بوابة الوفد:
2025-10-12@19:39:55 GMT

حذاء سندريلا

تاريخ النشر: 12th, October 2025 GMT

من بين ثمار الإبداع المتناثرة هنا وهناك، تطفو على السطح قطوف دانية، تخلق بنضجها متعة تستحق التأمل، والثناء، بل تستحق أن نشير إليها بأطراف البنان قائلين: ها هنا يوجد إبداع..
هكذا تصبح "قطوف"، نافذة أكثر اتساعًا على إبداعات الشباب في مختلف ضروبها؛ قصة، شعر، خواطر، ترجمات، وغيرها، آملين أن نضع عبرها هذا الإبداع بين أيدي القراء، علّه يحصل على بعض حقه في الظهور والتحقق.

"سمية عبدالمنعم"
 

يقترح عليها اللون الزيتي الغامق، لأنه يجعل القدم أكثر أناقة.
توافق السيدة التي تبدو في العقد الثالث، ليسألها عن مقاس قدمها فتقول: 
_ أربعون. 
يأتي بالعلبة والحذاء بداخلها، يجلس القرفصاء امامها، ليساعدها في القياس. 
تشققات في كعب القدم وزوائد لحمية بارزة لشدة يباس جلدها.
يقف ليقول في سرّه: 
_ إنها لن تحتاج مساعدتي، ستقيسه وحدها_يتابع_ ثم إنها ليست بسندريلا لأجلس القرفصاء أمامها وأساعدها، لا سيما أن مقاس قدمها أربعون، قدمها كبيرة جدا.
تشتري الفتاة الحذاء الزيتي وتقترب منه شاكرة ذوقه الرفيع واقتراحه المميز. ابتسامة جافة منه مع إيماءة بالرأس وكفى. 
فتاة في العقد الثاني من عمرها تطلب منه هذا الحذاء الكحلي. يبتسم لها ويعجبه اختيارها فيسألها عن مقاس قدمها، فتقول:
_ ثمانية وثلاثون.
تتسع ابتسامته، مقاس قدمها ليس بأربعين وهذا مؤشر جيد. 
يأتي بالعلبة وبداخلها الحذاء الكحلي، ليجلس القرفصاء أمامها فهو يريد مساعدتها في قياسه.
ينظر إلى كعب قدمها فلا يوجد أية تشققات فهو وردي اللون، ناعم، بحماس يريد أن يكمل فينتبه إلى أظافر قدمها المطلية بلون فاقع وفي أطراف كل ظفر لون مختلف غامق قرمزي _ يبدو أنها لم تزل اللون السابق بشكل جيد_ يقف منقبض الروح، ليقول بسره:
_لا أحتمل، ثم إنها ليست بسندريلا حتى ألبسها حذاءها، لا سيما أن مقاس قدمها ثمانية وثلاثون، فهي ليست صغيرة. 
تقترب منه الفتاة، لتضع في جيب قميصه بقشيشا وابتسامة رضا على وجهها. 
تدخل مدّرسة ابنته وهي على ما يبدو في بداية العقد الرابع، جميلة، أنيقة، ورزينة. 
يرحب بها فتطلب منه هذا الحذاء بلونه الأبيض ليقترح عليها اللون الأسود، لاعتقاده بأنه سيليق بقدمها وسيضفي عليها أناقة. 
توافق وعند سؤالها عن مقاس قدمها، أجابته:
_ سبعة وثلاثون. 
يأتي بالعلبة بفرح. يجلس القرفصاء ليساعدها، كعب رجلها وردي اللون بلا تشققات ولا زوائد لحمية، أظافر قدمها مطلية بلون وردي هادئ يبدو أنها سندريلا لكن ينتبه إلى معصم قدمها الممتلئ بعروق زرقاء اللون، بارزة تكاد تخفي لون جلدها.
يقف مشمئزا، ليقول بسره:
_لا داعي للمساعدة، ثم إنها ليست بسندريلا حتى أجلس القرفصاء لأجلها.
تقترب المدّرسة لتعبر عن امتنانها له، لأن الأسود يليق بقدمها أكثر من الأبيض. 
جلس والضيق يسكن ملامحه وسؤال واحد يغلبه _ ألا يوجد فتاة واحدة بقدمين أنيقتين كسندريلا؟_ كم كنت أستمتع وأنا أسمع أمي تروي لأختي الصغيرة قصة سندريلا وحذائها.
تدخل سيدة في الخمسين من عمرها تقريبا، تشير لهذا الحذاء الأحمر ذي الكعب العالي.
يستغرب فيسألها:
_لمن سيدتي؟
_ لي.
_ مقاس قدمك؟
_ ستة وثلاثون.
يضع العلبة بجانبها والحذاء بداخلها ويبتعد قليلا، لتقيس كما تشاء.
دهشة تملكته أمام جمال قدمها الصغيرة البيضاء، بلا تشققات، أظافر جميلة مطلية باللون الأحمر، خلخال ذهبي يحيط بمعصم قدمها.
ربما،  يجلس القرفصاء ليساعدها، كانت برشاقة الغزلان قد لبستها وأخذت تذهب وتجئ جميلة أنيقة.
كاد أن يجزم أنها قد أضفت جمالا للحذاء الأحمر من جمال قدمها.
اقترب منها قائلا: 
_ ذوقك رفيع المستوى، سيدتي.
بالكاد ابتسمت قائلة له:
_ ربما.

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: حذاء سندريلا إبداعات الشباب

إقرأ أيضاً:

خبيرة أسرية تفجر مفاجأة: السيطرة في العلاقات ليست حبًا بل اضطراب نفسي

أكدت عبير سليمان، الباحثة في شؤون المرأة، أن مفهوم السيطرة داخل العلاقات العاطفية ليس سلوكًا طبيعيًا أو صحيًا، سواء صدر من الرجل أو المرأة، مشيرةً إلى أنه في جوهره انعكاس لاضطراب نفسي أو نقص داخلي يحاول الشخص تعويضه من خلال التملك أو التحكم بالطرف الآخر.

باحث أسري: التوازن بين الغيرة والسيطرة هو مفتاح العلاقة العاطفية الناضجة خبير أسري: لا توجد علاقة نرجسية بطرف واحد فقط والمشكلة تبدأ بتحول الحب لصراع استشارية نفسية: الشعور بالأمان أهم علامات العلاقة الإنسانية السليمة بين أي طرفين الارتباط المرضي.. كيف يدمّر النفس والجسد؟| استشارية نفسية توضح استشارية نفسية: إدمان العلاقات يشبه المخدرات وأخطر من الفقد نفسه إلهام شاهين: السيسي أعاد لمصر مكانتها في الشرق الأوسط باتفاق شرم الشيخ بعد وقف الحرب| محمد نجاتي: التاريخ سيُسجل ما فعله الرئيس السيسي من أجل فلسطين الموسيقار حسن دنيا: الفن المصري فقد بوصلته بعد ثورة يناير وأغاني المهرجانات أفسدت الذوق العام بعد إحالته للمحاكمة.. الموسيقار حسن دنيا يفتح النار على محمد رمضان (تفاصيل) بعد وقف حرب غزة.. إلهام شاهين: مصر ستظل رمز الإنسانية والضمير الحي للأمة العربية

وأوضحت سليمان خلال مشاركتها في برنامج "خط أحمر" الذي يقدمه الإعلامي محمد موسى على قناة الحدث اليوم، أن بعض الرجال وكذلك بعض النساء قد يستغلون مشاعر الحب كوسيلة للهيمنة والسيطرة، لا بدافع العاطفة الحقيقية، بل بسبب خلل نفسي يدفعهم إلى محاولة فرض الذات أو الشعور بالقوة داخل العلاقة.

وأضافت الباحثة أن العلاقة العاطفية السليمة تُبنى على التكامل والتفاهم لا على السيطرة، لأن الحب في صورته النقية لا يعرف القهر أو التملك، بل يمنح الحرية والأمان للطرفين، لافتةً إلى أن من يلجأ إلى التحكم غالبًا ما يكون يعاني من ضعف في الثقة بالنفس أو تجربة نقص عاطفي سابقة.

وشددت سليمان على أن الحب الحقيقي لا يمكن أن يرتبط بالسيطرة، مؤكدة أن من يحب بصدق لا يذل ولا يُذل، بل يسعى لأن يمنح السعادة للطرف الآخر دون شروط أو تلاعب بالمشاعر.

واختتمت حديثها قائلة: “حين يتحول الحب إلى صراع على السيطرة، يفقد معناه الحقيقي. الحب طاقة نقية لا تحتاج إلى قيود، ومن يحاول فرض سلطته تحت مسمى العاطفة إنما يكشف عن نقص داخلي لا علاقة له بالحب إطلاقًا.”

مقالات مشابهة

  • بارزاني: القانون الانتخابي غير عادل ويجب تغييره والمحكمة الاتحادية ليست دستورية
  • مصر.. ما الهدية التي قدمها وفد النادي الأهلي إلى حسن شحاتة في المستشفى؟
  • استشاري: أغلب أورام الثدي لدى النساء ليست وراثية
  • لطيفة: مصر ليست غربة.. بل حضارة في وجدان كل العرب
  • بالأحمر اللافت.. درة تخطف الأنظار في أحدث ظهور
  • الصين ترد على تهديدات الرسوم الأمريكية : ليست الطريقة الصحيحة للتعامل معنا
  • تقرير أميركي عن بدر: واشنطن ليست عدواً والحشد سلاح أيديولوجي افتقدته دمشق
  • لوك كاجوال.. داليا البحيري تبهر متابعيها
  • خبيرة أسرية تفجر مفاجأة: السيطرة في العلاقات ليست حبًا بل اضطراب نفسي