج إداري فعّال في أي من مناطق سيطرتها، رغم الدعم المالي والعسكري الهائل، وتعثرت اتفاقيات مثل اتفاق الرياض لأن الأطراف الموالية للتحالف لا تتحرك بإرادة وطنية مستقلة، كما تجاهلت تلك الأطراف مبادرات السلام التي قدمتها صنعاء، بما فيها مبادرة فتح الطرق، ووقف إطلاق النار، وتبادل الأسرى.
كل ذلك يؤكد أن مشروعهم ليس مشروع شراكة أو دولة، بل مشروع تمكين مصالح قوى إقليمية واستعمارية على حساب اليمن.
الشراكة تحتاج لمشروع وطني لا ارتباط خارجي : لايمكن لأي شراكة أن تنجح إلا إذا كانت الأطراف فيها تملك قرارها، وتُقدم مشروعًا يخدم الشعب لا الأجندات الأجنبية، وإذا كانت المسيرة القرآنية المباركة قد طرحت مشروعًا واقعيًا نابعًا من معاناة الشعب، ومفتوحًا لكل الأطراف الوطنية، فإن من يرفض الشراكة اليوم، يخشى عودة الدولة المستقلة، ويقاوم قيام نظام سياسي متوازن، لأنه ببساطة لا يملك شيئًا يقدّمه سوى التبعية والارتهان.
شراكة تحت راية الاستقلال
إن مشروع الشراكة الوطنية كما تقوده المسيرة القرآنية المباركة، ليس مشروعًا للمناورة، بل امتداد لمنهج قرآني يسعى إلى إقامة العدل، وإشراك الجميع تحت راية واحدة، راية الحرية والاستقلال والسيادة.
وإذا كان الخصوم يرفضون هذا المشروع فهذا لأنهم لا يتحركون بإرادة وطنية حرة، فإن التاريخ سيثبت أن منطلقات الشراكة التي تُبنى على القرآن الكريم، وعلى فهمٍ عميق للواقع، هي وحدها القادرة على إنقاذ اليمن من التمزق والانهيار.