جائحة أم سم؟ لغز مميت يثير الرعب في قرية صغيرة
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
شهدت أخيراً قرية بادال في وادي كشمير، حصيلة قتلى كبيرة، وكانت كلها وفيات غامضة، أثارت الرعب في المكان، والتساؤلات حول ما إذا كان السبب وراءها جائحة أو سم ما.
وتنقل صحيفة "ميترو"، عن أحد سكان المنطقة، ويدعى نور محمد، روايته لما جرى، حيث يقول: "لقد قضيت حياتي كلها هنا، لكنني لم أتخيل أبداً أنني سأشهد شيئًا كهذا، يبدو الأمر وكأننا نتمزق، أصبح الخوف جزءاً من حياتنا اليومية، لا يمكننا أن نثق في مياهنا أو طعامنا أو حتى الهواء الذي نتنفس".
وكانت بادال ذات يوم قرية مسالمة وهي موطن لأكثر من 3000 شخص في منطقة راجوري في جامو وكشمير، لكنها الآن في قبضة الخوف، إثر وفيات غير مفهومة.
وعلى مدى الشهرين الماضيين، توفي 17 شخصاً، بمن فيهم أطفال وامرأة حامل وأفراد من ثلاث عائلات، في ظروف غير مفسرة، وفي ظل عدم تحديد سبب واضح، ساد الذعر وعدم اليقين.
بدأت الأزمة في 7 ديسمبر (كانون الأول) 2024، عندما مرض فضل حسين البالغ من العمر 40 عاماً وزوجته وأطفالهما الأربعة فجأة بعد حضور حفل زفاف، حيث عانوا من آلام شديدة في المعدة وقيء ونعاس شديد، وفي غضون أيام، توفي الستة جميعاً.
واعتقد الناس أن الكارثة حدثت بسبب تسمم غذائي، ولكن عندما فقد شخص آخر ويدعى محمد رفيق أربعة من أفراد أسرته، ولم يكن أي منهم حضر حفل الزفاف، وفقد صهر فضل، ويدعى محمد أسلم، ستة من أطفاله وخالته وعمه بسبب نفس الأعراض، بعد أكثر من شهر من الحفل، انتشر الذعر في جميع أنحاء القرية.
سرعان ما حولت السلطات انتباهها إلى مصدر المياه في القرية، وهو بئر ماء تقليدي، ووجدت الاختبارات المبكرة آثاراً للمبيدات الحشرية، مما دفع المسؤولين إلى إغلاق إمدادات المياه وفرض تدابير الاحتواء، وتم حظر التجمعات العامة، وتم وضع القرية تحت قيود صارمة، أغلقت قوات الأمن جميع نقاط الدخول والخروج.
لكن مزيداً من الناس أصيبوا بالأعراض، وتنامى القلق، وأطلقت السلطات تحقيقاً واسعاً، ومازال مستمراً.
ويقول الدكتور أمارغيت سينغ بهاتيا: "نحن نبحث في جميع الأسباب المحتملة، بما في ذلك تلوث الغذاء والبيئة، بينما لم تظهر الاختبارات الأولية على المتوفين مستويات خطيرة من المبيدات الحشرية، اكتشف الخبراء سموماً عصبية، وهي مواد كيميائية تؤثر على الجهاز العصبي، ومع ذلك، لا يزال المصدر الدقيق غير معروف".
واقترح بعد أشهر الدكتور أ. س. بهاتيا أن التسمم بالفوسفور العضوي - وهو مبيد حشري سام يستخدم غالباً في الزراعة - قد يكون السبب، حيث اكتشف أن بعض المرضى نجوا عندما تم إعطاؤهم حقن الأتروبين، وهو علاج للتسمم بغاز الأعصاب.
غير أن المنطقة مازالت تعيش دون إجابات حاسمة، وتقول أمينة خاتون، وهي أم لطفلين، بأنها تكافح الخوف الشديد، وتضيف: " لم أتخيل أبداً أنني سأخاف من مشاهدة أطفالي يلعبون. الرعب يستهلك كل شيء. لا نعرف سبباً واضحاً، ويبدو الأمر وكأننا ننتظر حدوث شيء أسوأ".
وتقول الأرملة هاجرا بانو: "يبدو الأمر وكأن المكان بأكمله في حالة حداد، لكن لا يمكننا الاستسلام، لقد فقدنا الكثير من الناس، والخوف خانق، لكن لا يمكنني أن أسمح لهذا الأمر بمنعي من رعاية الناس".
ذلك ويؤكد المسؤولون أنه لا يمكن استخلاص الاستنتاجات النهائية إلا بعد تأكيد نتائج المختبر بعد محاولات العلاج بحقن الأتروبين، حتى ذلك الحين، يظل السبب غير معروف.
المصدر: موقع 24
كلمات دلالية: آيدكس ونافدكس رمضان 2025 عام المجتمع اتفاق غزة إيران وإسرائيل غزة وإسرائيل الإمارات الحرب الأوكرانية غرائب
إقرأ أيضاً:
شرطة الهجرة الأمريكية تثير الرعب والغضب في لوس أنجلوس
لوس انجلوس (الولايات المتحدة)"أ ف ب": لسنوات طويلة، لم تكن الشرطة الأميركية المعنية بشؤون الهجرة معروفة كثيرا من الرأي العام، لكن اسمها المختصر "آيس" بات اليوم في كلّ الأذهان منذ أن حوّل دونالد ترامب هذه الوكالة الفدرالية ذراعا مسلّحة لسياسته المعادية للمهاجرين.
بعد مغيب الشمس في لوس أنجلوس، تثير مجموعة من حوالى خمسين شخصا ضجيجا غير اعتيادي مع التطبيل على طناجر معدنية والنفخ في أبواق أمام فندق ينزل فيه عناصر من شرطة الهجرة. ويرفع المتظاهرون شعارا مستفزّا هو "لا نوم لآيس".
ويقول ناثانايل لاندافيردي وهو يضرب على مقلاة "يرهبون مجتمعنا طوال النهار. ولماذا ينعمون بنوم هانئ ليلا؟".
وعلى غرار الكثيرين من سكان كاليفورنيا، يشعر الشاب الحائز إجازة في علم النفس بالغضب إزاء عمليات التوقيف العنيفة التي تطال مهاجرين غير نظاميين منذ مطلع يونيو بأمر من إدارة الرئيس دونالد ترامب.
وأثارت مشاهد لعناصر من "آيس" ملثّمين ويحملون بنادق هجومية أحيانا وهم يطاردون المهاجرين ويكبّلون أياديهم بالأصفاد في المحاكم والمزارع ومحطّات غسل السيارات، موجة من الخوف والغضب.
وتنامى الجدل في الأيام الأخيرة في ظلّ توقيف مواطنين أميركيين بتهمة عرقلة عمل شرطة الهجرة. وحصلت هذه التوقيفات في لوس أنجلوس وطالت أيضا شخصا في نيويورك.
ويأمل لاندافيردي أن "يجعلهم الحرمان من النوم يعملون بفعالية أدنى ويمسكون بعدد أقلّ من الأشخاص".
ويرقص حوله عشرات الأشخاص وسط جلبة كبيرة أمام الفندق. وتصرخ امرأة في مكبّر للصوت، في حين يبثّ رجل يضع خوذة عازلة للضوضاء أزيزا عاليا.
وعند تقاطع الطرق، يرفع متظاهرون لافتاتهم المكتوب عليها "لا راحة لآيس" و"آيس خارج لوس أنجلوس". ويطلق سائقون أبواقهم إعرابا عن تأييدهم لهم. وتقول جولييت أوستن معلّمة الرقص البالغة 22 عاما وهي تعزف على آلة أكورديون زرقاء "هم يمزّقون عائلات ومن الفظيع رؤية ذلك في مجتمعي. لا يحقّ لهم أن يناموا إن كانوا يفعلون ذلك هنا".
- "شرطة سرّية" -
انتخب دونالد ترامب رئيسا لولاية جديدة إثر حملة انتخابية تعهّد فيها طرد ملايين المهاجرين غير النظاميين في الولايات المتحدة.
غير أن سياسته المناوئة للهجرة لا تلقى إجماعا في بلد تقوم أجزاء كاملة من اقتصاده على اليد العاملة المنخفضة الكلفة التي يؤمنها العمال الأجانب في وضع غير نظامي.كما يشكّل الأسلوب العنيف لعناصر إنفاذ القانون محطّ جدل. ويحضر عناصر "آيس" ملثمين، في ممارسة شرعية لكنها غير اعتيادية في البلد.
والشهر الماضي، تساءل الباحث والتر أولسون من معهد "كيتو" البحثي الليبرالي المعروف بميوله اليمينية "متى سيصبح لدولتنا شرطة سرّية؟"ولفت إلى أن "جعل المداهمات المنفّذة من عناصر ملثّمين ممارسة سائدة يندرج بالنسبة إلى إدارة ترامب في سياق مجهود أكبر للإفلات من أيّ مسؤولية في ما يخصّ أفعالا قد تكون مخالفة للقانون أو للدستور".
وفي كاليفورنيا، قدّم إلى البرلمان مشروع قانون تحت شعار"لا شرطة سرّية" ينصّ على حظر وضع اللثام على قوى الأمن، بمن فيهم العناصر الفدراليون.وندّدت إدارة ترامب من جهتها بهذا المشروع، مؤكّدة أن وضع اللثام ضروري لحماية عناصر "آيس" من ردود انتقامية محتملة.وتحظى هذه الوكالة الفدرالية بدعم ثابت من الرئيس الجمهوري الذي أشاد قبل بضعة أيّام بما يتحلّى به عناصرها من "قوّة مذهلة وعزم وبسالة".لكن في لوس أنجليس، يتعهّد بعض السكان بعدم الاستسلام في وجه "آيس".
وتقول جولييت أوستن "هم بالنسبة لي نسخة حديثة في أميركا من الغستابو"، أي الشرطة السرية في عهد الرايخ الثالث في ألمانيا.
وتضيف "هذه المدينة ليست مدينة يمكن التلاعب بها. ولن ندع ذلك يحصل. ونحن لن نكلّ".