رداً على ما قاله الطاهر التوم.. على من نُحمّل مسؤولية آلاف المدفونين في القيادة العامة والسلاح الطبي..؟.
تاريخ النشر: 14th, February 2025 GMT
رداً على ما قاله الطاهر التوم..
على من نُحمّل مسؤولية آلاف المدفونين في القيادة العامة والسلاح الطبي..؟.
خالد أبو أحمد
قبل أيام شاهدت مقطع الفيديو الذي تحدث فيه الإعلامي الطاهر حسن التوم بألم شديد حول ” آلاف الشهداء المدفونين في القيادة العامة، وآلاف آخرين مدفونين في السلاح الطبي وهم من العسكريين فقط”.
الطاهر التوم يقول أن هذه المعلومة سمعها من الفريق البرهان..!
فعلا الأمر جلل وكبير جدا ومؤلم للحد البعيد، فلهولاء الآلاف أهل وأسر وأبناء وبنات وجميعهم من أبناء الشعب السوداني، تغمدهم الله في أعلى عليين مع الصديقين والشهداء، وألزم أهلهم وذويهم الصبر الجميل على فقدهم الكبير..!.
أقدر جدا الطاهر حسن التوم مشاعرك الانسانية في تلك اللحظة التي تحدثت فيها عن الضحايا، وعن الدمار الكبير الذي حدث لبلادنا الحبيبة..
لكن… ألم تكن واحدا من كبار الإعلاميين الذين كانوا في قيادة غرفة الطوارئ الإعلامية قبل الحرب وأثناء الحرب؟؟ تديرون الشأن الإعلامي على مستوى تركيا ومصر وقطر وبورتسودان..؟!.
تديرون الإعلام بكفاءة عالية واستطعتم التفوق في جعل الحرب الخيار الأفضل من أول يوم في الحرب، وقد سبق ذلك نجاحكم في التحشيد واللقاءات (الجهادية) وحفلات الانشاد والتهليل والتكبير، ونجحتم في استقطاب الجهلة والرجرجة، تارة بالترغيب في المشاركة في العملية السياسية التي تعقب الحرب، وتارة بتجمعات (الجهاديين) وطفقتم تنشدون أنكم عائدون..!
ستعود ساحات الفداء والإنتماء الإقتفاء بلا قيود
ونعود حتماً بالبشارات ونكمل ما تبقي من وعود …
سنعود في الفجر الجديد ونبتهل لله حمداً بالسجود
سنعود نرسم مجدنا
ونعيد عزة شعبنا
سنعود نسرج خيلنا للمجد
او للعيش في جنة خلود
**
أخي الطاهر حسن التوم..
جميع الشعب السوداني شاهد مقاطع الفيديو المصورة للتصريحات النارية التي صُورت ونشرت خصيصا قبل الحرب بأيام قليلة، وبعضها تم تصويره قبل ساعات من اندلاع الحرب، تحدث فيها الكثير من القيادات (الجهادية) والسياسية، وقلتم بأنكم في انتظار ساعة الصفر..!!.
لذلك عجبا أراك تتحدث بألم شديد وكدت تبكي في ذلك اللقاء التلفزيوني وانت تتحدث عن آلاف المدفونين في القيادة العامة، والآلاف المدفونين في السلاح الطبي، وهل كنتم تتوقعون أن الحرب ستنتج قمحا ووردا وفواكه..؟!.
كل الشعب السوداني إلا من تابعكم كان يرى أنكم تقودون البلاد لهاوية ولمصير محتوم، كان عملكم مُحكّما وبانسجام شديد حيث كانت التعبئة الجهادية والسياسية ومشاركة قواعد التنظيم فيها تسير بشكل ممنهج، وكُلُ رُسم له دور، رفعتم وتيرة الأحداث وجهزتم المجموعة التي تطلق الطلقة الأولى، وتم صرف الملايين من العملات الحرة لاقناع الناس بضرورة اشعال الحرب، تحسبتم لكل شئ إلا شئ واحد لم تتحسبوا له، وهو الآلاف من الضحايا وكأن الحرب نزهة.
نجحتم أخي الطاهر حسن التوم أيما نجاح في ترسيخ الجهل بعواقب الأمور، أبدا لم تفكروا في ماذا بعد اشعال الحرب، خاصة وانت قيادي كبير واعلامي ومؤثر كان يمكن يكون لك موقف مختلف، وقد ظللت طيلة سنوات (الانقاذ) وحتى اليوم تعيش في رغد من العيش، منذ أن صادقت رئيس البلاد في منتصف التسعينات وحتى سقوطه الشنيع في ثورة الشعب الأبية في ديسمبر 2019م.
الطاهر حسن التوم..
السؤال الذي يلح في الأجابة على من نُحمّل مسؤولية آلاف المدفونين العسكريين في القيادة العامة والسلاح الطبي..؟؟!!، دعك من المدنيين الذين أصلا منذ مجئ الحركة المتأسلمة للحُكم هم وقود الحروب التي اشعلتها في بلادنا.؟
من جانبي أحمّل الحركة المتأسلمة هذه المسؤولية التأريخية في مقتل عشرات الآلاف من فلذات أكباد السودانيين في حرب لا ناقة لهم فيها ولا جمل، كما أحملها المسؤولية الكاملة في كل الدمار الذي حدث في بلادنا، كما أحمّل الإعلاميين التابعين لحكومة الأمر الواقع سواء تواجدوا في بورتسودان أو قطر أو تركيا أو مصر كامل المسؤولية عن مقتل عشرات الآلاف من أبناء الشعب السوداني في هذه الحرب الضروس، إن الدور الذي لعبه الاعلام خطر بكثير من كل الأسلحة الفتاكة، ولا زال للأسف هذا الدور مستمر في الحرب، وفي زيادة الكراهية بين فئات الشعب المختلفة وبين قبائله وأقاليمه.
أعتقد أن قادة الحركة المتأسلمة لو سمعوا صوت العقل ما كنا فقدنا هذا الكم الهائل من أبنائنا، وكنا حفظنا بلادنا وامكانياتها، لكنه حُب السلطة والنفس الامارة بالسوء، حيال هذه الكارثة لابد للحركة أن تدفع الثمن عاجلا غير آجل، ولابد من محاكمتها طال الزمن أو قصر، وكل الأدلة والشواهد موجودة على أنها دمرت السودان وسرقت موارده ونشرت الفساد.
كلي ثقة أن الشعب السوداني يوما ما سيأخذ حقه من هذه الحركة المجرمة، وأن كل فرد منها سيدفع الثمن سياسيا كان او عسكريا أو أمنيا أو إعلاميا، وإن ذلك ليس على الله ببعيد لأن دعوات ملايين السودانيين لا يردها الله خائبة، بإذن الله، وسنذكرهم بذلك..
13 فبراير 2025م الوسومالسلاح القيادة العامة المدفونين المدنين خالد أبو أحمد
المصدر: صحيفة التغيير السودانية
كلمات دلالية: السلاح القيادة العامة المدفونين المدنين خالد أبو أحمد
إقرأ أيضاً:
الأمل في الأيدي.. طلبة الطب البشري بغزة ينشرون الوعي الطبي المجتمعي
غزة- من دون تردد، اندفع محمد الشيخ نحو خيمة في "مدرسة غزة الجديدة"، اندلعت فيها النيران نتيجة غارة جوية إسرائيلية أوقعت شهداء وجرحى، وكان لتوه قد أنهى دورة تدريبية في الإسعافات الأولية ومهارات التدخل مع الضحايا.
والشيخ (22 عاما) نازح في هذه المدرسة ويقيم فيها مع أسرته منذ بضعة شهور إثر تدمير منزلهم، ويقول للجزيرة نت "كنت على بعد أمتار قليلة من الغارة التي استهدفت خيمة من بين أخرى كثيرة متلاصقة في ساحة المدرسة، ونتج عنها انفجار هائل وحريق، وارتقى شهيدان وجرح 7 آخرون".
كانت هذه أول تجربة عملية للشيخ، في تقديم إسعافات أولية لجريح منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة عقب السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023.
"بإمكانك إنقاذ حياة"، وقد لمس الشيخ بنفسه قيمة الدورة التدريبية التي انخرط فيها تحت هذا العنوان، عندما تدخل مع أحد جرحى قصف الخيمة وكان ينزف بشدة، ويقول "استحضرت ما تعلمته، وضغطت بشكل مباشر على مكان النزيف باستخدام قطعة قماش نظيفة، ولم أسمح لأحد بتحريك الجريح من مكانه خشية أن يكون مصابا بكسور أو أن يؤدي نقله الخاطئ إلى تفاقم إصابته، ومكثت بجانبه حتى حضرت سيارة الإسعاف".
بعد هذه التجربة أدرك قيمة ما تعلمه، وأهمية تعميم التوعية الطبية بالإسعافات الأولية وآليات التدخل الصحيح مع ضحايا الحرب من جرحى وحتى مرضى في الخيام ومراكز الإيواء.
والشيخ واحد من بين نحو 100 شاب وفتاة، تلقوا تدريبات متقدمة ضمن مشروع "الأمل في الأيدي"، وهو مبادرة تطوعية مجانية لطلبة في كلية الطب البشري في جامعة الأزهر بمدينة غزة.
ويضم هذا المشروع 16 متطوعا، بينهم 9 طلاب و7 طالبات من مستويات مختلفة في كلية الطب، اجتمعوا على فكرة "توعية المجتمع طبيا". ويقول ياسر أبو مريم للجزيرة نت إن الفكرة كانت وليدة المجازر اليومية التي ترتكبها قوات الاحتلال الإسرائيلي في الشوارع والمدارس وخيام النازحين ومراكز الإيواء، وشكلت ضغطا هائلا على المنظومة الصحية الفلسطينية.
إعلانوكانت "مجزرة مطعم التايلندي"، التي ارتكبتها قوات الاحتلال قبل بضعة أسابيع، وأودت بحياة عدد كبير من الشهداء وأوقعت عشرات الجرحى، في منطقة تسوق مكتظة في شارع الوحدة بمدينة غزة، دافعا لهؤلاء الطلبة المتطوعين، الذين صودف وجود بعضهم على مقربة من مكانها، وكان لافتا بالنسبة لهم عدم قدرة الحاضرين على التعامل مع الجرحى.
ويقول أبو مريم (21 عاما)، وهو طالب بالسنة الثالثة في كلية الطب البشري بجامعة الأزهر في غزة، التي تعرضت للتدمير خلال الحرب، "كثيرون يتعاملون مع الجرحى باندفاع لا يستند إلى معرفة طبية، ورغم نيتهم الصادقة والطيبة، فإن تدخلهم الخاطئ قد يضر ولا يفيد، وربما يؤدي إلى فقدان الجريح لحياته".
إلى جانب دراسته للطب، يحمل أبو مريم شهادات تدريب في الإسعافات الأولية حصل عليها من طبيب نرويجي متطوع زار غزة ضمن وفد أجنبي قبل اندلاع الحرب، ومن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، وله تجارب سابقة في المشاركة في مبادرات خيرية لتدريب طلبة المدارس، ورواد المساجد، وفي مؤسسات مجتمعية بمدينة غزة.
وعقب اندلاع الحرب، اضطر للنزوح مع أسرته نحو 10 مرات في المدينة ونحو مناطق جنوب القطاع، وتطوع في "نقطة طبية" داخل مدرسة كانوا يقيمون بها في منطقة "قيزان النجار" بمدينة خان يونس جنوب القطاع، وعندما أجبروا على النزوح نحو مدينة رفح المجاورة تطوع في "نقطة طبية" داخل مخيم النزوح.
وخلال تطوعه، اكتسب أبو مريم خبرات يقول إنه ما كان ليكتسبها في هذه المرحلة من عمره من دون تعامله المباشر مع جرحى الحرب، علاوة على حالات مرضية وبعضها خطيرة، ناجمة عن تداعيات العدوان والحصار وسوء التغذية وقلة الدواء.
وعندما عاد إلى شمال القطاع عقب اتفاق وقف إطلاق النار في 19 يناير/كانون الثاني الماضي، اجتمع شمل أبو مريم مع عدد من زملائه من طالبات وطلاب كلية الطب، وكان من النواة الأولى التي أسست مشروع "الأمل في الأيدي"، لإيمانه بأهمية نشر وتعزيز الوعي الطبي المجتمعي، ومهارات الإسعافات الأولية، ودورها في تدعيم أداء المنظومة الصحية، وتصحيح التصرفات الخاطئة الشائعة في التعامل مع مختلف الإصابات ميدانيا.
إعلانويقول أبو مريم إن الاستهداف اللحظي على مدار الساعة وفي كل مكان من جانب قوات الاحتلال، خلال هذه الحرب غير المسبوقة، يستدعي تعليم قطاعات واسعة بهذه المهارات التي قد تكون كفيلة بإنقاذ حياة جرحى أو مرضى في حال التدخل السليم وفي الوقت المناسب.
اهتمام واسع
ومن الميدان إلى المستشفيات والمنازل، يهتم هذا المشروع التطوعي بنشر مفاهيم "الإسعاف النفسي الأولي"، الذي يهتم بالجريح وذويه في مرحلة الاستشفاء والتعافي. وتقول الطالبة المتطوعة ليان العكلوك (20 عاما) للجزيرة نت إن "شعبنا عظيم ويعاني الويلات جراء هذه الحرب ويستحق من كل منا أن يخدمه في مجال تخصصه".
وتدرس العكلوك في السنة الثالثة بكلية الطب البشري بجامعة الأزهر، وهي ابنة طبيب الأعصاب الفلسطيني المعروف أسامة العكلوك، وقد اختارت التطوع ضمن مشروع "الأمل في الأيدي" انطلاقا من إيمانها بأن "الطب مسؤولية إنسانية".
وهي تدرك الضغوط الهائلة على الكوادر الطبية جراء الاستهداف الممنهج من قوات الاحتلال الإسرائيلي للمنظومة الصحية، الذي أدى إلى استشهاد أكثر من 1400 من الأطباء والممرضين والعاملين في القطاع الصحي، واعتقال وجرح عشرات آخرين، وخروج غالبية المستشفيات والمراكز الصحية عن الخدمة.
وتقول إن هدفها وزملائها في المشروع هو نشر التوعية الطبية المجتمعية، وتصحيح المفاهيم الخاطئة، من أجل تخفيف الضغط عن كاهل الكوادر الطبية في المستشفيات والمرافق الصحية القليلة التي لا تزال تعمل بإمكانيات ضعيفة.
وخلال مشاركتها في الفعاليات التدريبية، لمست العكلوك اهتماما واسعا من المتدربين على تعلم مهارات الإسعافات الأولية، والإسعاف النفسي الأولي، إدراكا منهم بأن الإلمام بهذه المعرفة قد ينقذ حياة جريح أو مريض إذا تم التعامل معه بالطريقة الصحيحة.
إعلانويتشاطر الذكور والإناث هذا الاهتمام، وبحسب العكلوك فإن 50% من الذين انخرطوا في التدريبات كانوا من الفتيات، وبينهن نازحات في الخيام ومراكز الإيواء، وتوضح "لدينا خطة لمواصلة العمل على نشر التوعية على نطاقات أوسع لمواكبة الأعداد الهائلة من الجرحى والمرضى الذين تدهورت حالاتهم الصحية بسبب قلة العلاج والأدوية".