المرشد الإيراني أسد على العراق وارنب أمام أمريكا
تاريخ النشر: 17th, February 2025 GMT
آخر تحديث: 17 فبراير 2025 - 9:26 ص بقلم: جمعة عبدالله تغيرت موازين القوى والمعايير بشكل استراتيجي على أيران, بعد خسارة سورية ولبنان , بالهزيمة الشنعاء , التي كسرت ظهر البعير , وأيران خسرت نفوذها كلياً في هاتين الدولتين , وانهزمت اذرعها وذيولها كالفئران المذعورة , خوفاً من الابادة والموت , ليس ان ايران تكبدت خسارة حولي 30 مليار دولار كدين رسمي على النظام الساقط بشار الأسد , بل النظام الجديد في سورية يطالب ايران بتعويض بعشرات المليارات الدولارية , لان ايران سببت بشكل فعلي واساسي , في دمار وخراب المدن السورية , وكذلك فقدت ايران المئات العقارات والشركات التي كانت تمول الاقتصاد بشكل الحيوي , حيث كانت تحصل سنوياً على المليارات الدولارية لتصب في الشريان الاقتصاد الايراني , وزاد الامر فداحة حتى التمثيل والعلاقات الدبلوماسية متوقفة تماماً , وكذلك الحال بالنسبة الى لبنان وحزب الله , حيث سقطت وتهاوت دويلة حزب الله العميقة , التي شيدت بالمال الإيراني , وكان حزب الله اللبناني يتحكم بكل صغيرة وكبيرة في الشأن اللبناني , كان سلاح حزب الله يمثل السيف المرعب المتسلط على الطوائف اللبنانية الاخرى , لقد خرجت ايران بخفي حنين من سورية ولبنان , ولم يبقٍ لها , سوى الوصاية والنفوذ على العراق بواسطة الحشد الشعبي , الذي يطلق عليه في إيران : حشدنا الشعبي والرئة التي يتنفس منها نظام ولاية الفقيه , الذي يتحكم بمصير ومستقبل العراق , ولا يمكن إلى اي قرار سياسي وقانوني ان يمر دون توقيع المرشد الإيراني عليه بالرفض أو القبول , لذلك يرفض بشكل قاطع فكرة حل الحشد الشعبي حتى سماعها , لان الحشد الشعبي يمثل بوابة إيران الرئيسية , واذا خسر الحشد الشعبي , يعني خسارة الوصاية والنفوذ الايراني في العراق , يعني ذلك بكل بساطة سقوط وتهالك نظام ولاية الفقية , امام التحديات الخطيرة التي تجري في المنطقة ضده , وهذا يضعه امام عواصف كثيرة , من شأنها ان تفجر المد الشعبي الوسع داخل ايران ضد حكم الملالي , ويمكن احترق ورقته كلياً , لذا فأن الدرس السوري واللبناني , يحاول النظام الايراني , ان يتجنبه في العراق حتى بتشديد القبضة الحديدة والارهاب والقتل , لكل منْ ينتقد الدور الايراني المتنفذ في العراق , ومجي ترامب على رئاسة امريكا , يمثل البعبع المخيف والمرعب , الذي يقلق نظام ولاية الفقيه يومياً , ويدركون خطورته على الشأن الداخلي وعلى الاقتصاد الايراني بالذات , الذي يعتمد على سلة العنب العراقية , ويدرك ترامب ذلك , ويسعى الى سد هذا المنفذ الاقتصادي , ويحرم ايران من سلة العنب العراقية , التي تعطيه اكسير الحياة الى الاقتصاد ايران المتهالك , وبدأت الاجراءات الفعلية تصب في هذا الاتجاه , بدأت بالتوقف على الاستثناءات بشراء الغاز الايراني لتشغيل الطاقة الكهربائية , بمنع شراء الغاز الايراني الذي يكلف العراق سنوياً 6 مليار دولار يضعها في جيب ايران , بالرغم ان العراق يملك الغاز الذي يشغل المولدات الطاقة الكهربائية , ولكن القرار الايراني بمنع استخدام الغاز العراقي المتوفر , والمسألة الاخطر , ايقاف بيع النفط الايراني بحجة انه نفط عراقي في الاسواق العالمية , واذا لم يمتثل العراق الى هذا الاجراء سيطلب ترامب من منظمة الاوبك خفض حصة العراق النفطية , التي تبلغ حاياً حوالي 3,5 مليون برميل يومياً , ونعرف ان ترامب هدد بلدان المنتجة للنفط ( الاوبك ) بخفض الاسعار , وإلا اغرق الاسواق العالمية بالنفط الامريكي , مع العلم ان الموازنة السنوية العراقية حددت سعر النفط بحوالي 73 دولار للبرميل الواحد, وندرك عمق الازمة اذا كان سعر النفط عالمياً اقل من هذا السعر المحدد .
ان ايران تدرك تماماً حجم الاخطار الهائلة عليها , لذلك تتفادى هذا المأزق الكبير مع امريكا , وتسعى جاهدة بطلب المفاوضات المباشرة مع أمريكا بشأن المفاعل النووية الايرانية , كما صرح به رئيس جمهورية إيران , وانه يتطلع الى حل اشكالات المفاعل النووية ان تكون سلمية بدون انتاج السلاح النووي , لكن ترامب قالها صراحة , اما الامتثال الكامل الى الشروط الامريكية للحل , واما ان يوعز الى اسرائيل بضرب المفاعل النووية , لأن انتاج السلاح النووي الايراني خط احمر الى امريكا وإسرائيل , وخاصة ان ايران لا تملك المضادات الجوية حالياً , بعدما ضربت اسرائيل في هجومها الاخير اربع قواعد للصواريخ س س 300 الروسية , يعني الاجواء الايرانية سهلة جداً الى ضرب المفاعل النووية , وخاصة بعد تزويد اسرائيل مؤخراً بصواريخ زنتها كل واحد منها طنين , باستطاعتها اختراق الجبال الى مسافة 80 متر تحت الارض , لذلك غيرت ايران سياستها في المنطقة من العداء وتصدير الثورة الى المنطقة , الى الحمل الوديع المسالم الذي يود السلام والعلاقات ذات الاحترام المتبادل , الذي يحترم جيرانه في المنطقة والعيش بسلام دائم , وبدأ نظام ولاية الفقيه يتملق الى النظام السعودي ( العدو الاساسي ) يدعوه اخذ زمام المبادرة , ان يساهم في دور الوسيط بين إيران وأمريكا , مثلما يساهم بدور الوسيط واحتضان مؤتمر السلام في السعودية , بين روسيا وامريكا , في عقد مؤتمر السلام في السعودية يجمع بوتين وترامب في مسالة انهاء الحرب الاوكرانية الروسية . كل المؤشرات تؤكد بأن ايران تتشبث في دورها في العراق بكل السبل والامكانيات حتى الرمق الاخير , لأن خسارة العراق يعني تهالك نظام ولاية الفقيه , يعني خسارة الرئة العراقية . يعني الموت اختناقاً .
المصدر: شبكة اخبار العراق
كلمات دلالية: المفاعل النوویة الحشد الشعبی فی العراق ان ایران
إقرأ أيضاً:
العراق يتمسك ب «التأهل المباشر» أمام كوريا الجنوبية
بغداد (أ ف ب)
يتمسك منتخب العراق لكرة القدم بأمل الفوز على ضيفته كوريا الجنوبية الخميس، للإبقاء على حظوظه بالتأهل المباشر إلى نهائيات كأس العالم 2026.
وتقام المباراة على ملعب البصرة الدولي «جذع النخلة»، ضمن الجولة التاسعة قبل الأخيرة، من تصفيات الدور الثالث للمجموعة الثانية لقارة آسيا.
ويتعين على العراق عدم التفريط بنقاط المباراتين أمام كوريا ثم الأردن في عمّان الثلاثاء، لضمان الابتعاد عن الملحق القاري وبلوغ النهائي للمرة الثانية في تاريخه بعد 1986.
ويحتل العراق المركز الثالث (12 نقطة)، بفارق أربع نقاط عن كوريا الجنوبية المتصدرة ونقطة عن الأردن الثاني، فيما يتقدم على عُمان بنقطتين.
ويخوض ثالث ورابع كل مجموعة منافسات الملحق الإضافية، في ظل وجود ثمانية مقاعد ونصف لقارة آسيا.
ويعول العراق على التغيير الفني بعد الخسارة ضد فلسطين في عمّان 1-2، بإقالة مدربه الإسباني خيسوس كاساس والاستعانة بالأسترالي جراهام أرنولد.
واكتفى العراق بمعسكر تدريبي انطلق في 25 من الشهر الماضي في البصرة، دون خوض مباريات تجريبية.
وبحال فوز الأردن على عُمان وخسارة العراق أمام كوريا سيتأهل الأردن مباشرة للمرة الأولى في تاريخها.
ويغيب عن العراق المهاجم أيمن حسين (الخور القطري) لإيقافه، إضافة إلى إصابات زيدان إقبال (أوتريخت الهولندي) وأمجد عطوان (زاخو) ومنتظر ماجد (هاماربي السويدي) ومصطفى سعدون (القوة الجوية).
غير أن أرنولد استدعى علي الحمادي (ايبسويتش تاون الإنجليزي) المهاجم الشاب محمد جواد الذي لفت الأنظار في دوري نجوم العراق من (القوة الجوية)، إلى جانب إعادته للاعبي الوسط محمد قاسم (النجف) وحسن عبد الكريم (الزوراء) وسجاد جاسم (الشرطة).
ويراهن العراق أيضاً على إمكانات يوسف الأمين (الوحدة السعودي)، وإبراهيم بايش (الرياض السعودي)، إضافة إلى متصدر قائمة هدافي دوري نجوم العراق مهند علي (الشرطة)، فضلاً عن لاعب الوسط أمير العماري (كراكوفيا البولندي)، وعلي جاسم (الميره سيتي الهولندي)، بمقابل الاستقرار على حارس المرمى، وقائد الفريق جلال حسن ولاعبي الدفاع الذي تم تعزيزه بعودة سعد ناطق (الطلبة).
ويعتقد اللاعب الدولي السابق باسم قاسم أن «ما ينقص منتخبنا الوطني من الناحية الفنية، قبل مواجهة كوريا الجنوبية، هو عدم خوض منتخبنا مباريات تجريبية في عهد أرنولد».
وتابع قاسم، لاعب العراق في مونديال المكسيك 1986: «كان على المدرب الجديد للعراق أن يشاهد مستويات اللاعبين بشكل مباشر، في ظل وجود الوقت الكافي لإجراء مباريات دولية لتقييم أدائهم».
أضاف: «مع ذلك فإن المنتخب العراقي لديه القدرة على مواجهة كوريا الجنوبية وتقديم أداء جيد بفضل إمكانيات لاعبيه وتسليحه بعاملي الأرض والأجواء، إضافة إلى الجمهور، ناهيك عن أن نتائج المنتخب الكوري في التصفيات عليها الكثير من علامات الاستفهام والمستوى الفني ولد ضغوطات كبيرة تجاهه».
وبيّن أن «المدرب أرنولد شاهد اللاعبين عن قرب في الوحدات التدريبية عن قرب وشخص العديد من النقاط لكنها غير كافية في رأيي».
وأوضح أن «بلوغ نهائيات كأس العالم 2026 مباشرة من المجموعة الثانية وتحقيق طموحات الجماهير العراقية، أسهل بكثير من الدخول في عنق الزجاجة، حيث الملحق القاري المؤهل إلى المونديال، بسبب تقارب المستويات وغياب التعويض وإقامة المباريات خارج أرضنا».
وأكد مدرب الطلبة البغدادي: «في اعتقادي الشخصي أن بارقة أمل ترشح العراق من دون عناء الملحق ستكون بأيدينا، فالفوز على كوريا الجنوبية والأردن في الجولتين الأخيرتين واختزال كافة العوامل سيكون فرصة للابتعاد عن سيناريوهات معقدة، أما الملحق فإنه يعني أن هناك تراكماً للنتائج السلبية من الناحيتين الفنية والإدارية، وربما يبعثر جميع الأوراق».