تشرنوبل على شفا الخطر: هجوم على الجدار الواقي يشعل قلقا نوويا
تاريخ النشر: 15th, February 2025 GMT
نشرت صحيفة "إل باييس" الإسبانية تقريرًا تحدث عن اتهام الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لروسيا بالوقوف وراء الهجوم الذي شنته طائرة مسيرة في الساعات الأولى من صباح الجمعة، حيث اصطدمت بالساركوفياغو الذي يحيط بالمفاعل الرابع في محطة تشيرنوبيل النووية شمال أوكرانيا، والتي شهدت أسوأ كارثة نووية مدنية في تاريخ العالم بعد انفجارها في 1986.
وقالت الصحيفة، في تقريرها الذي ترجمته "عربي21"، إنه وفقًا لتقييم أولي نقله زيلينسكي، فقد تسببت الطائرة المسيرة في "أضرار كبيرة" للهيكل الواقي الذي يحول دون انتشار الإشعاع. وأوضح الرئيس الأوكراني أن الاصطدام أدى إلى اندلاع حريق تمت السيطرة عليه وإخماده لاحقًا. وبينما أكد زيلينسكي أن مستويات الإشعاع لم ترتفع بعد الهجوم، شدد على أن "الأوضاع تحت مراقبة دائمة". وأضاف: "البلد الوحيد في العالم الذي يهاجم هذا النوع من المنشآت النووية، ويحتل محطات الطاقة ويخوض الحروب دون مراعاة العواقب هو روسيا الحالية".
في المقابل، نفى المتحدث باسم الكرملين، دميتري بيسكوف، أي مسؤولية لروسيا عن الهجوم، قائلاً: "الجيش الروسي لا يفعل ذلك. لا يقومون بذلك. من المحتمل أن يكون هذا استفزازًا آخر من أوكرانيا". يذكر أن القوات الروسية كانت قد احتلت محطة تشيرنوبيل وأراضيها المحيطة لمدة تزيد عن شهر خلال تقدمها نحو كييف في بداية الغزو الروسي لأوكرانيا في فبراير/ شباط 2022.
بينت الصحيفة أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية (OIEA) أكدت الحادث الذي وقع في محطة تشيرنوبيل عبر حسابها على شبكة "إكس" (سابقًا تويتر)، حيث ذكرت أن "فريق الوكالة في مجمع تشيرنوبيل سمع انفجارًا في الليلة بين 13 و14 فبراير/ شباط، حوالي الساعة 01:50 [بتوقيت إسبانيا]، قادمًا من الساركوفياغو الجديد الذي يحيط بالمفاعل 4، ما أدى إلى نشوب حريق".
وأوضحت الصحيفة أن الوكالة أفادت بأن الخبراء تم إبلاغهم بأن "طائرة مسيرة غير مأهولة اصطدمت بسقف الساركوفياغو الجديد"، وأكدت أن مستويات الإشعاع لا تزال ضمن الحدود الطبيعية. كما أشار رافائيل غروسي، رئيس الوكالة، إلى أن هذا الحادث، إلى جانب "الزيادة الأخيرة في النشاط العسكري حول محطة زابوروجيا"، يعكس استمرار المخاطر التي تهدد الأمن النووي في المنطقة. وقال غروسي: "لا مجال للراحة، والوكالة تبقى في حالة تأهب قصوى".
الساركوفياغو الجديد الذي يحيط بالمفاعل المتضرر في محطة تشيرنوبيل، والذي تم تدشينه في 2016 بتكلفة بلغت 1600 مليون يورو، يضم الساركوفياغو الأول الذي تم بناؤه بعد حادثة 1986. داخل الساركوفياغو، يوجد قلب المفاعل المنصهر وأزيد من 200 طن من المواد المشعة. تم تمويل المشروع من خلال صندوق دولي شاركت فيه 45 دولة، بما في ذلك إسبانيا.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي صحافة صحافة عربية صحافة إسرائيلية تشيرنوبيل النووية روسيا روسيا أوروبا نووي اوكرانيا تشيرنوبيل صحافة صحافة صحافة سياسة سياسة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة صحافة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة محطة تشیرنوبیل
إقرأ أيضاً:
تصاعد العنف المدرسي في أوروبا .. النمسا وفرنسا تدقان ناقوس الخطر
في مشهد مقلق يعكس تصاعد ظاهرة العنف في المؤسسات التعليمية الأوروبية، شهدت كل من النمسا وفرنسا، اليوم الثلاثاء، حوادث مروعة داخل المدارس، أسفرت عن سقوط ضحايا وخلفت صدمة عميقة في الأوساط التعليمية والمجتمعية، ما يسلط الضوء على التحديات الأمنية والتربوية التي تواجهها الدول الأوروبية في الوقت الراهن.
ففي حادثة غير مسبوقة، أدى إطلاق نار داخل مدرسة في مدينة جراتس، جنوب شرق النمسا، إلى مقتل ما لا يقل عن 11 شخصا، بينهم منفذ الهجوم، بحسب ما نقل التلفزيون الرسمي عن وزارة الداخلية.
أوضحت الشرطة عبر منصة "إكس" (تويتر سابقًا) أن "وحدات تدخل خاصة" تواجدت سريعًا في مكان الحادث، بينما تم إخلاء المدرسة بالكامل.
ووفق المعلومات الأولية، فإن منفذ الهجوم هو أحد التلاميذ، أطلق النار على زملائه وأساتذته، مما تسبب في وقوع إصابات بالغة لعدد من الطلاب والمعلمين.
ووصف المتحدث باسم الشرطة، فريتس جروندنيج، ما جرى بأنه "مأساة مروعة"، مشيرًا إلى أن "النمسا ليست معتادة على مثل هذه الهجمات داخل المدارس".
وفي حادثة موازية، هزت فرنسا جريمة طعن مروعة وقعت أمام مدرسة في بلدة نوجان بشرق البلاد، حيث قتلت مشرفة تعليمية تبلغ من العمر 31 عامًا على يد طالب يبلغ من العمر 15 عامًا، وذلك أثناء عملية تفتيش الحقائب عند بوابة المدرسة.
وأسفر الهجوم كذلك عن إصابة ضابط شرطة بجروح طفيفة أثناء محاولته توقيف الطالب المعتدي.
وأعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن حزنه العميق، وكتب في منشور على منصة "إكس": “بينما كانت ترعى أبناءنا في نوجان، فقدت مساعدة تربوية حياتها، ضحية لعنف أعمى. الأمة في حداد، والحكومة تعبأت للحد من الجريمة.”
وتشير هذه الحوادث الدامية إلى تصاعد مظاهر العنف داخل المؤسسات التعليمية الأوروبية، سواء عبر حوادث فردية أو هجمات مسلحة وطعنات قاتلة.
وبالرغم من أن أوروبا كانت تعد من المناطق الأكثر أمانًا في العالم فيما يخص المؤسسات التعليمية، إلا أن العقود الأخيرة شهدت تغيرًا مقلقًا في هذا المشهد، بفعل عوامل نفسية واجتماعية معقدة، من بينها التنمر، تفكك الأسرة، ضعف الرقابة التربوية، وتنامي تأثير وسائل التواصل الاجتماعي في تشكيل السلوك العدواني لدى بعض المراهقين.
ودفعت الحوادث الأخيرة في النمسا وفرنسا العديد من المسؤولين وخبراء التعليم إلى المطالبة بإعادة النظر في السياسات التربوية والأمنية داخل المدارس، وتعزيز آليات الدعم النفسي والاجتماعي للتلاميذ، بالإضافة إلى تشديد الرقابة على الأسلحة والتكنولوجيا المستخدمة داخل الحرم المدرسي.
كما تعالت الأصوات المنادية بضرورة إشراك أولياء الأمور بشكل أكبر في مراقبة سلوك أبنائهم، وتفعيل برامج التوعية بمخاطر العنف وطرق الوقاية منه، من خلال تعاون فعال بين المدارس وأجهزة الأمن والصحة النفسية.