عذراء بنت خالد المياحية

سندريلا عُمان، قريتي الصغيرة الشامخة "وَكَان"، هذه القرية الجميلة تحفة فنية صاغها الرحمن، تشبه قصيدة شاعرية رتبت قوافيها بدقة، كمعزوفة هادئة تأسرك بعذوبة ألحانها، لوحة صماء رُسمت تفاصيلها بكل وضوح، في كل مرة تنظر إليها تشعر بأنك تنغمس بداخل تفاصيلها، وتأخذك إلى عالم آخر.

شهر فبراير من كل عام يتغنى الربيع في قريتي وينتثر في أغصان الأشجار، وعلى الحقول حتى تصحوا شمس الربيع وترمي بثوبها الدافئ على صغارها، وتلقي السلام على أشجار المشمش تلك الأشجار التي تنساب جذورها من عائلة عريقة أشجار معمرة لم ينقطع كرمها، فتكرمنا بمنظرها الساحر في فصل الربيع حيث تتفتح أزهار المشمش في فبراير وترسم لوحة باهية الجمال بيضاء كالثلج، كنوايا الطيبين وكنقاء الصغار، مشهد في غاية الروعة.

عندما تمشي في ممرات قريتي ترى الأشجار المتناثرة على جانبي الطريق، وقد بدأت الأشجار تستيقظ من سباتها الشتوي وأزهرت بأزهار ناعمة البياض والحمرة.

مع مرور النسمات اللطيفة التي تداعب الأغصان تحرك هذه النسمات الزهور ليفوح عذب عطرها في الأرجاء، فترى النحل يتلقى نصيبه من هذه الزهور والفراش ينتقل على عجلة من زهرة إلى أخرى وعصافير تطير هنا وهناك، تراها من أعلى الأغصان وصوتها يملئ الأرجاء.

حقول ممتدة بمحصول البازلاء، بساط أخضر ناعم يمتد على مرمى البصر، فترى من أعلى هذه المحاصيل زهور بيضاء ناعمة وأخرى زهرية اللون، رائعة في انسجامها. قرية هادئة بعيدة عن الضوضاء، تحتضنها الجبال بكل روية، محصنة داخل هذه القمم الشامخة. مياهها عذبة نقية كأميرة ذات عنق طويل، وقامة ممشوقة وتزين وجهها ابتسامة ساحرة.

 عند المساء يهب نسيم بارد برائحة الندى الذي يغطي الأعشاب والنباتات، ويعم السكون على قريتي وتنسدل خيوط الشمس خلف الجبال، ويكتسي الأفق بلون الغروب؛ فيدخل الأطفال إلى منازلهم الدافئة بعد يوم طويل من اللعب، فلا تسمع وقتها إلا حديث الحشرات، هدوء ناعم وطبيعة لها رونقٌ خاص بها.

الربيع في قريتي احتفالٌ بالحياة والجمال والهدوء وهو الأمل والتجدد، حيث تتناغم الفصول في قريتي تناغمٌ تام ليذكرنا كل فصل بروعته التي يضفيها على قريتي، وفصل الربيع يذكرنا بأن الحياة مهما مرت بشتاءٍ قارس، يزينها الربيع بأمل جديد.

المصدر: جريدة الرؤية العمانية

إقرأ أيضاً:

نقل 5 أشجار مُعمّرة في المدينة المنورة إلى مناطق تنمية الغطاء النباتي

المدينة المنورة

قام فريق مختص من المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحر بمنطقة المدينة المنورة بالتعاون مع جمعية فزعة نحا التعاونية الزراعية، بنقل 5 اشجار معمرة في قرية الفريش 60 كجم غرب المدينة المنورة، لأراضي الغطاء النباتي بالمنطقة، من أجل حمايتهم من الإزالة وتوفير بيئة ملائمة لهم للنمو.

وتم اتخاذ قرار نقل 5 أشجار من نوع السمر من أجل توفير الرعاية اللازمة لها في مواطنها الجديدة، ضمن جهود حماية أشكال الحياة البيئية في المدينة المنورة، وخضعت عملية نقل الأشجار المُعمّرة لإجراءات دقيقة للمحافظة على سلامتها، وتقليل الضرر على الأشجار خلال مراحل النقل التي جرت بشكل دقيق.

وتتميز الأشجار المعمرة التي تُصنّف ضمن مجموعة أشجار “الأكاسيا” بأن بعضها يصل عمره لـ100 عام، وقد جرت عملية نقلها بشكل دقيق، حيث خضعت كل شجرة للتقييم للتأكد من مدى تحملها لعملية النقل صحيًا، كما تم توفير معدات خاصة لتنفيذ أعمال الحفر والنقل، وتم تهيئة الموقع الجديد ليكون مناسبًا لهذا النوع من الأشجار حسب ما ذكر في واس.

وتجدر الإشارة إلى أن المركز الوطني لتنمية الغطاء النباتي ومكافحة التصحّر سيتولى متابعة حالة الأشجار، والتحقق من ظهور علامات الاصفرار من عدمه سواء على الأوراق أو الجذوع، وذلك للتأكد من نمو الأشجار بشكل طبيعي .

مقالات مشابهة

  • تقرير أمريكي يذكّر ترامب بمصير العراق ويوصيه بحرب ناعمة على إيران
  • إدارة المشاريع الصغيرة.. دورة تدريبية في ثقافي حمص
  • نقل 5 أشجار مُعمّرة في المدينة المنورة إلى مناطق تنمية الغطاء النباتي
  • تنوع زراعي فريد في قرى جبل شمس.. والخوخ يتصدر الإنتاج
  • الربيع يُفاجئ الجميع.. انخفاض غير معتاد في درجات الحرارة وتحذيرات من شبورة ورياح
  • اضطراب وأسى
  • القطيف تحارب التصحر بزراعة الأشجار والمشاركة المجتمعية
  • للشركات الصغيرة والمتوسطة وفق مجموعة من المعايير .. «قطر للتنمية»: بدء التقديم على «قائمة التميّز»
  • مدائن توقع عقودا مع عدد من المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
  • انخفاض درجات الحرارة مستمر.. الأرصاد تكشف تفاصيل طقس آخر أيام الربيع حتى الأحد المقبل